الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الآخوند الخراساني»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٥: سطر ٣٥:
ولم يتأخّر عن مجلسه على كبر سنّه حتّى أنّه في ذات يوم خاض الوحول التي سبّبتها الأمطار الغزيرة إلى حضور درسه معتمداً على بعض المساندين له ، في الوقت الذي تغيّب عن في ذلك اليوم جمع من طلبة العلم بسبب هطول الأمطار.
ولم يتأخّر عن مجلسه على كبر سنّه حتّى أنّه في ذات يوم خاض الوحول التي سبّبتها الأمطار الغزيرة إلى حضور درسه معتمداً على بعض المساندين له ، في الوقت الذي تغيّب عن في ذلك اليوم جمع من طلبة العلم بسبب هطول الأمطار.


=جهاده=
=الآخوند الخراساني والمشروطة=


لقد اقترنت حركة "المشروطة" بالآخوند الخراساني، واقترنت حركة "المستبدّة" بالسيّد محمّد كاظم اليزدي، وعند تزعّم الآخوند لحركة المشروطة أمر بعزل السلطان محمّد علي شاه القاجاري ، وأفتى بوجوب المشروطة والاتّحاد بين الأمّة الإسلامية، وكان له اتّصال دائم بالدستوريّين الإيرانيّين، وبواسطته اشتدّت المطالبة بالدستور ، وأراد الآخوند من علماء النجف الأشرف تأييده في هذه الفكرة وتعضيد حركة المشروطة، ولكنّ السيّد اليزدي عارضه.  
لقد اقترنت حركة "المشروطة" بالآخوند الخراساني، واقترنت حركة "المستبدّة" بالسيّد محمّد كاظم اليزدي، وعند تزعّم الآخوند لحركة المشروطة أمر بعزل السلطان محمّد علي شاه القاجاري ، وأفتى بوجوب المشروطة والاتّحاد بين الأمّة الإسلامية، وكان له اتّصال دائم بالدستوريّين الإيرانيّين، وبواسطته اشتدّت المطالبة بالدستور ، وأراد الآخوند من علماء النجف الأشرف تأييده في هذه الفكرة وتعضيد حركة المشروطة، ولكنّ السيّد اليزدي عارضه.  
سطر ٤٧: سطر ٤٧:
وإنّ ما ورد في كتاب الشيخ محمّد حسين النائيني "تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة في وجوب المشروطية" يتّفق مع مضمون فتوى الآخوند، وقد أراد به البرهنة على أنّ مقاومة الاستبداد والعمل من أجل حكم دستوري (شوروي) أمر يتّفق والشريعة الإسلامية ، ولا يتناقض معها. وقد استند في إثبات صحّة ما ذهب إليه على القرآن والسنّة ونهج البلاغة. وقد وجّه الشيخ النائيني نقداً لاذعاً لآراء المؤيّدين للاستبداد والمعارضين للدستورية (المشروطية)، فقد أحدث كتاب النائيني دوياً في الأوساط العلمية والاجتماعية، وذلك بعد أن قام الأستاذ صالح الجعفري من ترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية ونشره في مجلّة "العرفان" تحت عنوان "الاستبدادية والديمقراطية".
وإنّ ما ورد في كتاب الشيخ محمّد حسين النائيني "تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة في وجوب المشروطية" يتّفق مع مضمون فتوى الآخوند، وقد أراد به البرهنة على أنّ مقاومة الاستبداد والعمل من أجل حكم دستوري (شوروي) أمر يتّفق والشريعة الإسلامية ، ولا يتناقض معها. وقد استند في إثبات صحّة ما ذهب إليه على القرآن والسنّة ونهج البلاغة. وقد وجّه الشيخ النائيني نقداً لاذعاً لآراء المؤيّدين للاستبداد والمعارضين للدستورية (المشروطية)، فقد أحدث كتاب النائيني دوياً في الأوساط العلمية والاجتماعية، وذلك بعد أن قام الأستاذ صالح الجعفري من ترجمته من الفارسية إلى اللغة العربية ونشره في مجلّة "العرفان" تحت عنوان "الاستبدادية والديمقراطية".


وقد كان الإمام الآخوند الخراساني مجاهداّ وحامياّ للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، ففي عام 1329هـ/1911م أصدر فتوى بالجهاد ضدّ الجيوش الإيطالية الزاحفة على طرابلس الغرب، وحينما اقتحمت القوّات الروسية ولاية خراسان انتفض الخراساني في وجه الغزاة، فأبرق قائلاً : "لئن تنسحب جيوشكم من خراسان لأصرخن في العالم الإسلامي صرخة"، وما أن وصلت هذه البرقية إلى الغزاة حتّى سحب الروس جيوشهم من خراسان، وكان الآخوند قد أعدّ جيشاً من المجاهدين ، وصمّم على الذهاب بنفسه لمجاهدة الروس، فنصبت الخيام خارج سور النجف من الجهة الشرقية، ولكنّ المنية عاجلته في تلك الليلة في 18 ذي الحجّة سنة 1329هـ ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م، وكانت هذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، فحضر رؤساء العشائر إلى النجف وبايعوا الآخوند وتعهّد كلّ واحد منهم أن يحضر ومعه عدّة آلاف من الرجال المسلّحين، وقد وصل النجف مائتا ألف شخص خلال يومين كما تعهّد رؤساء عشائر كرمانشاه بالالتحاق بركب الشيخ الآخوند، واستعدّ طلّاب العلم للجهاد، ولكنّ الحدث المفاجئ كان وفاة الشيخ الآخوند في تلك الليلة، وقد أحاطت الشكوك في وفاته لأنّه كان صحيحاً معافى في الليلة الماضية، وعند السحر من ليلة عيد الغدير فارق الحياة تاركاً ثلاث مدارس دينية حملت اسمه في مدينة النجف الأشرف، هي "مدرسة الآخوند الكبرى والوسطى والصغرى" ، وكتباً في الفقه والأصول بقيت مدار التدريس يدور عليها طلبة الحوزة حتى الوقت الحاضر، سنأتي على ذكرها.
=جهاده=
 
كان الآخوند الخراساني مجاهداّ وحامياّ للبلاد الإسلامية من الغزو الأجنبي الاستعماري، ففي عام 1329هـ/1911م أصدر فتوى بالجهاد ضدّ الجيوش الإيطالية الزاحفة على طرابلس الغرب، وحينما اقتحمت القوّات الروسية ولاية خراسان انتفض الخراساني في وجه الغزاة، فأبرق قائلاً : "لئن تنسحب جيوشكم من خراسان لأصرخن في العالم الإسلامي صرخة"، وما أن وصلت هذه البرقية إلى الغزاة حتّى سحب الروس جيوشهم من خراسان، وكان الآخوند قد أعدّ جيشاً من المجاهدين ، وصمّم على الذهاب بنفسه لمجاهدة الروس، فنصبت الخيام خارج سور النجف من الجهة الشرقية، ولكنّ المنية عاجلته في تلك الليلة في 18 ذي الحجّة سنة 1329هـ ، المصادف ليوم 29 أيلول 1911م، وكانت هذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، فحضر رؤساء العشائر إلى النجف وبايعوا الآخوند وتعهّد كلّ واحد منهم أن يحضر ومعه عدّة آلاف من الرجال المسلّحين، وقد وصل النجف مائتا ألف شخص خلال يومين كما تعهّد رؤساء عشائر كرمانشاه بالالتحاق بركب الشيخ الآخوند، واستعدّ طلّاب العلم للجهاد، ولكنّ الحدث المفاجئ كان وفاة الشيخ الآخوند في تلك الليلة، وقد أحاطت الشكوك في وفاته لأنّه كان صحيحاً معافى في الليلة الماضية، وعند السحر من ليلة عيد الغدير فارق الحياة تاركاً ثلاث مدارس دينية حملت اسمه في مدينة النجف الأشرف، هي "مدرسة الآخوند الكبرى والوسطى والصغرى"، وكتباً في الفقه والأصول بقيت مدار التدريس يدور عليها طلبة الحوزة حتّى الوقت الحاضر، سنأتي على ذكرها.


=مؤلّفاته=
=مؤلّفاته=
٢٬٧٩٦

تعديل