انتقل إلى المحتوى

الشيخ صفى الدين الأردبيلي

من ویکي‌وحدت

الشيخ صفي الدين أردبيلي عارف وشاعر في القرن الثامن هجري قمري، مريد وصهر شيخ زاهد جيلاني، الجد الأكبر لملوك الصفويين وأجداد شاه إسماعيل الأول مؤسس سلالة الصفويين. كان من مشايخ الصوفية في عهد الإيلخانات المغول. كما كان الجيل الثامن من نسل فيروزشاه زرينكلاه الذي استقر في منطقة مغان. نظم صفى الدين أشعارًا باللغة الأذرية في كتاب صفوةالصفا وسلسلةالنسب. وهو مؤسس خانقاه الصفويين في أردبيل التي اجتذبت مع مرور الزمن العديد من الأتباع.

السيرة الذاتية

ولد صفى الدين ابن رجل فلاح في سنة 650 هـ في قرية كلخوران الواقعة شمال غرب أردبيل. باستثناء فترة سفره إلى فارس وجيلان، أقام في قريته حتى نهاية حياته. أظهر الشيخ صفى اهتمامًا خاصًا بالشؤون الدينية منذ صغره، وحفظ القرآن في شبابه، ودرس العلوم الأولية مع التزامه بالزهد والرياضة الروحية. كان أحيانًا يعبُد في مقام الشيخ فرج أردبيلي وأحيانًا في مرقد الشيخ أبوسعید أردبيلي.

في نهاية حياته توجه الشيخ صفى إلى حج، وعين ابنه صدر الدين نائبًا عنه قبل السفر. مرض بعد عودته من الحج، وبعد اثني عشر يومًا من المرض توفي صباح يوم الاثنين 12 محرم 735 هـ عن عمر يناهز 85 عامًا في أردبيل. بنى أبناؤه، خاصة ملوك الصفويين، على قبره بناءً عظيمًا يُعرف اليوم بـبقعة شيخ صفى الدين أردبيلي، وهو من المعالم التاريخية البارزة في إيران.

الزوجات والأبناء

  • الزوجة الأولى للشيخ صفى الدين كانت بي بي فاطمة ابنة شيخ زاهد جيلاني، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم محيي الدين (توفي 724 هـ)، صدر الدين موسى (توفي 794 هـ) وأبوسعید. وبذلك تعتبر زاهد الجيلاني الجدّ من جهة الأم للصفويين وكان مراد الشيخ صفى.
  • الزوجة الثانية كانت ابنة أخي سليمان كلخوراني، وأنجب منها ولدين هما علاء الدين وشرف الدين. نسل ملوك الصفويين يعود إلى الشيخ صدر الدين، الابن الثاني للشيخ صفى.

مذهب الشيخ صفى

هناك شكوك حول مذهب الشيخ صفى. وفقًا لمصادر سيرته الذاتية، ومنها كتاب صفوةالصفا الذي كتبه ابن بزاز، وهو أهم وأقدم كتاب في هذا المجال، كان شيعيًا، لكن بعض الباحثين المعاصرين وجدوا أدلة على أنه كان شافعي المذهب. ابن بزاز، من سكان أردبيل، كان معاصرًا للشيخ صدر الدين موسى ابن الشيخ صفى الدين. في كتابه يروي قصة تشير إلى مذهب الشيخ صفى الدين: «سُئل الشيخ صفى الدين: ما مذهب الشيخ؟ فأجاب: نحن نتبع مذهب الأئمة ونحب الأئمة.»

الأمر المؤكد هو أن الشيخ صفى الدين كان محبًا لـأهل البيت (عليهم السلام)، وهذا يظهر في أقواله وأشعاره المتبقية.

طريقة الصفويين

صفي الدين أردبيلي (650-735 هـ)، المعروف بالشيخ صفى أردبيلي، عارف وشاعر في القرن الثامن الهجري، مريد وصهر الشيخ زاهد الجيلاني، وأجداد شاه إسماعيل الأول مؤسس سلالة الصفويين.

هناك خلافات بين المؤرخين والباحثين حول سادات وصفى الدين وتشيعه. بنى ملوك الصفويين على قبره بناءً عظيمًا يُعرف اليوم بـبقعة الشيخ صفى الدين أردبيلي، وهو من المعالم التاريخية البارزة في إيران.

تم نسب صفى الدين عبر 19 واسطة إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام), الإمام السابع لدى الشيعة الإمامية. في كتاب ريحانة الأدب ذُكرت صفات مثل «برهان الأصفياء» و«قطب الأقطاب» و«شيخ العارفين» له.

ذكر ابدال زاهد (توفي 1100 هـ) في كتاب سلسلة النسب الصفوية نسب الشيخ صفى الدين حتى الإمام الكاظم (عليه السلام). كما ذكر خواندمير شجرة نسب صفى الدين مثل زاهد مع اختلاف في اسم أحد الأجداد.

وجود ألقاب مثل سيد للشيخ صفى في بعض الوثائق القديمة (قبل تأسيس سلالة الصفويين) يدل على نسبه الساداتي. وقد وجدت هذه الألقاب أيضًا في مراسلات معارضي الأسرة. على سبيل المثال، وصف شروانشاه خليل الله جنيد (جد شاه إسماعيل) في رسالة موجودة بأنه من ضمن السادات، وكذلك استخدم السلطان بايزيد الثاني عثماني ألقابًا تدل على نسب الأسرة للسادة.

يشكك بعض الباحثين المعاصرين في سيادة وتشيع الشيخ صفى الدين، ويعتقدون أن بعض المصادر المتعلقة بسيرته ونسبه تم تحريفها عمدًا في عهد الصفويين. كتب إدوارد براون أن كتاب صفوة الصفا (المصدر الأساسي لسيرة صفى الدين) تم تنقيحه بأمر شاه طهماسب على يد أبو الفتح الحسيني، الذي حذف منه ألوان التسنن وأضاف كلمة "سيد" لأسماء ملوك الصفويين.

مؤخرًا ادعى بعض الباحثين أنهم وجدوا وثائق أخرى تثبت سيادة الصفويين، وكتبوا مقالات في ذلك. كما أعلن باحث إيراني اكتشاف أقدم نقش حجري متعلق بالميل الديني وسيادة الشيخ صفى في أردبيل يثبت نسبه ونسب أسرته.

التعليم والتدريس

درس صفى الدين أولاً في أردبيل، وبعد أن اكتفى من علماء المدينة، بحث عن شيخ يهديه في الكبر. وعندما علم أن الشيخ نجيب الدين بوزغوش الشيرازي في شيراز لديه حلقة صوفية، توجه إلى هناك، لكنه وصل بعد وفاة الشيخ نجيب الدين. قيل إنه التقى بـسعدي الشيرازي في شيراز.

انضم الشيخ صفى لفترة إلى حلقة مريدي مشايخ معروفين في ذلك العصر، مثل الشيخ ركن الدين البيضاوي وأمير عبد الله. شجعه أمير عبد الله على لقاء الشيخ تاج الدين إبراهيم، المعروف بلقاء الشيخ زاهد الجيلاني، العارف المشهور المقيم في جيلان. التقى الشيخ صفى بالشيخ زاهد في قرية بجيلان، وبقي في حلقة مريديه لمدة 25 سنة حتى وفاة الشيخ زاهد، حيث تلقى منه الإذن ومهارات الطريقة، وأصبح داماده وخلفه في الطريقة. كان الشيخ صفى يقيم أحيانًا في لاهيجان وأحيانًا في أردبيل. كان معاصرًا للشيخ علاء الدولة السمناني، وتحدثت المصادر عن علاقة روحية بينهما.

قاد الشيخ صفى أكثر من 30 سنة في هداية وتوجيه الطلاب، وقيل إنه ربى أكثر من 100 ألف شخص. كما ذُكر أن عدد مريديه وتأثيره وصل إلى آسيا الصغرى أيضًا.

المؤلفات

لم يبقَ من الشيخ صفى كتاب مستقل، لكن وفقًا للباب الرابع من كتاب ابن بزاز، الذي يختص بالتفسيرات الصوفية لآيات قرآنية وأحاديث نبوية، كان له إلمام بالعلوم الدينية والشعر. في هذه التفسيرات يستشهد بأشعار سنائي، عطار، عراقي، مولوي وسعدي.

نُسب إليه أيضًا كتاب بعنوان «قراء مجموعة». كان الشيخ صفى يكتب الشعر باللهجة الجيلانية وباللغة الفارسية السائدة، وقد بقيت بعض الأبيات من شعره.

مكانة الشيخ صفى

كان الشيخ صفى من العارفين المشهورين في عهد أولجايتو وابنه أبوسعید بهادرخان الإيلخاني، وكان يعيش مع مريديه في كلخوران قرب قبر والده. بسبب مقامه الروحي العالي، كان يحظى باهتمام الإيلخانات المغول. في بلاط غازان خان كان له مكانة خاصة بفضل مراده القوي الشيخ زاهد. كان خواجه رشيد الدين فضل الله همداني يجلّه ويرسل له سنويًا أموالًا وقوتًا. كتب خواجه رشيد الدين إلى ابنه أمير أحمد حاكم أردبيل يوصيه بأن يعامل أهل أردبيل بحيث يكون الشيخ صفى الدين راضيًا وشاكرًا.

التأثيرات السياسية

أسس صفى الدين طريقة صوفية تُعرف بـ«الصفوي» كان أتباعها يلبسون قبعات حمراء مزينة باثني عشر شعرة، ومن هنا جاء اسم قزلباش أي «الرأس الأحمر». عندما وصلوا إلى الحكم، جعلوا هذه القبعة تاجًا لملوكهم.

بقيادة الشيخ صفى، رغم معارضة أولاد الشيخ زاهد وأتباعه، ظهر اسم فرقة الزاهدية تحت اسم جديد هو الصفوية، وبسبب اتساعها وأهميتها تحولت من فرقة صوفية إلى حركة دينية في أردبيل، وانتشرت كدعوة في أنحاء إيران، وسوريا، وآسيا الصغرى، ووصلت حتى سيلان. ترك صفى الدين أثرًا سياسيًا كبيرًا في حياته، وتعيينه لابنه صدر الدين موسى خلفًا له يدل على رغبته في حفظ السلطة السياسية في الأسرة الصفوية.

انظر أيضًا

المصادر