حبيب بن أبي ثابت
حبيب بن أبي ثابت: وهو أحد الرواة المشتركين من أهل السنة و الشيعة. قال ابن عيّاش: «رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت: ميّت» يعني: من طول السجود. وقد أنفق حبيب على قرّاء القرآن مائة ألفٍ؛ حُبّاً بالقرآن وتعليمه. قال أبوبكر ابن عياش: «كان بالكوفة ثلاثة ليس لهم رابع: حبيب بن أبي ثابت والحكم وحمّاد، وكان هؤلاء الثلاثة أصحاب الفتيا، ولم يكن بالكوفة أحد إلّا يذلّ لحبيب»، وكانت له منزلة ومكانة كبيرة في قلوب الناس، فقد روى ابن عيّاش عن أبي يحيى القتّات قال: «قدمتُ الطائف مع حبيب بن أبي ثابت، وكأنّما قدم عليهم نبي».
حبيب بن أبي ثابت بن دينار (39 ــ 119ق)
من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو يحيى.[٢]
نسبه: الأسدي، الكاهلي.[٣]
لقبه: الكوفي، الأعور.[٤]
طبقته: الثالثة.[٥]
المشهور أنّ اسم أبيه هو قيس بن دينار.[٦] قال ابن عيّاش: «رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً، فلو رأيته قلت: ميّت» يعني: من طول السجود. وقال حبيب: «ما استقرضتُ من أحدٍ شيئاً أحبّ إليَّ من نفسي، أقول لها: إمهلي حتّى يجيء من حيث أحبّ».[٧]
وقد أنفق حبيب على قرّاء القرآن مائة ألفٍ؛ حُبّاً بالقرآن وتعليمه.[٨] قال أبوبكر ابن عيّاش: «كان بالكوفة ثلاثة ليس لهم رابع: حبيب بن أبي ثابت والحكم وحمّاد، وكان هؤلاء الثلاثة أصحاب الفتيا، ولم يكن بالكوفة أحد إلّا يذلّ لحبيب».[٩]
وعدّه ابن قتيبة والشهرستاني من أعلام الشيعة، ولهذا اعتبره المجلسي والمامقاني حسناً، وذكره السيد محسن الأمين في عداد أعيان الشيعة.[١٠] فضلاً عن ذلك كانت له منزلة ومكانة كبيرة في قلوب الناس، فقد روى ابن عيّاش عن أبي يحيى القتّات قال: «قدمتُ الطائف مع حبيب بن أبي ثابت، وكأنّما قدم عليهم نبي».[١١]
وردت عنه روايات في كتاب وقعة صفّين وتاريخ خليفة، يذكر فيها عدداً كبيراً من قادة جيش علي عليه السلام وجيش معاوية، وما جرى من كلام بين عمّار بن ياسر مع هاشم بن عتبة وغيره.[١٢]
موقف الرجاليّين منه
اتّفق الرجاليون من أهل السنة على وثاقته وصدقه، فذكر ابن معين والنسائي وابن عدي و سفيان الثوري والعجلي وأبو حاتم وابن حبان والخطيب البغدادي والذهبي وابن حجر: أنّه حجّة، ثقة، صدوق، دعامة، فقيه، الإمام الحافظ. كما واعتبره جميع أصحاب الصحاح حجّةً. لكن ابن حجر بعد أن وثّقه ذكر - تبعاً لابن حبان - أنّه كان كثير الإرسال والتدليس.[١٣]
هذا ووصف ابن عدي رواياته بالكثرة والشهرة، وقد نُقل عن علي بن المديني قوله: إنّ عدد رواياته يصل إلى المائتين.[١٤]
من رواياته
روى الكليني بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت، قال: «جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام عسل وتين من همدان وحُلوان، فأمر العرفاء أن يأتوا باليتامى، فأمكنهم من رؤوس الأزقاق يلعقونها، وهو يقسمها للناس قدحاً قدحاً، فقيل له: يا أمير المؤمنين، مالهم يلعقونها؟ فقال: إنّ الإمام أبو اليتامى، وإنّما ألعقتهم هذا برعاية الآباء».[١٥]
ونقل أبو نُعَيم بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطُفَيل، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وماتناكر منها اختلف».[١٦]
وفاته
توفّي حبيب في شهر رمضان سنة 119 هـ، في أواخر حكم الأمويّين.[١٧]
المصادر
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 320.
- ↑ تهذيب التهذيب 2: 156.
- ↑ تهذيب الكمال 5: 358.
- ↑ رجال الطوسي: 87.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 148.
- ↑ موضّح أوهام الجمع والتفريق 2: 8.
- ↑ حلية الأولياء 5: 61، سير أعلام النبلاء 5: 291.
- ↑ المصدر السابق.
- ↑ تهذيب الكمال 5: 361، تهذيب التهذيب 2: 156.
- ↑ المعارف: 624، الملل والنحل 1: 190، الوجيزة: 51، تنقيح المقال 1: 251، أعيان الشيعة 4: 551.
- ↑ تهذيب الكمال 5: 361.
- ↑ شرح نهجالبلاغة لابن أبي الحديد 8: 12، وانظر: وقعة صفّين: 328، تاريخ خليفة: 146.
- ↑ ميزان الاعتدال 1: 451، الكامل في ضعفاء الرجال 2: 813، تقريب التهذيب 1: 148، تهذيب التهذيب 2: 156، سير أعلام النبلاء 5: 288.
- ↑ الكامل في ضعفاء الرجال 2: 815، تهذيب التهذيب 2: 156.
- ↑ الكافي 1: 406. وحُلوان: من بلاد كردستان العراق، قريبة من بغداد.
- ↑ حلية الأولياء 5: 67.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 320، تهذيب الكمال 5: 363، تقريب التهذيب 1: 148.