السيد محمد علي علوي الگرگانی
| السيد محمد علي علوي گرگاني | |
|---|---|
| الإسم الکامل | السيد محمد علي علوي گرگاني |
| التفاصيل الذاتية | |
| الولادة | 1939 م، ١٣٥٧ ق، ١٣١٧ ش |
| مكان الولادة | عراق |
| یوم الوفاة | 2022 م |
| مكان الوفاة | إيران |
| الأساتذة | السید روح الله الموسوی الخمینی، السید محمد محقق داماد، السيد محمد رضا موسوي گلپايگاني... |
| الدين | الإسلام، الشيعة |
| الموقع | من الفقهاء المعاصرين الشيعة |
السيد محمد علي علوي گرگاني من الفقهاء المعاصرين الشيعة وكان معروفا بالزهد والتقوى وكان من مراجع التقليد للشيعة في النجف الأشرف، حيث استفاد عدد كبير من طلاب العلوم الدينية من دروسه وبحوثه في مرحلة "الخارج" في الفقه والأصول في الحوزة العلمية بقم.
المولد والنشأة
وُلد آية الله علوي گرگاني في خرداد ۱۳۱۸ش (مايو/يونيو ۱۹۳۹م) في النجف الأشرف، وكانت ولادته مصدر فرح عظيم لوالده، إذ رُزق قبله بعدد من الأبناء الذكور الذين توفوا جميعاً في سن الطفولة، فدعا الله عند ضريح الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يرزقه ولداً عالماً صالحاً، كما تزوج في شعبان 1380هـ من كريمة العالم الأديب الشيخ محمد علي الأنصاري القمي (شاعر أهل البيت وشارح نهج البلاغة)، وأنجب: السيد محمد علوي: إمام جماعة المسجد الجامع في گرگان، السيد مهدي علوي: اليد اليمنى لوالده، السيد محمود علوي، السيد محسن علوي.
الدراسة وتكوينه العلمي
في سن السابعة، رافق آية الله علوي والده إلى إيران، حيث تعلّم على يديه القرآن الكريم، والحساب، وكتاب "گلستان" (للسعدي)، ثم درس الأدب العربي، و"مغني اللبيب"، و"المطول"، و"شرح اللمعة". وفي سن السادسة عشرة، صحب والده مع مجموعة من حجاج مدينة گرگان لزيارة العتبات المقدسة في العراق، ثم بيت الله الحرام، والمدينة المنورة، وبيت المقدس، والخليل (حرم النبي إبراهيم عليه السلام)، وسوريا. وخلال الرحلة، كان يقرأ لهم المناسك والكتب الدينية، وعند عودة الحجاج إلى النجف، زارهم آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره)، وعندما علم برغبة والد السيد علوي في الإقامة بالنجف، نصحه قائلاً: "لو يتابع دراسته في الحوزة العلمية بقم سيكون أفضل، لأن حوزة قم تتميز بميزتين: فن التدريس وفن الخطابة، فمن يدرس فيها يتقن الاثنين معاً؛ يتعلم ويُعلّم، ويُمارس الدعوة أيضاً." فانتقل آية الله علوي گرگاني إلى قم، وواصل دراسته العليا في الحوزة العلمية، حيث حضر دروس كبار الأساتذة مثل:
- الشيخ مصطفى اعتمادي (في كتاب "المطول")
- الآقا ستوده (في "شرح اللمعة")
- الميرزا محمد مجاهدي تبريزي (في "المكاسب")
- السيد محمد باقر سلطاني طباطبائي (في "الكفاية")
واستمرت دراسته هذه أربع سنوات.
أساتذته
في أثناء دراسته في الحوزة العلمية بقم، حظي آية الله العظمى علوي گرگاني بفرصة الاستفادة من علوم كبار العلماء والأساتذة، حيث تلقى الدروس على يد عدد من عمالقة الفقه والاجتهاد، وهم:
- آية الله العظمى بروجردي: حيث حضر دروسه في الفقه لمدة ثلاث سنوات، وكان أصغر الحاضرين في حلقة درسه.
- آية الله العظمى الإمام الخميني: حضر دروسه في الأصول لمدة ثماني سنوات، وكان يدوّن تقريرات الدروس باللغة العربية، ثم تنتشر بين طلاب الإمام. وكانت تربطه بالإمام علاقة وثيقة منذ أيام الدراسة في قم، حيث كان الإمام صديقاً لوالده، وكان يزوره كلما جاء من مدينة گرگان إلى قم.
- آية الله السيد محمد محقق داماد: درس عليه الفقه والأصول لمدة 12 عاماً.
- آية الله الحاج آقا مرتضى حائري يزدي: حضر دروسه في الفقه لمدة 15 عاماً، وكتب تقريراتها التي لاقت إعجاب أستاذه، حتى قال له: "يا آقا علوي! لم يعد ضرورياً أن تحضر دروسي، ابدأ بتدريس الخارج بنفسك!"
- آية الله العظمى السيد محمد رضا موسوي گلپايگاني: حضر دروسه في الفقه لعدة سنوات، وكان محل تقدير منه.
- آية الله العظمى الشيخ محمد علي أراكي: حضر درسه حول "صلاة الجمعة" ودوّن تقريراته.
- آية الله الشيخ عباسعلي شاهرودي: حضر
دروسه في "الطهارة" وكتب تقريراتها. وكان الأستاذ يثني على قوة حفظه، قائلاً إنه كان يذكر الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلب دون الحاجة إلى مراجعة الكتب.
مغادرته إلى النجف الاشرف
من خلال العطلة الصيفية للحوزة العلمية بقم، كان ينتقل إلى النجف الأشرف لمدة سبع سنوات، حيث كان يقيم في منزل صهره آية الله السيد حبيب الله طاهري گرگاني، ويحضر دروس كبار علماء النجف مثل:
- آية الله الخوئي
- آية الله شاهرودي
- الميرزا باقر زنجاني
- الإمام الخميني
وكان من بين الطلاب الذين يطرحون الأسئلة المعمقة في الدرس. وفي إحدى المرات، بعد درس آية الله الخوئي، ذكر تفسيراً لحديث سمعه من أستاذه محقق داماد، فسأله الخوئي: "من أنت؟ ومن أين جئت؟ ومن أين حفظت هذا التفسير؟" فأجاب: "أنا من قم، وتعلمت هذا التفسير من آية الله محقق داماد (صهر آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري)". فقال الخوئي: "إن أستاذك محقق حقاً!" كما قام آية الله الشيخ أحمد الأنصاري القمي (خال زوجته) بتقديمه إلى الخوئي قائلاً: "هذا من أفاضل مدرسي الحوزة العلمية بقم، وهو يدرّس السطوح العالية، وهو زوج ابنة أخي الشيخ محمد علي الأنصاري، وابن آية الله السيد سجاد علوي گرگاني". فدعاه الخوئي إلى منزله وأهداه عباءة ثمينة.
تدريسه في حوزة قم العلمية
شرع آية الله العظمى علوي گرگاني في تدريس العلوم الدينية منذ السنوات الأولى لدراسته، حيث درّس مراراً كتب: السيوطي المغني المطول (بما في ذلك شرح الشمسية وشرح النظام) وفي فترة شبابه، ألّف شرحاً على "حاشية ملا عبد الله" بعنوان "رفع كشف الغاشية عن وجه الحاشية". وبدءاً من عام 1382هـ، انتقل إلى تدريس السطوح العليا، فأصبح درس "شرح اللمعة" (الذي كان يُعقد تحت قبة مسجد الأعظم) من أكثر الدروس ازدحاماً في الحوزة العلمية بقم. كما حظيت دروسه في "الرسائل" و"المكاسب" و"الكفاية" (في حسينية أرک) بإقبال كبير. وكان يُدرّس أحياناً أربعة دروس في اليوم، مع مواظبته على حضور دروس أساتذته. وقد وُصف بأنه "من فضلاء ومدرسي السطوح العالية في الحوزة". وكتب حجة الإسلام الشيخ محمد علي الأنصاري:"ذات يوم، زارني السيد محمد علي علوي (من أبرز علماء قم) وقال: رأيتُ البارحة مناماً! فقلت: أخبرني. فقال: في ليلة 17 ربيع الأول 1382هـ (المصادفة لمولد النبي صلى الله عليه وآله)، رأيتُ شخصاً وجهه كالقمر المنير، تشرق من محياه أنوار العظمة، فخاطبني بابتسامة وطلاقة، فتقدمت منه فأعطاني صفحةً كبيرةً مكتوباً عليها شعراً ونثراً، وقال: «هذا لك!». وكانت الصورة تحوي ضريح الإمام علي عليه السلام، وأنا أقرأ عند قدميه «زيارة أمين الله»." وفي عام 1405هـ، بدأ بتدريس "الخارج" في الفقه والأصول بناءً على طلب آية الله الحاج آقا مرتضى الحائري وتلامذته، واستمر لمدة 30 عاماً، حيث أكمل أبواب الطهارة والزكاة ودورتين في الأصول، ثم شرع في تدريس كتاب الصلاة.
منهجه التدريسي
تميزت دروسه بـ:
- سلاسة الأسلوب
- استعراض الآراء الفقهية بدقة
- البحث الموسع في الروايات (فقه الحديث)
- التوفيق بين الأخبار المتعارضة
- نقد أسانيد الأحاديث
كان يراجع الكتب المشهورة (كالجواهر والمستمسك ومصباح الفقيه) وغير المشهورة (كمناهج الأحكام وغنائم الأيام للقمي، ووسيلة المعاد للعقيلي النوري، وجامع المدارك للخوانساري)، ويناقش أدلتها قبل اختيار الرأي الراجح. وكان يشجع طلابه على التفكير النقدي، ويستمع لأسئلتهم باهتمام، ويقدّر المجدّين منهم. كما كان يدمج في دروسه مواعظ تاريخية وتفسيرية، ثمرةَ سنوات طويلة من البحث. وكل يوم أربعاء، كان يشرح حديثاً للنبي صلى الله عليه وآله أو الأئمة عليهم السلام، وإذا تعذر ذلك كان يقدمه يوم الثلاثاء، وقد أنهى بهذه الطريقة شرح وصايا النبي لعلي وأبي ذر وعبد الله بن مسعود.
الدعوة والتبليغ
كما في الآية: ﴿الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله﴾، وانطلاقاً من تكليف "النفر" في الآية ﴿فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم﴾، التزم آية الله علوي بالتبليغ منذ بداية تحصيله، حيث واظب على الوعظ في: شهر رمضان (خطب الظهر) شهر محرم وصفر (خطب الليل) في مسجد جامع گرگان، حيث كان الآلاف يحضرون من مختلف المناطق. وقبل مرجعيته، كان ينتقل كل خميس وجمعة إلى طهران للخطابة في مسجد فاطمية، وأسس هناك "هيئة وحدة فاطمية" و"صندوق القرض الحسن"، كما درّس شرح المنظومة والتجريد وأصول العقائد لأساتذة وطلاب الجامعات.
تحمل المرجعية الدينية
كان علوي گرگاني من أبرز علماء الحوزة، وحتى في حياة المراجع الكبار، كان محل ثقة المؤمنين. وبعد وفاة والده، نصحه آية الله گلپايگاني بعدم العودة إلى گرگان قائلاً: "واجبك البقاء في قم للتدريس"، وشجعه على نشر كتبه الفقهية. وبعد رحيل مراجع ذلك العصر، طلب منه المؤمنون (خاصة في مازندران) إصدار رسالته العملية، فاستجاب عام 1412هـ، وترجمت فتاواه إلى العربية والأردية. ولا تزال مكاتبه وموقعه الإلكتروني يجيبان على استفتاءات المقلدين.
السلوك والأخلاق
عُرف آية الله العظمى علوي گرگاني بتواضعه وزهده. رغم تقدمه في السن، كان يفتح الباب بنفسه للزوار، يجلس أمامهم متواضعاً واضعاً يده على صدره، ويبادرهم بالسلام. كثيرون لم يكونوا يلتفتون لسلامه أو يردون عليه! يحكي عن نفسه:"في سنوات ذهابي إلى طهران، كان هناك خياط في أول الزقاق أحييه كلما مررت. ذات يوم جاءني وقال: 'أريد أن أكون مسلماً!' فسألته: 'ألست يهودياً؟' فأجاب: 'نعم، لكن أخلاقك وتواضعك جذباني!' فأسلم في الحال." كان ملتزماً بحضور مجالس العزاء، عيادة المرضى، واستقبال زوار العتبات المقدسة. حرص على المستحبات واجتناب المكروهات بدقة. مثلاً: لم يبدأ الطعام دون ملح (ذات مرة دعوته لغداء فلم أضع ملحاً، فقال: "أين عين السفرة؟" وعلمني أن الملح هو عينها). كان يستيقظ قبل الفجر بساعة للتهجد (50 عاماً لم يتركها ليلة واحدة حسب شهادة عائلته). يؤذن للفجر بصوت عالٍ في فناء المنزل ليوقظ الجميع للصلاة جماعة. بعد الصلاة، يقرأ أحد أبنائه التعقيبات بصوت مرتفع.
من التزاماته
عندما قرأ في "شرائع الإسلام" للمحقق الحلي أن مجموع ركعات الصلوات اليومية 51 ركعة (17 فرضاً و34 نافلة)، التزم بنوافل الظهر والعصر (16 ركعة) يومياً. في صلاة الوتر، كان يقرأ سورة الواقعة في السفر والحضر. حمل تربة كربلاء في عمامته تكريماً للإمام الحسين (ع). التزم بغسل الجمعة، صلاة أول الشهر، وأدعية أيام الأسبوع. كان يستقبل الناس قبل الظهر وقبل المغرب لمدة ساعة ونصف يومياً.
دعمه للنظام الإسلامي في إيران
قبل الثورة: شارك في المظاهرات مع طلاب الحوزة العلمية بقم. بعد الثورة: عينه الإمام الخميني عضواً في "المحكمة العليا بقم" حيث نظر في أصعب القضايا. أوقف دروسه عدة مرات للذهاب إلى الجبهات مع طلابه أثناء الحرب العراقية-الإيرانية. بعد رحيل الإمام الخميني: كان من أبرز الداعمين للجمهورية الإسلامية وقيادة آية الله الخامنئي. في خطبه، أشاد بحكمة القيادة وحثّ على طاعتها.
مؤلفاته وكتبه
ألف حوالي 60 مجلداً بين مطبوع ومخطوط، منها:
المطبوع
- المناظر الناضرة في أحكام العترة الطاهرة (ج1 - الطهارة) - نال إعجاب آية الله گلپايگاني.
- لئالي الأصول (6 مجلدات - مباحث الألفاظ والأصول العملية).
- نور الهدى في التعليق على العروة الوثقى.
- التعليقة على تحرير الوسيلة (مجلدان).
- أجوبة المسائل (مجلدان - من الطهارة إلى الديات).
- أنوار أخلاقية أو زاد المتقين (3 مجلدات).
- شرح وصايا النبي (ص) للإمام علي وأبي ذر وعبد الله بن مسعود.
- توضيح المسائل (تُرجم للعربية والأردية).
- مناسك الحج (تُرجم للعربية والأردية).
- كتب أخرى مثل: أحكام الشباب، أحكام النساء، مفتاح السعادة (للنساء).
المخطوط
- المناظر الناظرة (من ج2 إلى ج20 - يشمل 6 مجلدات طهارة، 9 صلاة، 5 زكاة).
- لئالي الأصول (4 مجلدات - تكملة الأصول العملية، التعادل والترجيح، الاجتهاد).
- القواعد الفقهية (الضمان، لا ضرر، التقية، العدالة، إلخ).
- تقريرات دروس كبار العلماء مثل: البروجردي، الإمام الخميني، محقق داماد.
- كشف الغاشية عن وجه الحاشية (شرح حاشية ملا عبد الله - كتبه في 16 من عمره).
- نور البيان في تفسير القرآن.
نشاطته الاجتماعية
قام آية الله العظمى علوي گرگاني بالعديد من المشاريع الاجتماعية، منها:
- ترميم وإعادة بناء جزء من المسجد الجامع في گرگان.
- بناء عدة مساجد في قرى گرگان (مثل: مسجد الأعظم في قرية النگ).
- إنشاء مستوصف آية الله السيد سجاد علوي في النگ.
- تأسيس حسينية سيد الشهداء في مهدي شهر (سمنان).
- إنشاء صندوق القرض الحسن "وحدة فاطمية" في طهران (شارع 17 شهريور الجنوبي).
- أوقف مجموعة من الكتب النادرة، منها:
- إرشاد الأذهان (974هـ)
- شرائع الإسلام (1085هـ)
- مفتاح الفلاح
- مواعد العوائد (1237هـ)
- شوارق الإلهام (1224هـ)
- ديوان وفائي (1305هـ)
- كواشف الحجب (1255هـ)
- مصباح المتهجد (1090هـ)
- شرح اللمعة (1261هـ)
- محرق القلوب (1235هـ)
- الفوائد الضيائية (1243هـ)[١].
موقفه من التقريب بين المذاهب
أكد سماحته بأن: كل الفرق الإسلامية التي تؤمن بوحدانية الله ونبوة محمد (ص) مسلمة، ويحرم انتهاك دمائهم وأعراضهم. على الشيعة التعامل مع باقي المسلمين بعدل وإحسان، وتجنب ما يسبب الفرقة. رفض إثارة المواضيع التي يستغلها أعداء الإسلام. ورداً على رسالة أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب، أكد هذه المبادئ.
وفاته
دخل سماحته المستشفى في 30 بهمن 1400هـ (2022م) بسبب المرض، ثم خرج في 7 إسفند بعد تحسنه. أعيدت إقامته في مستشفى شهيد بهشتي بقم في 20 إسفند بسبب ارتفاع الحرارة. توفي يوم 24 إسفند 1400هـ (2022م) بالسكتة القلبية عن 82 عاماً [٢].
الهوامش
المصادر
- مقتبس من موقع الرسمی لسماحته، تاریخ النشر 2020 م وتاريخ المشاهدة 22 مارس 2025م.