محمد عبد اللطيف دراز

من ویکي‌وحدت
محمد عبد اللطيف دِراز
الاسم محمّد عبد اللطيف دِراز
الاسم الکامل محمّد عبد اللطيف دِراز
تاريخ الولادة 1890م/1307ق
محل الولادة محلة دیای (مصر)
تاريخ الوفاة 1977م/1397ق
المهنة عالم دین ، سیاسی، حکمدار قاهره
الأساتید
الآثار
المذهب سنی

محمّد عبد اللطيف دِراز: من علماء الأزهر السياسيّين، وأحد الأعضاء المؤسّسين لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة.

الولادة

ولد سنة 1890 م في قرية «محلّة دياي» بمحافظة كفر الشيخ>

الدراسة

وحفظ القرآن في قريته، ثمّ أرسله والده إلى‏ معهد الإسكندرية الديني، وحصل على شهادة العالمية عام 1916 م، ودرّس بعض الوقت، ثمّ فصله إسماعيل صدقي أربع سنوات ابتداءً من سنة 1931 م لعلاقة دراز مع النقراشي الذي كان وقتئذٍ من أقطاب الوفد>

النشاطات

وشارك في مظاهرات عام 1935 م، وانتخب عضواً لمجلس النوّاب في عام 1945 م، وتصدّى لمشروع قانون يقيّد من حرّية الصحافة.
وبعد ثورة يوليو عيّن وكيلًا للأزهر الشريف عام 1952 م، فمديراً له وللمعاهد الدينية، كما انتخب عن قريته لمجلس الأُمّة عام 1957 م.
وهو أحد مؤسّسي «جمعية الشبّان المسلمين»، ومن أنبه تلاميذه الشيخ أحمد حسن‏
الباقوري الذي تزوّج من ابنته.
وقد عرف عن الشيخ دراز كفاحه وبطولته في مواجهة الاحتلال الإنجليزي على جميع الجبهات في ساحة الأزهر، وكان أوّل من رفع شعار الهلال مع الصليب أثناء ثورة 1919 م لتحقيق الوحدة الوطنية بين عنصري الأُمّة، فاعتقل وأُبعد عن القاهرة أكثر من مرّة.
وله باع طويل في السياسة المصرية على مدى نصف قرن، منذ أن بدأ حياته السياسية عام 1910 م بالحزب الوطني القديم حتّى‏ كوّن جماعة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية، وتولّى‏ منصب «حكمدار» القاهرة إلى‏ جانب عمله كقائد للحرس الوطني الذي أنشأته ثورة 1919 م، على الرغم من أنّه ظلّ مرتبطاً ومتحمّساً للحزب الوطني القديم بعد انتهاء ثورة 1919 م بإعلان استقلال مصر وإعلان دستور 1923 م، فذهب في تحمّسه هذا إلى أبعد مدى، حتّى إنّه خاصم كلّ الأحزاب وكلّ الزعماء، وعلى رأسهم سعد زغلول.

الآثار

وقد نشرت له مجلّة «رسالة الإسلام» القاهرية بعض المقالات، منها: الإسلام- الأزهر- التقريب، الأزهر ووزارة المعارف، الحروب الصليبية في شكل جديد.
وقد كتب داعياً إلى‏ ضرورة العمل على جمع كلمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتصفية الخلافات بينهم بعرضها على كتاب اللَّه وسنّة رسوله صلى الله عليه و آله وما كان عليه السلف الأوّل من المؤمنين.
وذكر: أنّ المسلمين متّحدون في الواقع غير مختلفين، فالأُصول واحدة، والوسائل واحدة، وما الخلاف إلّافي التطبيق، وإذا جاز اختلاف المسلمين في الفقه والفروع، فكان منهم الحنفي والمالكي والحنبلي والشافعي والزيدي والإمامي، وأزال اللَّه تعالى في هذا العصر ما كان بينهم من عداوة وبغضاء، فلم لا يجوز بينهم اختلاف هادئ فيما هو وراء الأُصول المتّفق عليها من ألوان المعارف الفكرية التي ليست من العقائد؟!
وله في التقريب: «بزغت شمس الهداية الإسلامية من هذا المشرق على حين فترة من الرسالات وضلالة من الناس، واختلاف بالأهواء والشهوات، وظلم من الأقوياء للضعفاء، واستبداد من الحاكمين بالمحكومين، وسيطرة لقوى الفساد وعوامل الضعف والانحلال، وتردٍّ في مهاوي الرذيلة، أصبح به الإنسان الناطق أحطّ درجة من الحيوان الأعجم، واضطربت به شؤون الحياة، واختلفت موازينها، ووقف به العلم على شفا حفرة من النار والدمار.
فلمّا بزغت هذه الشمس الساطعة بدّد اللَّه بها هذا الظلام الدامس، وأحيا بها تلك القلوب الميّتة، وسلّط شعاعها الوهّاج على كلّ ناحية من نواحي الحياة، وألّف بها بين المتنافرين، وأصلح بين المتخاصمين، وأسفل العداوات التي أنهكت القوى، وأنزع السخائم التي عطّلت المواهب وطغت على العقول، فإذا أُمّة ناشئة فتية متّحدة متعاونة، ترفع بيمينها راية الإصلاح العالمي في العقيدة والشريعة والنظام والسياسة والعلم والأخلاق، وتهدي للتي هي أقوم، وتنادي بالحقّ والعدل، وتحارب الفساد والظلم، وتعلن لأوّل مرّة حقّ الإنسان في أن يعيش حرّاً كما خلقه اللَّه، وحقّ العقل في أن ينطلق حرّاً في مجال الكون يفكّر ويتتبّع ويستقري فيستدلّ ويستنبط، وحقّ المجتمع في نعمة الأمن والطمأنينة والقرار.
انطلق المسلمون يحملون هذه الراية، وينشرون هذه الرسالة، فتفتّحت أمامهم أبواب العالم، وانطوت فيهم المدنيات. وتمثّلت في ثقافتهم الثقافات كما تتمثّل في جني النحل أزاهير النبات وأعاصير الثمار، وولجوا بالقرآن كلّ باب، واستجلّوا بالسنّة المطهّرة كلّ غامض، وكانت عقولهم صافية، وقلوبهم صافية، فلم تعبث الأوهام والخرافات بالأُولى، ولم تفسد الأضغان والأحقاد بالثانية،
فكانوا في العلم والفكر هداة راشدين، وفي التعاون والتضافر على الحقّ والخير مثلًا عالياً للمتّقين، ووقف العالم ينظر إليهم مذهولًا مشدوهاً، وأحسّ أرباب السلطان وأعوان الطغيان بالأرض تميد تحتهم وتضطرب بهم، وأدرك الباطل والفساد أنّ قوّة لا تقاوم تزلزل عليهما عرشهما وتقوّض بناء هما، وأنّ مصيرهما أمام هذه القوّة الانهزام والاندحار أو التسليم والاستخذال، فآثر الأُخرى على الأُولى، وخفضا رأسيهما إلى حين، حتّى إذا واتتها الفرصة حين أثمرت عوامل التفرّق الأوّل بين المسلمين‏
ثمارها وتقطّعت الأواصر واستلّت سيوف الأُخوة على الأُخوة، بدا قرن الفتنة، وتحرّكت الأفاعي الكامنة المتلبّدة،
وانطلقت من مكامنها، تلبس لباساً يواري سوآتها، وتظهر في صور شتّى وألوان مختلفة، مرّة في السياسة بإثارة الأحقاد وبثّ الفتن والمكائد وإذكاء نيران العصبية وتخوّف كلّ فريق من الآخرين، ومرّة بإفساد العلم والفكر عن طريق الوضع والافتراء والتأويل الفاسد وإثارة الشبه والخوض فيما نهى اللَّه ورسوله عنه وتحرّج المسلمون الأوّلون منه، وبهذه وجدت الأحزاب السياسية،
وانبعثت العداوات القديمة والإحن الماضية من مراقدها، وتفرّقوا شيعاً، فكلّ قبيلة فيها أمير المؤمنين ومنبر!
وقد شهدت الأُمّة الإسلامية مع هذا نوعاً من أنواع الخلاف والتفرّق هو خلاف الأتباع والمتعصّبين للأُمّة الذين التزموا مذهب من المذاهب بعينه ديناً لا يجوز للمسلم أن يخالفه، وأدرجوا ذلك في حكم العقائد، ورتّبوا عليه مسائل بحثوا فيها حكم من قلّد غير الأربعة، ومن قلّد غير إمامه حتّى من الأربعة، ومن لفّق في العبادة أو المعاملة بين مذاهب عدّة، ومن أفتى بغير الراجح أو المعلول عليه أو المفتى به، أو بتعبير أدقّ: بغير ما وصف في الكتب بأنّه كذلك، إلى غير ذلك من المسائل التي ما آثارها إلّاالعصبية المذهبية، والتي قامت بنصيبها في تفريق الأُمّة الإسلامية.
بات المسلمون من ذلك كلّه في ضعف،
وقاسوا منه أهوالًا شداداً، وأدرك المخلصون من أبناء هذه الأُمّة أن لا نجاة لها ممّا وقعت فيه إلّاإذا عادت إلى ما كانت عليه في عهدها الأوّل، حين كان الشمل مجتمعاً، والعلم صافياً، والدين واضحاً، والمرجع كتاب اللَّه وسنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله التي صحّت روايتها واستقامت دلالتها، ينزل على حكمتها المختلفون، ويصطلح عليها المتخاصمون».

الوفاة

توفّي سنة 1977 م.

المراجع

(انظر ترجمته في: موسوعة ألف شخصية مصرية: 513، تتمّة الأعلام 2: 189- 190، إتمام الأعلام: 383- 384، نثر الجواهر والدرر 2: 1324، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 123- 126).