سليمان بن صرد

من ویکي‌وحدت

سليمان بن صرد: من قبيلة خزاعة، أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وآله، وكان اسمه «يسار»، فلمّا أسلم سمّاه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سُليمان. وهو من خُلَّص أصحاب علي عليه السلام وكان مع علي عليه السلام في حرب الجمل وصفّين، بل اشترك في جميع حروبه، ولذا فإنّ ما ذكره صاحب كتاب «وقعة صفّين» من تخلّفه عن معركة الجمل ليس صحيحاً. وهو الذي كان في من كتب إلى‏ الحسين عليه السلام أن يقدم الكوفة، فلمّا قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه، وكان كثير الشكّ والوقوف، فلمّا قُتل الحسين عليه السلام ندم هو والمسيِّب بن نَجَبَة الفَزاري وجميع مَن خذل الحسين ولم يقاتل معه. وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، ومن رواياته قولُه عن أمير المؤمنين عليه السلام: «العُمر الذي أعذر اللَّه فيه ابن آدم ستّون سنة». ولقد أثنوا عليه أصحاب التراجم، وأشادوا بفضله وتديّنه ووثاقته.

سُليمان بن صُرَد بن الجَوْن (... ــ 65ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو مُطَرِّف.[٢]
نسبه: الخُزاعي.[٣]
لقبه: الكوفي، الأمير.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
كان سُليمان من قبيلة خزاعة، أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وآله، وكان اسمه «يسار»، فلمّا أسلم سمّاه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سُليمان.[٦]
اعتبره الشيخ المفيد من خُلَّص أصحاب علي عليه السلام ؛ كـ أويس القرني و محمد بن أبي بكر و محمد بن أبي حذيفة و مالك الأشتر و ثابت بن قيس النخعي و كميل بن زياد و صعصعة بن صوحان و عبدالله بن أرقم و الحارث الهمداني، وهؤلاء قد أطبقوا على‏ الرضا بأمير المؤمنين عليه السلام .[٧] وقال ابن سعد وابن حبيب وابن الأثير: «إنّ سليمان كان مع علي عليه السلام في حرب الجمل وصفّين».[٨] بل وذكر البعض: أنّ علياً عليه السلام جعله يوم صفّين على‏ رجّالة المَيْمنة.[٩]
وذكر ابن سعد: أنّه كان في من كتب إلى‏ الحسين عليه السلام أن يقدم الكوفة، فلمّا قدمها أمسك عنه ولم يقاتل معه، وكان كثير الشكّ والوقوف، فلمّا قُتل الحسين عليه السلام ندم هو والمسيِّب بن نَجَبَة الفَزاري وجميع مَن خذل الحسين ولم يقاتل معه.[١٠] وقد أشار إلى‏ هذا الكثير من أصحاب التراجم والسير ؛ كابن أثير وابن نما في شرح الثأر والطبري والذهبي.[١١]
وروى‏ الكشّي عن الفضل بن شاذان في حديثه عن التابعين الكبار ورؤسائهم وزُهّادهم، فعدّ منهم: سُليمان بن صُرَد.[١٢] وعدّه الشيخ المفيد ممّن بايع علياً عليه السلام على‏ حرب من حارب وسلم من سالم، وأن لايولّوا في نصرته الأدبار، وحضروا مشاهده كلّها.[١٣]
وقال ابن الأثير في الثناء عليه: «كان خيِّراً فاضلاً، له دين وعبادة...، وكان له قدر وشرف في قومه».[١٤] كما وأثنى‏ عليه ابن عبد البرّ والنووي والذهبي أيضاً.[١٥]
وقال المامقاني بعد شرح: «تلخّص من جميع ما سطرناه أنّ سُليمان بن صُرَد شيعي مخلص في الولاء، وإنّي اعتبره ثقةً مقبول الرواية».[١٦] وصرّح المحقّق الخوئي بأنّه لاينبغي الإشكال في جلالته.[١٧]

موقف الرجاليّين منه

كما ذكرنا آنفاً فإنّ أصحاب التراجم أثنوا عليه، وأشادوا بفضله وتديّنه ووثاقته.
وذكر ابن سعد أنّه لمّا قبض النبي صلى الله عليه وآله تحوّل فنزل الكوفة حين نزلها المسلمون.[١٨]
وقد ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والإمام الحسن بن علي عليهما السلام.[١٩]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام والحسن بن علي عليه السلام.[٢٠]
وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: جُبَيْر بن مُطْعِم، أُبيّ بن كعب.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أبو إسحاق السَبِيعي، عَدِي بن ثابت، عبداللَّه بن يسار الجُهَني، يحيى‏ بن معمر، أبو الضُحى‏ مسلم بن صُبَيْح، يحيى‏ بن يعمر.
وقال النووي: «روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله خمسة عشر حديثاً، اتّفقا على‏ حديثٍ، وانفرد البخاري بحديث».[٢١]

سليمان وأهل البيت عليهم السلام

لم يدرك سُليمان من حياة النبي صلى الله عليه وآله سوى‏ أياماً معدودة، إلّا أنّه لم يترك لحظة واحدة في نصرة الإمام علي عليه السلام، فاشترك في جميع حروبه.[٢٢] ولذا فإنّ ما ذكره صاحب كتاب «وقعة صفّين».[٢٣] من تخلّفه عن معركة الجمل، ليس صحيحاً.
وقال المحقّق الخوئي: «لاينبغي الإشكال في جلالة سُليمان بن صُرَد وعظمته ؛ لشهادة الفضل بن شاذان بذلك، وأمّا تخلّفه عن أمير المؤمنين عليه السلام في وقعة الجمل فهو ثابت، ولعلّ ذلك كان لعذرٍ أو بأمرٍ منه عليه السلام، فإنّ ما روي عن كتاب صفّين لنصر بن مزاحم... من عتاب أمير المؤمنين عليه السلام وعذله سُليمان بن صُرَد في قعوده عن نصرته بعد رجوعه عليه السلام من حرب الجمل، لايمكن تصديقه، لأنّ عدّةً من رواته لم تثبت وثاقتهم، على‏ أنّه لم يثبت كون هذا الكتاب عن نصر بن مزاحم بطريقٍ معتبر».[٢٤]
وكان سُليمان ممّن كتب إلى‏ الإمام الحسين عليه السلام بعد موت معاوية يدعوه لقيادة أهل الكوفة، إلّا أنّه لم ينصر الإمام عليه السلام. لكن ذكر المؤرّخون أنّه تاب وندم مع أصحابه، وخرجوا للثأر بدم سيد الشهداء، حتّى‏ كوّنوا جيشاً عدده أربعة آلاف من التوّابين بقيادته في ربيع الآخر من سنة 65 هـ، وساروا باتّجاه الشام، وقد انتهت المعركة بينهم وبين جيش مروان بن الحكم بشهادة سُليمان وأصحابه.[٢٥]
وصرّح الذهبي في شأنه فقال: «وقد كان سُليمان بن صُرَد الخزاعي والمسيِّب بن نَجَبَة الفَزاري من شيعة علي، ومن كبار أصحابه».[٢٦]

من رواياته

روي عن سُليمان قال: إنّ رجلين تلاحيا، فاشتدّ غضب أحدهما، فقال النبي صلى الله عليه وآله: «إنّي لأعرف كلمةً لو قالها لسكن عنه غضبه: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم».[٢٧]
وذكر المجلسي خطبته التي يروي فيها عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: «العمر الذي أعذر اللَّه فيه ابن آدم ستّون سنة».[٢٨]

وفاته

قُتل سُليمان سنة 65 هـ في معركة «عين الوردة» على‏ يد يزيد بن حُصَين، إبّان ثورة التوّابين، عن عمر 93، عاماً في خلافة مروان ابن الحكم.[٢٩]

المصادر

  1. الطبقات الكبرى‏ 4: 292، أُسد الغابة 2: 351، مستدرك الحاكم 3: 530، قاموس الرجال 5: 277.
  2. الجرح والتعديل 4: 123، المعجم الكبير 7: 114.
  3. كتاب الثقات 3: 160، أعيان الشيعة 7: 298.
  4. تهذيب الكمال 11: 455، سير أعلام النبلاء 3: 394.
  5. الإصابة 3: 127، تهذيب التهذيب 4: 175.
  6. الطبقات الكبرى‏ 4: 292.
  7. الجمل: 52.
  8. الطبقات الكبرى‏ 4: 292، أُسد الغابة 2: 351.
  9. تنقيح المقال 2: 13.
  10. الطبقات الكبرى‏ 4: 292.
  11. أُسد الغابة 2: 351، ذوب النضار في أخذ الثار: 82، تاريخ الطبري 5: 552، تاريخ الإسلام 5: 46.
  12. رجال الكشّي: رقم (124).
  13. الجمل: 52.
  14. أُسد الغابة 2: 351.
  15. تهذيب الكمال 11: 456، الاستيعاب 2: 650، تهذيب الأسماء واللغات 1: 234، سير أعلام النبلاء 3: 395.
  16. تنقيح المقال 2: 63.
  17. معجم رجال الحديث 9: 283.
  18. الطبقات الكبرى‏ 4: 292.
  19. رجال الطوسي: 20، 43، 68.
  20. المصدر السابق: 43، 68، تهذيب الكمال 11: 455، الإصابة 3: 127.
  21. تهذيب الأسماء واللغات 1: 234.
  22. أُسد الغابة 2: 351، المنتظم 6: 46، المحبَّر: 291، الطبقات الكبرى‏ 4: 292، الجمل: 52.
  23. وقعة صفّين: 6.
  24. معجم رجال الحديث 9: 283.
  25. تاريخ الطبري 5: 551 وما بعدها.
  26. تاريخ الإسلام 5: 46.
  27. أُسد الغابة 2: 351.
  28. بحارالأنوار 45: 355.
  29. الطبقات الكبرى‏ 6: 26، تاريخ خليفة: 201، الاستيعاب 2: 650، العبر في خبر من غبر 1: 53، شذرات الذهب 1: 73. و«عين الوردة» - ويقال لها أيضاً: «رأس عين» -: مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وفي «رأس عين» عيون كثيرة عجيبة صافية، تجتمع كلّها في موضعٍ فتصير نهر الخابور (معجم البلدان 3: 14 و 4: 180).