٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''الداروينية''': مذهب وتيّار فكري معاصر ترك تأثيره في [[العالم الإسلامي]]. وتتناول هذه المقالة بالبحث والتمحيص هذا التيّار من حيث: تعريفه، وتأسيسه وأبرز شخصيّاته، وأفكاره ومعتقداته، وجذوره الفكرية والعقائدية، وأماكن انتشاره، مع ذكر خلاصة للبحث ومراجع للتوسّع. | '''الداروينية''': مذهب وتيّار فكري معاصر ترك تأثيره في [[العالم الإسلامي]]. وتتناول هذه المقالة بالبحث والتمحيص هذا التيّار من حيث: تعريفه، وتأسيسه وأبرز شخصيّاته، وأفكاره ومعتقداته، والآثار التي تركها، وجذوره الفكرية والعقائدية، وأماكن انتشاره، مع ذكر خلاصة للبحث ومراجع للتوسّع. | ||
[[ملف:المدرسة البنيوية.jpg|تصغير|صورة تعبيرية]] | [[ملف:المدرسة البنيوية.jpg|تصغير|صورة تعبيرية]] | ||
=تمهيد= | =تمهيد= | ||
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
=الأفكار والمعتقدات= | =الأفكار والمعتقدات= | ||
تدور نظرية داروين حول عدّة أفكار وافتراضات، هي: | |||
- تفترض النظرية | |||
- | - تفترض النظرية تطوّر الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقّة والتعقيد. | ||
- الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء | |||
- تتدرّج هذه الكائنات من الأحطّ إلى الأرقى. | |||
- الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنموّ والتكيّف مع البيئة لتصارع الكوارث وتتدرّج في سلّم الرقي، ممّا يؤدّي إلى تحسّن نوعي مستمرّ ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد، وأنواع أرقى تتجلّى في الإنسان، في حين نجد أنّ الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفة، فتعثّرت وسقطت وزالت. وقد استمدّ داروين نظريته هذه من قانون الانتقاء الطبيعي لمالتوس. | |||
- الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة. | - الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة. | ||
- الطبيعة تعطي وتحرم بدون | |||
- الطبيعة تعطي وتحرم بدون خطّة مرسومة، بل خبط عشواء، وخطّ التطوّر ذاته متعرّج ومضطرب لا يسير على قاعدة مطّردة منطقية. | |||
- النظرية في جوهرها فرضية بيولوجية أبعد ما تكون عن النظريات الفلسفية. | - النظرية في جوهرها فرضية بيولوجية أبعد ما تكون عن النظريات الفلسفية. | ||
- تقوم النظرية على أصلين | |||
1- المخلوقات | - تقوم النظرية على أصلين كلّ منهما مستقلّ عن الآخر: 1- المخلوقات الحيّة وجدت في مراحل تاريخية متدرّجة، ولم توجد دفعة واحدة. وهذا الأصل من الممكن البرهنة عليه. 2- هذه المخلوقات متسلسلة وراثيّاً ينتج بعضها عن بعض بطريقة التعاقب خلال عملية التطوّر البطيئة الطويلة. وهذا الأصل لم يتمكّنوا من البرهنة عليه حتّى الآن؛ لوجود حلقة أو حلقات مفقودة في سلسلة التطوّر الذي يزعمونه. | ||
2- هذه المخلوقات متسلسلة | |||
- تفترض النظرية | - تفترض النظرية أنّ كلّ مرحلة من مراحل التطوّر أعقبت التي قبلها بطريقة حتمية، أي: أنّ العوامل الخارجية هي التي تحدّد نوعية هذه المرحلة، أمّا خطّ سيرها ذاته بمراحله جميعها فهو خطّ مضطرب لا يسعى إلى غاية مرسومة أو هدف بعيد؛ لأنّ الطبيعة التي أوجدته غير عاقلة ولا واعية، بل إنّها تخبط خبط عشواء. | ||
الآثار التي تركتها النظرية | |||
- قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى | =الآثار التي تركتها النظرية= | ||
- لم يعد هناك | |||
- سيطرة الأفكار | - قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى حرّية الاعتقاد بسبب الثورة الفرنسية، ولكنّهم بعدها أعلنوا إلحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبّا إلى بقاع العالم. | ||
- | |||
- عبادة الطبيعة، فقد قال داروين: "الطبيعة تخلق | - لم يعد هناك أيّ معنى لمدلول كلمة: آدم، حوّاء، الجنّة، الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء، الخطيئة (حسب اعتقاد النصارى بأنّ المسيح قد صلب ليخلّص البشرية من أغلال الخطيئة الموروثة التي ظلّت ترزح تحتها من وقت آدم إلى حين صلبه). | ||
وقال: | |||
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود | - سيطرة الأفكار المادّية على عقول الطبقة المثقّفة وأوحت كذلك بمادّية الإنسان وخضوعه لقوانين المادّة. | ||
- أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة الغائية | |||
- | - تخلّت جموع غفيرة من الناس عن إيمانها بالله تخليّاً تامّاً أو شبه تامّ. | ||
- عبادة الطبيعة، فقد قال داروين: "الطبيعة تخلق كلّ شيء، ولا حدّ لقدرتها على الخلق". ولكن لم يبيّن ما هي الطبيعة، وما الفرق بين الاعتقاد بوجود الله الخالق ووجود الطبيعة؟ وقال: "إنّ تفسير النشوء والارتقاء بتدخّل الله هو بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت". | |||
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الإنسان؛ لأنّ داروين قد جعل بين الإنسان والقرد نسباً، بل زعم أنّ الجدّ الحقيقي للإنسان هو خلية صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين. | |||
- أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة الغائية بحجّة أنّها لا تهمّ الباحث العلمي ولا تقع في دائرة علمه. | |||
- استبدّ بالناس شعور باليأس والقنوط والضياع، وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي، حتّى أنّ القرد – جدّهم المزعوم – أسعد حالاً من كثير منهم. | |||
- طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع. | - طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع. | ||
كانت نظرية داروين إيذاناً لميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي، ونظرية برجسون في الروحية الحديثة، ونظرية سارتر في الوجودية، ونظرية ماركس في المادّية، وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين، واعتمدت عليه في منطلقاتها وتفسيراتها للإنسان والحياة والسلوك.. | |||
(فكرة التطوّر) أوحت بحيوانية الإنسان، و(تفسير عملية التطوّر) أوحت بمادّيته. | |||
نظرية التطوّر البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إلى التطوّر المطلق في كلّ شيء، تطوّر لا غاية له ولا حدود، وانعكس ذلك على الدين والقيم والتقاليد، وساد الاعتقاد بأنّ كلّ عقيدة أو نظام أو خلق هو أفضل وأكمل من غيره، مادام تالياً له في الوجود الزمني. | |||
استمدّ ماركس من نظرية داروين مادّية الإنسان، وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على (الغذاء والسكن والجنس) مهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه. | |||
استمدّ فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان، فالإنسان عنده حيوان جنسي، لا يملك إلّا الانصياع لأوامر الغريزة، وإلّا وقع فريسة الكبت المدمّر للأعصاب. | |||
استمدّ دور كايم من نظرية داروين حيوانية الإنسان ومادّيته، وجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي. | |||
استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطوّر الأخلاق الذي تطوّر عنده من المحرّم (التابو) إلى أخلاق الطاعة الإلهية، ومن ثمّ إلى أخلاق المجتمع العلمي. | |||
والتطور عند فرويد أصبح مفسِّراً للدين تفسيراً جنسيًّا: "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمهم ثم صار عبادة للأب، ثم عبادة الطوطم، ثم عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي، وكل الأدوار تنبع وترتكز على عقدة أوديب". | |||
· دور اليهود والقوى الهدامة في نشر هذه النظرية: | · دور اليهود والقوى الهدامة في نشر هذه النظرية: | ||
لم يكن داروين يهوديًّا، بل كان نصرانيًّا، ولكن اليهود والقوى الهدامة وجدوا في هذه النظرية ضالتهم المنشودة فعملوا على استغلالهم لتحطيم القيم في حياة الناس. | لم يكن داروين يهوديًّا، بل كان نصرانيًّا، ولكن اليهود والقوى الهدامة وجدوا في هذه النظرية ضالتهم المنشودة فعملوا على استغلالهم لتحطيم القيم في حياة الناس. |
تعديل