صورة الصلاة

من ویکي‌وحدت

صورة الصلاة: تختلف صورة الصلاة اليومية عند الشيعة و الشافعية و الحنفية، والمراد بالصورة غير الکيفية لأن الکيفية تشير إلی أفعال الصلاة الواجبة والمندوبة، وأما الصورة تشير إلی شکل الصلاة. وعلی أيّ تقدير مقصودنا في هذا المقال أن نوضّح جزئيات إقامة الصلاة اليومية عند الإمامية بصورة مفصلة، وأيضاً نبين صورة الصلاة عند فقهاء أهل السنة تفصيلاً خصوصاً الشافعية و الحنفية.

صورة الصلاة عند الشيعة

صورة الصلاة عند الشيعة مشتملة على الواجب والندب وهي أن يتوجه، فالتوجه هو أن يكبر بعد الإقامة ثلاث تكبيرات، يرفع مع كل واحدة منها يديه ويقول بعدهن: اللهم أنت الملك الحق لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوء وظلمت نفسي ففزعت إليك تائبا مما جنيت فصل على محمد وآله وأغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا أهل التقوى وأهل المغفرة.
ثم يكبر تكبيرتين ويقول بعدهما: لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس بمنسوب إليك أؤمن بك وأتوكل عليك وأؤمن برسولك وبما جاء به من عندك فصل على محمد وآله وزك عملي بطولك وتقبل مني بفضلك.
ثم يكبر تكبيرة واحدة ينوي بعدها الدخول في الصلاة، يستحضر في نفسه أصلي صلاة الظهر فرضا أداء قربة إلى الله، ثم يقول مقارنا لها الله أكبر مع رفع اليدين إلى شحمتي الأذنين ويرسلهما على فخذيه ويقول بعد تكبيرة الإحرام: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية أمير المؤمنين علي والأئمة من ذريتهما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. [١]
ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقرأ الحمد وسورة معها ويفصل بين رجليه في حال قيامه بمقدار أربع أصابع إلى شبر ويكون نظره في موضع سجوده، فإذا فرغ من القراءة يكبر تكبير الركوع رافعا يديه حيال وجهه ثم يركع ويمد عنقه ويسوي ظهره ويفتح إبطيه ويملأ كفيه من ركبتيه مفرقا أصابعه ويجعل رأسه حذاء ظهره غير منكس له ولا رافع ونظره في الركوع بين رجليه ويقول: اللهم لك ركعت ولك خشعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وأنت ربي خشع لك سمعي وبصري ومخي وعصبي وعظامي وما أقلته قدماي لله رب العالمين ثم يقول: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا أو خمسا أو سبعا.
ثم يرفع رأسه وينتصب قائما مكبرا رافعا يديه كما مر يقول: سمع الله لمن حمده الحمد لله رب العالمين أهل الكبرياء والعظمة والجود والجبروت.
ثم كبر وأهوى إلى السجود ويتلقى الأرض بيديه قبل ركبتيه.
ثم يسجد على سبعة أعضاء - الجبهة واليدين والركبتين وأطراف أصابع الرجلين - ويرغم بالأنف ويكون متجافيا لا يضع شيئا من جسده على شئ ويكون نظره إلى طرف أنفه ويقول: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي سجد لك سمعي وبصري وشعري وعصبي ومخي وعظامي سجد وجهي البالي الفاني للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين سبحان ربي الأعلى وبحمده، سبعا أو خمسا أو ثلاثا.
ثم يرفع رأسه بالتكبير ويستوي جالسا ويقول: اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
ثم يرفع يديه بالتكبير ويعود إلى السجدة الثانية فيسجدها مثل الأولى.
ثم يرفع رأسه ويكبر ويجلس جلسة الاستراحة.
ثم يقوم إلى الركعة الثانية ويقول: بحول الله وقوته أقوم وأقعد، وينتصب قائما ويقرأ الحمد والإخلاص.
ثم يكبر للقنوت ويبسط كفيه حيال صدره وباطنهما إلى السماء ونظره إلى باطنهما والأصابع مضمومة إلا الإبهام ويقنت بما أحب من الدعاء وأفضله كلمات الفرج وهي: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا هو العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما فوقهن وما تحتهن وهو رب العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ثم يكبر ويركع ثم يرفع رأسه من الركوع ويكبر ويسجد السجدتين كما فعل في الركعة الأولى.
ثم يجلس للتشهد الأول متوركا على وركه الأيسر يضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى ويقول: بسم الله وبالله والأسماء الحسنى كلها لله ما طاب وطهر ونما وخلص فهو لله وما خبث فلغير الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته في أمته وقرب وسيلته وارفع درجته.
ثم يسلم إن كانت ثنائية يومئ إلى جانبه الأيمن قليلا وإن كان على يساره غيره يومئ إليه أيضا، وإن كانت غيرها لا يسلم يقوم ويقول بحول الله وقوته أقوم وأقعد ويصلي ركعتين بالحمد وحدها.
ثم يجلس للتشهد كما جلس في الأول ويقول: التحيات لله والصلوات الطيبات الطاهرات الزاكيات الناميات المباركات الغاديات الدائمات لله ما طاب وطهر وزكى ونما وخلص وما خبث فلغير الله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا اللهم صل على محمد وآل محمد وصل على ملائكتك المقربين وأنبيائك المرسلين وعلى أهل طاعتك أجمعين وأخصص اللهم محمدا وآله بأفضل الصلاة والتسليم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليكم ورحمة الله ويومئ إلى جانبه الأيمن كما مر ذكره.
ثم يكبر ثلاثا رافعا بها يديه ويقول لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مخلصون لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له عابدون لا إله إلا الله إلها واحدا ولو كره المشركون لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين " لا إله إلا الله وحده وحده وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.
ويسبح تسبيح الزهراء عليها السلام ويدعو بما شاء، ويعفر بعد التعقيب بأن يطرح نفسه على الأرض ويضع جبهته موضع سجوده ويقول: اللهم إليك توجهت وإليك قصدت وبفنائك حللت وبمحمد وآله إليك تقربت وبهم استشفعت وبهم توصلت وصل عليهم أجمعين وعجل فرجهم وعجل فرجنا مقرونا بفرجهم.
ثم يضع خده الأيمن موضع جبهته ويقول: اللهم ارحم ذلي بين يديك وتضرعي إليك ووحشتي من الناس وأنسي بك يا كريم يا كريم.
ثم يضع خده الأيسر موضع خده الأيمن ويقول: لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله تعبدا ورقا لا إله إلا الله إيمانا وصدقا اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي يا كريم يا كريم.
ثم يضع جبهته موضع سجوده ويقول: شكرا شكرا مائة مرة أو ما تيسر له، ثم يرفع رأسه ويمسح بها وجهه وصدره.
وصلاة المرأة كصلاة الرجل إلا أنها يستحب لها أن تضع يديها في حال القيام على ثدييها وفي حال الركوع على فخذيها وتجلس من غير أن تنحني وتسجد وتجلس بين السجدتين وللتشهدين ناصبة ركبتيها واضعة قدميها على الأرض وإذا أرادت القيام وضعت يديها على جنبيها ونهضت حالة واحدة "[٢]

صورة الصلاة عند الحنفية والشافعية

وصورتها عند الحنفية أن يقوم ويستقبل القبلة ويكبر " ويرفع يديه مع التكبير حتى يحاذي بإبهاميه شحمتي أذنيه.
وعند الشافعية ينوي للصلاة ويكبر ويرفع يديه إلى حذاء منكبيه ويعتمد بيمينه على يساره ويضعهما تحت السرة عندهم، وعند الشافعية فوق السرة ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ويسر بهما وعند الشافعية يجهر في صلاة يجهر فيها بالقراءة ثم يقرأ فاتحة الكتاب وسورة أو ثلاث آيات من أية سورة شاء وإذا قال الإمام: ولا الضالين قال: آمين ويقولها المؤتم لقوله ( عليه السلام ): ( إذا قال الإمام: ولا الضالين قولوا: آمين فإن الإمام يقولها والملائكة يقولون فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ).
ويخفي التأمين لحديث ابن مسعود[٣]: ( يخفي الإمام أربعا: التعوذ والتشهد وآمين وربنا لك الحمد ).
ثم يكبر ويركع ويعتمد على ركبتيه ويفرج بين أصابعه ويبسط ظهره ولا يرفع رأسه ولا ينكسه لما روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه إذا كان ركع سوي ظهره حتى لو وضع على ظهره قدح من ماء لاستقر ويقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا ثم يرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ويقول المؤتم ربنا لك الحمد ولا يقولها الإمام عند أبي حنيفة ويقول عند أبي يوسف ومحمد، فإذا استوى قائما كبر وسجد واعتمد بيديه على الأرض ووضع وجهه بين كفيه ويسجد على أنفه وجبهته فإن اقتصر على أحدهما جاز ويجافي بطنه عن فخذيه لما روي أنه ( عليه السلام ) يجافي عضديه عن جنبيه حتى أن بهيمة لو أرادت أن تمر بين يديه لمرت، ويوجه أصابع رجليه نحو القبلة ويقول في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا.
ثم يرفع رأسه ويكبر فإذا اطمأن جالسا كبر وسجد ولا يقعد لما روي عنه ( عليه السلام ) كان إذا قام من الأولى إلى الثانية قام كأنه على الرصف وهي الحجارة المحماة ولا يعتمد بيديه على الأرض ويفعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الركعة الأولى فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية افترش رجله اليسرى وجلس عليها ونصب رجله اليمنى نصبا ووجه أصابعه نحو القبلة ووضع يديه على فخذيه وما روي أنه ( عليه السلام ) تورك كان ذلك بعد ما كبر وأسن.
والتشهد أن تقول: التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ثم يقوم ويصلي الركعتين الأخريين ويقرأ فيهما فاتحة الكتاب خاصة ويتشهد ويصلي على النبي ( عليه السلام ) ودعا بما شاء مما يشبه ألفاظ القرآن والأدعية المأثورة ثم يسلم عن يمينه فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن يساره مثل ذلك لما روي عن النبي ( عليه السلام ) أنه كان يسلم عن يمينه حتى يري بياض خده الأيمن وعن يساره حتى يرى بياض خده الأيسر[٤]
ويجهر بالقراءة في الفجر وفي الأوليين من المغرب والعشاء الآخرة إن كان إماما وإن كان منفردا إن شاء جهر وإن شاء خافت.

المصادر

  1. الغنية 83 .
  2. الغنية : 85 - 86 .
  3. عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب ، أبو عبد الرحمن الهذلي ، هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة ، وشهد بدرا ، وأحدا وغيرهما من المشاهد ، توفي بالمدينة سنة ( 32 ) ودفن بالبقيع وكان عمره بضعا وستين سنة . أسد الغابة : 3 / 280 رقم 3177 .
  4. اللباب في شرح الكتاب : 1 / 65 - 73 ، الهداية في شرح البداية : 1 / 48 - 54 .