انتقل إلى المحتوى

سمرقند

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٧:٥٩، ٦ أكتوبر ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' سمرقند Samarqand ثاني أكبر مدينة ازبكستان ومركز ولاية سمرقند ومن المدن ذات الهوية والمُثِيرَة للأحداث في المشرق الإسلامي، التي على مدى تاريخها البارز قد قطعت منعطفات وصعوبات مختلفة، وقد ذكرها التاريخ والأدب بافتخار، وتُعَدُّ هذه المدينة العظيمة...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


سمرقند Samarqand ثاني أكبر مدينة ازبكستان ومركز ولاية سمرقند ومن المدن ذات الهوية والمُثِيرَة للأحداث في المشرق الإسلامي، التي على مدى تاريخها البارز قد قطعت منعطفات وصعوبات مختلفة، وقد ذكرها التاريخ والأدب بافتخار، وتُعَدُّ هذه المدينة العظيمة من أهمِّ مدن ما وراء النهر، التي كانت دائمًا مصاحبة لأساطير وتاريخ إيران، وقد ربَّت في أحضانها العديدَ من الشعراء والعلماء والعلماء ذوي الأسماء المشهورة الناطقين بالفارسية، وتتمتع هذه المدينة بتاريخ طويل وهي من أشهر مدن بلاد ما وراء النهر وإقليم الصغد. هاجمها العديد من القبائل والعشائر مثل الإغريق (٣٢٨ ق.م)، والهياطلة (٥ م)، والأتراك (٥٥٧ م)، والمغول (٦١٧ ق)، وغيرهم، ولكن مع هذا، كانت سمرقند مركزًا لنشر معارف الإسلام ومهدًا لعلماء أتقياء على مدى القرون، وقد قدَّمت شخصيات بارزة للإسلام العالمية التي ذاع صيت بعضها في جميع أنحاء العالم.

سبب تسمية سمرقند

هناك روايات مختلفة حول كلمة سمرقند وسبب تسميتها، واختلط في هذا الأمر الخيال بالواقع، ويعتبر بعض الباحثين أن "سمرقند" معرَّبة عن "سمركند" الفارسية الوسطى (بهلوية) و"مركنده" أو "ماري كاندي" اليونانية، واعتبر بعضهم أن "سمران" هو الاسم العربي لسمرقند، ويعتقد عدد من المؤرخين والجغرافيين أن شخصًا من ملوك اليمن يُدعى "شِمر" (شمر أبو كرب أو شمر بن إفريقيس) احتل منطقة سمرقند الحالية ودمَّرها، ولذلك سُمِّيت "شمركند"؛ أي الأرض التي دمرها شمر. ثم تحول هذا اللمة بسبب ثقله بالتدريج إلى "سمرقند".

يكتب حمد الله المستوفي في هذا الشأن: "... وبعده (الإسكندر) في عهد ملوك الطوائف، خرَّبها شخصٌ اسمه "سمر" من نسل تُبَّع بسبب عداوة وقعت له مع أهل هذه المنطقة "وكند"؛ أي لم يترك أي عمران قائم. ثم سموها "سمركند"، فعربها العرب وقالوا سمرقند".

ويذكر صاحب "برهان قاطع" رواية أخرى حول سبب تسمية سمرقند: سمرقند معرَّبة عن "سمركند" ومعناها المركَّب "قرية سمر"، وكان "سمر" اسم ملك من الترك والترك. يقال للقرية "كند"، وقد بناها هذا الملك ثم تحولت مع مرور الزمن إلى مدينة. يتحدث أبو طاهر خواجة السمرقندي في كتابه "السمرية" أكثر في هذا الشأن.

٣ - الخلفية التاريخية

سمرقند من المدن القديمة جدًا في آسيا الوسطى، ويعود تاريخ بنائها إلى ماضٍ بعيد. كما أن الوثائق والمستندات والآثار التاريخية المكتوبة في هذه المدينة تعود أيضًا إلى القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد. قد قال المؤرخون الكثير عن مؤسس سمرقند. على سبيل المثال، اعتبرتها بعض الروايات من بناء "أفراسياب"، البطل شبه الأسطوري في شاهنامة الفردوسي. وكتب الأديب الملك الفراهاني في هذا الشأن: "بناها أفراسياب وجعلها دار ملكه، ثم تعرضت للخراب والدمار بالتدريج". وأول باني لسمرقند حسب قول القزويني في "آثار البلاد" هو "كيكاوس بن كيقباد".

وعدَّ بعض المؤرخين والجغرافيين "تُبَّع" باني سمرقند. فيكتب الجيهاني: "سمرقند من بناء التبع، وكتبوا أن من صنعاء اليمن إلى سمرقند ألف فرسخ". ويقول ابن حوقل أيضًا: "يعتقد بعض الناس أن التبع هو باني مدينة سمرقند وأن ذا القرنين أتمها". ويكتب الإصطخري كذلك: "رأيت بابًا في سمرقند، مغطى بالحديد، ومكتوب على جزء منه شيء. سألتهم عنه فقالوا: هذا الباب وضعه التبع ومكتوب على هذا الحديد باللغة الحميرية أن من صنعاء إلى سمرقند ألف فرسخ".

وعدَّ بعض الجغرافيين الإسكندر (٣٣٠-٣٢٣ ق.م) مؤسس هذه المدينة. أقدم وصف موجود في الأبحاث الحديثة في هذا الشأن هو ما كتبه ابن الفقيه، حيث يعرف فيه بمدينة سمرقند وأسوارها وأبوابها. واعتبر الإسكندر باني سمرقند. ويقول ياقوت كذلك ويضيف أن الإسكندر أقام سورًا عظيمًا حول سمرقند وحولها إلى قلعة حصينة.

أما أ comprehensive موضوع حول باني سمرقند، فهو موجود في "السمرية". يقول كاتب هذا الكتاب: "بداية عمارة قلعة هذه المدينة كانت من "كيكاوس"، والعمارة الثانية من الملك "تُبَّع"، والملك تُبَّع كان ملكًا في جهة ولاية اليمن والعربستان وقد فتح هذه المدينة، والعمارة الثالثة كانت للملك الإسكندر، حيث وضع الملك الإسكندر على دور قلعة سمرقند سورًا منفصلًا ويسمونه الآن "سور القيامة"، والعمارة الرابعة لها كانت من الأمير تيمور كوركان". ويعتبر الباحثون الروس المعاصرون، الذين يحددون زمن ظهور هذه المدينة بـ ٥٣٠ قبل الميلاد، فأقاموا مراسم الذكرى ٢٥٠٠ لتأسيسها في عام ١٩٧٠ ميلادي. وعلى أي حال، فإن لسمرقند خلفية تاريخية طويلة.

اسم سمرقند مثل بخارى غير موجود في نقش بيستون، وبناءً على المصادر، فإن وصول الجيوش والحكام الأخمينيين إليها غير معروف. لكن الإسكندر الكبير دخل هذه المدينة في ٣٢٨ قبل الميلاد أثناء فتح حدوده الشرقية. فأمر بقتل شباب المدينة وأخذ شعبها عبيدًا. ثم اقتلعها من جذورها وأسس مدينة جديدة بالقرب منها. ربما يكون هذا هو السبب في أن بعض الأشخاص اعتبروا الإسكندر باني سمرقند. بعد احتلال هذه المنطقة، أقام مبانٍ في سمرقند وأنشأ مستوطنات بدوية في المنطقة كانت لقرون طويلة ملاذًا للثقافة والحضارة الهلنستية. كان الإغريق يسمون سمرقند "ماركاندا".

لم تكن لسمرقند روعة وعظمة خاصة في عصر الساسانيين (٢٢٤-٦٥١ م)؛ حتى استخرجها الهياطلة من سيطرة الساسانيين. كما أن أمراء مستقلين كانوا يحكمون هذه المدينة في عصر اضمحلال قوة الساسانيين في سمرقند ومدن ما وراء النهر الأخرى، ويُذكرون في المصادر التاريخية باسم "ترخون" أو "إخشيد".

عندما جاء الإسلام إلى هذه المنطقة واستولى المسلمون عليها بالكامل، كان يتم تعيين ولاة من قبل جهاز الخلافة لإدارة هذه المنطقة؛ حتى أن الخليفة العباسي المأمون أسند ولاية سمرقند في عام ٢٠٤ هجري إلى أبناء أسد بن سامان. وكان حكم هذه المنطقة في عصر الطاهريين والصفاريين أيضًا بأيدي آل سامان. وبعد استيلاء السامانيين (٢٨٧ هـ)، أصبحت إدارتها تحت إشراف الحكومة المركزية لهذه السلالة، وتمتعت سمرقند بأهمية وروعة مدهشة.

كانت سمرقند تُدار قبل استيلاء الغزنويين (٣٥١-٥٨٢ هـ) بواسطة ولاة محليين؛ حتى أن السلطان محمود الغزنوي (٣٨٦-٤٢١ هـ) ضم هذه المنطقة إلى نطاق حكمه. لذلك، كانت سمرقند في عصر السلاجقة تُدار بأيدي ولاة معينين من قبل ملوك السلاجقة. طالت نيران الغزو والتدمير للمغول وجنكيز خان ساحة سمرقند أيضًا، فتحولت هذه المدينة إلى مقبرة وخراب. لكن لم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت في عصر التيموريين (٧٧١-٩١٦ هـ) عاصمةً للحكومة، واستعادت روعتها وعظمتها السابقة، وتحولت إلى أحد أهم المراكز العلمية والثقافية في العالم الإسلامي. عند غزوه للبلاد، كان تيمور يجلب معه إلى سمرقند رجالًا عظماء وفنانين من المدن التي احتلها ليقيموا مبانٍ رائعة وقصور فاخرة، وبذلك أصبحت سمرقند أكثر مدن إمبراطورية تيمور عمرانًا. وقد اهتمام خلفاء تيمور، وخاصة أولغ بيك (٨٥٠-٨٥٣ هـ)، بسمرقند. على سبيل المثال، أشهرها بإقامة المدارس والمراكز العلمية، وخاصة مرصد سمرقند المشهور.

استمر حكم سمرقند حتى عصر الصفويين (٩٠٥-١١٤٨ هـ) بأيدي أحفاد تيمور؛ حتى استولى عليها الشاه إسماعيل الصفوي (٩٠٥-٩٣٠ هـ). بعد ذلك أيضًا، كانت إدارة هذه المنطقة حتى القرن التاسع عشر الميلادي بأيدي عملاء لملوك إيران، وفي فترة أخرى بأيدي الأوزبك؛ حتى انضمت في عام ١٨٦٨ ميلادي إلى أراضي الاتحاد السوفييتي، وتناقصت روعتها بالتدريج. لكن بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق وتأسيس الجمهوريات المستقلة حديثًا، أصبحت مركزًا إداريًا لجمهورية أوزبكستان، واستردت هيبتها التاريخية