أنس بن مالك

أنس بن مالك: وهو من خواص أصحاب النبي(ص) وأحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة. عمّر عمراً طويلاً، وهو آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله). قال أنس نفسُه: «قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله المدينة وأنا ابن ثماني سنوات، فذهبتْ بي أُمي إليه فقالت: يارسول اللَّه، إنّ رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري، وإنّي لم أجد ماأُتحفك به إلّا ابني هذا، فاقبله منّي يخدمك مابدا لك، قال: فخدمتُ رسول اللَّه عشر سنين، لم يضربني ضربةً، ولم يسبّني، ولم يعبس في وجهي».

أنس بن مالك.jpg

أنس بن مالك بن النضر (... ــ 91ق)

وهو من الرواة المشترکين.[١]
كنيته: أبو حمزة.[٢]
نسبه: الخزرجي، النجّاري.[٣]
لقبه: الأنصاري، المدني، خادم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
ينتمي أنس من جهة الأُم أيضاً إلى‏ الخزرج، قال في الاستيعاب: «أُمه أُم سليم بنت ملحان الخزرجي الأنصاري».[٦] قال أنس: «قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله المدينة وأنا ابن ثماني سنوات، فذهبتْ بي أُمي إليه فقالت: يارسول اللَّه، إنّ رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري، وإنّي لم أجد ماأُتحفك به إلّا ابني هذا، فاقبله منّي يخدمك مابدا لك، قال: فخدمتُ رسول اللَّه عشر سنين، لم يضربني ضربةً، ولم يسبّني، ولم يعبس في وجهي».[٧]
وعمّر أنس عمراً طويلاً، وهو آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله.[٨] وقال الذهبي: « لم يعدّه أصحاب المغازي في البدريّين ؛ لكونه حضرها صبيّاً، ما قاتل بل بقي في رحال الجيش ».[٩] لكنّه شهد مع رسول اللَّه الحديبية وفتح مكّة وحنيناً والطائف.[١٠]
وأثناء القتال الذي حصل بين عبدالرحمان بن الأشعث مع الحجّاج اقتيد الى‏ الحجّاج، فأنّبه وادّعى‏ أنّه تارةً يكون مع فلان وأُخرى‏ مع غيره.[١١]

موقف الرجاليّين منه

ذكره ابن حبان في كتاب الثقات[١٢]، وقال ابن حجر: «إنّه صحابي مشهور».[١٣] لكن نقل أبو يوسف عن أُستاذه أبي حنيفة أنّه قال: «الصحابة كلّهم عدول، ماعدا رجالاً» ثم عدّ منهم أنس بن مالك.[١٤]
ولم يوثّقه رجاليو الشيعة[١٥]، سوى‏ الشيخ الطوسي الذي ذكره ضمن أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[١٦]

أنس وأهل البيت عليهم السلام

ورد في شرح نهج البلاغة ل ابن أبي الحديد ما نصّه: «روى‏ عثمان بن مطرِّف: أنّ رجلاً سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب، فقال: إنّي آليتُ أن لا أكتم حديثاً سُئلتُ عنه في علي عليه السلام بعد يوم الرحبة».[١٧]
وقال ابن أبي الحديد شارحاً ما حدث في ذلك اليوم: «ناشد علي الناس - في رحبة القصر، أو رحبة الجامع بالكوفة -: أيّكم سمع رسول اللَّه يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بها، وأنس بن مالك في القوم لم يقم، فقال له: ياأنس، مايمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كبرتُ ونسيت...».[١٨]
وذكر السيد محسن الأمين موقفاً آخر له: « أنّ أنساً كان في مجلس ابن زياد في قصر الإمارة بعد قتل الحسين عليه السلام حين اُذن للناس إذناً عاماً، وأمر بإحضار رأس الحسين، وجعل يضرب ثناياه بالقضيب، فبكى‏ أنس وقال: كان أشبههم برسول اللَّه ».[١٩]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ أنس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وفاطمة الزهراء عليها السلام.[٢٠]
وروى‏ أيضاً عن جماعة من الصحابة، منهم: سلمان، أبو ذر، أبو هريرة، أبو بكر، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، زيد بن أرقم، زيد بن ثابت، عبادة بن الصامت.
وروى‏ عنه جمع كثير، منهم: أبان بن صالح، أبان بن أبي عيّاش، البراء بن زيد بن بنت أنس، قَتادَة بن دعامة، محمد بن مسلم بن شهاب الزُهَري، إسحاق بن عبداللَّه، أبوبكر بن أنس (ولده)، سليمان بن مهران الأعمش.
ويذكر أنّ مسنده يبلغ 2286 حديثاً.[٢١]
وأخرج له التسعة.[٢٢]

من رواياته

عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «ياأنس، اسكب لي وضوءاً» ثم قام فصلّى‏ ركعتين، ثم قال: «يا أنس، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيين» قال أنس: قلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار، وكتمته، إذ جاء علي فقال صلى الله عليه وآله: «من هذا ياأنس؟» فقلت: علي، فقام مستبشراً فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي عليه السلام: «يا رسول اللَّه، لقد رأيتك صنعْتَ شيئاً ما صنعتَ بي من قبل!» قال صلى الله عليه وآله: «وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي، وتُسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي».[٢٣]
وروى‏ عن النبي‏صلى الله عليه وآله قال: «من صلّى‏ عليَّ صلاةً واحدةً صلّى‏ اللَّه عليه عشر صلوات، وحطّ عنه عشر خطيئات».[٢٤]

وفاته

كانت وفاته سنة إحدى‏ وتسعين، ويقال: سنة 93 هـ، قبل موت الحجّاج بسنتين.[٢٥]

المصادر

  1. تهذيب الكمال 3: 353.
  2. الاستيعاب 1: 109.
  3. المصدر السابق.
  4. تهذيب الكمال 3: 353.
  5. المصدر السابق.
  6. الاستيعاب 1: 109.
  7. تهذيب الكمال 3: 364.
  8. المعارف: 309، تهذيب التهذيب 1: 330.
  9. سير أعلام النبلاء 3: 397، 398.
  10. تهذيب التهذيب 1: 330.
  11. سير أعلام النبلاء 3: 398، 399.
  12. كتاب الثقات 3: 4.
  13. تقريب التهذيب 1: 84، وانظر: موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 151.
  14. أنظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 68.
  15. رجال المجلسي: 164، تنقيح المقال 1: 246، أعيان الشيعة 3: 502.
  16. رجال الطوسي: 3.
  17. شرح نهج البلاغة 4: 74، وانظر: تاريخ الإسلام 6: 295.
  18. شرح نهج البلاغة 4: 74، وانظر: المعارف: 580، رجال الكشّي 1: 246.
  19. أعيان الشيعة 3: 502.
  20. تهذيب التهذيب 1: 329، تهذيب الكمال 3: 353، 355، تاريخ الإسلام 6: 289، 290، تنقيح المقال 1: 246.
  21. سير أعلام النبلاء 3: 406.
  22. موسوعة رجال الكتب التسعة 1: 151.
  23. حلية الأولياء 1: 63 - 64، وانظر: أمالي الصدوق: 521.
  24. مسند أحمد 3: 102.
  25. المعارف: 309.