انتقل إلى المحتوى

التوسل

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٢٠:٢٥، ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' التوسل هو لغةّ اتخاذ شخص أو شيء وسيلة إلى شيء أخرى وفي الإصطلاح هو اتخاذ شخص أو شيء وسيلة إلى الله تعالى لتقريب العبد إلى ربه وقضاء حاجاته، وهو من الاعتقادات الراسخة عند الشيعة وكثير من المسلمين غير الشيعة. == التوسل في القرآن الكريم == يُس...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


التوسل هو لغةّ اتخاذ شخص أو شيء وسيلة إلى شيء أخرى وفي الإصطلاح هو اتخاذ شخص أو شيء وسيلة إلى الله تعالى لتقريب العبد إلى ربه وقضاء حاجاته، وهو من الاعتقادات الراسخة عند الشيعة وكثير من المسلمين غير الشيعة.

التوسل في القرآن الكريم

يُستدل على مشروعية التوسل بالمقربين من الله تعالى من آيات القرآن الكريم، منها قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة: 35). لذلك كان التوسل بالمقربين من الله تعالى منهجاً متبعاً في سيرة العلماء والمسلمين عبر التاريخ [١].

التوسل في آثار علماء أهل السنة

يتضح من خلال مراجعة كتب علماء أهل السنة أن كبارهم – بما في ذلك الخليفة عمر بن الخطاب – كانوا يلتجئون إلى التوسل لحل المشاكل، مما يدل على جوازه عندهم، ولم يُعرف عن علماء أهل السنة معارضة للتوسل حتى القرن الثامن الهجري، وفيما يلي بعض آرائهم:

ابن الجوزي (ت 597 هـ):

ابن الجوزي أفرد باباً في كتابه "الوفاء بفضائل المصطفى" بعنوان "التوسل بالنبي" ذكر فيه أحاديث وأقوالاً كثيرة تدل على جواز التوسل [٢].

الخطيب البغدادي (ت 463 هـ):

الخطيب البغدادي نقل في "تاريخ بغداد" عن ابن علي خلال – شيخ الحنابلة – قوله: "كان إذا حزبني أمر توجهت إلى قبر موسى بن جعفر (ع) وتوسلت به، فيتيسر لي حاجتي"[٣].

ابن حجر الهيتمي (ت 974 هـ):

ابن حجر الهيتمي أورد في "الصواعق المحرقة" أن الإمام الشافعي (ت 204 هـ) كان يجيز التوسل ويعمل به، ونقل عنه قوله: آلُ النَّبِي ذَرِيعَتِي وَهُمْ إِلَيْهِ وَسِيلَتِي \ أَرْجُو بِهِمْ أُعْطَى غَداً بِيَمِينِي صَحِيفَتِي [٤].سيرة عمر بن الخطاب العملية: جاء في "صحيح البخاري" أن الخليفة عمر كان يتوسل بالعباس بن عبد المطلب في الاستسقاء قائلاً: "اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا" [٥].

ابن حبان (ت 354 هـ):

ابن حبان قال: "كنت إذا قدمت طوس أتيت قبر علي بن موسى الرضا (ع) وتوسلت به في قضاء حاجتي".[٧]

البيهقي (ت 458 هـ):

البيهقي نقل في كتبه أحاديث وآثاراً كثيرة في جواز التوسل بالنبي (ص) في الحياة وبعد الممات، منها توسل بلال بن الحارث بقبر النبي (ص) طلباً للمطر.[٨]

الإمام مالك (ت 179 هـ):

الإمام مالك عندما سأله المنصور الدوانيقي عن كيفية زيارة النبي (ص)، أجابه: "يتوجه إلى النبي ويتوسل به في شفاعته".[٩]

السخاوي (ت 902 هـ):

السخاوي أكد في كتابه "الوفاء بأحوال المصطفى" أن التوسل بالنبي (ص) جائز في كل حال وكان سيرة السلف.[١٠]

ابن داود المالكي الشاذلي:

ابن داود المالكي الشاذلي أجاز التوسل في كتابه "البيان والاختصار"، ونقل وقوعه من العلماء والصالحين.[١١]

التوسل بعلماء أهل السنة:

نقل ابن الجوزي في "مناقب الإمام أحمد" عن عبد الله بن موسى قوله: "كنت آتي مع أبي إلى قبر أحمد بن حنبل فتتقاضى عنده الديون".[١٢]

هذه النقول عن سيرة علماء أهل السنة قبل ابن تيمية، إضافة إلى الأحاديث الكثيرة في جواز التوسل في مصادرهم، تدل على قبولهم لهذه المسألة. بل إن كثيراً من علماء أهل السنة بعد ابن تيمية – كالسخاوي – استمرّوا على القول بجواز التوسل، مما يدل على استقلاليتهم وعدم تأثرهم بآرائه.[١٣]

  1. السبحانی، جعفر، آئین وهابیت، ص 145،
  2. السبحانی، جعفر، آئین وهابیت، ص 173
  3. الخطیب البغدادی، احمد ابن علی، تاریخ بغداد، ج 1، ص 120،
  4. احمد ابن محمد معروف به ابن حجر الهیثمی، صواعق المعرقه، ص 178،
  5. البخاری، محمد ابن اسماعیل، صحیح الخباری، ج 2، ص 34،