الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمود شلتوت»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''محمود شلتوت''': شيخ الجامع الأزهر، ورائد من روّاد التقريب. كان فقهياً مفسّراً، وعالماً كبيراً، من رجال الإصلاح ودعاة الوحدة.
'''محمود شلتوت''': شيخ [[الجامع الأزهر]]، ورائد من [[روّاد التقريب]]. كان فقهياً مفسّراً، وعالماً كبيراً، من رجال [[الإصلاح]] و[[دعاة الوحدة]] في [[مصر]].


<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
سطر ١٣: سطر ١٣:
|-
|-
|محلّ الولادة
|محلّ الولادة
| data-type="AuthorBirthPlace" |البحيرة/ مصر
| data-type="AuthorBirthPlace" |[[البحيرة]]/ مصر
|-
|-
|تاريخ الوفاة
|تاريخ الوفاة
سطر ٢٥: سطر ٢٥:
|-
|-
|الآثار
|الآثار
| data-type="AuthorWritings" |فقه القرآن والسنّة، الفتاوى، الإسلام والتكامل الاجتماعي، الإسلام والوجود الدولي، تفسير القرآن الكريم، عنصر الخلود في الإسلام، هذا هو الإسلام، الإسلام عقيدة وشريعة، مقارنة المذاهب، تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام، منهج القرآن في بناء المجتمع، الدعوة المحمّدية، القتال في الإسلام
| data-type="AuthorWritings" |فقه القرآن والسنّة، الفتاوى، الإسلام والتكامل الاجتماعي، الإسلام والوجود الدولي، تفسير القرآن الكريم، عنصر الخلود في الإسلام، هذا هو الإسلام، الإسلام عقيدة وشريعة، [[مقارنة المذاهب]]، تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام، منهج القرآن في بناء المجتمع، الدعوة المحمّدية، القتال في الإسلام
|-
|-
|المذهب
|المذهب
سطر ٣٨: سطر ٣٨:
=دراسته ومناصبه=
=دراسته ومناصبه=


التحق بمعهد الإسكندرية الديني عام 1906 م، وتخرّج بالجامع الأزهر سنة 1918 م بعد أن درس عند بعض الأساتذة، كالشيخ عبدالمجيد سليم، والسيّد عبدالمجيد بن إبراهيم الحسني اللبّان. وتنقّل في التدريس، إلى أن نقل للقسم العالي بالقاهرة سنة 1927 م بعد أن شارك في ثورة عام 1919 م بقلمه ولسانه.
التحق ب[[معهد الإسكندرية الديني]] عام 1906 م، وتخرّج بالجامع الأزهر سنة 1918 م بعد أن درس عند بعض الأساتذة، كالشيخ [[عبدالمجيد سليم]]، والسيّد [[عبدالمجيد بن إبراهيم الحسني اللبّان]]. وتنقّل في التدريس، إلى أن نقل للقسم العالي ب[[القاهرة]] سنة 1927 م بعد أن شارك في ثورة عام 1919 م بقلمه ولسانه.


ونادى بإصلاح الأزهر، فعارضه بعض كبار الشيوخ كالشيخ الظواهري، وطرد هو ومناصروه سنة 1931 م، فعمل في المحاماة وكتابة البحوث العلمية، وواصل نقده ونشر أفكاره. وأُعيد بعد أربع سنوات إلى الأزهر، فعيّن وكيلًا لكلّية الشريعة، فمفتّشاً بالمعاهد الدينية، فعضواً في هيئة كبار العلماء وفي المجمع العلمي اللغوي سنة 1946 م في لجنة الفتوى، ثمّ مراقباً عامّاً للبحوث والثقافة في الأزهر سنة 1950 م. وكان هو صاحب اقتراح إنشاء مجمع البحوث الإسلامية. وفي سنة 1957 م اختير سكرتيراً عامّاً للمؤتمر الإسلامي، ثمّ عيّن وكيلًا للأزهر عام 1957 م. ولمّا تولّى مشيخة الأزهر عام 1378 ه (1958 م) أعاد النظر في تنظيم المناهج، وأدخل الدراسات القانونية وفقه الإمامية. وكان هو أوّل من أدخل النساء إلى الأزهر لأوّل مرّة في التاريخ.
ونادى بإصلاح الأزهر، فعارضه بعض كبار الشيوخ كالشيخ [[محمّد الأحمدي الظواهري]]، وطرد هو ومناصروه سنة 1931 م، فعمل في المحاماة وكتابة البحوث العلمية، وواصل نقده ونشر أفكاره. وأُعيد بعد أربع سنوات إلى الأزهر، فعيّن وكيلاً لكلّية الشريعة، فمفتّشاً بالمعاهد الدينية، فعضواً في [[هيئة كبار العلماء]] وفي [[المجمع العلمي اللغوي]] سنة 1946 م في لجنة الفتوى، ثمّ مراقباً عامّاً للبحوث والثقافة في الأزهر سنة 1950 م. وكان هو صاحب اقتراح إنشاء مجمع البحوث الإسلامية. وفي سنة 1957 م اختير سكرتيراً عامّاً للمؤتمر الإسلامي، ثمّ عيّن وكيلاً للأزهر عام 1957 م. ولمّا تولّى مشيخة الأزهر عام 1378 ه (1958 م) أعاد النظر في تنظيم المناهج، وأدخل الدراسات القانونية وفقه [[الإمامية]]. وكان هو أوّل من أدخل النساء إلى الأزهر لأوّل مرّة في التاريخ.


=تكريمه=
=تكريمه=


اشتهر الشيخ وذاع صيته وأصبح محلّ تقدير العالم الإسلامي والعالم المسيحي كذلك، ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتي شيلي وجاكارتا، ووسام العرش المغربي، وقلادة الكاميرون من رئيسها.
اشتهر الشيخ وذاع صيته وأصبح محلّ تقدير العالم الإسلامي والعالم المسيحي كذلك، ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعتي تشيلي و[[جاكارتا]]، ووسام العرش المغربي، وقلادة [[الكاميرون]] من رئيسها.


=مؤلّفاته=
=مؤلّفاته=
سطر ٥٤: سطر ٥٤:
توفّي الشيخ محمود شلتوت عام 1383 ه (1963 م).
توفّي الشيخ محمود شلتوت عام 1383 ه (1963 م).


=الشيخ شلتوت والتقريب بين المذاهب=
=الشيخ شلتوت و[[التقريب بين المذاهب]]=


كان الشيخ شلتوت خطيباً موهوباً جهوري الصوت، بصيراً بالأحكام الشرعية الملائمة لمقتضيات العصر، واسع الأُفق، حرّاً في تفكيره، من الدعاة إلى فتح باب الاجتهاد وإلى الانفتاح على سائر المذاهب الإسلامية. وقد تبنّى مع نخبة من علماء السنّة والشيعة فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية، والعمل على جمع الكلمة، ونبذ النزاع الطائفي والتشاحن المذهبي. وقد تمخّض عن ذلك إنشاء «جماعة التقريب»، وتأسيس مقرّ لها في القاهرة باسم «دار التقريب»، وإصدار مجلّة «رسالة الإسلام».
كان الشيخ شلتوت خطيباً موهوباً جهوري الصوت، بصيراً بالأحكام الشرعية الملائمة لمقتضيات العصر، واسع الأُفق، حرّاً في تفكيره، من الدعاة إلى فتح باب [[الاجتهاد]] وإلى الانفتاح على سائر المذاهب الإسلامية. وقد تبنّى مع نخبة من علماء السنّة والشيعة فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية، والعمل على جمع الكلمة، ونبذ النزاع الطائفي والتشاحن المذهبي. وقد تمخّض عن ذلك إنشاء «[[جماعة التقريب]]»، وتأسيس مقرّ لها في القاهرة باسم «[[دار التقريب]]»، وإصدار [[مجلّة «رسالة الإسلام»]].
<br>وأعلن الشيخ شلتوت عن فتواه التاريخية بجواز التعبّد بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية كسائر مذاهب أهل السنّة، كما تبادل كثيراً من الرسائل والمقترحات مع بعض أعلام الشيعة آنذاك، كالشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء النجفي، والسيّد عبدالحسين شرف‏ الدين الموسوي العاملي، والسيّد حسين الطباطبائي البروجردي.
<br>وأعلن الشيخ شلتوت عن فتواه التاريخية بجواز التعبّد بمذهب [[الشيعة]] الإمامية [[الاثني عشرية]] كسائر مذاهب [[أهل السنّة]]، كما تبادل كثيراً من الرسائل والمقترحات مع بعض أعلام الشيعة آنذاك، كالشيخ [[محمّد الحسين آل كاشف الغطاء النجفي]]، والسيّد [[عبدالحسين شرف‏ الدين الموسوي العاملي]]، والسيّد [[حسين الطباطبائي البروجردي]].
<br>ولنظرة الشيخ شلتوت العميقة في الاجتهاد وأنّه السبيل لتوحيد الأُمّة الإسلامية لا فرق فيها بين أهل السنّة والشيعة طالما أنّ الجميع مسلمون ويلتزمون العقيدة الإيمانية الصحيحة كان يقول: «انتهى زمن العصبية، ولا أنسى أنّي درّست المقارنة بين المذاهب بكلّية الشريعة بالأزهر، فكنت أعرض آراء المذاهب في المسألة الواحدة وأُبرز من بينها مذهب الشيعة، وكثيراً ما كنت أُرجّح مذهبهم خضوعاً لقوّة الدليل. ولا أنسى أيضاً أنّي كنت أُفتي في كثير من المذاهب بمذهب الشيعة، وأخصّ منها بالذكر ما نجد الناس في حاجة ملحّة إليه، وهو فيما يختصّ بالقدر المحرّم من الرضاع. كما أخصّ بالذكر ما تضمّنه قانون الأحوال الشخصية من مسائل، ومنها على سبيل المثال الطلاق الثلاث بلفظ واحد، فإنّه يقع في أكثر المذاهب السنّية ثلاثاً، ولكنّه يقع في الشيعة واحدة رجعية، وقد رأى القانون العمل به».
<br>ولنظرة الشيخ شلتوت العميقة في الاجتهاد وأنّه السبيل لتوحيد [[الأُمّة الإسلامية]] لا فرق فيها بين أهل السنّة والشيعة طالما أنّ الجميع مسلمون ويلتزمون العقيدة الإيمانية الصحيحة كان يقول: «انتهى زمن العصبية، ولا أنسى أنّي درّست المقارنة بين [[المذاهب]] بكلّية الشريعة بالأزهر، فكنت أعرض آراء المذاهب في المسألة الواحدة وأُبرز من بينها مذهب الشيعة، وكثيراً ما كنت أُرجّح مذهبهم خضوعاً لقوّة الدليل. ولا أنسى أيضاً أنّي كنت أُفتي في كثير من المذاهب بمذهب الشيعة، وأخصّ منها بالذكر ما نجد الناس في حاجة ملحّة إليه، وهو فيما يختصّ بالقدر المحرّم من الرضاع. كما أخصّ بالذكر ما تضمّنه قانون الأحوال الشخصية من مسائل، ومنها على سبيل المثال الطلاق الثلاث بلفظ واحد، فإنّه يقع في أكثر المذاهب السنّية ثلاثاً، ولكنّه يقع في الشيعة واحدة رجعية، وقد رأى القانون العمل به».


كان يقول: «ولقد آمنت بفكرة التقريب كمنهج قويم منذ أوّل يوم في جماعتها وفي وجوه نشاط دارها بأُمور كثيرة، ثمّ تهيّأ لي بعد ذلك- وقد عهد إليّ بمنصب مشيخة الأزهر- أن أصدرت فتوى في جواز التعبّد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأُصول المعروفة المصادر المتّبعة لسبيل المؤمنين، ومنها مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية... وقرّت بهذه الفتوى عيون المؤمنين المخلصين الذين لا هدف لهم إلّاالحقّ والأُلفة ومصلحة الأُمّة، وظلّت تتوارد الأسئلة والمشاورات والمجادلات في شأنها، وأنا مؤمن بصحّتها ثابت على فكرتها في الحين بعد الحين، فيما أبعث به من رسائل للمتوضّحين، أو أردّ به على شبه المعترضين، وفيما أُنشئ من مقال ينشر أو حديث يذاع أو بيان أدعو به إلى الوحدة والتماسك والاتّفاق حول أُصول الإسلام ونسيان الضغائن والأحقاد، حتّى أصبحت- والحمد للَّه- حقيقة مقرّرة تجري بين المسلمين مجرى القضايا المسلّمة بعد أن كان المرجفون في مختلف عهود الضعف الفكري والخلاف الطائفي والنزاع السياسي يثيرون في موضوعها الشكوك والأوهام بالباطل، وها هو ذا الأزهر الشريف ينزل على حكم هذا المبدأ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة، فيقرّر دراسة فقه المذاهب الإسلامية، سنّيها وشيعيها، دراسة تعتمد على الدليل والبرهان، وتخلو من التعصّب لفلان وفلان».
وكان يقول: «ولقد آمنت بفكرة التقريب كمنهج قويم منذ أوّل يوم في جماعتها وفي وجوه نشاط دارها بأُمور كثيرة، ثمّ تهيّأ لي بعد ذلك- وقد عهد إليّ بمنصب مشيخة الأزهر- أن أصدرت فتوى في جواز التعبّد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأُصول المعروفة المصادر المتّبعة لسبيل المؤمنين، ومنها مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية... وقرّت بهذه الفتوى عيون المؤمنين المخلصين الذين لا هدف لهم إلّاالحقّ والأُلفة ومصلحة الأُمّة، وظلّت تتوارد الأسئلة والمشاورات والمجادلات في شأنها، وأنا مؤمن بصحّتها ثابت على فكرتها في الحين بعد الحين، فيما أبعث به من رسائل للمتوضّحين، أو أردّ به على شبه المعترضين، وفيما أُنشئ من مقال ينشر أو حديث يذاع أو بيان أدعو به إلى الوحدة والتماسك والاتّفاق حول أُصول الإسلام ونسيان الضغائن والأحقاد، حتّى أصبحت- والحمد للَّه- حقيقة مقرّرة تجري بين المسلمين مجرى القضايا المسلّمة بعد أن كان المرجفون في مختلف عهود الضعف الفكري والخلاف الطائفي والنزاع السياسي يثيرون في موضوعها الشكوك والأوهام بالباطل، وها هو ذا الأزهر الشريف ينزل على حكم هذا المبدأ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة، فيقرّر دراسة فقه المذاهب الإسلامية، سنّيها وشيعيها، دراسة تعتمد على الدليل والبرهان، وتخلو من التعصّب لفلان وفلان».
<br>ومن حيث منهجه في الفقه فقد تأثّر الشيخ شلتوت بمنهج أُستاذه الشيخ المراغي عندما كتب مذكّرته في شوون الأُسرة وأوضح فيها آراء الفقهاء في شتّى المذاهب الفقهية لكبار الفقهاء في الإسلام دون التقيّد أو التعصّب لمذهب أو لرأي معيّن.
<br>ومن حيث منهجه في الفقه فقد تأثّر الشيخ شلتوت بمنهج أُستاذه الشيخ [[محمّد مصطفى المراغي]] عندما كتب مذكّرته في شوون الأُسرة وأوضح فيها آراء الفقهاء في شتّى المذاهب الفقهية لكبار الفقهاء في الإسلام دون التقيّد أو [[التعصّب]] لمذهب أو لرأي معيّن.
<br>كما تأثر بمذكّرة الشيخ المراغي لإصلاح الأزهر الذي يقول فيها: «يجب أن يدرس الفقه الإسلامي دراسة حرّة خالية من التعصّب لمذهب، وأن تدرس قواعده مرتبطة بأُصولها من الأدلّة، وأن تكون الغاية من هذه الدراسة عدم المساس بالأحكام المنصوص عليها في‏ الكتاب والسنّة المجمع عليها، والنظر في‏الأحكام الاجتهادية لجعلها ملائمة للعصور والأمكنة والعرف وأمزجة الأُمم المختلفة كما يفعل السلف من الفقهاء».
<br>كما تأثر بمذكّرة الشيخ المراغي لإصلاح الأزهر الذي يقول فيها: «يجب أن يدرس الفقه الإسلامي دراسة حرّة خالية من التعصّب لمذهب، وأن تدرس قواعده مرتبطة بأُصولها من الأدلّة، وأن تكون الغاية من هذه الدراسة عدم المساس بالأحكام المنصوص عليها في‏ الكتاب والسنّة المجمع عليها، والنظر في‏الأحكام الاجتهادية لجعلها ملائمة للعصور والأمكنة والعرف وأمزجة الأُمم المختلفة كما يفعل [[السلف]] من الفقهاء».
<br>تأثّر الشيخ شلتوت بهذا المنهج المقارن ورأى ضرورة إصلاح الفقه وتجديده ليوافق ظروف الزمان والمكان. ولإيمانه بذلك لم يغفل الشيخ شلتوت قضية فقهية من قضايا عصره دون أن يصدر رأيه فيها، فكان مصدر الفتوى في كثير من شؤون الفقه ومسائله، يزاحم أساتذته الكبار مزاحمة ناهضة مشرئبة إلى الاجتهاد حتّى زاملهم مزاملة الكف‏ء للكف‏ء، وصار ينتظر رأيه الفقهي فيما يختلف فيه المتجادلون، فإذا تصدّر للحكم فالرأي المؤيّد بالدليل والإفتاء المستند إلى الترجيح الصحيح.
<br>تأثّر الشيخ شلتوت بهذا المنهج المقارن ورأى ضرورة إصلاح الفقه وتجديده ليوافق ظروف الزمان والمكان. ولإيمانه بذلك لم يغفل الشيخ شلتوت قضية فقهية من قضايا عصره دون أن يصدر رأيه فيها، فكان مصدر الفتوى في كثير من شؤون الفقه ومسائله، يزاحم أساتذته الكبار مزاحمة ناهضة مشرئبة إلى الاجتهاد حتّى زاملهم مزاملة الكف‏ء للكف‏ء، وصار ينتظر رأيه الفقهي فيما يختلف فيه المتجادلون، فإذا تصدّر للحكم فالرأي المؤيّد بالدليل والإفتاء المستند إلى الترجيح الصحيح.
<br>ولقد ألّف الشيخ شلتوت كتاباً في مقارنة المذاهب الفقهية بالاشتراك مع الأُستاذ محمّد علي السايس، ونهج فيه المنهج المقارن، يأتي فيه بالقضية الفقهية من وجهة نظر كلّ مذهب، ثمّ يرجّح المذهب الذي يناسب ظروف العصر مؤيّداً بالأدلّة والبراهين. ولذلك فهو كان من أوائل الذين اهتمّوا بتجديد الفقه بحيث يلائم العصر والبيئة حتّى ينتفع الناس به، ثائراً على التعصّب والجمود، وكان من آثار هذا المنهج أنّه أفتى بجوز التعبّد بالمذاهب الإسلامية الصحيحة السنّية والشيعية.
<br>ولقد ألّف الشيخ شلتوت كتاباً في مقارنة [[المذاهب الفقهية]] بالاشتراك مع الأُستاذ [[محمّد علي السايس]]، ونهج فيه [[المنهج المقارن]]، يأتي فيه بالقضية الفقهية من وجهة نظر كلّ مذهب، ثمّ يرجّح المذهب الذي يناسب ظروف العصر مؤيّداً بالأدلّة والبراهين. ولذلك فهو كان من أوائل الذين اهتمّوا بتجديد الفقه بحيث يلائم العصر والبيئة حتّى ينتفع الناس به، ثائراً على التعصّب والجمود، وكان من آثار هذا المنهج أنّه أفتى بجوز التعبّد بالمذاهب الإسلامية الصحيحة السنّية والشيعية.
<br>هذا، ومن أهمّ جوانب منهج الشيخ شلتوت الإصلاحي سعيه الدائب لتحقيق الوحدة الإسلامية والتقريب والتوفيق بين المسلمين جميعاً على اختلاف مذاهبهم وديارهم.
<br>هذا، ومن أهمّ جوانب منهج الشيخ شلتوت الإصلاحي سعيه الدائب لتحقيق الوحدة الإسلامية والتقريب والتوفيق بين المسلمين جميعاً على اختلاف مذاهبهم وديارهم.
<br>ومن أجل ذلك عمل على تقريب الخلاف بين المسلمين في الفكر أو الجنسية أو المذاهب أو الطائفية، وإبعاد أسباب الخلافات والتنازع بينهم.
<br>ومن أجل ذلك عمل على تقريب [[الوفاق]] بين المسلمين في الفكر أو الجنسية أو المذاهب أو [[الطائفة]]، وإبعاد أسباب الخلافات والتنازع بينهم.
<br>وكان يؤمن بأنّ الاتّفاق الفكري بين المسلمين هو الأصل، ويحتاج إلى توجيه وإرشاد إلى سبيل الاتّحاد، ولذلك كان دائماً يبيّن الأسباب المؤدّية إلى الوحدة والمنافع التي تترتّب عليها من العزّة والقوّة والمنعة للمسلمين، وكان يدعو إلى محاربة العصبية المذهبية لإزالة العوائق والموانع أمام تحقيق الوحدة الإسلامية على حدّ تعبير الشيخ نصر فريد واصل.
<br>وكان يؤمن بأنّ الاتّفاق الفكري بين المسلمين هو الأصل، ويحتاج إلى توجيه وإرشاد إلى سبيل [[الاتّحاد]]، ولذلك كان دائماً يبيّن الأسباب المؤدّية إلى الوحدة والمنافع التي تترتّب عليها من العزّة والقوّة والمنعة للمسلمين، وكان يدعو إلى محاربة [[العصبية المذهبية]] لإزالة العوائق والموانع أمام تحقيق الوحدة الإسلامية على حدّ تعبير الشيخ [[نصر فريد واصل]].
<br>وانطلاقاً من هذا الفكر شارك الشيخ شلتوت من أوّل يوم في جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية من نشأتها، وكان من أوائل الرجال الذين نادوا بالتقريب بين المذاهب الإسلامية كلّها التي لا تخالف أصلًا من أُصول الإسلام، وخاصّة التقريب بين أهل السنّة والشيعة؛ لأنّ المسلمين جميعاً ربّهم واحد، ودينهم واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم وأُصول عقيدتهم وعبادتهم واحدة.
<br>وانطلاقاً من هذا الفكر شارك الشيخ شلتوت من أوّل يوم في جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية من نشأتها، وكان من أوائل الرجال الذين نادوا بالتقريب بين المذاهب الإسلامية كلّها التي لا تخالف أصلًا من أُصول الإسلام، وخاصّة التقريب بين أهل السنّة والشيعة؛ لأنّ المسلمين جميعاً ربّهم واحد، ودينهم واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم وأُصول عقيدتهم وعبادتهم واحدة.
<br>ويقول الشيخ في دعوته من أجل التوفيق بين المسلمين: «إنّ دعوة التقريب هي دعوة التوحيد، والوحدة هي دعوة الإسلام والسلام، وإنّ أُسلوبها الذي تنهجه لهو الأُسلوب‏ الحكيم الذي أمر اللَّه به رسوله الكريم في قوله تعالى: «ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (سورة النحل: 125). وإنّ المتّقي للَّه‏في مقام ابتغاء العلم هو ذلك الذي لا تأخذه عصبية، ولا تسيطر عليه مذهبية، ولا ينظر يميناً أو شمالًا دون قصده».
<br>ويقول الشيخ في دعوته من أجل التوفيق بين المسلمين: «إنّ دعوة التقريب هي دعوة التوحيد، والوحدة هي دعوة الإسلام والسلام، وإنّ أُسلوبها الذي تنهجه لهو الأُسلوب‏ الحكيم الذي أمر اللَّه به رسوله الكريم في قوله تعالى: «ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (سورة النحل: 125). وإنّ المتّقي للَّه‏في مقام ابتغاء العلم هو ذلك الذي لا تأخذه عصبية، ولا تسيطر عليه مذهبية، ولا ينظر يميناً أو شمالًا دون قصده».
<br>وكان الشيخ شلتوت يرى ومن معه أنّ فكرة التقريب بين المذاهب تقوم على أساس التعارف العلمي وتضييق شقّة الخلاف، وليس معناها التوحيد بين المذاهب. وإنّما التقريب المقصود هو: أن لا يصل الخلاف في الفروع إلى حدّ العداوة؛ فالتقريب اتّجاه جادّ داخل الإسلام مجرّد من اللون الطائفي أو الإقليمي للتخلّص من العداوة المتبادلة بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة والعمل على صيانة وحدة الأُمّة الإسلامية. والتقريب مرتبط ارتباطاً تامّاً بوحدة الأُمّة المسلمة، ويسعى لإنقاذ الوحدة الإسلامية من عوامل الهدم والمكائد التي يدبّرها للإسلام أعداؤه، وليس التقريب انتصاراً وغلبة لمذهب على آخر، وليس إدماجاً لمذهب في آخر، وليس تقريباً بين الأديان المختلفة، وإنّما يقوم على التسليم بحقوق وواجبات عامّة للمسلمين في كلّ مكان بغض النظر عن مذهبه وجنسيته ولونه، وكذلك اعتقاد أُخوّة المسلم للمسلم؛ لأنّها أُخوّة في اللَّه، فليس بين المسلمين خلاف في الأساليب والأُصول العامّة، وإنّما الخلاف في الفروع فحسب، ومن أجل هذه الأفكار البنّاءة أُنشئت جماعة التقريب بين المذاهب في القاهرة سنة 1948 م.
<br>وكان الشيخ شلتوت يرى ومن معه أنّ فكرة التقريب بين المذاهب تقوم على أساس التعارف العلمي وتضييق شقّة الخلاف، وليس معناها التوحيد بين المذاهب. وإنّما التقريب المقصود هو: أن لا يصل الخلاف في الفروع إلى حدّ العداوة؛ فالتقريب اتّجاه جادّ داخل الإسلام مجرّد من اللون الطائفي أو الإقليمي للتخلّص من العداوة المتبادلة بين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة والعمل على صيانة وحدة الأُمّة الإسلامية. والتقريب مرتبط ارتباطاً تامّاً بوحدة الأُمّة المسلمة، ويسعى لإنقاذ [[الوحدة الإسلامية]] من عوامل الهدم والمكائد التي يدبّرها للإسلام أعداؤه، وليس التقريب انتصاراً وغلبة لمذهب على آخر، وليس إدماجاً لمذهب في آخر، وليس تقريباً بين الأديان المختلفة، وإنّما يقوم على التسليم بحقوق وواجبات عامّة للمسلمين في كلّ مكان بغض النظر عن مذهبه وجنسيته ولونه، وكذلك اعتقاد أُخوّة المسلم للمسلم؛ لأنّها أُخوّة في اللَّه، فليس بين المسلمين خلاف في الأساليب والأُصول العامّة، وإنّما الخلاف في الفروع فحسب، ومن أجل هذه الأفكار البنّاءة أُنشئت جماعة التقريب بين المذاهب في القاهرة سنة 1948 م.
<br>ولمّا كان الشيخ شلتوت يتطلّع إلى تحقيق الوحدة الإسلامية، كما تطلّع ويتطلّع إليها غيره؛ لأنّه أدرك الخسارة الفادحة التي لحقت بالمسلمين من جرّاء الفرقة والتنازع والاقتتال الذي أدّى إلى ضعفهم وتكالب الأُمم الغربية المستعمرة عليهم، وقد مزّقتهم العصبيات والفروقات المذهبية والخلافات الطائفية، قيّد اجتهاده في جماعة التقريب بين طائفتي أهل السنّة والشيعة، وظلّ مع زملائه في الفكرة يقوم بواجبه نحو التوفيق والتقريب.
<br>ولمّا كان الشيخ شلتوت يتطلّع إلى تحقيق الوحدة الإسلامية، كما تطلّع ويتطلّع إليها غيره؛ لأنّه أدرك الخسارة الفادحة التي لحقت بالمسلمين من جرّاء [[الفرقة]] والتنازع والاقتتال الذي أدّى إلى ضعفهم وتكالب الأُمم الغربية المستعمرة عليهم، وقد مزّقتهم العصبيات والفروقات المذهبية والخلافات [[الطائفية]]، قيّد اجتهاده في جماعة التقريب بين طائفتي أهل السنّة والشيعة، وظلّ مع زملائه في الفكرة يقوم بواجبه نحو التوفيق والتقريب.
<br>ولإيمانه بالفكرة اقترح في إحدى جلسات الدار أن يُعتبر السنّة والشيعة المشتركون في الجماعة مذاهب إسلامية لا طوائف أو فرق. وهو الذي كتب المقدّمة العلمية المعروفة لتفسير «مجمع البيان» للأزهر. كان يكتب تفسيره للقرآن الكريم في مجلّة دار التقريب، وهي «رسالة الإسلام»، وكان في هذا الوقت وكيلاً للأزهر، وفي أثناء تولّيه شيخاً للأزهر الشريف أصدر فتواه الشهيرة بشأن المذاهب الإسلامية، وهي جواز اتّباع مذهب الإمامية الجعفرية أو الزيدية كما تقدّم.
<br>ولإيمانه بالفكرة اقترح في إحدى جلسات الدار أن يُعتبر السنّة والشيعة المشتركون في الجماعة مذاهب إسلامية لا طوائف أو فرق. وهو الذي كتب المقدّمة العلمية المعروفة لتفسير «مجمع البيان» للأزهر. كان يكتب تفسيره للقرآن الكريم في مجلّة دار التقريب، وهي «رسالة الإسلام»، وكان في هذا الوقت وكيلاً للأزهر، وفي أثناء تولّيه شيخاً للأزهر الشريف أصدر فتواه الشهيرة بشأن المذاهب الإسلامية، وهي جواز اتّباع مذهب الإمامية [[الجعفرية]] أو [[الزيدية]] كما تقدّم.
<br>وهو يقول مصوّراً جمال الوحدة بين المسلمين وكمالها: «كنت أودّ لو أستطيع أن أتحدّث عن الاجتماعات في دار التقريب حيث يجلس المصري إلى الإيراني أو اللبناني أو العراقي أو الباكستاني أو غير هؤلاء من مختلف الشعوب الإسلامية، وحيث يجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الإمامي والزيدي حول مائدة واحدة تدوّي أصوات، فيها آداب وعلم، وفيها تصوّف وفقه، وفيها مع كلّ ذلك روح الأُخوّة وذوق المودّة والمحبّة وزمالة التعليم والعرفان».
<br>وهو يقول مصوّراً جمال الوحدة بين المسلمين وكمالها: «كنت أودّ لو أستطيع أن أتحدّث عن الاجتماعات في دار التقريب حيث يجلس المصري إلى الإيراني أو اللبناني أو العراقي أو الباكستاني أو غير هؤلاء من مختلف الشعوب الإسلامية، وحيث يجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الإمامي والزيدي حول مائدة واحدة تدوّي أصوات، فيها آداب وعلم، وفيها تصوّف وفقه، وفيها مع كلّ ذلك روح الأُخوّة وذوق المودّة والمحبّة وزمالة التعليم والعرفان».
<br>ثمّ هو يبيّن الأسباب التي دعت إلى الفرقة والعصبية، ويرشد إلى كيفية الخروج منها والعمل على إزالتها، ليتوحّد الصفّ الإسلامي، فيقول: «لقد كان أكثر الكاتبين عن الفِرق الإسلامية متأثّراً بروح التعصّب الممقوت، فكانت كتاباتهم ممّا تورّث نيران العداوة والبغضاء بين أبناء الملّة الواحدة، وكان كلّ كاتب لا ينظر إلى من خلفه إلّامن زاوية واحدة، وهي تسخيف رأيه وتسفيه عقيدته بأُسلوب لا يليق بالمسلم، وشرّه أكثر من نفعه! إنّ اللَّه سبحانه طلب من الأُمّة الإسلامية أن توحّد كلمتها، فلا تكون شيعاً وأحزاباً يضرب بعضهم رقاب بعض. وقد استغلّ المستعمرون أسباب الفرقة بين المسلمين أسوأ استغلال، ورغم أنّ المصلحين من المسلمين تنبّهوا إلى الأضرار التي تحيق بدينهم وبلادهم من جرّاء هذه الفرقة، فنادوا بوجوب وحدة الصفّ الإسلامي والتخلّي عن أسباب النفرة بين أبناء الملّة الواحدة والعقيدة الواحدة. وليست الدعوة إلى تقريب المذاهب الإسلامية دعوة إلى لقاء أو غلبة مذهب على حساب مذهب آخر، ولكنّها دعوة على تنقية المذاهب من الشوائب التي أثارتها العصبيات والنفرات الطائفية وأذكتها العقلية الشعوبية. ولقد فهم المسلمون الأوّلون حقيقة هذا الدين الحنيف واختلفوا في فهم نصّ من كتاب اللَّه أو سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولكنّهم‏ مع هذا الخلاف كانوا يداً واحدة على مَن عاداهم، ثمّ خلف من بعدهم خلف جعلوا دينهم تبعاً لأهوائهم، فتفرّقت الأُمّة إلى شيع وأحزاب ومذاهب وعصبيات، واستباح بعضهم دماء بعض، وطمع فيهم الأعداء ومن لا يستطيع أن يدفع عن نفسه أذى، وذهبت ريحهم، وضعفت كلمتهم، ولقي الإسلام على يد هؤلاء وأُولئك ما لقي من نكبات ومصائب، ولولا قوّة تعاليمه وصفاء جوهره ومنبعه وسلامته وطهارة عقيدته واستقامتها مع الفطرة الإنسانية لحرمت الإنسانية من مزاياه وفضائله».
<br>ثمّ هو يبيّن الأسباب التي دعت إلى الفرقة والعصبية، ويرشد إلى كيفية الخروج منها والعمل على إزالتها، ليتوحّد الصفّ الإسلامي، فيقول: «لقد كان أكثر الكاتبين عن الفِرق الإسلامية متأثّراً بروح التعصّب الممقوت، فكانت كتاباتهم ممّا تورّث نيران العداوة والبغضاء بين أبناء الملّة الواحدة، وكان كلّ كاتب لا ينظر إلى من خلفه إلّا من زاوية واحدة، وهي تسخيف رأيه وتسفيه عقيدته بأُسلوب لا يليق بالمسلم، وشرّه أكثر من نفعه! إنّ اللَّه سبحانه طلب من الأُمّة الإسلامية أن توحّد كلمتها، فلا تكون شيعاً وأحزاباً يضرب بعضهم رقاب بعض. وقد استغلّ المستعمرون أسباب الفرقة بين المسلمين أسوأ استغلال، ورغم أنّ المصلحين من المسلمين تنبّهوا إلى الأضرار التي تحيق بدينهم وبلادهم من جرّاء هذه الفرقة، فنادوا بوجوب وحدة الصفّ الإسلامي والتخلّي عن أسباب النفرة بين أبناء الملّة الواحدة والعقيدة الواحدة. وليست الدعوة إلى تقريب المذاهب الإسلامية دعوة إلى لقاء أو غلبة مذهب على حساب مذهب آخر، ولكنّها دعوة على تنقية المذاهب من الشوائب التي أثارتها العصبيات والنفرات الطائفية وأذكتها العقلية الشعوبية. ولقد فهم المسلمون الأوّلون حقيقة هذا الدين الحنيف واختلفوا في فهم نصّ من كتاب اللَّه أو سنّة رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله)، ولكنّهم‏ مع هذا الخلاف كانوا يداً واحدة على مَن عاداهم، ثمّ خلف من بعدهم خلف جعلوا دينهم تبعاً لأهوائهم، فتفرّقت الأُمّة إلى شيع وأحزاب ومذاهب وعصبيات، واستباح بعضهم دماء بعض، وطمع فيهم الأعداء ومن لا يستطيع أن يدفع عن نفسه أذى، وذهبت ريحهم، وضعفت كلمتهم، ولقي الإسلام على يد هؤلاء وأُولئك ما لقي من نكبات ومصائب، ولولا قوّة تعاليمه وصفاء جوهره ومنبعه وسلامته وطهارة عقيدته واستقامتها مع الفطرة الإنسانية لحرمت الإنسانية من مزاياه وفضائله».
<br>هذا، وقد قام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بإقامة مؤتمر عالمي حول أفكار الشيخ شلتوت ومنهجه الوحدوي، وهو في الواقع مؤتمر تكريمي لشخصية هذا الرجل العبقري، كما قام بإصدار كتاب عن حياته وأفكاره بتحقيق واستدراك كاتب السطور.
<br>هذا، وقد قام [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية]] بإقامة مؤتمر عالمي حول أفكار الشيخ شلتوت ومنهجه الوحدوي، وهو في الواقع مؤتمر تكريمي لشخصية هذا الرجل العبقري، كما قام بإصدار كتاب عن حياته وأفكاره بتحقيق واستدراك كاتب السطور.


=رؤاه وأفكاره=
=رؤاه وأفكاره=
٢٬٧٩٦

تعديل