الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأحنف بن قيس»

من ویکي‌وحدت
(أنشأ الصفحة ب''''الأحنف بن قيس:''' من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السل...')
(لا فرق)

مراجعة ١٧:١٩، ١٣ أبريل ٢٠٢٢

الأحنف بن قيس: من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام، وكان الأحنف من عقلاء الناس وفصحائهم وحكمائهم. وكان يهتمّ بلباسه ومظهره، وكان قصيراً ذميماً كوسجاً، وقد أُصيبت إحدى‏ عينيه في فتح سمرقند، وكان هو الذي فتح مرو الروذ. وقد اشترك في معارك نهاوند وكاشان وخراسان. وكان يُضرب بحلمه المثل، وله أخبار في حلمه سارت بها الركبان، وقال له عمر: «الأحنف سيد أهل البصرة». وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، واعتبروه ممدوحاً، إلّا أنّ آخرين كالتستري انتقده وانتقص منه؛ لاعتزاله حرب الجمل وواقعة عاشوراء، ولاشتراكه ضدّ المختار الثقفي.

صَخْر [الضحّاك‏] بن قيس بن معاوية = الأحْنف بن قَيس (... ــ 72ق)

من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو بحر.[٢]
نسبه: التَميمي، السَعْدي.[٣]
لقبه: الأحْنف، البصري.[٤]
طبقته: الثانية (من المخضرمين).[٥]
لُقّب بالأحنف لحنفٍ في رجله، والحنف: هو الاعوجاج في الرجل.[٦] قال رجل له يوماً: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي ما لايعنيني كما عناك من أمري ما لايعنيك.[٧] وقد انقادت مضر كلّها بالبصرة له يوم قُتل مسعود بن عمرو العتكي.[٨] وكان الأحنف من عقلاء الناس وفصحائهم وحكمائهم.[٩]
وكان يهتمّ بلباسه ومظهره، فعن إسماعيل بن أبي خالد: أنّه رأى‏ الأحنف بن قيس عليه مُطرف خَزٍّ ومقطعة من يمنة، وعمامة من خزّ، وهو على‏ بغله.[١٠] وعن العجلي: «كان قصيراً ذميماً كوسجاً».[١١] وقد أُصيبت إحدى‏ عينيه في فتح سمرقند، وكان هو الذي فتح مرو الروذ. وقد اشترك في معارك نهاوند وكاشان وخراسان.[١٢]
وكان يُضرب بحلمه المثل، وله أخبار في حلمه سارت بها الركبان، وقال له عمر: «الأحنف سيد أهل البصرة». وروي عنه: «لست بحليم، ولكنّي أتحلّم».[١٣] وقال ابن عبد البرّ: «كان الأحنف أحد الجلّة الحلماء، الدُهاة الحكماء العقلاء، يُعدّ في كبار التابعين بالبصرة».[١٤]
وقال الأحنف: «إنّما تعلّمت الحلم من قيس بن عاصم، أُتي بقاتل ابنه فقال: رعيتم الفتى‏؟ وأخذ يكلّمه ثم قال: خلّو سبيله».[١٥] ويقول الحسن البصري: «ما رأيت شريف قومٍ أفضل من الأحنف».[١٦]
ومع أنّ بعض علماء الشيعة ؛ كالمامقاني رسم له صورةً حسنةً[١٧]، إلّا أنّ آخرين ؛ كالتستري انتقده وانتقص منه ؛ لاعتزاله حرب الجمل وواقعة عاشوراء، ولاشتراكه ضدّ المختار الثقفي.[١٨]

موقف الرجاليّين منه

مع أنّه لم ترد عنه روايات كثيرة في الجوامع الروائية لأهل السنّة، إلّا أنّهم اتّفقوا على‏ أنّه ثقة مأمون.[١٩] وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام[٢٠]، واعتبره ابن داود ممدوحاً.[٢١]

الأحنف وأهل البيت عليهم السلام

يروى‏: أنّ النبي صلى الله عليه وآله بعث رجلاً من بني ليث إلى‏ بني سعد رهط الأحنف، فجعل يعرض عليهم الإسلام، فقال الأحنف: إنّه يدعو إلى‏ خيرٍ ويأمر بالخير، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله، فقال: «اللّهم اغفر للأحنف».[٢٢]
وكان من أنصار الإمام علي ‏عليه السلام في زمان خلافته، وكان في واقعة صفّين من أُمراء جيشه. وكان ممّن خالف نصب أبي موسى‏ الأشعري، وقال لعلي‏ عليه السلام: يا أمير المؤمنين، إنّ أبا موسى‏ الأشعري رجل يماني، وقومه مع معاوية، فابعثني معه، فواللَّه لايحلّ لك عقدةً إلّا عقدت لك أشدّ منها.[٢٣]
ولم يحضر مع أحد من الطرفين في معركة الجمل.[٢٤]
وكان يبيّن فضائل أمير المؤمنين عليه السلام بعد شهادته في مواجهته مع معاوية، وكان يعترض على‏ معاوية عندما كان يذكر علياً بسوء، فعندما طلب منه معاوية أن يتكلّم شيئاً عنه، قال: أخاف اللَّه إن كذبت، وأخافكم إن صدقت.[٢٥]
وقال يوماً لمعاوية بعد أن ختم الخطيب خطبته بسبّ علي‏عليه السلام: «إنّ هذا القائل ما قال، لو يعلم أنّ رضاك في شتم الأنبياء والمرسلين لمّا توقّف عن شتمهم! فاتّق اللَّه ودع عنك علياً، فقد لقي ربّه بأحسن ما عمل عامل، كان واللَّه المبرز في سبقه، الطاهر في خلقه، الميمون النقيبة، العظيم المصيبة، أعلم العلماء، وأحلم الحلماء، وأفضل الفضلاء، وصيّ خير الأنبياء».[٢٦]
وفي كتاب الجمل: بعث الأحنف في الجمل إلى‏ أمير المؤمنين‏ عليه السلام: إن شئت أتيتك في مائتين من أهل بيتي، وإن شئت حبست عنك أربعة الآف سيف من بني سعد ؛ فقال رجل لأمير المؤمين‏ عليه السلام: من هذا؟ قال: «أدهى العرب وخيرهم لقومه» فقال: كذلك هو، وإنّي أمثّل بينه وبين المغيرة، لزم الطائف أقام بها ينتظر على‏ من تستقيم الأمة، وقال: إنّي لأحسب أنّ الأحنف لأسرع إلى‏ ما تحبّ من المغيرة، فقال ‏عليه السلام: «أجل، ما يبالي المغيرة أيّ لواء رفع: لواء ضلالة أو هدى‏».[٢٧]
وكتب الإمام الحسين ‏عليه السلام إلى‏ الأحنف يدعوه إلى‏ نفسه، فلم يردّ الجواب، وقال: «قد جرّبنا آل أبي الحسن، فلم نجد عندهم إيالة للملك، ولا جمعاً للمال، ولا مكيدة في الحرب».[٢٨]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام علي‏ عليه السلام.[٢٩] br>وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: أبوذر الغفاري، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، العباس بن عبدالمطلب، ابن مسعود.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: الحسن البصري، عمرو بن جاوان، عروة بن الزُبير، طَلْق بن حبيب، عبداللَّه بن عَمِيرة، يزيد بن عبداللَّه بن الشِخِّير. وقد روى‏ له الستّة في صحاحهم[٣٠]

وفاته

توفّي الأحنف سنة 72 هـ في الكوفة[٣١]، وقيل: سنة 67 هـ.[٣٢]

المصادر

  1. كتاب التاريخ الكبير 2: 50، كتاب الثقات 4: 55، النجوم الزاهرة 1: 184، معجم رجال الحديث 3: 166.
  2. الطبقات الكبرى‏ 7: 93، المعارف: 423.
  3. كتاب التاريخ الكبير 2: 50، تهذيب التهذيب 1: 167، ذكر أخبار أصبهان 1: 224، جامع الرواة 1: 76.
  4. تهذيب الكمال 2: 282، البداية والنهاية 8: 360.
  5. تقريب التهذيب 1: 49.
  6. أُسد الغابة 1: 55.
  7. الإصابة 1: 103.
  8. المحبر: 254.
  9. كتاب الثقات 4: 56.
  10. الطبقات الكبرى‏ 7: 97.
  11. البداية والنهاية 8: 360.
  12. تاريخ خليفة: 120، 121، 159، المحبر: 303، البداية والنهاية 8: 360.
  13. الإصابة 1: 103، البداية والنهاية 8: 360.
  14. الاستيعاب 1: 145.
  15. أمالي المرتضى‏ 1: 112.
  16. تهذيب الكمال 2: 284.
  17. تنقيح المقال 1: 103.
  18. قاموس الرجال 1: 691.
  19. تهذيب التهذيب 1: 167، تهذيب تاريخ دمشق 7: 13.
  20. رجال الطوسي: 7، 35، 66.
  21. رجال ابن داود: 46.
  22. تهذيب تاريخ دمشق 7: 13، تاريخ الإسلام 5: 345.
  23. تاريخ الإسلام 5: 345، أعيان الشيعة 7: 383، 384.
  24. أعيان الشيعة 7: 384، وفيات الأعيان 2: 499.
  25. تهذيب الكمال 2: 284، الطبقات الكبرى‏ 7: 95.
  26. أعيان الشيعة 7: 384.
  27. الجمل: 158.
  28. عيون الأخبار 1: 211.
  29. تاريخ الإسلام 5: 345، تهذيب الكمال 2: 283.
  30. تهذيب الكمال 2: 283، تهذيب التهذيب 1: 167.
  31. تهذيب تاريخ دمشق 7: 27، شذرات الذهب 1: 78، دول الإسلام: 44.
  32. البداية والنهاية 8: 360.