خباب بن الأرتّ
خباب بن الأرتّ: وهو قديم الإسلام، سبي في الجاهلية، فبيع بمكة، وكان من المستضعفين الذين يُعذّبون بمكة ليرجع عن دينه، فصبر ولم يعط الكفّار ما سألوه، وفيه وفي جماعة من فقراء المؤمنين أنزل اللَّه تعالى: «وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه».
خَبّاب بن الارتّ ... ــ 37ق)
ابن جندلة بن سعد، أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو يحيى. سبي في الجاهلية، فبيع بمكة، وهو قديم الإسلام. وكان من المستضعفين الذين يُعذّبون بمكة ليرجع عن دينه، ألبسوه الدرع الحديد وصهروه في الشمس، فبلغ من الجهد ما شاء أن يبلغ من حرّ الحديد والشمس، فصبر ولم يعط الكفّار ما سألوه، فجعلوا يلصقون ظهره بالرضف حتى ذهب لحم متنه. [١] وفيه وفي جماعة من فقراء المؤمنين أنزل اللَّه تعالى: «وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه».[٢]
مؤاخاته مع جبر بن عتيك
آخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين جبر بن عتيك، وقيل: آخى بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمة. وعدّه في «الإستيعاب» ممن فضّل عليا على غيره. رُوي أنّه جاء إلى عمر، فقال عمر: ادنُه فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلَّا عمار بن ياسر، فجعل خباب يُريه آثاراً في ظهره ممّا عذّبه المشركون.
فتاواه
عُدّ من المقلَّين في الفتيا من الصحابة، ونقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب « الخلاف » فتوى واحدة: المزارعة بالثلث والربع والنصف أو أقل بعد أن يكون بينهما مشاعاً جائزة، وبه قال في الصحابة.. خباب بن الارَتّ.
وفاته
وقد نزل خباب الكوفة، وتوفّي بها في خلافة الإمام علی - عليه السّلام - سنة سبع وثلاثين، ولم يشهد صفين، كان مريضاً، وطال به المرض فمنعه من شهودها، ولما رجع أمير المؤمنين من صفين، مرّ بقبره، فقال: يرحم اللَّه خباب بن الأرت فلقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وقنع بالكفاف، ورضي عن اللَّه، وعاش مجاهداً [٣] وقيل: توفّي - سنة تسع وثلاثين، بعد أن شهد صفين و النهروان، وصلَّى عليه علي - عليه السّلام ودفن بظهر الكوفة وكان يوم مات ابن ثلاث وسبعين.
المصادر
- ↑ الطبقات الكبرى لابن سعد 3- 164، التأريخ الكبير 3- 15، الجرح و التعديل 3- 359، مشاهير علماء الامصار 76 برقم 273، المستدرك للحاكم 3- 381، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 60 برقم 34، السنن الكبرى للبيهقي 6- 135، الخلاف للطوسي 3- 5 طبع جماعة المدرسين، رجال الطوسي 19، الإستيعاب 1- 423، المغني و الشرح الكبير 5- 581، معجم البلدان 1- 176، أُسد الغابة 2- 98، تهذيب الكمال 8- 219، سير أعلام النبلاء 2- 323، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 37 ه (562، الجواهر المضيئة 2- 417، الاصابة 1- 416، تهذيب التهذيب 3- 133، تقريب التهذيب 1- 221، شذرات الذهب 1- 47، تنقيح المقال 1- 395 برقم 3639، أعيان الشيعة 6- 304، معجم رجال الحديث 7- 44 برقم 4238.
- ↑ الانعام: 52.
- ↑ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18- 171.