أبو موسی الأشعري

مراجعة ١٧:٣٤، ٢٨ مايو ٢٠٢٢ بواسطة Abolhoseini (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''أبو موسى الأشعري:''' من أصحاب رسول الله (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ولد باليمن،...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

أبو موسى الأشعري: من أصحاب رسول الله (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ولد باليمن، وقدم هو وأُناس من الأشعريين على رسول اللّه بعد فتح خيبر، ولم يكن من مهاجرة الحبشة بل انّما صادف قدومُهم قدومَ جعفر الطيار وأصحابه من أرض الحبشة. وقد ولَّاه عمر بن الخطاب البصرة، وهو الذي فتح تُستَر، ولما وليَ عثمان أقرّه على البصرة، ثمّ عزله، فانتقل إلى الكوفة، ثمّ ولَّاه عثمان الكوفة، ولم يزل عليها إلى أن قُتل عثمان، فأقرّه الإمام علی (عليه السّلام). وقصة حكميته مشهورة.

=أبو موسى الأشعري (... ــ 44ق) عبد اللَّه بن قيس بن سليم بن حضّار التميمي، أبو موسى الأشعري. ولد في زبيد باليمن، وقدم هو وأُناس من الأشعريين على رسول اللّه بعد فتح خيبر، ولم يكن من مهاجرة الحبشة على قول الأكثر، وانّما وافق قدومهم قدوم جعفر الطيار وأصحابه من أرض الحبشة. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، وعن: أبي بكر، ومعاذ بن جبل، و أبي بن كعب، و عمر ابن الخطاب، وابن مسعود، وآخرين.
روى عنه: بريدة بن الحصيب، و أبو سعيد الخدري، و الأسود بن يزيد، وأبو وائل شقيق بن سَلَمة، وغيرهم. وقد عُدّ في الفقهاء المقرءين.

ولايته علی البصرة

ولَّاه عمر بن الخطاب البصرة، وهو الذي فتح تُستَر، ولما ولي عثمان أقرّه على البصرة، ثمّ عزله، فانتقل إلى الكوفة، ثمّ ولَّاه عثمان الكوفة، ولم يزل عليها إلى أن قُتل عثمان، فأقرّه الإمام علی (عليه السّلام).

قصة حكميته في معركة صفين وهَرَبه إلی مكة

ولما كانت وقعة الجمل، وأرسل علي (عليه السّلام) إلى أهل الكوفة لينصروه، كان أبو موسى يخذّل الناس عن نصرة أمير المؤمنين (عليه السّلام)، ويأمرهم بوضع السلاح والكفّ عن القتال، فعزله الامام (عليه السّلام)، فأقام بالكوفة إلى أن كان التحكيم، وقصته في أمر التحكيم واجتماعه بـ عمرو بن العاص مشهورة.
روى الطبري أنّ عمرو بن العاص لما رأى أمر أهل العراق قد اشتد في وقعة صفين، وخاف في ذلك الهلاك، قال: نرفع المصاحف ثمّ نقول ما فيها حكم بيننا. فرفع أهل الشام المصاحف بالرماح، فلما رأى الناس المصاحف قد رُفعت قالوا: نجيب إلى كتاب اللَّه عزّ وجلّ.. فقال علي (عليه السّلام): عباد اللَّه امضوا على حقّكم وصدقكم في قتال عدوّكم، فانّ معاوية و عمرو بن العاص ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، أنا أعرَفُ بهم منكم قد صحبتهم أطفالًا وصحبتهم رجالًا، فكانوا شرّ أطفال وشر رجال.. فقال له مسعر بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي في عصابة معهما من القرّاء الذين صاروا خوارج بعد ذلك: يا عليّ أجب إلى كتاب اللَّه عزّ وجلّ إذا دُعيت إليه. ولما اختار أهل الشام عمرو بن العاص، قال الأشعث بن قيس: قد رضينا بأبي موسى الأشعري.
فقال علي (عليه السّلام): فانّكم قد عصيتموني في أوّل الامر فلا تعصوني الآن، إنّي لا أرى أن أُوليه، ولكن هذا ابن عباس، فلم يقبلوا، فقال: إنّي أجعل الأَشتر، فرفضوا.
فقال (عليه السّلام): اصنعوا ما أردتم، فبعثوا إلى أبي موسى وقد اعتزل القتال[٢] ولما اجتمع بـ عمرو بن العاص واتفقا، تقدّم أبو موسى فقال: إنّي قد خلعت علياً ومعاوية، فولَّوا من رأيتموه لهذا الامر أهلًا، فقال عمرو: إنّ هذا خلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية. فقال أبو موسى: ما لك لا وفقك اللَّه غدرتَ وفجرتَ إنّما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فقال عمرو: إنّما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفاراً. [٣] وهرب أبو موسى بعد ذلك إلى مكة.

رجوع الإمام علی إلی الكوفة بعد حديث الحكمية

ولما رجع الإمام علی (عليه السّلام) إلى الكوفة، قام في الناس خطيباً حيث اجتمع الخوارج ونزلوا حروراء فقال: الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح والحدثان الجليل، وأشهد أن لا إله إلَّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، أمّا بعد فانّ المعصية تورث الحسرة وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وفي هذه الحكومة أمري ونحلتكم رأيي لو كان لقصير أمر، ولكن أبيتم إلَّا ما أردتم فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن:
أمرتهم أمري بمنعرج اللِّوى
فلم يستبينوا الرّشدَ إلَّا ضُحى الغَدِ
ألا إنّ هذين الرجليْن اللذَيْن اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما وأحيا ما أمات القرآن، واتّبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من اللَّه، فحكما بغير حجة بيّنة، ولا سنّة ماضية، واختلفا في حكمها، وكلاهما لم يُرشد، فبرئ اللَّه منهما ورسوله وصالح المؤمنين[٤] أخرج الفسوي من طريق محمد بن عبد اللَّه بن نمير، حدثني أبي، عن الأعمش، عن شقيق، قال: كنّا مع حذيفة جلوساً، فدخل عبد اللَّه وأبو موسى المسجد فقال: أحدهما منافق، ثمّ قال: إنّ أشبه الناس هدياً ودَلًا وسمتاً بـ رسول اللّه ص عبد اللَّه. وذكره الذهبي في « سيره » أيضاً.

فتاواه وفقاهته

عُدّ أبو موسى من المتوسطين من الصحابة فيما رُوي عنه من الفتيا. ونقل عنه الشيخ الطوسي في «الخلاف» ثلاث عشرة فتوى.

وفاته

توفّي سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة اثنتين وأربعين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين.

المصادر

  1. وقعة صفين 533 538، الطبقات الكبرى لابن سعد 2- 344، المحبّر 124، التأريخ الكبير 5- 22، المعارف 151، المعرفة و التاريخ 1- 267، الجرح و التعديل 5- 138، مشاهير علماء الامصار 65 برقم 216، الثقات لابن حبّان 3- 221، المستدرك للحاكم 3- 464، حلية الاولياء 1- 256، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 48 برقم 15، الخلاف للطوسي 1- 108، الإستيعاب 2- 363، طبقات الفقهاء للشيرازي 44، المنتظم 5- 251، أُسد الغابة 3- 245، رجال ابن داود 122، تهذيب الكمال 15- 446، سير أعلام النبلاء 2- 380، تذكرة الحفّاظ 1- 23، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 41 60 ه) 139، العبر للذهبي 1- 37، الوافي بالوفيات 17- 407، مرآة الجنان 1- 120، الجواهر المضيئة 2- 415، النجوم الزاهرة 1- 126، تهذيب التهذيب 5- 362، الاصابة 2- 351، شذرات الذهب 1- 29، تنقيح المقال 2- 203.
  2. هكذا جاء في الرواية. و لكن رُوي أنّ أبا موسى حضر صفين مع الامام عليٌّ- عليه السّلام-، و ممّا يؤكد صحة هذه الرواية قول الامام- عليه السّلام- في شأن الحكمين: «ألا و إنّ القوم اختاروا لَانفسهم أقربَ القوم ممّا يُحبّون، و إنّكم اخترتم لَانفسكم أقرب القوم ممّا تكرهون و إنّما عهدكم بعبد اللّه بن قيس بالامس، يقول: إنّها فتنة فقطّعوا أوتاركم، و شيّموا سيوفكم، فإن كان صادقاً فقد أخطأ بمسيره غيرَ مُستكرَه، و إن كان كاذباً فقد لَزِمَتْهُ التُّهمة، فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد اللّه ابن عباس، و خذوا مَهلَ الايام، و حوطوا قواصيَ الإسلام» قال ابن أبي الحديد: و ما طلبه اليمانيون من أصحاب علي- عليه السّلام- ليجعلوه حكماً كالاشعث بن قيس و غيره إلّا و هو حاضر معهم في الصف، و لم يكن منهم على مسافة، و لو كان على مسافة لما طلبوه، و لكان لهم فيمن حضر غناء عنه، و لو كان على مسافة لما وافق عليّ- عليه السّلام- على تحكيمه، و لا كان علي- عليه السّلام- ممّن يحكّم من لم يحضر معه. انظر شرح النهج: 13- 309.
  3. تاريخ الطبري: 5- 51 حوادث سنة 37. باختصار.
  4. المصدر السابق: 56.