عبد الرحمن بن عوف

مراجعة ١٨:٣٣، ٥ أبريل ٢٠٢٣ بواسطة Wikivahdat (نقاش | مساهمات) (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

عبد الرحمن بن عوف: شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وآخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري. وهو ابن عم سعد بن أبي وقاص، وصهر عثمان بن عفان. وهو أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة، بل جعله رئيساً على مجلس الشورى والمقدَّم عليهم جميعاً إذ قال: وإذا اختلفتم فكونوا في الشق الذي فيه عبد الرحمن ابن عوف. وقد لعب عبد الرحمن دوراً كبيراً في إقصاء الإمام علی (عليه السّلام) عن الخلافة بشرطه الذي اشترطه عليه بالاخذ بسنّة الشيخين، فلم يقبل (عليه السّلام) هذا الشرط وقبله عثمان، فبايعه.

عبد الرحمن بن عوف (10 بعد عام الفيل ــ 32ق)

وهو ابن عبد عوف القرشي الزهري، أبو محمد. كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسماه رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) عبد الرحمن، وهو ابن عم سعد بن أبي وقاص، وصهر عثمان بن عفان لَانّه تزوّج أُمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وهي أُخت عثمان لأُمّه.
ولد بعد الفيل بعشر سنين، وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمّد بن إسحاق ومحمّد بن عمر، وآخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري حين هاجر إلى المدينة. شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) عدة أحاديث.
روى عنه: أنس بن مالك، والمِسْوَر بن مخرمة وهو ابن أُخته، وبنوه إبراهيم وحميد وعمرو ومصعب وأبو سلمة، وآخرون.
وقدم «الجابية» مع عمر بن الخطاب فكان على الميمنة. وهو أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة، بل جعله رئيساً على مجلس الشورى والمقدَّم عليهم جميعاً إذ قال: وإذا اختلفتم فكونوا في الشق الذي فيه عبد الرحمن ابن عوف.

دور عبد الرحمن في مسألة الخلافة

وقد لعب عبد الرحمن دوراً كبيراً في إقصاء الامام علی - عليه السّلام عن الخلافة بشرطه الذي اشترطه عليه بالاخذ بسنّة الشيخين، فلم يقبل - عليه السّلام - هذا الشرط وقبله عثمان، فبايعه.
ذكر ابن عبد ربّه الأندلسي[٢] في حديث بيعة عثمان أنّ عمار بن ياسر بن عامر قال لعبد الرحمن بن عوف: إن أردت أن لا يختلف المسلمون فبايع عليّا.
فقال المقداد ابن الأسود: صدق عمار إن بايعت عليّا قلنا: سمعنا وأطعنا، قال ابن أبي سرح[٣]: إن أردت أن لا تختلف قريش فبايع عثمان.. فشتم عمار ابن أبي سرح، وقال: متى كنت تنصح المسلمين؟ فتكلَّم بنو هاشم وبنو أمية فقال عمار: أيها الناس إنّ اللَّه أكرمنا بنبيّنا وأعزّنا بدينه، فأنّى تصرفون هذا الامر عن بيت نبيّكم؟ ثمّ ذكر ابن عبد ربّه قول علي - عليه السّلام لعبد الرحمن لما بايع عثمان: حبوته محاباة، ليس ذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا، أما واللَّه ما وليتَ عثمان إلَّا ليردّ الامر إليك، واللَّه كل يوم هو في شأن، فقال عبد الرحمن: يا عليّ لا تجعل على نفسك سبيلًا ! فإنّي قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان أحداً، فخرج علي وهو يقول: سيبلغ الكتاب أجله، قال المقداد: أما واللَّه لقد تركته من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، فقال: يا مقداد واللَّه لقد اجتهدت للمسلمين.
قال: لئن كنت أردت بذلك اللَّه فأثابك اللَّه ثواب المحسنين، ثمّ قال المقداد: ما رأيت مثل ما أُوتي[٤] أهل هذا البيت بعد نبيّهم، إنّي لَاعجب من قريش أنّهم تركوا رجلًا ما أقول أنّ أحداً أعلم منه ولا أقضى بالعدل ولا أعرف بالحق، أما واللَّه لو أجد أعواناً.
قال عبد الرحمن: يا مقداد اتق اللَّه فإنّي أخشى عليك الفتنة.
يقول المؤرّخون: إنّ عبد الرحمن ندم أشد الندم لما رأى عثمان أعطى المناصب والولايات إلى أقاربه وحاباهم بالأموال الطائلة فدخل عليه وعاتبه، وبالغ في الانكار عليه، وهجره وحلف أن لا يكلمه أبداً حتى أنّه حوّل وجهه إلى الحائط لما جاءه عثمان عائداً له في مرضه، وأوصى أن لا يصلَّي عليه عند وفاته، فصلَّى عليه الزبير. [٥]

فتاواه

عُدّ عبد الرحمن بن عوف من المتوسطين من الصحابة فيما روي عنه من الفتيا.
ونقل عنه الشيخ الطوسي في «الخلاف» خمس فتاوى منها: قال قبيصة بن جابر الأسدي: كنت محرماً فرأيت ظبياً فرميته فأصبته فمات، فوقع في نفسي من ذلك، فأتيت عمر بن الخطاب أسأله فوجدتُ إلى جنبه عبد الرحمن بن عوف فسألت عمر فالتفت إلى عبد الرحمن فقال: ترى شاة تكفيه؟ قال: نعم، فأمرني أن أذبح شاة.
كلما جاز أن يستباح بالعارية جاز أن يستباح بعقد الإجارة.
الأَيمان تغلظ بالمكان والزمان وهو مشروع.
أخرج أحمد بن حنبل [٦] عن ابن عباس أنّه قال له عمر: يا غلام هل سمعت من رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أو من أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ما ذا يصنع، قال: فبينا هو كذلك إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف فقال: فيم أنتما، فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أو أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ما ذا يصنع.
فقال عبد الرحمن: سمعت رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) يقول: إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أواحدة صلَّى أم ثنتين فليجعلها واحدة، وإذا لم يدر ثنتين صلَّى أم ثلاثاً فليجعلها ثنتين، وإذا لم يدر أثلاثاً صلَّى أم أربعاً فليجعلها ثلاثاً ثمّ يسجد إذا فرغ من صلاته وهو جالس قبل أن يسلم سجدتين.

وفاته

توفّي عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة إحدى وثلاثين، ودفن بالبقيع، وترك ثروة ضخمة وأموالًا طائلة.
قال ابن سعد: ترك عبد الرحمن بن عوف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة بالبقيع، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجُرف على عشرين ناضحاً. وقال: أصاب «تُماضر بنت الأصبغ» ربع الثمن فأُخرجت بمائة ألف، وهي إحدى الأربع أي من زوجاته.

الهوامش

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 3- 124، تاريخ خليفة 123، المحبر 65، التأريخ الكبير 5- 240، الكنى و الأَسماء للدولابي 10، الجرح و التعديل 5- 247، مشاهير علماء الامصار 26 برقم 12، الثقات لابن حبان 2- 253، المعجم الكبير للطبراني 1- 126، المستدرك للحاكم 3- 306، حلية الاولياء 1- 98، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 60 برقم 35، السنن الكبرى للبيهقي 7- 176، رجال الطوسي 22، الخلاف للطوسي 3- 338، الإستيعاب 2- 385، صفة الصفوة 1- 349، أُسد الغابة 3- 313، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 300، الرياض النضرة 4- 307، تهذيب الكمال 17- 324، سير أعلام النبلاء 1- 68، العبر للذهبي 1- 24، تاريخ الإسلام للذهبي (عهد الخلفاء (390، الوافي بالوفيات 18- 210، مرآة الجنان 1- 86، البداية و النهاية 7- 170، الجواهر المضيئة 2- 415، الاصابة 2- 408، تهذيب التهذيب 6- 244، تقريب التهذيب 1- 494، شذرات الذهب 1- 38، ذخائر المواريث 2- 225، تنقيح المقال 2- 146 برقم 6407، الغدير 8- 284، معجم رجال الحديث: 9- 341 برقم 6421.
  2. العِقد الفريد: 4- 279. طبع دار الكتاب العربي. و أخرج نحوه الطبري في «تاريخه» في قصة الشورى: 3- 294 طبع مؤسسة الاعلمي.
  3. عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح و هو أخو عثمان من الرضاعة. أسلم قبل الفتح و هاجر ثم ارتدّ مشركاً، فلما كان يوم الفتح أمر رسول اللّه ص بقتله و لو وجد تحت أستار الكعبة، ففرّ إلى عثمان فغيّبه حتى أتى به إلى رسول اللّه ص فاستأمنه فصمت رسول اللّه ص طويلًا ثم قال: نعم، فلما انصرف عثمان قال رسول اللّه لمن حوله: ما صمتُّ إلّا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه. توفّي سنة 37 أو 36. انظر «أسد الغابة «: 3- 173.
  4. وفي لفظ المسعودي: وقام المقداد فقال: «ما رأيت مثل ما أوذي به أهل هذا البيت بعد نبيهم» فقال له عبد الرحمن بن عوف: «وما أنت و ذلك يا مقداد» فقال: «إنّي و اللّه لَاحبهم لحب رسول اللّه ص إياهم وإنّ الحق معهم وفيهم ..» انظر مروج الذهب: 3- 86 برقم 1599. طبع المطبعة الكاثوليكية في بيروت.
  5. انظر العقد الفريد لابن عبد ربه: 4- 350، و شرح نهج البلاغة: للشيخ محمد عبده: 1- 30، و تاريخ أبي الفدا: 1- 166 كما ذكر ذلك صاحب «الغدير «: 9- 86.
  6. في المسند، ج1ص190