عبد المجيد عبّاس
الاسم | عبد المجيد عبّاس |
---|---|
الاسم الکامل | عبد المجيد عبّاس |
تاريخ الولادة | |
محل الولادة | |
تاريخ الوفاة | |
المهنة | رئيس مكتب أهل البيت عليهم السلام الإسلامي الشرعي في مدينة حمص |
الأساتید | |
الآثار | |
المذهب |
الشيخ عبد المجيد عبّاس يحيى: أحد الوجوه العلمائية البارزة في سوريا، وهو رئيس مكتب أهل البيت عليهم السلام الإسلامي الشرعي في مدينة حمص، وإمام الجمعة فيها.
عُرف بأنّه رجل التقريب في المدينة، فهو لا يزال يدعو للوحدة بين المسلمين كخيار استراتيجي لا تكتيكي منذ عقود من العمل التبليغي في المنطقة.
يقول في لقاء أجرته معه مجلّة «المرفأ»: «بدايةً ينبغي أن نفرّق هنا بين القيمة التي حاول الدين الإسلامي كنظام اجتماعي ترسيخها في المجتمع، وبين الحالة التي يرزح تحتها المجتمع المسلم... وبعبارةٍ أُخرى: أن لا نخلط بين عظمة النظرية والفشل في تطبيقها، فالمجتمع المسلم بات يعيش إحدى أكثر المراحل ظلاماً في مسيرته الحضارية؛ إذ لا يخفى على أحدٍ ذلك الانقسام والتمزّق الذي تعيشه بعض طوائف هذا المجتمع، ممّا أودى به إلى مهاوي التكفير والعنف وسفك الدماء!
ويذكّرنا هذا الحال بقول أمير الكلام علي عليه السلام مخاطباً قومه المشابهين لقومنا اليوم:
«إنّه ليُميت القلب ويجلب الهمّ اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم، فقيحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزَون ولا تَغزُون، ويعصّ اللَّه وترضون!».
وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث انقلب المجتمع مزقاً ودويلات، وسكر أبناؤه بخمرة الفوارق والخصوصيات، فأقعدتهم حالة الفرقة والخلاف هذه، وأوقع بينهم الشيطان الأكبر والأصغر العداوة والبغضاء، وأثار الفتن والنعرات المذهبية، وجعل بأسهم بينهم! فحوّلوا الاختلاف والتنوّع الفكري والثقافي الذي يمنح الإسلام طاقة تطوّرية خلّاقة قادرة على مواكبة مستحدثات الأُمور ومستجدّاتها في كلّ زمان ومكان عبر الأجيال والحضارات المتعاقبة، خصوصاً إذا علمنا أنّ الأيّام حبالى بلون كلّ عجيبة... حوّلوا ذلك إلى خلاف عقيم مميت لدينهم ودنياهم، متناسين نبيّهم صلى الله عليه و آله حين قال بأنّ:
«اختلاف أُمّتي رحمة».
إنّ المولى الكريم قد جعل للمسلمين منهجاً بيّناً ومحوراً جامعاً يستند إليه الجميع، وهو قول في القرآن الكريم: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ (سورة النساء:
59)، ثمّ إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (سورة الإسراء: 9)، ولهذا فإنّ النزاع واستحكامه إذا كان وارداً وحاصلًا بين غير المسلمين فلا مبرّر له بينهم، وللَّه على
الناس الحجّة البالغة.
وإذا كان المولى سبحانه قد شخّص داء هذه الأُمّة الإسلامية وألمح إلى سرّ ضعفها أمام التحدّيات الكبرى التي جعلت دماء المسلمين تسيل أودية في معظم أصقاعهم، فباتت تداس مقدّساتهم ظلماً وعدواناً في بلادهم استخفافاً واستهانة بهم، وأنّ سبب ذلك كلّه هو التنازع والفرقة... فقد وصف اللَّه عزّ وجلّ الدواء الشافي المتمثّل بالوحدة الإسلامية العالمية مع علمه بكلّ ما في الأُمّة من اختلاف وتنوّع في الآراء والأفكار والمدارس الإسلامية والاجتهادات المشروعة في صميم التشريع الإسلامي، صادعاً في قرآنه العظيم بأنّ: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (سورة الأنبياء: 92)، وقال تعالى في مكان آخر: وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ (سورة الأنفال: 46).
هذا هو الدواء والعلاج الذي صاغه المجتهد الكبير العلّامة الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء ب «كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة».
إنّ ما يعترض روّاد الوحدة من صعوبات لا ينحصر على جبهة واحدة... فالداخل الذي يعيش حالة الخوف من الآخر ويعبث فيه الكثيرون من مرتزقة العلم وأصحاب المآرب والغايات لا يقلّ خطورة عن الخارج الذي يكيد جهده ويسخّر جنده لزرع الوهن في جسد هذا المجتمع، ونقله إلى ساحة التمزّق والصراعات، بحيث يسهل وضع يده على ما يشاء من ثروات هذا المجتمع.
كلّ هذه التحدّيات ينبغيخوضها وتذليلها في سبيل الاستفادة من الرصيد الكبير من القواسم المشتركة بين المذاهب الإسلامية، واستيعاب موارد الاختلاف الذي لا يقدح بإسلام أيّ من ألوان الطيف في المجتمع المسلم... ولا بدّ في ذلك كلّه من سعة الأُفق الفكري والحرص الشديد على الإسلام والمسلمين تأسّياً بنبيّ هذا الدين الذي لم يألُ جهداً في سبيل تأصيل رابط متين بين أبناء هذا المجتمع الذي عاش الجاهلية في كثير من أفكاره وسلوكياته... وأمام كلّ هذا المشهد يلوح الحديث الشريف الذي يضع الجميع في دائرة المسؤولية، إذ أنّ «كلّ العالَمين هلكى إلّاالعالِمين، وكلّ العالِمين هلكى إلّاالعاملين، وكلّ العاملين هلكى إلّاالمخلصين، وإنّ المخلصين في خطر عظيم».
نسأل اللَّه لهذه الأُمّة الهداية والرشاد والوعي الذي تحتاجه لتجاوز هذه المحنة الحالكة».