بلال بن رباح

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٩:١٥، ١ فبراير ٢٠٢٢ بواسطة Abolhoseini (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''بلال بن رباح:''' أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة، وهو مؤذّن رسول اللَّه صلى ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

بلال بن رباح: أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة، وهو مؤذّن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. والروايات الواردة في أذان بلال بعد النبي صلى الله عليه وآله: أنّه لم يؤذّن سوى‏ ثلاث مرّات: الأُولى‏: لمّا بلغه أنّ فاطمة تشتهي أن تسمع صوت مؤذّن أبيها، فأذّن بلال، فلمّا وصل إلى‏ الشهادة الثانية شهقت شهقةً وسقطت لوجهها، وغُشي عليها، فقال الناس لبلال: امسك يا بلال. والثانية: في الشام، حيث أذّن لـ عمر بن الخطاب، فلم يُر باكٍ أكثر من ذلك اليوم. والثالثة: حينما رأى‏ بلالُ النبيَ(ص) في المنام وهو يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال! أما آنَ لك أن تزورنا؟ فانتبه حزيناً، فركب إلى‏ المدينة، فأتى‏ قبر النبي صلى الله عليه وآله، وجعل يبكي عنده ويتمّرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يقبّلهما ويضمّهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذّن في السحر، فعلا سطحَ المسجد، فلّما قال: اللَّه اكبر، ارتجّت المدينة، فلّما قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، زادت ضجّتها، فلّما قال: أشهد أنّ محمداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، خرجت النساء من خدورهنّ، فما رُئي يومٌ أكثر باكياً وباكيةً من ذلك اليوم.

بلال بن رباح (... ــ 20ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو عبداللَّه، أبو عمرو، أبو عبدالكريم، أبو عبدالرحمان.[٢]
نسبه: التيمي، القرشي.[٣]
لقبه: الحبشي، مؤذّن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
ذُكر أيضاً باسم بلال بن حمامة.[٦] كان بلال آدمَ شديد الأدمة، نحيفاً طُوالاً، خفيف العارضين.[٧] كان له من أبويه أخ اسمه خالد، وأُخت اسمها غَفْرة أو غُضَيْرة[٨]، وقد تزوّج بلال من هند الخولانية.[٩]
ذكرت أغلب كتب أهل السنة بأنّه كان مولىً لأبي‏بكر[١٠]، إلّا أنّ الشيخ الطوسي.[١١] وبعض علماء أهل السنة لقّبوه بمولى‏ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله. يقول الجزري: «لقي النبي صلى الله عليه وآله أبابكر، فقال: لو كان عندنا شي‏ء لاشترينا بلالاً، قال: فلقي أبوبكرُ العباسَ بن عبدالمطلب فقال: اشترِ لي بلالاً، فانطلق العباس فاشتراه».[١٢]
وذكرت مصادر الفريقين بأنّه أول حبشي أسلم.[١٣] وكان بلال يُعذَّب حين أسلم ليرجع عن دينه، فما أعطاهم قط كلمةً ممّا يريدون، وكان إذا اشتدّوا عليه في العذاب قال: أحد أحد.[١٤] وكان أبو جهل يبطحه على‏ وجهه في الشمس، ويضع الرحاء عليه حتّى‏ تصهره الشمس[١٥]، وكان أُميّة بن خلف يعذّبه أيضاً، ويتابع عليه العذاب، فقدّر اللَّه تعالى‏ أن بلالاً يقتله يوم بدر.[١٦]
قال مجاهد: «أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة» وعدّ منهم بلالاً.[١٧]
كان بلال أول مؤذّن في تاريخ الإسلام، وقد لازم الرسول صلى الله عليه وآله بعد أن نال حرّيته، وهاجر معه، حتّى‏ بشّره صلى الله عليه وآله - كما ورد في روايةٍ - بأنّه سيكون من أوائل من يدخل الجنّة.[١٨] وكان بلال خازناً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله.[١٩] وقد شهد بدراً والمشاهد كلّها.[٢٠]
قال ابن سعد وابن عبد البرّ: «لمّا توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، أذّن بلال ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله لم يُقبر، فكان إذا قال: أشهد أنّ محمداً رسول اللَّه، انتحب الناس في المسجد، قال: فلمّا دُفن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال له أبوبكر: أذِّن، فقال: إن كنتَ إنّما اعتقتني لأن أكون معك فسبيل ذلك، وإن كنت اعتقتني للَّه فخلِّني ومَن اعتقتني له، فقال: ما اعتقتك إلّا للَّه، قال: فإنّي لا أُؤذّن لأحدٍ بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، قال: فذاك إليك. قال: فأقام حتّى‏ خرجت بُعوث الشام، فسار معهم حتّى‏ انتهى‏ إليها».[٢١]
ويبدو من الجمع بين هذا والروايات الواردة في أذان بلال بعد النبي صلى الله عليه وآله: أنّه لم يؤذّن سوى‏ ثلاث مرّات:
الأُولى‏: لمّا بلغه أنّ فاطمة تشتهي أن تسمع صوت مؤذّن أبيها، فأذّن بلال، فلمّا وصل إلى‏ الشهادة الثانية شهقت شهقةً وسقطت لوجهها، وغُشي عليها، فقال الناس لبلال: امسك يا بلال.[٢٢]
والثانية: في الشام، حيث أذّن لـ عمر بن الخطاب، فلم يُر باكٍ أكثر من ذلك اليوم.[٢٣]
والثالثة: حينما رأى‏ بلال النبي صلى الله عليه وآله في المنام وهو يقول له: ماهذه الجفوة يا بلال! أما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزيناً، فركب إلى‏ المدينة، فأتى‏ قبر النبي صلى الله عليه وآله، وجعل يبكي عنده ويتمّرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يقبّلهما ويضمّهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذّن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلّما قال: اللَّه اكبر، ارتجّت المدينة، فلّما قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، زادت ضجّتها، فلّما قال: أشهد أنّ محمداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، خرجت النساء من خدورهنّ، فما رُئي يومٌ أكثر باكياً وباكيةً من ذلك اليوم.[٢٤] وقيل - على‏ ما ذكر البعض -: إنّ بلالاً أذّن لأبي‏بكر مدّة خلافته.[٢٥]

موقف الرجاليّين منه

اتّفق علماء الشيعة و أهل السنة على‏ المنزلة السامية لهذا الصحابي[٢٦]، وقد نقلوا عنه الروايات، فذكر المزني: أنّ «رواياته وردت في الكتب الستّة لأهل السنّة»[٢٧]، ونقل الشيخ الصدوق روايةً مفصّلة على‏ لسان بلال عن النبي صلى الله عليه وآله في فضل الأذان.[٢٨]

بلال وأهل البيت عليهم السلام

كان لبلال علاقة خاصّة بـ أهل البيت عليهم السلام، ويبدو ذلك من بعض الروايات:
روى‏ الشيخ الصدوق عن أحدهما (الإمام الباقر أو الصادق) قوله: «إنّ بلالاً كان عبداً صالحاً».[٢٩]
وروى‏ الخطيب البغدادي وآخرون عن بلال قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ذات يوم ضاحكاً مستبشراً، فقام إليه عبدالرحمان بن عوف، فقال: ماأضحكك يا رسول اللَّه؟ قال: «بشارة أتتني من عند ربّي، إنّ اللَّه لمّا أراد أن يزوّج علياً فاطمة أمر ملكاً أن يهزّ شجرة طوبى‏، فهزّها فنثرت رقاقاً - يعني صكاكاً - وأنشأ اللَّه ملائكةً التقطوها، فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق، فلايرون محبّاً لنا أهل البيت محضاً إلّا دفعوا إليه منها كتاباً: براءة له من النار من أخي وابن عمي وابنتي، فكاك رقاب رجال ونساء من أُمتي من النار».[٣٠]

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ بلال عن النبي صلى الله عليه وآله.[٣١]
وروى‏ عنه جمع، منهم: أبوبكر، عمر بن الخطاب، أُسامة بن زيد بن حارثة، سعيد ابن المسيّب، البراء بن عازب، الأسود بن يزيد، عبداللَّه بن عمر، شهر بن حوشب، عبدالرحمان بن أبي ليلى‏.

من رواياته

روى‏ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال: « عليكم بقيام الليل، فإنّه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى اللَّه، وتكفير للسيّئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد».[٣٢]
وروى‏ أيضاً عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال له غداة جمع: «يا بلال، أسكِتِ الناس» ثم قال: «إنّ اللَّه تطوّل عليكم في جمعكم هذا، فوهب سيّئكم لمحسنكم، وأعطى‏ محسنكم ماسأل، ادفعوا باسم اللَّه».[٣٣]

وفاته

اختلفوا في تاريخ وفاة بلال ما بين سنتي 18 إلى‏ 21 ه، إلّا أنّ المشهور أنّه توفّي في دمشق سنة 20 ه بمرض الطاعون، وكان له من العمر ستّون أو سبعون سنة، ودُفن في مقبرة الباب الصغير، ولايزال المسلمون يقصدون هذه المقبرة.[٣٤]

المصادر

  1. المعارف: 176.
  2. الطبقات الكبرى‏ 3: 232، تنقيح المقال 1: 182، كتاب التاريخ الكبير 2: 106، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136، رجال الطوسي: 8، تهذيب الكمال 4: 288، تهذيب التهذيب 1: 441.
  3. تهذيب الكمال 4: 288، تهذيب التهذيب 1: 441.
  4. المعارف: 176، الطبقات الكبرى‏ 3: 232، أُسد الغابة 1: 206، كتاب التاريخ الكبير 2: 106.
  5. تقريب التهذيب 1: 110.
  6. تهذيب الكمال 4: 288.
  7. الاستيعاب 1: 180، تهذيب الكمال 4: 290.
  8. أُسد الغابة 1: 209.
  9. كتاب الثقات 3: 28.
  10. أُسد الغابة 1: 206، تقريب التهذيب 1: 110، تهذيب الكمال 4: 288، كتاب الثقات 3: 28.
  11. رجال الطوسي: 8.
  12. أُسد الغابة 1: 207، وانظر: قاموس الرجال 3: 393.
  13. الطبقات الكبرى‏ 3: 232.
  14. المصدر السابق، وانظر: المعارف: 176.
  15. أُسد الغابة 1: 206.
  16. تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.
  17. أُسد الغابة 1: 209.
  18. تهذيب الأحكام 2: 284، أُسد الغابة 1: 208.
  19. حلية الأولياء 1: 147، أُسد الغابة 1: 206.
  20. أُسد الغابة 1: 206.
  21. الطبقات الكبرى‏ 2: 236 - 237، الاستيعاب 1: 181.
  22. من لايحضره الفقيه 1: 194.
  23. المعارف: 176، أُسد الغابة 1: 208، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.
  24. أُسد الغابة 1: 208، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136، وانظر: أعيان الشيعة 3: 602.
  25. تهذيب الكمال 4: 289، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.
  26. راجع المصادر السابقة.
  27. تهذيب الكمال 4: 291، وانظر: سير أعلام النبلاء 1: 347، مسند أحمد 6: 12، تقريب التهذيب 1: 110.
  28. من لايحضره الفقيه 1: 189.
  29. من لايحضره الفقيه 1: 184، خلاصة الأقوال: 83، رجال الكشّي 1: 192.
  30. تاريخ بغداد 4: 210، وانظر: أُسد الغابة 1: 206.
  31. تهذيب التهذيب 1: 441، تهذيب الكمال 4: 288 - 289، تهذيب الأسماء واللغات 1: 136.
  32. السنن الكبرى‏ 2: 502.
  33. سنن ابن ماجة 2: 1006.
  34. الطبقات الكبرى‏ 3: 238، المعارف 1: 176، كتاب الثقات 3: 28، معجم رجال الحديث 4: 270، رجال الطوسي: 8، تاريخ خليفة: 106.