البريلوية
[[ملف:احمد رضا خان بریلوی.jpg|250px
الاسم | البريلوية | ||
---|---|---|---|
اللقب والأسماء الأخرى | فرقةً، حنفية مذهباً، صوفيةً مشرباً، ماتريدية أشعرية كلامياً، قادرية سلوكاً، بريلوية نسبة | ||
المؤسّس | أحمد رضا خان، محمد مير | ||
المعتقدات | أشهر الشخصيات | ميان مير، نعيم الدين المراد آبادي، أمجد علي، وضياء علي، طاهر القادري. |
البريلوية هي فرقة صوفية تتبع الطريقة القادرية، ووفقًا لرأي عزيز أحمد، فإن هذه الطريقة هي الأكثر انتشارًا في شبه القارة الهندية في العصر الحديث، ومن بين أهم أعلام الطريقة القادرية في الهند، يُذكر محمد مير (957-1045 هـ)، المعروف بـ"ميان مير"، والذي يحظى بتبجيل كبير لدى البريلوية، فهم أتباعه في الحقيقة، وكان ميان مير من أهل وحدة الوجود، متأثرًا بشدة بابن عربي، وتتميز طريقته القادرية بتسامح أكبر في التعامل مع غير المسلمين، ومن أبرز أعلامهم نعيم الدين المراد آبادي (1300-1367 هـ)، مؤسس المدرسة "الجامعة النعيمية"، التي يُعرف طلابها بـ"النعيميون". ألف كتاب "أطيب البيان" ردًا على كتاب "تقوية الإيمان" لشاه إسماعيل الدهلوي، وكتاب "الكلمة العليا" في علم الغيب النبوي. ومن أعلامهم أيضًا أمجد علي (ت 1367 هـ)، الذي كتب العديد من الكتب تأييدًا لأفكار البريلوي، ويُعد كتابه الفقهي "بهار شريعت" من الكتب الدراسية لدى البريلوية. كما يُذكر منهم ضياء علي (ت 1935 م)، الذي يُنسب إليه حماية مدينة لاهور من "السموم الوهابية و الديوبندية. ومن كبار مفتيهم أحمد يار البديعواني (1906-1971 م)، مؤسس مدرسة "الجامعة الغوثية النعيمية"، والذي ألف كتبًا عديدة في الرد على الوهابية وتأييد البريلوية، أبرزها كتاب "جاء الحق".
البريلوية
بريلي مدينة في شمال الهند، في ولاية أتر برديش، شرق دلهي، وهي مسقط رأس ومدفن أحمد رضا خان البريلوي (1272-1340 هـ)، صاحب المدرسة البريلوية. ويُذكر أن هذه المدينة تُسمى "بانس بريلي" لتمييزها عن مدينة "راي بريلي" (Rae Bareilly)، التابعة لمنطقة الله آباد ومسقط رأس سيد أحمد البريلوي (المعروف بسيد أحمد عرفان، أو سيد أحمد الشهيد، أو أحمد راي بريلوي، أو سيد أحمد بارلي)، وذلك لتجنب الالتباس بينهما، فسيد أحمد البريلوي شخص مختلف عن أحمد رضا خان البريلوي.
تأسيها ونشأتها
البريلوية هي فرقة صوفية تتبع الطريقة القادرية، ووفقًا لرأي عزيز أحمد، فإن هذه الطريقة هي الأكثر انتشارًا في شبه القارة الهندية في العصر الحديث. ومن بين أهم أعلام الطريقة القادرية في الهند، يُذكر محمد مير (957-1045 هـ)، المعروف بـ"ميان مير"، والذي يحظى بتبجيل كبير لدى البريلوية، فهم أتباعه في الحقيقة. وكان ميان مير من أهل وحدة الوجود، متأثرًا بشدة بابن عربي، وتتميز طريقته القادرية بتسامح أكبر في التعامل مع غير المسلمين [١].
وُلد أحمد رضا خان في بانس بريلي، وتعلم على يد والده وسيد أحمد زيني دحلان الشافعي في مكة، الذي كان معارضًا شديدًا للوهابية، أخذ طريقته عن سيد آل رسول الحسيني المارهروي (1296 هـ)، وبعد إكمال دراسته، تفرغ للتدريس والتأليف، كان معارضًا شرسًا للوهابيين والديوبندية والندويين، وسريعًا في تكفير الآخرين [٢]. ووفقًا للندوي، فقد كتب حوالي مئة رسالة في الرد عليهم وتكفيرهم، منها "فتاوى الحرمين بجف ندوة المين" الذي ألفه ردًا على ندوة العلماء. كما ألف كتابًا ضد الديوبندية بعنوان "حسام الحرمين على منحر أهل الكفر والمين"، وكفّرهم فيه. وكما هو واضح من عناوين كتبه، فقد أرسل مؤلفاته إلى علماء مكة والمدينة ليحصل على توثيقات وتأييدات لأفكاره. كان غزير التأليف، حيث يُنسب إليه ما بين 500 إلى 1000 كتاب ورسالة.
ومن أهم كتبه "الفتاوى الرضوية"، وهي مجموعة فتاواه المطبوعة في ثمانية مجلدا [٣]. كما عارض أحمد رضا خان الحداثة التي دعا إليها سيد أحمد خان، وخالف رأي شاه عبد العزيز الذي اعتبر الهند دار إسلام لا دار حرب، لذا رفض التحالف مع الهندوس لمقاومة البريطانيين، وهو ما دعمه علماء الديوبند وجماعة علماء الهند، وعلى الرغم من عدائه للبريطانيين، إلا أنه لم ينضم إلى أي حركة مقاومة لهم، سواء في حزب المؤتمر أو في العصبة الإسلامية، ويرى بعض الباحثين أنه تأثر بعبد الحق المحدث الدهلوي. توفي أحمد رضا خان سنة 1340 هـ، وقد أسس أتباعه العديد من المدارس الدينية في أنحاء شبه القارة، حيث يُقال إنهم أسسوا في باكستان وحدها 124 مدرسة حتى عام 1972، وأنشأوا منظمات مثل "جميعة علماء باكستان" و"منهاج القرآن"، بالإضافة إلى منظمات أخرى مثل "رضا مصطفى" و"أنصار الإسلام"[٤].
أعلام البريلوية
من أبرز أعلامهم نعيم الدين المراد آبادي (1300-1367 هـ)، مؤسس المدرسة "الجامعة النعيمية"، التي يُعرف طلابها بـ"النعيميون". ألف كتاب "أطيب البيان" ردًا على كتاب "تقوية الإيمان" لشاه إسماعيل الدهلوي، وكتاب "الكلمة العليا" في علم الغيب النبوي. ومن أعلامهم أيضًا أمجد علي (ت 1367 هـ)، الذي كتب العديد من الكتب تأييدًا لأفكار البريلوي، ويُعد كتابه الفقهي "بهار شريعت" من الكتب الدراسية لدى البريلوية. كما يُذكر منهم ضياء علي (ت 1935 م)، الذي يُنسب إليه حماية مدينة لاهور من "السموم الوهابية والديوبندية". ومن كبار مفتيهم أحمد يار البديعواني (1906-1971 م)، مؤسس مدرسة "الجامعة الغوثية النعيمية"، والذي ألف كتبًا عديدة في الرد على الوهابية وتأييد البريلوية، أبرزها كتاب "جاء الحق".
عقائد البريلوية
من جملة معتقداتهم:
وحدة الوجود
تأثر أحمد رضا البريلوي بالفكر القادري في الهند، حيث كتب: "في مرتبة الوجود لا يوجد إلا ذات الحق، وكل المخلوقات هي انعكاس وظل لذلك الوجود [٥].
صفات الله
يتبع البريلوية في صفات الله وتعلقها بالذات منهج الماتريدية، يُذكر في كتاب المعتقد المنتقد (بشروح أحمد رضا خان البريلوي): "نخالف النجديين (الوهابية) في أن الله متصف بكل صفات الكمال، ومن المحال اتصافه بالعجز أو الكذب، فهو الحي، القادر، العليم [٦]. ويؤكد أن بعض الصوفية يرون عينية معاني الصفات مع الذات، لكن هذا لا يتعارض مع قول علماء السنة بأن "الصفة ليست عين الذات"، لأن المقصود أن مفهوم الصفة غير مفهوم الذات، كما يؤمنون بالقضاء والقدر كركن من الإيمان، ويوافقون الماتريدية في الحسن والقبح العقليين، مخالفين الأشاعرة هنا [٧].
مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
يرفع البريلوية مقام النبي (ص) بشكل صوفي، معتقدين أن نوره خُلق قبل كل الخلائق، وأنه يعلم الغيب كله في كل الأزمنة والأماكن، وأن أفعاله تشمل علم "ما كان وما يكون". ويعتبرونه الموجود الوحيد في مرتبة "الإيجاد"، حيث كل المخلوقات ظلٌ له، والملائكة شررٌ من نوره. وهو مظهر الصفات الإلهية ومحيي الأرواح، وبه وُجد الإنس والجن والعرش والكرسي. له التصرف في الكون، وكل العالم وُجد من أجله. ويجيزون الاستغاثة به وبالأولياء، كعبد القادر الجيلاني الذي يُستغاث به لحل المشكلات [٨].
الأموات والأولياء
يعتقد البريلوية أن الموتى أحياء في قبورهم ويسمعون كلام الأحياء، ويجيزون بناء القبور والنذر لها والطواف حولها وإقامة الموالد، ولا يرون ذلك بدعة . لكن أحمد رضا خان حرّم تعزية الشيعة والسجود التحية للمرشد والغناء بالمزامير، وألف رسالة الزبدة الزكية لتحريم سجود التحية. كما يؤمن بوجود 40 وليًا (أبدال) على الأرض في كل زمان لتنزل البركات ودفع البلاء [٩].
موقفهم من الشيعة والاجتهاد
يُعد البريلوية أئمة الشيعة من الإمام علي إلى الإمام الحسن العسكري (عليهم السلام) من أولياء الله، مع إقرارهم بكراماتهم وتصرفاتهم في الكون، لكنهم يرفضون الاجتهاد، حيث يرى أحمد رضا أن "أهل الحديث الذين يدّعون العمل بالحديث فقط لا يميزون بين الصحيح والضعيف، ولا يجوز فهم الحديث إلا عبر فقهاء المذاهب"[١٠]. لذا يُعتبره البعض حامي المذهب الحنفي في الهند.
ورغم تعاطفهم النسبي مع الشيعة مقارنة بالديوبندية، إلا أن أحمد رضا خان يصف الرافضة (الشيعة) بأنهم مبتدعة إذا فضّلوا عليًا على الشيخين، وكفار إذا اعتقدوا بالبداء أو تحريف القرآن أو تفضيل الأئمة على الأنبياء [١١]. ويُجلّون الصحابة، بما في ذلك معاوية، كموقف مشابه للديوبندية.
نشاطاتهم في شبه القارة الهندية
الطائفة البريلوية تمتلك مراكز علمية وإعلامية متنوعة، حيث تعمل العديد من المدارس الدينية على تخريج الطلاب، كما توجد منظمات دولية مثل منظمة "رضا مصطفى"، ومنظمة "جمعية علماء باكستان"، ومنظمة "الإدارة الدولية للبحوث الإمام أحمد رضا خان"، ومنظمة "منهج القرآن"، ومنظمة "الدعوة الإسلامية"، والتي تقوم بنشر الإسلام وفق المنهج البريلوي[١٢].
خلال العدوان السعودي على اليمن، أبدت جمعية علماء باكستان - التي تضم علماء بريلويين - موقفها عبر عقد اجتماع في مدينة كراتشي، مؤكدة أن عدوان السعودية وحلفائها على اليمن ينفذ بأوامر أمريكية وصهيونية. كما انتقد المجلس جامعة الدول العربية قائلاً: "إن جامعة الدول العربية تتحرك فقط عندما يتعلق الأمر بالإرهاب في الدول الإسلامية تحت قيادة السعودية[١٣].
أبرز الشخصيات البريلوية المعاصرة
من أبرز الشخصيات البريلوية المعاصرة: "الدكتور أبو الخير محمد زبير صاحب زاده" رئيس مجلس علماء باكستان، والدكتور محمد طاهر القادري. أما الشخصية البريلوية المعروفة في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية فهو المولوي ترنج زر، مدير مدرسة دار العلوم المجدية النعيمية في تشابهار. على الرغم من النشاط الكبير للبريلويين في باكستان والهند، إلا أن أتباع المدرسة البريلوية في بلوشستان الإيرانية قليلون جدًا، كما أن مدارسهم محدودة للغاية وتدار بإمكانيات متواضعة [١٤].
الخلافات والإشتراكات بين البريلوية والديوبندية
من الناحية العقائدية، هناك اختلاف كبير بين البريلوية والديوبندية، هذان التياران السنيان، وإن كانا يتبعان المذهب الحنفي من الناحية الفقهية، إلا أنهما يختلفان في المنهج العقائدي، لقد نُشرت عدة مقالات على هذا الموقع تتناول الفروقات بين البريلوية والديوبندية، والتي يمكنكم الرجوع إليها [١٥]. ولكن بإيجاز، يمكن تلخيص الفروقات بينهما في النقاط التالية: الديوبندية تعتقد في مجال التوحيد والشرك أن الله وحده هو القادر على الأمور الغيبية، ولا يملك أحد غير الله هذه الصفات، وبالتالي:
- لا يعلم الغيب أحد سوى الله، حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، ومن اعتقد أن للنبي أو أحد الأولياء علم الغيب فهو مشرك.[١٦].
- كما أنهم يوسعون مفهوم العبادة ليشمل العديد من الأفعال التي يعتبرونها شركًا، مثل
- طلب من غير الله (مثل طلب الحاجة من النبي أو الأئمة أو الشيخ) يعتبرونه شركًا.
- الشفاعة في الدنيا أو الاستغاثة بالأموات (الاستغاثة) يعتبرونها شركًا.
- التبرك بالأولياء أو النذر لهم يعتبرونه شركًا.
بينما البريلوية، على النقيض من الديوبندية، ترى أن:
- الشفاعة، والاستغاثة، وعلم الغيب، والتبرك، والنذر، وغيرها ليست شركًا، بل هي جائزة ومستحبة.
- وقد جمع المفتي محمد عبدالقيوم القادري البريلوي (من كبار علماء باكستان) عقائد البريلوية في كتابه "عقائد أهل السنة والجماعة"، ومن أبرزها:
- التوسل والاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قضاء الحاجات الدنيوية والأخروية جائز شرعًا بإجماع أهل السنة.
- طلب الاستغاثة جائز باعتبار أن الولي وسيط وسبب، لأن الله قد جعل للأمور أسبابًا ووسائط.
- التبرك بآثار الصالحين جائز بل مستحب باتفاق العلماء.
- زيارة قبور الأنبياء والصالحين مستحبة وتُقرّب إلى الله، حتى زيارة النساء لها بقصد التبرك مستحبة.
- ذبح الأضاحي نيابة عن الميت وإهداء ثوابها إليه جائز بل مستحب عند العلماء.
- للأولياء كرامات بعد موتهم.
- يمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته في اليقظة وسؤاله عن أمور السلوك.
- الاحتفال بالمولد النبوي من البدع الحسنة [١٧].
- الله يطلع أنبياءه وأولياءه على الغيب [١٨].
هذه الاختلافات العقائدية أدت إلى مواقف متشددة بين الطرفين، بل وصل الأمر إلى التكفير المتبادل. أحمد رضا خان البريلوي يرى أن الديوبندية هي نفسها الوهابية ولا فرق بينهما. بينما علماء الديوبندية يتهمون البريلوية بأنها من صنع الإنجليز، ويقول المولوي محمد عمر السربازي: مرام البريلوية هو إرضاء الإنجليز وخداع العوام ونشر البدع السيئة بين الأمة لتفريقها، وعقائدهم مليئة بالشركيات والكفريات والبدع القبيحة". ومع ذلك، يعيش أتباع التيارين في محافظة سيستان وبلوشستان (إيران) بسلام رغم الخلافات العقائدية، رغم أنهم ينتقدون بعضهم البعض في المجالس الدينية.
وصلات خارجية
الهوامش
- ↑ الخسروی، عباس، اشتراکات و افتراقات بریلویه مع الشیعه، ص20
- ↑ تاریخ تفکر اسلامی در هند، ص 61ـ 62
- ↑ تنزهة الخواطر، ج8،ص 42ـ 45؛ دانشنامه ادب فارسی در شبه قاره هند، مدخل «احمد رضا خان بریلوی
- ↑ دائرة عالم الإسلامي ج3،ص 341ـ 344؛ مدارس الاسلامیة هند، ص85ـ 99
- ↑ بریلوی، صلاة الصفا، مندرج در مجموعه رسائل، ج1،ص37، به نقل از البریلویه،ص104
- ↑ المعتقد المنتقد، ص23ـ 33، 53 و 67
- ↑ المعتقد المنتقد، ص75ـ 78
- ↑ ر.ک: المعتقد المنتقد، ص23ـ 33، 53
- ↑ دائرة معارف عالم الاسلامي، ج3،ص 343
- ↑ فتاوی الحرمین برجف ندوة المین، ص12ـ14
- ↑ فتاوی الحرمین، ص10
- ↑ خسروی، عباس، اشتراکات و افتراقات بریلویه مع الشیعه، ص20
- ↑ خسروی، عباس، اشتراکات و افتراقات بریلویه مع الشیعه، ص20
- ↑ خسروی، عباس، اشتراکات و افتراقات بریلویه با شیعه، ص42-43
- ↑ مقتبس من موقع مركز التخصصي للعرف على تيارات التكفيرية
- ↑ محمد طاهر مسعود، عقاید اهل السنة و الجماعة، ترجمه: محمد ابراهیم گرگیج، زاهدان، ص82
- ↑ هزاروی، محمد عبدالقیوم، عقاید اهل السنة و الجماعة، ص3 الى 50
- ↑ مقتبس من موقع مركز التخصصي للعرف على تيارات التكفيرية
المصادر
- مقتبس من موقع مركز التخصصي للعرف على تيارات التكفيرية، تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2015 تاريخ المشاهدة: 26 مارس 2025م.