انتقل إلى المحتوى

منظمة الوحدة الأفريقية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٥:٢٥، ١٦ يوليو ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (المصادر)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


الخطوة الثانية للثورة

منظمة الوحدة الأفريقية هي منظمة دولية تأسست في 25 مايو 1963 في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا. كانت أهدافها وفقًا للمادة الثانية من ميثاق المنظمة كالتالي:

  1. تعزيز الاتحاد والتضامن بين الدول الأفريقية؛
  2. إنهاء أي نوع من الاستعمار في أفريقيا.

لتنظيم العلاقات بين الدول، تم وضع بعض المبادئ العامة مثل: المساواة المطلقة بين الدول الأعضاء، عدم اللجوء إلى التخريب في دول بعضهم البعض، عدم تغيير الحدود، وحل النزاعات بطرق سلمية. كانت المنظمة تضم 53 دولة عضو. انضمت جنوب أفريقيا إليها في عام 1994، كما انضمت جبهة البوليساريو إلى المنظمة منذ عام 1982. بسبب الفروقات الكبيرة بين الأعضاء، فشلت معظم خطط المنظمة. عقب آخر اجتماع للمنظمة في جنوب أفريقيا (يوليو 2002)، تم حل منظمة الوحدة الأفريقية رسميًا واستبدالها بـ الاتحاد الأفريقي.

تشكيل منظمة الوحدة الأفريقية (1342)

استقلت معظم دول القارة الأفريقية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقبل هذا التاريخ لم تكن هناك علاقات دولية بين الدول الأفريقية. ومع ذلك، قامت الدول الأفريقية المستقلة حتى قبل عام 1960 بإجراءات لإقامة التعاون فيما بينها، وكانت ثمرتها محدودة بتشكيل بعض المنظمات الإقليمية، وأهمها منظمة الوحدة الأفريقية (U.A.O).

تأسست منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو 1963 بجهود هايلي سلاسي، إمبراطور إثيوبيا، في أديس أبابا. وكان هدفها الأول هو مساعدة العديد من الجماعات الأفريقية التي كانت لا تزال مستعمرة. في المرحلة الثانية، كانت المنظمة تهدف إلى وضع جميع دول أفريقيا ضمن إطار سياسة موحدة أو اتحاد واحد، ولهذا السبب اختارت اسم منظمة الوحدة الأفريقية.

في البداية، كان لدى المنظمة 26 عضوًا، وسرعان ما زاد العدد إلى 32 عضوًا، ومع التحرر التاريخي للأراضي الأفريقية، وصل عدد الأعضاء إلى 49، ثم إلى 50 مع انضمام جميع الدول المستقلة في أفريقيا. تعتمد منظمة الوحدة الأفريقية على خمسة مبادئ:

  1. المساواة المطلقة بين الدول الأعضاء في المنظمة.
  2. عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
  3. عدم تغيير الحدود التي أقامتها الدول الاستعمارية والتي ورثتها الدول الأفريقية المستقلة.
  4. حل النزاعات في إطار أفريقي كامل من خلال الحوار، الوساطة، المصالحة أو التحكيم.
  5. التعرف على الخصائص الإقليمية لدول المناطق المختلفة من القارة والسماح بتأسيس هياكل إقليمية للتعاون والاستفادة من هذه الخصائص.

أركان منظمة الوحدة الأفريقية

تتكون هذه المنظمة من مؤتمر للزعماء، ومجلس وزراء، وأمانة عامة.

مؤتمر الزعماء

يتكون من رؤساء الدول الأعضاء الذين يحددون السياسة العامة. يعقد هذا المؤتمر اجتماعًا سنويًا؛ ويتم التصويت في المؤتمر بأغلبية 3/2 من الأعضاء.

مجلس الوزراء

يتكون من وزراء الدول الأعضاء، وعادة ما يكون وزراء الخارجية، ويعقد اجتماعين سنويًا. المهمة الأساسية لمجلس الوزراء هي تحديد الموضوعات التي يجب اتخاذ القرارات بشأنها في مؤتمر الزعماء، وتنفيذ القرارات المتخذة في مؤتمر الزعماء.

الأمانة العامة

تتكون هذه المنظمة من أمين عام وعدد من الموظفين الدوليين الذين يتعاملون مع الأمور الإدارية للمنظمة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك منظمة الوحدة الأفريقية لجنة خاصة بأفريقيا الحرة، التي تتولى دراسة سبل المساعدة للشعوب الأفريقية غير الحرة. كما تمتلك هذه المنظمة لجنة للوساطة والمصالحة والتحكيم لحل النزاعات بين الأعضاء.

الأيام والأحداث

في عهد جمال عبدالناصر، لم تكن القاهرة فقط مركزًا للحركات التحررية العربية، بل أصبحت عاصمة للنضال الأفريقي أيضًا. كانت تُعقد في القاهرة مؤتمرات دولية كبيرة، على سبيل المثال، تم عقد المؤتمر الثاني لزعماء منظمة الوحدة الأفريقية (U.A.O) هناك في عام 1964. قدمت الجمهورية المتحدة العربية مساعدات مادية وعسكرية لكندا في نضالها ضد الإمبريالية، وكذلك للثورة الجزائرية. كان عبدالناصر يعتقد أن مساعدة الأمم الأخرى واجب ثوري على الجمهورية المتحدة. كانت له علاقات صداقة مع العديد من قادة الأمم الأخرى التقدمية. كان ساسونغيسو، الرئيس السابق للكونغو، أحد الزعماء الأوائل لهذه المنظمة، وفي عام 1987 تولى كينت كاوندا، الرئيس السابق زامبيا، رئاسة المنظمة. عقدت منظمة الوحدة الأفريقية اجتماعها العشرين في نوفمبر 1984 في أديس أبابا، وتم انتخاب جوليوس نيريري، الرئيس السابق تنزانيا، رئيسًا للمنظمة في ذلك الوقت؛ وتم قبول منظمة تحرير الصحراء كعضو في هذه المنظمة، ولكن المغرب انسحب من عضويتها، بينما عادت زائير (الكونغو) إلى عضويتها.

بسبب الحرب في الصحراء مع المغرب، كانت دول مالاوي وغينيا وجزر القمر والسودان تعارض أن تكون الصحراء عضوًا كدولة مستقلة في منظمة الوحدة الأفريقية. كان تأسيس الوحدة الأفريقية خطوة سلمية زادت من هيبة أفريقيا؛ خاصة في الخارج، حيث أكسبت أفريقيا احترامًا وقوة أكبر في المفاوضات السياسية. على الرغم من أن منظمة الوحدة الأفريقية، استنادًا إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، كما نص ميثاقها، لم تتمكن من ممارسة السلطة بشكل مباشر في الأزمات المؤلمة في الكونغو، والسودان، ورواندا، وبوروندي، إلا أنها قامت بوساطات مثمرة في النزاعات الحدودية بين الدول المجاورة، مثل النزاعات بين السودان وإثيوبيا، والجزائر والمغرب. على أي حال، فإن وجود منظمة الوحدة الأفريقية، رغم جميع المشاكل، يعد نقطة انطلاق ثمينة لأفريقيا على الساحة الدولية مع خمسين دولة عضو، كما تشكل أكبر مجموعة موحدة في الأمم المتحدة.

كانت المنظمة ناجحة في هدفها الأول، وهو مساعدة الدول الأفريقية غير المستقلة على الاستقلال، على الرغم من أنه يجب أن تُنسب هذه النجاحات إلى الظروف المواتية للحياة الدولية في القرن الأخير، حيث تم تفعيل جميع العوامل للقضاء على الاستعمار في أشكاله التقليدية. فيما يتعلق بإنشاء اتحاد واسع من الدول الأفريقية، كانت المنظمة تلعب دورًا مهمًا في جمع جميع الدول المستقلة في القارة في إطار واحد، لكن الطريق نحو تحقيق الوحدة بين الدول الأعضاء (إن كان هذا الفكر ممكنًا على الإطلاق) لا يزال طويلًا، خاصة مع وجود مشاكل متعددة وصعبة في مناطق مختلفة من القارة، مما يضع الدول الإقليمية في مواجهة بعضهم البعض، حيث ظهرت هذه الاختلافات في عدة حالات على شكل حروب علنية. على سبيل المثال، يمكن التفكير في النزاعات المتعددة بين الدول العربية في شمال أفريقيا، ودول منطقة البحر الأحمر، أو النزاعات في جنوب غرب أفريقيا، وكل منها يشكل عائقًا كبيرًا أمام أهداف وأنشطة منظمة الوحدة الأفريقية.

حتى وقت قريب، أدت المنافسة الشديدة بين دولتين كبيرتين، وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أفريقيا، إلى تفاقم الاختلافات بين الدول الأفريقية، بالإضافة إلى مسائل مثل التمييز العنصري، والمجاعة، والجفاف، وغيرها من القضايا، مما جعل منظمة الوحدة الأفريقية تواجه صعوبات هائلة.

في المجال الإيديولوجي، قدمت أفريقيا الاشتراكية الأفريقية كبديل ضد الرأسمالية الغربية والشيوعية الشرقية، واعتمدت عدم الاعتماد على الآخرين لإثبات أنها لن تتخلى عن أصالة أنظمتها وتركيباتها الاجتماعية مقابل الآخرين الذين هم غرباء عن تقاليدها الاجتماعية والثقافية واحتياجاتها الأساسية.

المصادر

مقتبس من موقع portal.anhar.ir