محمد إسحاق الفياض

من ویکي‌وحدت

الشيخ محمد إسحاق الفياض : من مراجع القليد في النجف الأشرف .

ولادته ونشأته

ولد سنة 1930 (ميلادي) في قرية (صوبة) إحدى قرى محافظة (غزني) في وسط أفغانستان الواقعة جنوب العاصمة كابل. أرسله والده إلى مكتب شيخ القرية وهو في الخامسة من العمر ،فقرأ على شيخ القرية أبجديات العلوم وتعلم القرآن الكریم، ومن ثم كتاب “جامع المقدمات”. ثم انتقل إلى قرية (حوتقل) المجاورة وأكمل في تلك المدرسة قراءة كتاب “جامع المقدمات” و“السيوطي”.

بعد وفاة والدته عام 1947 انتقل من مدرسة القرية إلى مدينة مشهد المقدسة واستقر في مدرسة الحاج حسن الواقعة في منطقة (بالا خيابان) و قرأ في تلك الفترة كتاب “حاشية ملا عبدالله” ومقدارا من كتاب “المطول” عند الأستاذ الأديب النيشابوري الشهير. وبعد عام من الدراسة في حوزة مدينة مشهد٬ هاجر الشيخ الفياض إلى العراق للوصول إلى أكبر عواصم العلم للشيعة وهي النجف الأشرف.

وصل الطالب الجديد إلى النجف و هو شاب في مقتبل ربيعه الثامن عشر٬ فاستقر في المدرسة السليمية ،فقرأ كتب “قوانين الأصول” “حاشية ملا عبدالله” وقسما من “اللمعة” الميرزا كاظم التبريزي ،وأكمل كتاب “اللمعة” عند السيد أسد الله المدني والميرزا علي الفلسفي، كما أكمل كتاب “المطول” عند المدرس الأفغاني. ثم انتقل إلى دراسة مرحلة السطوح ليتأهل لحضور بحوث الخارج لدى العلماء الكبار، فقرأ “كفاية الأصول” و“الرسائل” و“المكاسب” عند مجتبى اللنكراني. وفي تلك الفترة كان يُدرّس ما فرغ من تحصيله إلى الطلبة المبتدئين من بعده، كما هو المتعارف في نظام التعليم في الحوزة الدينية في النجف الأشرف.

حضر الشيخ الفياض بحث الخارج و هو في بدايات العشرين من عمره ، واختار حلقات بعض الأساتذة الكبار من علماء النجف القديرين لعدة اشهر، حتى استقر على بحث أستاذه الشهير السيد الخوئي، فحضر بحثه في الأصول دورتين كاملتين وفي الفقه عشرين سنة، مواظباً ومتابعاً ومقرراً للبحث . وقد دأب الشيخ الفياض منذ حضوره بحث الإمام الخوئي على تقرير البحث، وبعد التحقيق وإخراج المصادر والمقارنة بين الآراء وأدلتها أكمل تقرير الدورة الخامسة من دورات بحث الأستاذ في علم أصول الفقه في كتاب المعروف بـ “المحاضرات في أصول الفقه” وطُبع بعد إجازة وإذن الأستاذ الخوئي، ومنذ ذلك الوقت فإن هذا الكتاب يُعدّ من الكتب الرئيسية في البحث الخارج في جميع الحوزات العلمية.

قد جاء في تقريظ الإمام الخوئي على تقريرات الفياض قوله: "وممن وفقت لرعايته وحضر أبحاثي العالية في الفقه و الأصول٬ هو قرة عيني العلامة المدقق الفاضل الشيخ محمد إسحاق الفياض (دامت تأييداته) وقد عرض علي الجزء الأول من كتابه “المحاضرات في أصول الفقه” الذي كتبه تقريرا لأبحاثي بأسلوب بليغ و إلمام جدير بالإشادة والإعجاب٬ وإني أبارك له هذا الجهد الميمون ،وأسأله تعالى أن يوفقه لإتمام مرامه".

وقال في تقريظ الجزء الثاني: "وبعد :فإن كتاب محاضرات في أصول الفقه الذي ألّفه قرة عيني المعظّم، العلامة المفضال المدقق، الشيخ محمد إسحاق الفياض دامت تأييداته تقريراً لأبحاثنا العالية في علم الأصول، قد تميّز بالدقة والإتقان، وحسن الأسلوب والبيان، كما دلّ على كفائته في العلم، وغزارته في الفضل ".

و قد كان الفياض لما يملكه من مؤهلات عالية من فضل وعلم و قرب مقام من السيد الخوئي واحداً من أولئك الذين استمر بالعمل في لجنة الاستفتاء لأكثر من 25 سنة، حتى آخر يوم من حياة أستاذه .

تدريسه

خلال تلك الفترة و ما بعدها ، كان الشيخ الفياض واحداً من الأساتذة المبرزين المشهورين في الحوزة، حيث يلقي دروسه و بحوثه على جمع كبير من الأفاضل من طلاب العلوم الدينية في: المسجد الهندي٬ جامعة النجف٬ مدرسة السيد اليزدي الصغرى٬ مدرسة دارالعلم٬ والآن في مکتبه.

=مؤلفاته

مع الالتزامات الكثيرة للفياض في قيامه بأداء الواجب الديني لخدمة المؤمنين من استمراره في إلقاء الدروس وتربية الأفاضل من تلامذته وحصول مشاكل متعددة خصوصاً بعد وفاة السيد الخوئي من قبل الحکومة البعثية، وغيرها من الالتزامات الاجتماعية في قضاء حوائج الناس، ومراجعتهم إياه لأخذ الأحكام وفي احتياجاتهم الخاصة و غيرها، ومع كل تلك الانشغالات والمسؤوليات ،فقد دأب إلى أن يفرغ بعضاً من وقته للتحقيق والتصنيف وإغناء المكتبة الإسلامية بتأليفاته في موضوعات متعددة.

المصدر