الكاظمية
الكاظمية أو(الكاظمين، والمشهد الكاظمي)هي احدى المدن المعروفة في التاريخ القديم، ومن مدن العراق المقدسة عند الشيعة، تضم تربتها الزكية رفات الإمامين اللذين نسبت إليهما مدينة الكاظمية وهما الإمام موسى الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد عليهما السلام وهي من المراكز الكبيرة التي يقصدها الزوار من كل مكان واليها تنسب الكثير من البيوتات العلوية والأسر العلمية والادبية والذين لعبوا دورا فعالا في صنع تاريخ العراق بالذات وفي تاريخ التشيع بشكل عام، ودفن فيها عدد من علماء الشيعة كـالشيخ المفيد، والسيد المرتضى، والشريف الرضي، ونصير الدين الطوسي.
وجه التسمية
سميت بهذا الاسم نسبة إلى مرقد الامام الكاظم(ع)، وتسمى أيضاً بالكاظمين، والمشهد الكاظمي. وتقع الكاظمية شمال بغداد وعلى الضفة الغربية لنهر دجلة بجانب الكرخ وإتساع مساحة هذه المنطقة أدى إلى إتصالها بمدينة بغداد، وتحظى هذه المنطقة وبغداد بصورة عامة بمناخ معتدل وأمطار غزيرة في بعض أيام السنة [١].
تاريخها
هذه المنطقة كانت تعرف في أيام الساسانيين بطسوج نسبة إلى الحاكم الساساني الذي كان يملكها. ودفن جثمان شهداء معركة النهروان بسنة 37 هـ فيها بأمر الإمام علي عليه السلام، لذلك كانت تسمى في تلك الفترة بـ "مقبرة الشهداء" وفي الحقبة العباسية لما أنهى المنصور الدوانقي عمارة مدينة بغداد اقتطع تلك المنطقة التي كان يطلق عليها « الشونيزي» المجاورة لمدينته من جهة الشمال فجعلها مقبرة للأسرة العباسية والمشاهير فسماها «مقابر قريش» واستُشهد الإمام موسى الكاظم عليه السلام، بعد أن دُسّ إليه السمُّ من قِبل السندي بن شاهك بأمرٍ من هارون الرشيد، فدفن جثمانه الطاهر هناك واشتهر مدفنه الشریف بـ "مشهد باب التین" أو "مشهد الکاظمیة". وفي سنة 220 هـ. دفن الإمام الجواد إلى جوار جده الإمام الكاظم عليهما السلام [٢]. وهي تقع شمال العاصمة بغداد وعلى بعد 5 كم في الجانب الغربي منها ، وعلى الضفة اليمنى لنهر دجلة بجانب الكرخ. يحدها من جهة الشرق نهر دجلة ، ومن الغرب اراضي الغرابية ، ومن الشمال اراضي التاجي ، ومن الجنوب اراضي العكيدات ، وترتبط بجانب الاعظمية بجسر حديث يعرف " بجسر الائمة " ، وترتبط من جهة الشالجية بجسر الصرافية بجانب الرصافة.
تأسيها
لما أنشأ أبو جعفر المنصور العباسي مدينة بغداد سنة (145 هـ) جعل موضع المدينة مقبرة خاصة سماها (مقبرة قريش الكبرى) ، ولما توفي ابنه جعفر الاكبر سنة (150 هـ) كان اول مَن دُفِنَ فيها ، ولما توفي الامام الكاظم (ع) سنة (183 هـ) دُفِنَ في تلك المقبرة ، حيث مرقده الشريف اليوم ، ودفن من بعده حفيده الامام محمد الجواد (ع) سنة (220 هـ) ، وسميت المدينة باسم الكاظمية تيمناً وتغليباً لاسم الامام الكاظم (ع). مرت المدينة بعدة تسميات ، منها: (قطربل) في اواخر القرن الرابع قبل الميلاد ، وفي ايام الساسانيين سميت (طسوج قطربل) ، ثم سميت المنطقة المجاورة لها بباب التبن. التوسعة والاعمار سنة 336 هـ وفي عهد البويهيين أمر معز الدولة البويهي بعمارة ضريح الامامين الجوادين (ع).سنة 1944 م استحدثت الحكومة ناحية ابي غريب التي تقع على مسافة 15 كم غرب بغداد ، وكان الغرض من احداثها تسهيل المراجعات على المزارعين المقمين فيها . المعالم تبلغ مساحة المدينة 13300 م2 ويحيط بها من ثلاث جهات البساتين الكثيرة ، ومن الجهة الرابعة تحيط بها المستنقعات ومعامل الطابوق ، ومع ان المدينة لا تبعد عن شاطئ دجلة الايمن الا (1 كم) فان اتجاه العمران يبتعد عن النهر كلما تقرب النهر اليها بخلاف ما يجري في مدينة الاعظمية القائمة قبالتها ، وكانت تربطها بالعاصمة بغداد سكة حديد حتى عام (1946 م). شوارعها الحديثة عريضة ، وبناياتها تجمع بين الحداثة والقدم في طرازها المعماري.
محلاتها السكنية
لقضاء الكاظمية عدة نواحي هي:
- ناحية الطارمية
- وناحية أبي غريب
- وناحية الحرية
- وناحية حي السلام [٣].
أهم محلاتها
- محلة الشيوخ
- التل
- الدباغخانة
- القطانة
- العطيفية
- النواب
- البحية
- السميلات
- عكد العبيد
- الشالجية ،
- فضوة الشيخ [٤].
مساجدها
- الجامع الصفوي ، وهو خلف مرقد الكاظميين (ع).
- ـمسجد قاضي القضاة أبي يوسف الملاصق لسور الحرم الكاظمي المطهر.
- مسجد براثا ويعرف قديماً بـ (جامع المنطقة) ويعرف ايضاً بـ (مشهد العتيقة) ،
- مسجد فيه مشهد يقال انه مسجد النبي يوشع (ع) ، وقيل هو مشهد فتى نبي الله موسى (ع) ، وعلى اثره مسجد فيه قبر يقال انه قبر البهلول[٥].
مراقدها وقبورها
بالاضافة إلى مشهد الامام الكاظم (ع) وحفيده الامام الجواد (ع) توجد مراقد عديدة منها: ـ قبر موسى بن إبراهيم الاصغر بن الامام الكاظم (ع) ، وهو بجوار مرقد ابيه وجده (ع). م
- رقد الشريف الرضي " قدس الله نفسه " (توفي سنة 406 هـ) والقبر موضع شك لأنه توفي ببغداد ودفن في داره ثم نقل الى كربلاء ليدفن فيها.
- مرقد الشريف المرتضى " قدس الله نفسه " (توفي سنة 436 هـ).
- ـقبر الشيخ المفيد (قدس سره).
- ـقبر الخواجة نصير الدين الطوسي (قدس سره).
- ـقبر القاضي أبى يوسف يعقوب الانصاري الكوفي (توفي سنة 182 هـ).
- المكتبات والمدارس: مدرسة ومكتبة مدينة العلم للشيخ مهدي الخالصي [٦].
من ذاكرة التاريخ
ان منطقة الكاظمية كانت مدفناً لعدد من الذين استشهدوا في حرب الخوارج وذلك (سنة 37 هـ) قبل ان تكون مقبرة للقريشيين باسم مقابر قريش.
- بين الفترة من (سنة 367 هـ ـ سنة 765 هـ) تعرضت المدينة إلى حوادث الفيضان والغرق مع المشهد الكاظمي عشر مرات.
- سنة (443 هـ) صارت مدينة الكاظمية المركز الاول للشيعة ، ونتيجة للخلاف الذي وقع في هذه السنة حدثت الفتن الكثيرة ، واحترقت المدينة على اثر ذلك ، واحترق المشهد الكاظمي والقبور الموجودة حوله.
- في العامين (353 هـ و517 هـ) تعرضت المدينة لاعمال النهب والتخريب نتيجة لهجوم العوام من اهل الرصافة ، حيث نهبوا المشهد الكاظمي ، وحاولوا نبش قبر الامام (ع) ونقله.
- في العامين (517 هـ و1047 هـ) تعرضت المدينة للتخريب والنهب على ايدي الجنود العثمانيين في زمن السطان مراد الرابع.
- في عام (656 هـ) احترقت المدينة مع المشهد الكاظمي على ايدي المغول.
- كانت معامل الطابوق شمال المدينة مسرحا للمعركة الحاسمة بين القوات البريطانية من جهة ، والجيش العثماني والعشائر من جهة اخرى.
- سنة 1941 م وفي عهد وزارة الهاشمي استشهد 13 شخصا ، وجرح اكثر من 80 شخصا في تظاهرة جرت ضد محاولة هدم مقبرة قديمة مهجورة ، لغرض اقامة ادارة للبريد عليها في المدينة.
- قاومت مدينة الكاظمية بقيادة علمائها المجتهدين ـ منهم السيد مهدي الحيدري ـ قوات الاحتلال البريطاني.
- في سنة (1333 هـ) تألفت « الجمعية الارشادية » لجمع التبرعات للمجاهدين في حربهم ضد الانكليز. في سنة (1338 هـ) انطلقت منها الثورة لالغاء الانتداب البريطاني ، بقيادة العلماء المجاهدين من آل الصدر وآل ياسين والحيدري والخالصي ، وفي شهر رمضان من هذه السنة دعا الميرزا محمد تقي الشيرازي الناس للقيام بالتظاهرات من اجل الاستقلال في فتوى اصدرها وهو في سامراء.
الشخصيات المهمة:
- الشيخ جعفر بن قولوية (ت سنة 368 هـ).
- الشيخ عبد المحسن الكاظمي (ت سنة 1354 هـ).
- السيد مهدي الحيدري (ت سنة 1336 هـ).
- السيد اسماعيل الصدر (ت سنة 1338هـ).
- الشيخ مهدي الخالصي (ت سنة 1343 هـ).
- الشيخ عبد الحسين آل ياسين (ت سنة 1351 هـ).
- السيد حسن الصدر (ت سنة 1354 هـ).
- الشيخ كاظم الازري (ت سنة 1212 هـ).
- الحاج الشاعر عبد الحسين الازري (ت سنة 1374 هـ).
- السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت سنة 1377 هـ).
- الحاج مصطفى كبة.
- الشاعر جميل احمد الكاظمي.
- الشاعر محمد جابر الكاظمي (ت سنة 1312 هـ).
- الشيخ كاظم نوح (ت سنة 1379 هـ).
- الشيخ حميد الكليدار.
- الشيخ هادي شطيط (ت سنة 1379 هـ)[٧].
