إسحاق بن راهويه

من ویکي‌وحدت

إسحاق بن راهويه: كان إسحاق ورعاً زاهداً، اجتمع له الفقه و الحديث، ورحل الى‏ العراق والحجاز واليمن والشام، وورد بغداد غير مرة، وعاد إلى‏ خراسان فاستوطن نيسابور الى‏ أن توفِّي بها، وجالس حفّاظ أهلها وذاكرهم حتّى‏ انتشر علمه عند الخراسانيّين. يقول ابن حبان: كان إسحاق من سادات زمانه فقهاً وعلماً، وحفظاً ونظراً، ممّن صنّف الكتب وفرّع السنن، وذبّ عنها وقمع من خالفها. وهو أحد الرواة المشتركين بین الشيعة و أهل السنة.

إسحاق بن راهويه إبراهيم بن مَخْلَد (161 – 238ق)

وهو من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: ابن راهويه، أبو محمد، أبو يعقوب.[٢]
نسبه: الحنظلي.[٣]
لقبه: المرْوَزي.[٤]
طبقته: العاشرة.[٥]
يقال له: ابن راهويه ؛ لأنّ أباه كان قد ولد في الطريق، وكان أبوه يكره هذه النسبة، إلّا أنّ إسحاق لم يعر اهتماماً لهذه القضية ولم يكرهها.[٦] وروى‏ ابنه علي أنّ أباه وُلِد من بطن أُمه مثقوب الأُذنَيْن، قال: فمضى‏ جدّي راهويه إلى‏ الفضل بن موسى‏ السيناني فسأله عن ذلك، فقال: يكون ابنك رأساً: إمّا في الخير وإمّا في الشرّ.[٧] وكانت له ذاكرة قوية حتّى‏ إنّه لم يكن يروِ حديثاً من غير الحفظ.[٨]
كان إسحاق ورعاً زاهداً، اجتمع له الفقه و الحديث، ورحل الى‏ العراق والحجاز واليمن والشام، وورد بغداد غير مرة، وعاد إلى‏ خراسان فاستوطن نيسابور الى‏ أن توفِّي بها، وجالس حفّاظ أهلها وذاكرهم حتّى‏ انتشر علمه عند الخراسانيّين.[٩]
ذكر ابن النديم ثلاثة آثار مهمّة لإسحاق، وهي: كتاب السنن في الفقه، كتاب المسند، كتاب التفسير[١٠] ويقول الخطيب: «كان أحد ائمة المسلمين، وعلماً من أعلام الدين، اجتمع له الحديث والفقه، والحفظ والصدق، والورع والزهد».[١١]
وقد عدّه أحمد أفضل علماء خراسان، بل والعراق، ووصفه بكونه ذكيّاً كيّساً، وفقيهاً ثاقب النظر، وإماماً من ائمة المسلمين. وكان يرجّح رواياته على‏ غيرها عند التعارض. ويقول ابن حبان: «كان إسحاق من سادات زمانه فقهاً وعلماً، وحفظاً ونظراً، ممّن صنّف الكتب وفرّع السنن، وذبّ عنها وقمع من خالفها».[١٢]
وفي تاريخ التراث العربي مانصّه: «هو الذي أوصى‏ تلميذه البخاري بأن يلخص الصحيح من كتب الحديث الكثيرة».[١٣]

موقف الرجاليّين منه

نقل الذهبي عن النسائي أنّه قال: «إسحاق ثقة مأمون».[١٤] وذكر ابن حجر: أنّه «ثقة حافظ ومجتهد».[١٥]
وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، من غير جرح أو تعديل.[١٦]
ونقل الخطيب عن أبي داود قوله: «إسحاق بن راهويه تغيّر قبل أن يموت بخمسة أشهر، وسمعت منه في تلك الايام ورميت به...».[١٧] وقد حاول الذهبي - ضمن نقله لهذا الكلام - توجيهه، حيث ذكر أنّ الأخطاء التي حصلت في بعض الأحاديث المنقولة عن إسحاق إنّما نشأت من اشتباه رواته، أو لأ نّه كان يروي عن حفظ.[١٨] 441) المصدر السابق: 348 - 352.

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ إسحاق عن الإمام الرضا عليه السلام. [١٩]
وروى‏ عن جماعة أيضاً، منهم: جرير بن عبد الحميد الرازي، إسماعيل بن عُلَيَّة، سفيان بن عُيَيْنَة، وكيع بن الجرّاح، أبو أسامة حمّاد بن أُسامة، يحيى‏ بن آدم، بقية بن الوليد، عبد الرزاق بن همام الصنعاني، النضر بن شُمَيْل المازني.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: محمد بن إسماعيل البخاري، إسحاق بن منصور الكَوْسَج، مسلم بن الحجاج النيسابوري، محمد بن نصر المَرْوَزي، أبو عيسى‏ الترمذي، أحمد بن سلمة، أحمد، محمد بن إسحاق.[٢٠]ولده.
هذا، وقد ذكره الأميني في عداد رواة حديث الغدير.[٢١] وقد أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود و الترمذي و النسائي.[٢٢]، أي الجماعة سوى ابن ماجة.[٢٣]

من رواياته

روى‏ إسحاق حديث السلسلة الذهبية عن الإمام الرضا عليه السلام: أنّه عند مروره بنيشابور قال عليه السلام: «سمعت أبي موسى‏ بن جعفر، يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد، يقول: سمعت أبي محمد بن علي، يقول: سمعت أبي علي بن الحسين، يقول: سمعت أبي الحسين بن علي، يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله، يقول: سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول: لا إله إلّا اللَّه حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي». قال: فلمّا مرّت الراحلة نادانا: «بشروطها، وأنا من شروطها».[٢٤]

وفاته

توفِّي إسحاق سنة 238 هـ في نيسابور، وقبره مشهور هناك يُزار.[٢٥]

المصادر

  1. كتاب الثقات 8: 115، تاريخ بغداد 6: 345.
  2. تاريخ بغداد 6: 345، تقريب التهذيب 1: 54.
  3. كتاب التاريخ الكبير 1: 379، تقريب التهذيب 1: 54.
  4. المصدر السابق 1: 379؛ تقريب التهذيب 1: 54.
  5. تقريب التهذيب 1: 54، تاريخ بغداد 6: 346، حلية الأولياء 9: 234.
  6. تاريخ بغداد 6: 348.
  7. المصدر السابق: 347.
  8. المصدر نفسه: 352.
  9. المصدر نفسه: 345 - 346.
  10. الفهرست: 286.
  11. تاريخ بغداد 6: 345.
  12. كتاب الثقات 8: 116.
  13. تاريخ التراث العربي 1: 208، نقلاً عن هدى‏ الساري لابن حجر: 4 - 5.
  14. ميزان الاعتدال 11: 333.
  15. تقريب التهذيب 1: 54.
  16. رجال الطوسي: 367.
  17. تاريخ بغداد 6: 355.
  18. ميزان الاعتدال 1: 333 - 334.
  19. تاريخ بغداد 6: 345 - 346، تهذيب الكمال 2: 373 - 376، تهذيب التهذيب 1: 190، رجال الطوسي: 367.
  20. الغدير 1: 72.
  21. الغدير 1: 72
  22. موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 92.
  23. تهذيب الكمال 2: 376.
  24. عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 135، أمالي الصدوق: 195، معاني الأخبار: 370.
  25. كتاب التاريخ الكبير 1: 379، كتاب الثقات 8: 116، تاريخ بغداد 6: 355.