بنت الشاطئ
الاسم | بنت الشاطئ |
---|---|
الاسم الکامل | عائشة بنت محمّد بن عبدالرحمان المشهورة ببنت الشاطئ |
تاريخ الولادة | 1330ه/1912م |
محل الولادة | دمیاط/ مصر |
تاريخ الوفاة | 1419ه/1998م |
المهنة | أديبة، ناقدة، أُستاذة في الدراسات الإسلامية والأدبية واللغوية، وهي بلقبها أشهر من نار على علم. |
الأساتید | الشيخ أمين الخولي |
الآثار | ترکت عدّة مؤلّفات تربو على الأربعين كتاباً، منها: على الجسر، التفسير البياني للقرآن الكريم، الإسرائيليات في الغزو الفكري، الريف المصري، قراءة في وثائق البهائية، قضية الفلّاح، سيّد العزبة، رجعة فرعون، سرّ الشاطئ، صور من حياتهنّ، امرأة خاطئة، أُمّ النبي صلى الله عليه و آله، نساء النبي صلى الله عليه و آله، السيّدة زينب بطلة كربلاء، سكينة بنت الحسين، موسوعة آل النبي صلى الله عليه و آله، مقال في الإنسان، أعداء البشر، مع المصطفى صلى الله عليه و آله، الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق، القرآن والتفسير العصري، القرآن وقضايا الإنسان، الشخصية الإسلامية... دراسة قرآنية، مقدّمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح، الحياة الإنسانية عند أبي العلاء، أرض المعجزات... رحلة في جزيرة العرب، الخنساء، قيم جديدة للأدب العربي القديم والمعاصر، الشاعرة العربية المعاصرة، تراثنا بين ماض وحاضر، لغتنا والحياة، مقدّمة في منهج، مع أبي العلاء في رحلة حياته. |
المذهب | سنیة |
عائشة بنت محمّد بن عبدالرحمان المشهورة ببنت الشاطئ: أديبة، ناقدة، أُستاذة في الدراسات الإسلامية والأدبية واللغوية، وهي بلقبها أشهر من نار على علم.
ولدت سنة 1912 م في محافظة دمياط، ودرست أوّل أمرها في بيتها الذي تربّت فيه تربية أصيلة، ثمّ انتسبت إلى معهد المعلّمات، ونالت إجازة اللغة العربية من جامعة فؤاد الأوّل (القاهرة) سنة 1939 م، ومنها حصلت على الدكتوراه في الآداب عام 1950 م بعد أن حصلت على درجة الماجستير سنة 1941 م. وعيّنت معيدة في الجامعة، ومفتشة لغة عربية بوزارة المعارف المصرية عام 1943 م- 1944 م، ثمّ انتقلت إلى جامعة عين شمس، وأصبحت رئيسة لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلّية الآداب بتلك الجامعة من سنة 1962 م إلى سنة 1972 م، وانتدبت للتدريس في الأزهر وفي معهد الدراسات العربية العالية، كما كانت أُستاذة بمركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، وأضحت عضوة في نقابة الصحفيّين، وأمست أُستاذة دراسات عليا في كلّية الشريعة بفاس في جامعة أُمّ القرويّين بالمغرب حوالي عشرين عامّاً، كما درّست في عدد آخر من جامعات الأقطار العربية.
كانت عضوة في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وفي مركز تحقيق التراث بدار الكتب، وفي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وفي المجلس الأعلى للثقافة.
كتبت بجريدة «الأهرام» المصرية عام 1936 م، وقد تميّزت بجمعها بين الدراسة العميقة للعلوم الإسلامية وعلوم العربية وتحقيق النصوص التراثية والمعاصرة.
حصلت بنت الشاطئ على عدد من الجوائز الثقافية، من أهمّها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ووسام الكفاية الفكرية من ملك المغرب الحسن الثاني، ووسام تقدير من منظّمة اليونسكو، وجائزة الملك فيصل.
كان من أهمّ الذين أثّروا في شخصيتها أُستاذها ثمّ زوجها المفكّر المصري الشيخ أمين الخولي، وعندما توفّي عام 1966 م جزعت عليه، كما جزعت على ابنها الذي أمضّها موته.
فاعتزلت الناس وتوقّفت عن العطاء أكثر من ثلاثين عاماً.
وكانت قد خاضت بعض المعارك الأدبية والفكرية التي شغلت الصحافة والمثقّفين، كمعركتها ضدّ الدكتور مصطفى محمود عندما كان يساري النزعة وصحّحت له كثيراً من انحرافاته كما سمّيت آنذاك، واحتدم السجال بينهما أمداً طويلًا، تدخّل فيه عدد من الكتّاب والمفكّرين.
توفّيت عام 1998 م تاركة عدّة مؤلّفات تربو على الأربعين كتاباً، منها: على الجسر، التفسير البياني للقرآن الكريم، الإسرائيليات في الغزو الفكري، الريف المصري، قراءة في وثائق البهائية، قضية الفلّاح، سيّد العزبة، رجعة فرعون، سرّ الشاطئ، صور من حياتهنّ، امرأة خاطئة، أُمّ النبي صلى الله عليه و آله، نساء النبي صلى الله عليه و آله، السيّدة زينب بطلة كربلاء، سكينة بنت الحسين، موسوعة آل النبي صلى الله عليه و آله، مقال في الإنسان، أعداء البشر، مع المصطفى صلى الله عليه و آله، الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق، القرآن والتفسير العصري، القرآن وقضايا الإنسان، الشخصية الإسلامية... دراسة قرآنية، مقدّمة ابن الصلاح ومحاسن الاصطلاح، الحياة الإنسانية عند أبي العلاء، أرض المعجزات... رحلة في جزيرة العرب، الخنساء، قيم جديدة للأدب العربي القديم والمعاصر، الشاعرة العربية المعاصرة، تراثنا بين ماض وحاضر، لغتنا والحياة، مقدّمة في منهج، مع أبي العلاء في رحلة حياته.
وكانت تنزع في ثقافتها وقلمها إلى نصرة أهل البيت والإشادة بهم، كما لها أُسلوب متين في عرض آرائها والدفاع عن قضايا الإسلام، وكانت كثيراً ما تقول: «أنا شيعية، تشيّعت من التاريخ»، كما تقول: «إنّي أُريد أن أكتب كتاباً عن الإمام الحسين، وأُريد أن أدخل العراق من الطريق الذي دخله الإمام الحسين حتّى أصل إلى كربلاء، وأكتب عمّا أراه أثناء الطريق لحين وصولي مشهد الإمام الحسين».
وعُرفت بدفاعها عن الريف المظلوم والفتيات البائسات، وهجومها على الحضارة
الزائفة، واختارت لها اسم (بنت الشاطئ)، فكان له بريق لدى القرّاء، وقد توهّموها كاتبة كبيرة تجاوزت عصر الشباب؛ لما أبدت من نضج مكتمل، وهكذا كانت في نظر المنصفين من كتّاب الصفّ الأوّل في مصر.
وحين التحقت بالجامعة كانت نمطاً جديداً لفتيات الكلّية... فمنهنّ من آثرن السفور ودعون إلى حفلات السمر اللاهية، ولكنّها عارضت ذلك كلّه، وعكفت على دراستها الواعية حتّى لفتت إليها كبار الأساتذة في الكلّية. ومنهم: منصور فهمي، وأحمد أمين، ومصطفى عبدالرزّاق، وعبد الوهاب عزّام، بل منهم أُستاذها الذي صار زوجها فيما بعد (أمين الخولي)، فجنت من كلّ ما قدّم لها من صادق المعرفة، وكانت فتاة طلقة متيقّظة، فامتلأت علماً وزكت خلقاً، وثابرت حتّى نالت الليسانس بامتياز، فالماجستير، فالدكتوراه، وأصبحت عضواً في هيئة التدريس، فمشاركة لزوجها الكبير في أعماله الأدبية؛ إذ كانت على قرب عهدها بالبحث العلمي موضع استشارته ومجال ثقته، وقد ترك لها أُسلوبها المتفرّد، فكانت ذات شخصية مستقلّة في البحث، تخالف في بعض مناحيها منهجه الأدبي، وإن لم تعترف بذلك، بل نصّت على أنّها تحتذيه. وقد كتبت سيرتها في كتاب قيّم عنوانه «على الجسر» ضمّ كلّ شائق طريف.
ومن حسن توفيق اللَّه لبنت الشاطئ أنّها اهتدت بفطرتها الإسلامية النبيلة إلى طريق الحقّ في سنّ المراهقة قبل أن تلتحق بالجامعة؛ إذ كانت في هذا العمر الغضّ كاتبة في مجلّة «النهضة النسائية»، فكتبت بالعدد (72) الصادر في مارس سنة 1931 م وهي في سنّ الثامنة عشرة من عمرها مقالًا، قالت فيه حين زارت القاهرة لأوّل مرّة: «لقد خيّل إليّ وأنا أسير في شوارع القاهرة أنّي في مخادع النساء، وكأنهنّ معرض عامّ لاستعراض الأجسام! أين الغيرة التي تحسّ بها المسلمات تمشي في أجسادهنّ؟! أين النخوة التي تشعر بها المؤمنات؟! إنّ الحرّية الزائفة والإباحية المنكرة هي كلّ ما يعرفن من شؤون الحياة! لقد تركت الفتيات مخادعهنّ، استبدلنها بالأسواق، حيث يمشين مشية يشمئز منها الرجل الحرّ، فالفتاة لا تستحي أن تمشي نصف عارية ولا تخجل من السير معطّرة كأنّها بين
محارمها! أين وقار الإسلام وجمال الحياة؟! إنّي لأشعر بالهدوء يغمرني حين أذكر أنّ هناك رجلًا ولو في المائة تسمو شجاعته فيهزأ بأمثال هؤلاء الخليعات، ويكون سلوى لأمثالنا في هذا الجو الموبوء». هذا بعض ما كتبته بنت الشاطئ قبل أن تلتحق بالجامعة، وهو نفسه ما دأبت على تكراره في مقالاتها السيّارة بجرائد «البلاغ» و «كوكب الشرق» و «الأهرام» من بعد، ممّا يدلّ على أنّ الروح الإسلامية كانت أصيلة في كيانها، وأنّها نشأت ملتزمة مصونة تدعو إلى الحسنى، حتّى أتت أُكلها الطيّب بعد حين.
وقد تعدّدت اتّجاهاتها الفكرية، ولا يستطاع مواكبتها في كلّ ما جاءت به من مؤلّفات ممتازة، ولكن يمكن أن يكتفى بالمنحى الإسلامي والنشر المتواني لذخائر الأدب العربي.
وأوضح ما ظهر من ذلك ما كتبته عن إعجاز القرآن والتفسير البياني، وما سمّته بالتفسير العصري. وقد ذكرت في مقدّمة الجزء الأوّل من التفسير البياني: أنّها التزمت بمنهج أُستاذها أمين الخولي فيما كتبته من مواد الإعجاز والتفسير، وحدّدت هذا المنهج في نقاط، أهمّها:
1- التناول الموضوعي للآيات التي تتحدّث عن غرض واحد.
2- ترتيب الآيات على حسب نزولها لمعرفة ظروف الزمان والمكان، مهتمّة بأسباب النزول التي تختلف في بعض الروايات، وموضّحة بواعث هذا الخلاف.
3- فهم دلالات الألفاظ عن طريق الحسّ العربي الخالص، واستقراء كلّ ما في القرآن من الصيغ اللغوية، وتدبّر السياق الخاصّ بالكلمة والجملة والسورة الكريمة.
4- الاحتكام إلى سياق النصّ في كلّ ما يعطيه من دلالات على الائتناس بأساليب البيان العربي في عصره الزاهر.
وقد حاولت أن تطبّق هذا المنهج جاهدة فيما كتبته عن التفسير في جزءين جيّدين، ولكنّها اختارت قصار السور فحسب. وهذا الاختيار لا يظهر ما تعنيه بالتفسير الموضوعي على حقيقته، كما يظهر في طوال السور. ولعلّها كانت تمهّد بذلك إلى تفسير للسور الطوال، فضاق العمر عن التنفيذ. كما أنّها وقفت عند الدراسة اللغوية مقارنة وموازنة بين آراء المفسّرين من لدن الطبري إلى محمّد عبده، ولم تفسح المجال لما بعد الدراسة اللغوية من
أفكار قرآنية، وهي ذات هدف أوّل، ولعلّ عنوان التفسير البياني قد غلب على اتّجاهها في هذا المنحى، ولكلّ وجهته الخاصّة.
أمّا الاتّجاه الثاني في المجال الإسلامي فيتجلّى في كلّ ما أصدرته عن الأُسرة النبوية الكريمة في موسوعتها الحافلة عن سيّدات البيت النبوي التي شملت السيّدة آمنة (رضي اللَّه عنها)، وأُمّهات المؤمنين جميعهنّ، ومن يتّصل بالبيت النبوي، كفاطمة الزهراء، وزينب الأُولى، وزينب الثانية بطلة كربلاء، وسكينة، وغيرهنّ.
والحقّ أنّ الأُسلوب الأدبي الرائع قد جلّى ما تهدف إليه من الحقائق الإيمانية أحسن تجلية، لذلك تعدّدت طبعات هذه الموسوعة الرائعة، ونُقلت إلى لغات شتّى، وقد نشرت أوّلًا في أجزاء صغيرة مسلسلة «كتاب الهلال»، ثمّ جُمعت في مجلّد تجاوز الألف من الصفحات التي ترجمت إلى التركية والفارسية والأُردية والأندونيسية، فذكّرتنا بما كان يُترجم تلقائياً لهذه اللغات من مؤلّفات محمّد عبده وطنطاوي جوهري وفريد وجدي ومحمّد رشيد رضا في مطلع القرن العشرين.
(انظر ترجمتها في: مع رجال الفكر 1: 207- 208، موسوعة ألف شخصية مصرية: 348- 349، أعلام الأدب العربي المعاصر 1: 360- 363، أعلام التراث: 220- 222، إتمام الأعلام: 217، أُدباء وشعراء العرب 2: 56، المتحوّلون 6: 91- 94، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 585- 589، موسوعة الأعلام 2: 426- 427).