كميل بن زياد بن نهيك

الاسم كميل بن زياد بن نهيك [١]
تاريخ الوفاة 82 هجري قمري
نسبه النَخَعي، الصُهْباني [٢].
لقبه الكوفي [٣].
طبقته الثالثة [٤].
النَخَع قبيلة من العرب نزلت الكوفة، ومنها انتشر ذكرهم، وخرج من هذه القبيلة علماء وفقهاء وعبّاد، منهم: مالك الأشتر والمترجم له كُمَيل بن زِياد [٥].

كميل بن زياد بن نهيك ويقال له أيضاً: كُمَيل بن عبدالله، وقيل: كُمَيل بن عبدالرحمان [٦].

وصفه ابن عمادالحنبلي بأنّه كان شريفاً مطاعاً شيعياً متعبّداً [٧]. وعدّه أبوالحسن المدائني من عبّاد أهل الكوفة إلى جنب أُوَيْس القُرَني و عَمرو بن عُتْبة و ربيع بن خُثَيم و جُنْدُب بن عبدالله وغيرهم [٨]، بينما اعتبره سائر رجاليّي أهل السنّة من المفرطين في علي عليه السلام [٩].

ترجمته

وكان ممّن سُيَّر من أهل الكوفة إلى الشام ثم إلى حمص، وكان سبب ذلك أنّه كان يسمر عند سعيد بن العاص وجوه أهل الكوفة، فقال سعيد: إنّما هذا السواد بستان قريش، فقال الأشتر: أتزعم أنّ السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا لك ولقومك؟! وتكلّم القوم معه، فقال عبد الرحمان الأسدي - وكان على شرطة سعيد -: أتردّون على الأمير مقالته؟.... فكتب سعيد إلى عثمان في إخراجهم [١٠]. وكان قد أرسله الإمام علي عليه السلام قبيل حرب الجمل إلى عبدالله بن عمر ليدعوه للاشتراك مع الإمام في القتال [١١]. واشترك كُمَيل في معركة صفّين مع الإمام عليه السلام [١٢]، وكان يعدّ من شيعة الإمام وخاصّته، كما كان عامله على «هيت» [١٣]. وبعد انتهاء معركة صفّين وقضية التحكيم، أخذت سرايا معاوية تنهب أطراف العراق ولايردّها كميل، ويحاول أن يجبر ما عنده من الضعف بأن يُغير على أطراف أعمال معاوية، فأنكر الإمام عليه السلام ذلك من فعله، وقال له في كتابه إليه: «أمّا بعد، فإنّ تضييع المرء ما وُليَّ وتكلّفه ما كُفيَ، لعجزٍ حاضر...» [١٤]. ويذكر أنّه في إحدى المرّات تصدّى بستمائة فارس لهجوم عبدالرحمان بن قَباث على مدن الجزيرة [١٥] وردّهم، وقتل الكثير من أهل الشام المغيرين عليها، فكتب إلى الإمام علي عليه السلام بالفتح والنصر فجزاه خيراً، وأجابه جواباً حسناً ورضي عنه [١٦]. ولم يقتصر حضور كُمَيل في ميادين القتال على عهد أميرالمؤمنين عليه السلام، فقد ثار في زمن الحجّاج مع العبّاد والعلماء؛ كالشعبي و سعيد بن جبير و عبدالرحمان بن أبي ليلى، وقُبيل القتال مع جيش الحجّاج صعد منبرالكوفة ودعا الناس للقتال ضدّ الظالمين [١٧]. ومع أنّه كان شيخاً فقد شهر سيفه واشترك في القتال مع عبد الرحمان بن محمد بن الأشعث ضد جيش الحجّاج في معركة «ديرالجماجم» [١٨].

كميل وأهل البيت عليهم السلام

ذكرناأنّ كُميلاً كان محبّاً للإمام علي عليه السلام بشدة حتّى وصفوه بالغلوّ في ذلك، قال ابن الأثير: «وكان خصّيصاً بأميرالمؤمنين علي» [١٩]. وعدّه ابن شهرآشوب ممّن أنبأه علي عليه السلام بخبر مقتله [٢٠].

وكانت هذه العلاقة القوية بينه وبين علي عليه السلام سبباً لاستجابة الإمام عليه السلام لكُميل، فعلّمه دعاء الخضر الذي سمِّي بعد ذلك «دعاء كُميل» [٢١]، وأن يخصّه بوصيةٍ عظيمةٍ أوّلها: «يا كُميل، القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم ربّاني، ومتعلّم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق» [٢٢]. هذا وعُدّ كُميل من العشرة الثقات عند أمير المؤمنين عليه السلام، ومن السابقين المقرّبين من التابعين عنده عليه السلام [٢٣].

موقف الرجاليّين منه

أثنى عليه رجاليو الشيعة وذكروا له منزلةً سامية [٢٤]، كما وثّقه أبرز الرجاليّين من أهل السنّة؛ كالعِجلي وابن حبّان وابن حجر وابن مَعين [٢٥]، غير ابن حبّان ذكره في كتاب المجروحين وقال فيه: «من المفرطين في علي، ممّن يروي عنه المعضلات، وفيه المعجزات» [٢٦]. وعدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام علي وولده الحسن عليهما السلام [٢٧].

من روى عنهم ومن رووا عنه[٢٨]

روى عن الإمام علي عليه السلام. وروى أيضاً عن ابن مسعود، عثمان بن عفّان، عمر بن الخطاب، أبو مسعود الأنصاري، أبوهريرة. وروى عنه جماعة، منهم: الأعمش، العباس بن ذُرَيْح، أبوإسحاق السَبيعي، عبدالله ابن يزيدالصُهْباني، عبدالرحمان بن جُنْدب الفَزاري. وأورد له النسائي في «عمل اليوم والليلة» حديثاً واحداً، وكذلك الشيخ الطوسي في الأمالي ومصباح المتهجّد، والشيخ الصدوق في الخصال، والبيهقي في السنن الكبرى [٢٩].

وفاته

قتله الحجّاج سنة 82 ه وهو شيخ في السبعين أو التسعين [٣٠] من عمره، وكان قد هرب منه مدّةً، فحرم قومه عطاءهم، فلمّا رأى كُمَيل ذلك قال: أنا شيخ كبير قد نفد عمري، لاينبغي أن أحرم قومي عطيّاتهم، فخرج فدفع بيده إلى الحجّاج، فلمّا رآه قال له: لقد كنت أُحبّ أن أجد عليك سبيلاً، فقال له كميل: «... فاقض ما أنت قاضٍ، فإنّ الموعدالله، وبعد القتل الحساب» [٣١].

الهوامش

  1. تنقيح المقال 2: 42، الطبقات الكبرى‏ 6: 179، الإصابة 5: 325، منهج المقال: 269، ميزان الاعتدال 3: 415، مستدركات علم رجال الحديث 6: 314.
  2. الجرح والتعديل 7: 174، تهذيب الكمال 24: 218، رجال البرقي: 6.
  3. كتاب التاريخ الكبير 7: 243.
  4. تقريب التهذيب 2: 136.
  5. الأنساب 5: 473، اللباب في تهذيب الأنساب 3: 314.
  6. كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 221، تهذيب الكمال 24: 218.
  7. شذرات الذهب 1: 91.
  8. تهذيب الكمال 24: 219.
  9. الأنساب 5: 475، ميزان الاعتدال 3: 415، تهذيب التهذيب 8: 402.
  10. الكامل في التاريخ 3: 138، 139،144، تاريخ الإسلام 3: 430، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 134.
  11. الكامل في التاريخ 3: 205.
  12. الطبقات الكبرى‏ 6: 179.
  13. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17: 149. و«هيت» بلدة على‏الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرية (معجم البلدان 5: 421).
  14. المصدر السابق: 149 - 150.
  15. وهي بين دجلة والفرات مجاورة الشام، تشتمل على‏ ديار مضر وديار بكر (معجم البلدان 2: 134).
  16. الكامل في التاريخ 3: 379.
  17. أنظر: أنساب الأشراف 7: 339.
  18. الكامل في التاريخ 4: 472.
  19. المصدر السابق: 482.
  20. مناقب آل أبي طالب 2: 306.
  21. إقبال الأعمال: 706.
  22. حلية الأولياء 1: 79، قاموس الرجال 8: 608.
  23. وسائل الشيعة 30: 234، 235، الاختصاص: 6، 7، بشارة المصطفى‏: 24 - 31.
  24. معجم رجال الحديث 15: 132، جامع الرواة 2: 31، رجال ابن داود: 156، خلاصة الأقوال: 309.
  25. تهذيب الكمال 24: 219، تاريخ أسماء الثقات: 398، كتاب الثقات 5: 341، الجرح والتعديل 7: 175.
  26. كتاب الضعفاء والمجروحين 2: 221.
  27. رجال الطوسي 56: 69، مجمع الرجال 5: 75.
  28. تهذيب الكمال 24: 218.
  29. عمل اليوم والليلة: 124 ح 360، كتاب الخصال: 186، أمالي الطوسي 1: 19، مصباح المتهجّد: 844، السنن الكبرى‏ 6: 97 ح‏10190.
  30. يبدو أنّ التردّد حصل نتيجة التصحيف بين (السبعين) و(التسعين).
  31. تاريخ خليفة: 222، تهذيب الكمال 24: 222، تاريخ الإسلام 6: 277، إرشاد المفيد 1: 327، شذرات الذهب 1: 91.