Write، بيروقراطيون، إداريون
٤٬٩٤١
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٥٨: | سطر ٥٨: | ||
<br>وله عشرات البحوث والمقالات المنشورة عن موسوعة [[الفقه الإسلامي]]، وعن تاريخ الرياضيات عند المسلمين، والتجارب العلمية عند المسلمين، ومذكّرات في التشريع الإسلامي مع مقارنته بالتشريع الغربي.... إلخ، فضلًا عن الكثير من المحاضرات في: مكّة<br>المكرّمة، والجزائر، ولاهور، ودمشق، والرياض، والخرطوم، وأمريكا، وقطر، وباريس، والرباط، وجدّة، وإسطنبول، و (أبو ظبي)، وعمّان، وغيرها، بالإضافة لزيارته المتعدّدة للمدن السورية، وإلقاء المحاضرات والدروس، وعقد المؤتمرات والندوات لشرح الفكرة الإسلامية وبيان منهج الإسلام الحقّ. | <br>وله عشرات البحوث والمقالات المنشورة عن موسوعة [[الفقه الإسلامي]]، وعن تاريخ الرياضيات عند المسلمين، والتجارب العلمية عند المسلمين، ومذكّرات في التشريع الإسلامي مع مقارنته بالتشريع الغربي.... إلخ، فضلًا عن الكثير من المحاضرات في: مكّة<br>المكرّمة، والجزائر، ولاهور، ودمشق، والرياض، والخرطوم، وأمريكا، وقطر، وباريس، والرباط، وجدّة، وإسطنبول، و (أبو ظبي)، وعمّان، وغيرها، بالإضافة لزيارته المتعدّدة للمدن السورية، وإلقاء المحاضرات والدروس، وعقد المؤتمرات والندوات لشرح الفكرة الإسلامية وبيان منهج الإسلام الحقّ. | ||
=من أقواله= | =من أقواله= | ||
«لا بدّ لنا- ونحن في ميدان العلوم المادّية والحياة العلمية في الحضارات الغربية الأجنبية المعاصرة- أن نستفيد من تجربة اللغات الأجنبية ما يعيننا في تجربتنا، على أن نعرف لكلّ لغة خصائصها وطرائقها في الاشتقاق والتوليد، مع الحذر من التقليد الحرفي، والنقل الآلي، والخلط بين خصائص اللغة أو فنون آدابها، والانسياق في تيّار نظريات المستشرقين وأصحاب المذاهب الاجتماعية. | |||
<br>ولو نظرنا إلى اللغات الأُخرى التي كانت حين ظهور الإسلام كالفارسية واليونانية، لوجدنا أنّها تبدّلت على مرّ العصور، حتّى غدت اليوم لغة أُخرى، ولو نظرنا كذلك إلى اللغات المنتشرة في عصرنا- والتي هي لغة الثقافة والعلم كالفرنسية والإنجليزية والألمانية والروسية- لوجدنا أنّها لا تكاد تفهم من أصحاب اللغة أنفسهم؛ لشدّة ما أصابها من التبديل الأساسي في ألفاظها وفي معاني ألفاظها، وليس ذلك في العربية التي تميّزت من سائر اللغات بخاصّية عظيمة النتائج جليلة الفوائد، ذلك أنّ ألفاظها كلّها ترجع إلى أُصول ثابتة، ومهما يكن تطوّر الكلمة العربية في معناها فإنّها ترجع إلى أصل ثابت في معناه الإصلي العامّ. | <br>ولو نظرنا إلى اللغات الأُخرى التي كانت حين ظهور الإسلام كالفارسية واليونانية، لوجدنا أنّها تبدّلت على مرّ العصور، حتّى غدت اليوم لغة أُخرى، ولو نظرنا كذلك إلى اللغات المنتشرة في عصرنا- والتي هي لغة الثقافة والعلم كالفرنسية والإنجليزية والألمانية والروسية- لوجدنا أنّها لا تكاد تفهم من أصحاب اللغة أنفسهم؛ لشدّة ما أصابها من التبديل الأساسي في ألفاظها وفي معاني ألفاظها، وليس ذلك في العربية التي تميّزت من سائر اللغات بخاصّية عظيمة النتائج جليلة الفوائد، ذلك أنّ ألفاظها كلّها ترجع إلى أُصول ثابتة، ومهما يكن تطوّر الكلمة العربية في معناها فإنّها ترجع إلى أصل ثابت في معناه الإصلي العامّ. | ||
<br>إنّ الإسلام ثابت في مفاهيمه العامّة واتّجاهاته والمعالم الكبرى التي رسمها للحياة الإنسانية، قابل لتنوّع الأساليب في التطبيق ومراعاة مختلف الأحوال والمراحل والشروط الاجتماعية... وكذلك اللغة العربية، فهي ثابتة الأُصول والجذور، قادرة على متابعة تطوّر الإنسان في التعبير عن مختلف حالاته، وبذلك يلتقي الإسلام على أنّه رسالة، والعربية على أنّها وسيلة للتعبير، وتلك هي الحكمة في نزول القرآن بالعربية، وفي النصّ على ذلك في محكم الكتاب: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (سورة يوسف: 2) مع أنّ خطاب<br>القرآن عامّ للناس جميعاً، ولم يرد فيه تخصيص كونه للعرب، واللغة العربية هي التي حملت رسالة الإسلام، فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبير عن المفاهيم والأفكار والنظم وقواعد السلوك التي جاء بها الإسلام. | <br>إنّ الإسلام ثابت في مفاهيمه العامّة واتّجاهاته والمعالم الكبرى التي رسمها للحياة الإنسانية، قابل لتنوّع الأساليب في التطبيق ومراعاة مختلف الأحوال والمراحل والشروط الاجتماعية... وكذلك اللغة العربية، فهي ثابتة الأُصول والجذور، قادرة على متابعة تطوّر الإنسان في التعبير عن مختلف حالاته، وبذلك يلتقي الإسلام على أنّه رسالة، والعربية على أنّها وسيلة للتعبير، وتلك هي الحكمة في نزول القرآن بالعربية، وفي النصّ على ذلك في محكم الكتاب: «إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (سورة يوسف: 2) مع أنّ خطاب<br>القرآن عامّ للناس جميعاً، ولم يرد فيه تخصيص كونه للعرب، واللغة العربية هي التي حملت رسالة الإسلام، فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبير عن المفاهيم والأفكار والنظم وقواعد السلوك التي جاء بها الإسلام. | ||
سطر ٦٩: | سطر ٦٩: | ||
<br>ويقول الأُستاذ [[عبد اللَّه الطنطاوي]]: «كان الأُستاذ محمّد المبارك يحبّ الناس ويمشي في حاجاتهم، ولمّا كان وزيراً كان الوزير القدوة في كلّ وزارة دخلها، يخدم إخوانه ويدعو إلى جماعته بسلوكه الإسلامي المتّزن وبلسانه العفّ الذي اعتاد على أن يقول الخير أو يصمت، وفي الجامعة كان مثال الأب الحاني على أبنائه الطلّاب والطالبات، وكان الذين يعملون بإمرته يحبّونه ويجلّونه؛ ولما يرون فيه من استقامة. كان يعيش حياة وسطاً، حتّى إنّه عندما كان وزيراً لم يكن يملك سوى معاشه الشهري الذي ينفقه على أُسرته، ولم يكن له بيت يملكه إلّافي عام 1963 م بفضل قطعة أرض اشتراها منذ زمن طويل، ثمّ ارتفع ثمنها فتفاوض مع بعض الناس على أن يعمّروها ويعطوه شقّة فيها! وكان من أبرز مفكّري<br>[[الإخوان المسلمين]]، ليس على مستوى سورية وحدها، بل على مستوى العالم الإسلامي، وكتبه جديرة بإعادة طباعتها والترويج لها ودراستها، ففيها ما ليس في سواها من كتب الدعاة... فيها وعي عميق، وثقافة نادرة، في أُسلوب عربي قرآني متميّز». | <br>ويقول الأُستاذ [[عبد اللَّه الطنطاوي]]: «كان الأُستاذ محمّد المبارك يحبّ الناس ويمشي في حاجاتهم، ولمّا كان وزيراً كان الوزير القدوة في كلّ وزارة دخلها، يخدم إخوانه ويدعو إلى جماعته بسلوكه الإسلامي المتّزن وبلسانه العفّ الذي اعتاد على أن يقول الخير أو يصمت، وفي الجامعة كان مثال الأب الحاني على أبنائه الطلّاب والطالبات، وكان الذين يعملون بإمرته يحبّونه ويجلّونه؛ ولما يرون فيه من استقامة. كان يعيش حياة وسطاً، حتّى إنّه عندما كان وزيراً لم يكن يملك سوى معاشه الشهري الذي ينفقه على أُسرته، ولم يكن له بيت يملكه إلّافي عام 1963 م بفضل قطعة أرض اشتراها منذ زمن طويل، ثمّ ارتفع ثمنها فتفاوض مع بعض الناس على أن يعمّروها ويعطوه شقّة فيها! وكان من أبرز مفكّري<br>[[الإخوان المسلمين]]، ليس على مستوى سورية وحدها، بل على مستوى العالم الإسلامي، وكتبه جديرة بإعادة طباعتها والترويج لها ودراستها، ففيها ما ليس في سواها من كتب الدعاة... فيها وعي عميق، وثقافة نادرة، في أُسلوب عربي قرآني متميّز». | ||
<br>ويقول الأُستاذ حسني أدهم جرّار: «العالم المفكّر، والسياسي المتمرّس، والداعية المربّي، الأُستاذ محمّد المبارك، كان فقيهاً باحثاً، وأديباً متميّزاً، ورائداً من روّاد الفكر العربي الإسلامي المعاصر. كان عالماً متفتّح الذهن... آتاه اللَّه علماً واسعاً، وذكاءً حادّاً، ورأياً سديداً، وبصيرةً نافذةً، وقدرةً على الحوار. وكان من الناس الذين جمعوا بين الثقافتين: الثقافة العربية الإسلامية، والثقافة الغربية، وجمع بين الدراسة الدينية وبين الدراسة المدنية، وكان لهذا الجمع أثر واضح في وعيه وتفكيره ونشاطه». | <br>ويقول الأُستاذ حسني أدهم جرّار: «العالم المفكّر، والسياسي المتمرّس، والداعية المربّي، الأُستاذ محمّد المبارك، كان فقيهاً باحثاً، وأديباً متميّزاً، ورائداً من روّاد الفكر العربي الإسلامي المعاصر. كان عالماً متفتّح الذهن... آتاه اللَّه علماً واسعاً، وذكاءً حادّاً، ورأياً سديداً، وبصيرةً نافذةً، وقدرةً على الحوار. وكان من الناس الذين جمعوا بين الثقافتين: الثقافة العربية الإسلامية، والثقافة الغربية، وجمع بين الدراسة الدينية وبين الدراسة المدنية، وكان لهذا الجمع أثر واضح في وعيه وتفكيره ونشاطه». | ||
=الوفاة= | |||
كان من عادة الشيخ محمّد المبارك أن يتوجّه من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة بين فترة وأُخرى للصلاة في المسجد النبوي. وفي إحدى المرّات، وهو متوجّه من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، بعد محاضرة ألقاها في جامعة الملك عبد العزيز في جدّة يوم الإثنين 4/ 2/ 1402 ه، وبعد مكوثه لمدّة يومين بالمدينة المنوّرة مع أُسرته، وفيما كان الشيخ المجذوب يستعدّ لاستضافته على طعام الغداء في منزله يوم الخميس 7/ 2/ 1402 ه، إذا بالهاتف ينقل له خبر وفاة الأُستاذ المبارك وهو في طريقه إلى مستشفى المدينة المنوّرة إثر نوبة قلبية بعد وقت قصير من عبارة قالها وهو يمرّ من أمام مقبرة البقيع: «هنيئاً لمن يُدفن في البقيع» قبل وصوله للمستشفى، وقد صلّي عليه في مسجد (قباء) عقب صلاة الجمعة، ودفن في مقبرة البقيع بالمدينة، حيث كان يتمنّى ذلك. | |||
<br>وقد رثاه الشاعر الإسلامي ضياء الدين الصابوني بقصيدة قال فيها:<br>أبكي الشمائل والفضائل والنهى<br>أبكي الأُخوّة والوداد الأكملا<br>فلقد عرفتك مخلصاً متواضعاً<br>ولقد عرفتك في المكارم أوّلا<br><br><br>ما مات من ترك المفاخر بعده<br>أبداً ولا نال العلا من أهملا<br><br><br>راض الصعاب بهمّة جبّارة<br>وحلا له مُرّ الحياة وما حلا<br>ولا راعنا فيك الزمان فأنتم<br>أمل الشباب إذا القضاء تنزّلا<br>فاهنأ أخي بجيرة محمودة<br>جُعلت لكم جنّات عدن منزلًا.<br><br> | <br>وقد رثاه الشاعر الإسلامي ضياء الدين الصابوني بقصيدة قال فيها:<br>أبكي الشمائل والفضائل والنهى<br>أبكي الأُخوّة والوداد الأكملا<br>فلقد عرفتك مخلصاً متواضعاً<br>ولقد عرفتك في المكارم أوّلا<br><br><br>ما مات من ترك المفاخر بعده<br>أبداً ولا نال العلا من أهملا<br><br><br>راض الصعاب بهمّة جبّارة<br>وحلا له مُرّ الحياة وما حلا<br>ولا راعنا فيك الزمان فأنتم<br>أمل الشباب إذا القضاء تنزّلا<br>فاهنأ أخي بجيرة محمودة<br>جُعلت لكم جنّات عدن منزلًا.<br><br> | ||
= المراجع = | = المراجع = | ||
(انظر ترجمته في: تاريخ علماء دمشق 3: 421- 427، موسوعة السياسة 6: 100، تتمّة الأعلام 2: 188- 189، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 151- 155، نثر الجواهر والدرر 2: 2084- 2087، موسوعة الأعلام 4: 124- 125). | (انظر ترجمته في: تاريخ علماء دمشق 3: 421- 427، موسوعة السياسة 6: 100، تتمّة الأعلام 2: 188- 189، رسائل الأعلام إلى العلّامة أبي الحسن الندوي: 151- 155، نثر الجواهر والدرر 2: 2084- 2087، موسوعة الأعلام 4: 124- 125). |