حجر بن عدي

حجر بن عدی: كان من فضلاء الصحابة وشارك في فتح الشام، وشهد مع علي عليه السلام الجمل وصفّين أميراً، كما وشهد فتح القادسية. وكان من الأبدال، وكان مجاب الدعوة، وهو أحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة.

حُجر بن عدي (... ــ 53ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عبدالرحمان، ابن الأدبر.[٢]
نسبه: العَدَوي، الكِنْدي.[٣]
لقبه: الكوفي، حُجر الخير، الشهيد.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
كان حُجربن عدي من كِنْدة، وكان عابداً، ومن فضلاء الصحابة، يُذكر عنه أنّه لم يُحدّث قطّ إلّا توضّأ، ولم يهرق ماءً إلّا توضّأ، وما توضّأ إلّا صلّى‏.[٦] وكان قد وفد على النبي صلى الله عليه وآله هو وأخوه هانئ بن عدي نيابةً عن قبيلتهم، ليعلنوا قبولهم للإسلام عنده صلى الله عليه وآله.[٧]
وفي الإصابة: «روى‏ إبراهيم بن الجنيد في كتاب الأولياء بسند منقطع: أنّ حجر ابن عدي أصابته جنابة، فقال للموكل به: أعطني شرابي أتطهّر به، ولاتعطني غداً شيئاً، فقال: أخاف أن تموت عطشاً فيقتلني معاوية، قال: فدعا اللَّه، فـ أنس كبت له سحابة بالماء، فأخذ منها الذي احتاج إليه، فقال له أصحابه: ادع اللَّه أن يخلّصنا، فقال: اللّهم خِرْ لنا، قال: فقُتل هو وطائفة منهم».[٨]
اشترك حُجر في فتح الشام، وشهد مع علي عليه السلام الجمل وصفّين أميراً، كما وشهد فتح القادسية.[٩] وكان له صحبة ووفادة، وجهاد وعبادة.[١٠] وقال ابن الكلبي: «كان لحجر بن عدي ولدان: عبداللَّه وعبدالرحمان، قُتلا مع المختار لمّا غلب عليه مصعب».[١١] وكان حجر من الأبدال، وكان مجاب الدعوة.[١٢]
ولمّا ولي زياد العراق، وأظهر من الغلظة وسوء السيرة ماأظهر، خلعه حجر ولم يخلع معاوية، وتابعه جماعة من شيعة علي عليه السلام، وحصبه يوماً في تأخير الصلاة هو وأصحابه، فكتب فيه زياد إلى‏ معاوية: «إن كان لك بالعراق حاجة، فاكفني حجراً وأصحابه» فأمر بهم معاوية فقُتل نصفهم بعذراء سنة إحدى‏ وخمسين، وكانوا أربعة عشر، وقيل: ثلاثة عشر، وكان حجر ممّن قُتل.[١٣]
وعن أبي الأسود قال: دخل معاوية على‏ عائشة فعاتبته في قتل حجر وأصحابه، وقالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «يُقتل بعدي أُناس يغضب اللَّه لهم وأهل السماء»[١٤] وقال ابن العماد الحنبلي: «قال علي كرّم اللَّه وجهه: حجر بن عدي وأصحابه كأصحاب الأُخدود «وما نقموا منهم إلّا أن يؤمنوا باللَّه العزيز الحميد» فإن صحّ هذا عن عليٍّ، فيكون من باب الإخبار بالغيب ؛ لأ نّه توفّي قبله».[١٥]
وقالت عائشة: «أما واللَّه أن كانوا - أي حجر وأصحابه - لجمجمة العرب عزّاً ومنعةً وفقهاً».[١٦] وعن الحاكم: «إنّه - أي حجراً - راهب أصحاب محمد صلى الله عليه وآله».[١٧]
وعن محمد بن سيرين قال: «قال حجر بن عدي: لاتغسلوا عنّي دماً، ولا تطلقوا عنّي قيداً، وادفنوني في ثيابي، فإنّا نلتقي غداً بالجادة».[١٨] ويذكر أنّه لمّا أرادوا قتله، قال الجلّاد له: إنّ أمير المؤمنين قد أمرني بقتلك يا رأس الضلال، ومعدن الكفر والطغيان، والمتولّي لأبي تراب، وقتل أصحابك، إلّا أن ترجعوا عن كفركم، وتلعنوا صاحبكم وتتبرّأوا منه، فقال حجر وجماعة ممّن كان معه: «إنّ الصبر على‏ حدّ السيف لأيسر علينا ممّا تدعونا إليه، ثم القدوم على اللَّه وعلى‏ نبيّه وعلى وصيّه أحبّ إلينا من دخول النار».[١٩]

موقف الرجاليّين منه


وثّقه جميع أصحاب التراجم والرجاليّين. فقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب ورواة الإمام علي والحسن عليهما السلام.[٢٠]
وقال ابن سعد: «لم يرو عن غير عليٍّ شيئاً».[٢١] فيما ذكر المزّي وابن حجر أنّه روى‏ عن أبي ليلى‏ الكندي، وعبدالرحمان بن عابس، وأبي البختري.[٢٢]

حجر وأهل البيت ‏عليهم السلام

تعرّض حجر للعذاب، واستقبل الموت بسبب موالاته لعلي عليه السلام وحبّه ل أهل البيت‏ عليهم السلام.[٢٣] فعنه قال: «قال لي علي عليه السلام: كيف تصنع أنت إذا ضُربتَ وأُمرتَ بلعني؟ قلت: كيف أصنع؟ قال: إِلعنّي، ولا تبرأ منّي، فانّي على‏ دين اللَّه».[٢٤] وعن علي عليه السلام قال: «يا أهل العراق، سيُقتل سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأُخدود» فقُتل حجر وأصحابه.[٢٥]

وفاته

قُتل حجر سنة 51 أو 53 هـ .[٢٦]

المصادر

  1. العبر في خبر من غبر 1: 40، أُسد الغابة 1: 385.
  2. الوافي بالوفيات 11: 321.
  3. تهذيب الكمال 5: 476، الإصابة 1: 329.
  4. الوافي بالوفيات 11: 321. و«حجر الخير» مقابل حُجر الشرّ ابن عمه، وهو حجر بن يزيد بن سلمة، ممّن وفد إلى‏ النبي‏صلى الله عليه وآله، ثم كان من شيعة علي‏عليه السلام، وشهد يوم الحكمين، ثم صار من أُمراء جند معاوية، فولّاه أرمينية. (سير أعلام النبلاء 3: 467).
  5. الإصابة 1: 329، العبر في خبر من غبر 1: 40.
  6. الوافي بالوفيات 11: 321، أُسد الغابة 1: 385، مروج الذهب 3: 4.
  7. الإصابة 1: 329.
  8. الإصابة 1: 329.
  9. الوافي بالوفيات 11: 321، أُسد الغابة 1: 385.
  10. شذرات الذهب 1: 57، العبر في خبر من غبر 1: 40.
  11. الإصابة 1: 330.
  12. رجال الطوسي: 38، أُسد الغابة 1: 385 - 386.
  13. الوافي بالوفيات 11: 321، أُسد الغابة 1: 385 - 386.
  14. الإصابة 1: 329.
  15. شذرات الذهب 1: 57.
  16. الاستيعاب 1: 332.
  17. المستدرك على الصحيحين 3: 468، 470، تهذيب تاريخ دمشق 4: 89.
  18. المصدران السابقان.
  19. مروج الذهب 3: 4.
  20. رجال الطوسي: 38، 67.
  21. الطبقات الكبرى‏ 6: 220.
  22. تهذيب الكمال 5: 477، تهذيب التهذيب 2: 189.
  23. مستدرك الحاكم 3: 470، مروج الذهب 3: 4.
  24. رجال الكشّي: رقم (161).
  25. إعلام الورى: 33.
  26. المصدر السابق.