إبراهيم بن سعد المدني

من ویکي‌وحدت
الاسم إبراهيم بن سعد
تاريخ الولادة 108 الهجري القمري
تاريخ الوفاة 184 الهجري القمري
كنيته أبو إسحاق
نسبه الزهري
لقبه المدني
طبقته من أصحاب هارون الرشيد

إبراهيم بن سعد المدني: كان فقيهاً حافظاً، كثير الحديث. ولي قضاء المدينة، و قدم بغداد، فأكرمه الرشيد و أظهر برّه، و ولّاه بيت المال، و سُئل عن الغناء فأفتى بتحليله، فامتنع بعض أصحاب الحديث عن السماع منه.

إبراهيم بن سعد (108 ــ 184ق)

ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف القُرشي الزهري، أبو إسحاق المدنيّ. مولده سنة ثمان و مائة. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

حدث عن: أبيه قاضي المدينة، و الزهري، و صالح بن كيسان، و غيرهم.
حدث عنه: عبد الرحمن بن مهدي، و أحمد بن حنبل، و القعنبي، و آخرون.

فقاهته وقضاؤه علی المدينة

كان حافظاً، كثير الحديث، فقيهاً. ولي قضاء المدينة، و قدم بغداد، فأكرمه الرشيد و أظهر برّه، و ولّاه بيت المال، و سُئل عن الغناء فأفتى بتحليله، فامتنع بعض أصحاب الحديث عن السماع منه، فانزعج على المحدثين، و حلف أنّه لا يحدث حتى يغني قبله، و لما شاعت عنه هذه ببغداد، دعا به الرشيد، و سأله عن حديث‌ المخزومية التي قطعها رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) في السرقة، فدعا بعود، فقال: لا، و لكن عود الطرب، ثم دعا له الرشيد بعود فغناه:
يا أُم طلحة إن البين قد أزِفا؛ قلّ الثواء لئن كان الرحيل غدا.
فقال له الرشيد: من كان من فقهائكم يكره السماع؟ قال: من ربطه اللّه، قال: فهل بلغك عن مالك بن أنس في هذا شي‌ء؟ قال: أخبرني أبي أنّهم اجتمعوا في بني يربوع في مَدْعاة و هم يومئذ جِلّة و معهم دفوف و معازف و عيدان يغنّون و يلعبون، و مع مالك دفّ مربّع، و هو يغنيهم:
سُليمى أجمعت بينا؛ فأين لقاؤها أينا ... الابيات الثلاثة،
فضحك الرشيد، و وصله بمال!! [٢]
قال بعض المحققين: تكشف هذه القصة عن مدى استهزاء الحكام بشريعة اللّه، و انحرافهم عنها، و لكي يبرّر الرشيد أعماله و حبّه للغناء و اللهو و العبث، فانّه يقرّب و يبالغ في برِّ و إكرام [الفقيه] الذي يفتي بما يرضي أهواءه، و يوافق رغباته.

وفاته

توفّي إبراهيم سنة أربع أو ثلاث و ثمانين و مائة.

المصادر

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 7- 322، التأريخ الكبير 1- 288 برقم 928، المعرفة و التاريخ 1- 174، تاريخ اليعقوبي 3- 141) فقهاء أيام المهدي العباسي)، الجرح و التعديل 2- 101 برقم 283، مشاهير علماء الامصار 225 برقم 1116، الثقات لابن حبان 6- 7، تاريخ بغداد 6- 81 برقم 3119، تهذيب الكمال 2- 88 برقم 174، ميزان الاعتدال 1- 33 برقم 97، تذكرة الحفاظ 1- 252 برقم 239، سير أعلام النبلاء 8- 304 برقم 81، العبر 1- 222، الوافي بالوفيات 5- 352 برقم 2428، تهذيب التهذيب 1- 121 برقم 216، تقريب التهذيب 1- 35 برقم 202، شذرات الذهب 1- 305.
  2. الغناء في المذاهب الخمسة: قال أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري: أمّا مالك بن أنس فانّه نهى عن الغناء و عن استماعه، ثم قال: و هو مذهب سائر أهل المدينة إلّا إبراهيم بن سعد.
    و قال ابن القاسم: سألت مالكاً عنه فقال: قال اللّه تعالى: (فَمٰا ذٰا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلٰالُ) أ فحق هو؟ و قال أبو الطيب: و أمّا مذهب أبي حنيفة فانّه يكره الغناء .. و يجعل سماع الغناء من الذنوب.
    و أمّا مذهب الشافعي فقال: الغناء مكروه يشبه الباطل.
    و عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن الغناء، فقال: ينبت النفاق في القلب لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: انّما يفعله عندنا الفساق.
    انظر تفسير (و من الناس من يشتري لهو الحديث ..) (لقمان 6) في تفسير القرطبي.
    و قال العلّامة الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: (وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ ..) قال: (لَهْوَ الْحَدِيثِ) الحديث الذي يلهي عن الحق بنفسه كالحكايات الخرافية و القصص الداعية إلى الفساد و الفجور، أو بما يقاربه كالتغنّي بالشعر أو بالملاهي و المزامير و المعازف فكل ذلك يشمله لهو الحديث.
    و نقل قول الامام أبي عبد اللّه الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: (وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ..) قال (عليه السّلام): منه الغناء.
    و قال الامام أبي جعفر الباقر (عليه السّلام): الغناء ممّا أوعد اللّه عليه النار ثم تلا: (وَ مِنَ النّٰاسِ ..) انظر «الميزان في تفسير القرآن» الآية السادسة من سورة لقمان.
    و قال القرطبي في «تفسيره»: (لَهْوَ الْحَدِيثِ) الغناء في قول ابن مسعود و ابن عباس.