الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأعمش»
Abolhoseini (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الأعمش:''' اسمه سليمان بن مهران واشتهر بلقبه الأعمش وأصله من طبرستان، وكان الأعمش أ...') |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
=المصادر= | =المصادر= | ||
{{الهوامش|2}} | |||
[[تصنيف: الرواة المشتركون]] | [[تصنيف: الرواة المشتركون]] | ||
[[تصنيف: تراجم الرجال]] | [[تصنيف: تراجم الرجال]] |
مراجعة ٠٩:٤١، ٩ أبريل ٢٠٢٢
الأعمش: اسمه سليمان بن مهران واشتهر بلقبه الأعمش وأصله من طبرستان، وكان الأعمش أقرأ معاصريه لكتاب اللَّه، وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض. وهو شيعي من محبّي أهل البيت عليهم السلام باتّفاق الجميع. وفي علته التي قُبِضَ فيها حضر أبو حنيفة عنده فسأله عن حاله، فذكر ضعفاً شديداً، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته، وأدركته ذمّة فبكى، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمد، إتّق اللَّه وانظر لنفسك، فإنّك في آخر يومٍ من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيراً لك! قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان؟ قال: مثل حديث عباية: «أنا قسيم النار». وهو أحد الرواة المشتركين في مصادر أهل السنة و الشيعة، وعرّفوه بشيخ الإسلام، وعلّامة الإسلام، وشيخ المقرئين والمحدّثين، ويعدّونه من حفّاظ الحديث الستّة. كما وحُظِيَ بتوثيق جمعٍ كثيرٍ من علماء أهل السنة و الشيعة: وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.
سُليمان بن مِهران = الأعمش (61 ــ 148ق)
من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو محمد.[٢]
نسبه: الأسدي، الكاهِلي.[٣]
لقبه: الكوفي، الأعمش.[٤]
طبقته: الخامسة.[٥]
هو مولى بني كاهل.[٦] وكاهل هو ابن أسد بن خُزَيمة.[٧] يقال: إنّ أصله من طبرستان، ويقال: من قرية يقال لها: دنياوند، من رستاق الري، جاء به أبوه حميلاً إلى الكوفة، فاشتراه رجل من بني أسد فأعتقه.[٨] وذكر أنّه ولد في يوم عاشوراء سنة 61 هـ ، يوم شهادة الإمام الحسين عليه السلام، وقيل: إنّه ولد قبل مقتل الحسين عليه السلام بسنتين، ويقال: إنّ أباه مِهران شهد قتل الحسين عليه السلام.[٩]
كان الأعمش أقرأ معاصريه لكتاب اللَّه، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.[١٠] وروي عن يحيى القطّان أنّه إذا ذكر عنده الأعمش قال: «كان من النسّاك، وكان محافظاً على الصلاة في جماعة، وعلى الصفّ الأول».[١١]
قال وكيع: «كان الأعمش قريباً من سبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى»، وعن عيسى بن يونس: «ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحدٍ أحقر منهم عند الأعمش، مع فقره وحاجته».[١٢] وقال الذهبي: «كان عزيز النفس، قنوعاً، وله رزق على بيت المال، في الشهر خمسة دنانير، قرِّرت له في أواخر عمره».[١٣] وعن ابن عُيينة: «رأيت الأعمش لبس فرواً مقلوباً، وبتّاً تسيل خيوطه على رجليه» ثم قال: «أرأيتم لولا أ نّي تعلّمت العلم، من كان يأتيني لو كنت بقّالاً؟ كان يقدر الناس أن يشتروا منّي».[١٤]
كان إذا حدّث يتخشّع ويعظّم العلم.[١٥] وكان لطيف الخُلق مزّاحاً.[١٦] قال وكيع: «جاءوا إلى الأعمش يوماً، فخرج وقال: لولا أنّ في منزلي من هو أبغض إليّ منكم ما خرجت إليكم».[١٧] وقيل: إنّ أبا داود الحائك سأل الأعمش: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء! قال: ما تقول في شهادته؟ قال: يقبل مع عدلين!.[١٨] وقيل: أراد إبراهيم النخعي أن يماشيه، فقال الأعمش: إنّ الناس إذا رأونا معاً قالوا: أعور وأعمش! قال النخعي: وما عليك أن نُؤجر ويأثموا؟ فقال له الأعمش: وما عليك أن يسلموا ونسلم!.[١٩]
كان الأعمش معاصراً لـ زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، إلّا أنّه لم يشترك معه في نهضته.[٢٠]
وكان شجاعاً وصريحاً في بيان الحقيقة، فقد بعث هشام بن عبد الملك إليه أن اكتب لي مناقب عثمان ومساوئ علي؟ فأخذ الأعمش القرطاس وأدخلها في فم شاةٍ فلاكتها، وقال لرسوله: قل له: هذا جوابك! فقال له الرسول: إنّه قد آلى أن يقتلني إن لم آته بجوابك، وتحمّل عليه بإخوانه، فقالوا له: يا أبا محمد، افتده من القتل، فلمّا ألحّوا عليه كتب له: بسم اللَّه الرحمن الرحيم أمّا بعد، يا أمير المؤمنين! فلو كانت لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك، ولو كانت لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرّتك، فعليك بخويصة نفسك، والسلام.[٢١]
موقف الرجاليّين منه
عُرف عند بعض أصحاب التراجم ببعض الألقاب، منها: شيخ الإسلام، علّامة الإسلام، شيخ المقرئين والمحدّثين.[٢٢] وكان البعض يعدّه من حفّاظ الحديث الستّة.[٢٣] كما وحظي بتوثيق علماء أهل السنة ؛ كأحمد والنسائي و البخاري وعلي بن المديني وزهير بن معاوية وعمرو بن علي ومحمد بن عبد اللَّه والعجلي وابن معين وأبي نعيم والخطيب وابن خلّكان وابن حبان وابن سعد والذهبي وابن حجر.[٢٤]
ووثّقه من علماء الشيعة: العلّامة المجلسي والمامقاني والميرداماد والسيد محسن الأمين و المحقّق الخوئي.[٢٥]
وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام .[٢٦]
الأعمش وأهل البيت عليهم السلام
كان من الشيعة، ومن محبّي أهل البيت عليهم السلام باتّفاق الجميع.[٢٧] وكان يتصدّى لنشر الأحاديث في مناقب وفضائل أمير المؤمنين عليه السلام. فقد سأله المنصور يوماً: كم تحفظ من الحديث في فضائل علي عليه السلام؟ قال له: عشرة آلاف حديث، وفي بعض الروايات - على بعض النسخ: - أو ألف حديث، فقال له المنصور: بل عشرة آلاف كما قلت أولاً.[٢٨]
وعن شريك بن عبداللَّه القاضي، قال: حضرتُ الأعمش في علّته التي قُبض فيها، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة و ابن أبي ليلى و أبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضعفاً شديداً، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته، وأدركته ذمّة فبكى، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمد، إتّق اللَّه وانظر لنفسك، فإنّك في آخر يومٍ من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيراً لك! قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان؟ قال: مثل حديث عباية: «أنا قسيم النار» قال: أَوَ لمثلي تقول؟ أقعدوني سنّدوني، حدّثني - والذي مصيري إليه - موسى بن طريف، ولم أر أسدياً كان خيراً منه، قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحي، قال: سمعت علياً أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «أنا قسيم النار، أقول: هذا وليّي دعيه، وهذا عدوّي خذيه». وحدّثني أبو المتوكّل الناجي في إمرة الحجّاج - وكان يشتم علياً عليه السلام شتماً مقذعاً، يعني الحجّاج - عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «إذا كان يوم القيامة يأمر اللَّه عزّ وجلّ فأقعدُ أنا وعلي على الصراط، ويقال لنا: أَدْخِلا الجنّة من آمن بي وأحبّكما، وأدخِلا النار من كفر بي وأبغضكما» قال أبو سعيد: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «ما آمن باللَّه من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من يقول - أو قال - : لم يحبّ علياً» وتلا: «أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ».[٢٩] قال: فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه.[٣٠]
وكان يحضر عند الإمام الصادق عليه السلام ويتعلّم منه، يقول الأعمش: دخلت على الصادق عليه السلام وعنده نفر من الشيعة، وهو يقول: « معاشر الشيعة، كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً».[٣١]
من روى عنهم ومن رووا عنه
روى عن الإمام الصادق عليه السلام.[٣٢]
وروى أيضاً عن جماعة، منهم: إبراهيم النخعي، أبان بن أبي عياش، إسماعيل بن أبي خالد، حبيب بن أبي ثابت، زيد بن وَهْب الجُهَني، أنس بن مالك، الحكَم بن عُتَيبة، ذكوان بن أبي صالح السمّان، أبو وائل شَقيق بن سلمة.
وروى عنه جماعة كثيرة، منهم: أبان بن تغلب، إسماعيل بن زكريا، جعفر بن عَوْن، حفص بن غياث، حمّاد بن أُسامة، حمزة الزيّات، عبداللَّه بن الأَجْلح.
وقد وردت أحاديثه في الجوامع الشيعية والسنّية، منها: من لايحضره الفقيه، صحيح البخاري، مسلم، ابن ماجة، النسائي، الترمذي.[٣٣] وقال ابن المديني: «له نحو من ألف وثلاثمائة حديث».[٣٤]
من رواياته
روى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بواسطتين أنّه قال: «من كانت له بنت، فأدّبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، وأسبغ عليها من نعم اللَّه التي أسبغ عليه، كانت له ستراً وحجاباً من النار». وعنه أيضاً قالصلى الله عليه وآله: «النظر إلى وجه علي عبادة».[٣٥]
وروى عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «ألواح موسى عليه السلام عندنا، وعصا موسى عندنا، ونحن ورثة النبيّين».[٣٦]
وروى بالإسناد عن زرّ عن علي أنّه سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: «يا علي، إنّه لايحبّك إلّا مؤمن، ولايبغضك إلّا منافق».[٣٧]
وفاته
توفّي الأعمش سنة 148 هـ.[٣٨]
المصادر
- ↑ كتاب الثقات 4: 302، ميزان الاعتدال 2: 224، رجال ابن داود: 106.
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 4: 37، لسان الميزان 7: 238، الجرح والتعديل 4: 146.
- ↑ تهذيب الكمال 12: 76، تهذيب التهذيب 4: 195.
- ↑ تاريخ بغداد 9: 3، تذكرة الحفّاظ 1: 154.
- ↑ تقريب التهذيب 1: 231.
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 4: 37.
- ↑ تهذيب الكمال 12: 76.
- ↑ المصدر السابق.
- ↑ كتاب الثقات 4: 302، تهذيب الكمال 12: 87.
- ↑ تذكرة الحفّاظ 1: 154، وانظر: سير أعلام النبلاء 6: 226، تأسيس الشيعة: 342.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 232.
- ↑ تهذيب الكمال 12: 88.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 235.
- ↑ المصدر السابق: 228 . والبتّ: كساء غليظ من صوفٍ أو وبر .
- ↑ حلية الأولياء 5: 52.
- ↑ وفيات الأعيان 2: 402.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 234.
- ↑ المصدر السابق.
- ↑ وفيات الأعيان 2: 401.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 234، تهذيب تاريخ دمشق 6: 26.
- ↑ وفيات الأعيان 2: 402.
- ↑ تذكرة الحفّاظ 1: 154، سير أعلام النبلاء 6: 226.
- ↑ تاريخ بغداد 9: 11، تهذيب التهذيب 4: 195.
- ↑ تهذيب التهذيب 4: 196.
- ↑ الوجيزة: 89، تنقيح المقال 2: 66، معجم رجال الحديث 9: 295.
- ↑ رجال الطوسي: 206.
- ↑ تهذيب الكمال 12: 87، المعارف: 624، تنقيح المقال 2: 66، مناقب آل أبي طالب 4: 303.
- ↑ تنقيح المقال 2: 66.
- ↑ سورة ق: 24.
- ↑ أمالي الطوسي 2: 241، بحار الأنوار 39: 196.
- ↑ أعيان الشيعة 7: 316.
- ↑ تهذيب الكمال 12: 77 - 83، تهذيب التهذيب 4: 195.
- ↑ جامع الرواة 1: 383، تهذيب الكمال 12: 91.
- ↑ تذكرة الحفّاظ 1: 154.
- ↑ حلية الأولياء 5: 57، 58.
- ↑ مناقب آل أبي طالب 4: 298.
- ↑ سير أعلام النبلاء 6: 244.
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 4: 38، كتاب الثقات 4: 302، تاريخ بغداد 9: 12، الكامل في التاريخ 5: 589، شذرات الذهب 1: 220.