٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''مصطفى عبد الرازق''': شيخ الجامع الأزهر الشريف، ومجدّد الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أوّل تأريخ لها بالعربية، ومؤسّس المدرسة الفلسفية العربية التي أقامها على أسس إسلامية خالصة. وهو الشيخ السادس والثلاثين للجامع الأزهر على المذهب الشافعي وعلى مذهب أهل السنّة. | |||
=اسمه وولادته= | |||
نشأته وتعليمه | ولد مصطفى حسن أحمد محمّد عبد الرازق عام 1304 هـ- 1885م في قرية "أبو جرج" بمحافظة المنيا المصرية، وهو الابن الرابع لحسن باشا عبد الرازق. | ||
نشأ في قرية "أبو جرج" بمحافظة المنيا، قضى طفولته في قريته، | =نشأته وتعليمه= | ||
وواصل دراسته في الأزهر الشريف بتشجيع من والده الذي كان يتدارس معه العلوم أثناء الإجازات | |||
وكان الشيخ | نشأ في قرية "أبو جرج" بمحافظة المنيا، قضى طفولته في قريته، وتعلّم بها مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم وعمره ما بين العاشرة والحادية عشرة، ثمّ انتقل وهو في سنّ العاشرة إلى القاهرة، والتحق بالأزهر ليُحَصِّل العلوم الشرعية واللغوية، فدرس الفقه الشافعي، البلاغة، المنطق، الأدب، التفسير، الحديث، التوحيد، التصوّف، الفقه، أصول الفقه، علم الكلام، النحو، الصرف، العروض، التاريخ والسيرة النبوية، وذلك على يد كبار مشايخ عصره وعلى يد كبار علمائه. | ||
وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م عاد مع كثير من زملائه إلى مصر، وفي سنة 1915 عُيِّنَ | وواصل دراسته في الأزهر الشريف بتشجيع من والده الذي كان يتدارس معه العلوم أثناء الإجازات الدراسية. | ||
في سنة 1916م انتخب | |||
كتب الآداب ودواوين من الشعر، ونمت موهبته وثقافاته، فقرّر إنشاء صحيفة عائلية مع إخوته وأقاربه، ثمّ أنشأ "جمعية غرس الفضائل" مع شباب أسرته أيضاً، وكانوا يتناوبون فيها الخطابة في مساء الجمعة من كلّ أسبوع، وكان هو أمين سرّ الجمعية، واستمرّت هذه الجمعية من عام 1900 إلى عام 1905م، ومع ظهور الصحف العامّة بدأ في نشر مقالاته الأدبية والقصائد بها، ثمّ انصرف عن الشعر إلى الدراسات الأدبية، وبدأ في التردّد على دروس الشيخ محمّد عبده في عام ١٩٠٣م في الرواق العبّاسي الذي يعدّ من شيوخه الأوائل، فأصبح من خواصّ تلاميذه، وتأثّر به وبمنهجه وأفكاره الإصلاحية. وكان الشيخ محمّد عبده يباشر وقتها الدعوة الاجتماعية، ويقود الحركة الإصلاحية، فلقي استجابة عامّة من المثقّفين والأزهريّين ونقداً من بعض علماء الأزهر. | |||
ثمّ تخصّص مصطفى عبد الرازق خلال دراسته بالأزهر في الفلسفة، وحصل على شهادة العالمية عام 1326هـ ١٩٠٨م، ولم ينل هذه الدرجة إلّا واحد أو اثنان من المتقدّمين للامتحان معه، وكان عددهم كبيراً. | |||
=مناصبه وقبس من سيرته= | |||
أصبح عضواً بالجمعية الأزهرية التي أنشأها محمّد عبده، وغدا رئيساً لها. وبعد شهرين من نجاحه انتدب للتدريس بمدرسة القضاء الشرعي.. في ذاك الوقت كان الأزهر يموج بالثورة مطالباً بإصلاح مناهجه، وتكوّنت (جمعية تضامن العلماء)، وكان في مقدّمة أعضائها، وأسّس أيضاً الجمعية الأزهرية، وانتخب رئيساً لها، ومارست نشاطها بجدّ وإتقان، ثمّ عيّن موظّفاً في المجلس الأعلى للأزهر ومفتّشاً بالمحاكم الشرعية، وسافر إلى فرنسا في عام 1909م لدراسة اللغة الفرنسية والفلسفة في جامعة السوربون، وحضر دروس «دور كايم» في علم الاجتماع، كما درس الأدب وتاريخ الفلسفة والأدب الفرنسي، ثمّ انتدب ليتولّى تدريس اللغة العربية في كلّية (ليون)، ودرس بها أصول الشريعة الإسلامية على يد أستاذه «إدوارد لامبير»، ثمّ أعدّ رسالة الدكتوراه عن الشافعي تحت عنوان "الإمام الشافعي أكبر مشرّعي الإسلام"، وتعاون مع «برنارد ميشيل» في ترجمة كتاب العقيدة الإسلامية إلى اللغة الفرنسية و"رسالة التوحيد" لمحمّد عبده . | |||
وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م عاد مع كثير من زملائه إلى مصر، وفي سنة 1915 عُيِّنَ سكرتيراً بجامعة الأزهر، بأمرٍ من السلطان حسين كامل، وترجم خلال تلك الفترة كتاب (طيف خيل ملكي) للأميرة قدرية بنت السلطان حسين كامل إلى العربية. وأثناء عمله بالمجلس الأعلى للأزهر أصبح بيته منتدى يؤمّه رجال الفكر والثقافة وعلماء الدين، يتباحثون في شتّى العلوم، ثمّ غدا سكرتيراً عامّاً للمجلس الأعلى للأزهر، ثمّ رئيساً للمجلس، ثمّ قدّم استقالته منه بعد إبعاده من الأزهر خوفاً من أفكاره السياسية والاجتماعية بسبب مواقفه السياسية المناصرة للحركة الوطنية التي كان يقودها آنذاك سعد زغلول، فعيّن مفتّشاً بالمحاكم الشرعية كإجراء تأديبي، لكنّه استثمر هذه الفترة في الكتابة والبحث والترجمة والمعرفة، فكان يعقد الندوات في بيته ويتوافد عليه أهل العلم والثقافة والفقه والفلسفة من كلّ مكان. | |||
في سنة 1916م انتخب عضواً في (الجمعية الخيرية الإسلامية)، ثمّ وكيلاً لها سنة 1920م، ثمّ رئيساً لها سنة 1946م حتّى وفاته، وانضمّ إلى حزب (الأحرار الدستوريّين) خلال تلك الفترة. | |||
وفي عام 1346هـ- 1927م عيّن أستاذاً مساعدا للفلسفة الإسلامية بكلّية الآداب بجامعة فؤاد الأوّل (القاهرة حالياً)، واختير أستاذاً للفلسفة دون بجامعة القاهرة سنة 1935م، ونال رتبة الباكوية سنة 1937م، ثمّ أصبح أستاذ كرسي في الفلسفة. | |||
وتولّى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرّات، وكان أوّل أزهري يتولّاها، وظلّ متمسّكاً بارتدائه الزي الأزهري حتّى وفاته. وكانت الأولى في عام 1938م حتّى 1942م، وأثناء عمله وزيراً عُيّنَ عضواً بالمجمع اللغوي سنة 1940م. وفي سنة 1941م نال رتبة الباشوية، وتنازل عنها عندما تولّى مشيخة الأزهر، وظلّ وزيراً للأوقاف حتّى تمّ تعيينه شيخاً للأزهر عام 1945م، وتمّ اختياره أميراً للحجّ في أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته 40 يوماً، ثمّ عاد ليتفرّغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر. | |||
فترة ولايته | فترة ولايته | ||
تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر لمدة تقارب عام وشهرين من محرم 1365هـ ديسمبر 1945 حتى وفاته في24 ربيع الأول 1366هـ- 15 فبراير 1947م، وقاوم كبار العلماء بالأزهر تعيينه لأنه كان من المعهود دائما أن يكون شيخ الأزهر من جماعة كبار العلماء، ولا يُعيَّنُ بهيئة كبار العلماء إلا من تولى وظائف معينة في القضاء الشرعي، أو درَّسَ بالأزهر مدة معينة، ولم يكن الشيخ كذلك، فلم يعترف كبار العلماء بتدريسه بالجامعة المصرية، فقامت الحكومة بإصدار قانونٍ جديدٍ ينص على أن يكون التدريس بالجامعة المصرية مساويًا للتدريس في الكليات الأزهرية، في الترشيح لمشيخة الأزهر، فوافق معظم علماء الأزهر إلا قليلا منهم، عمل على إدخال بعض الإصلاحات إليه، فأدخل اللغات الأجنبية، وأرسل البعثات إلى الخارج. | تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر لمدة تقارب عام وشهرين من محرم 1365هـ ديسمبر 1945 حتى وفاته في24 ربيع الأول 1366هـ- 15 فبراير 1947م، وقاوم كبار العلماء بالأزهر تعيينه لأنه كان من المعهود دائما أن يكون شيخ الأزهر من جماعة كبار العلماء، ولا يُعيَّنُ بهيئة كبار العلماء إلا من تولى وظائف معينة في القضاء الشرعي، أو درَّسَ بالأزهر مدة معينة، ولم يكن الشيخ كذلك، فلم يعترف كبار العلماء بتدريسه بالجامعة المصرية، فقامت الحكومة بإصدار قانونٍ جديدٍ ينص على أن يكون التدريس بالجامعة المصرية مساويًا للتدريس في الكليات الأزهرية، في الترشيح لمشيخة الأزهر، فوافق معظم علماء الأزهر إلا قليلا منهم، عمل على إدخال بعض الإصلاحات إليه، فأدخل اللغات الأجنبية، وأرسل البعثات إلى الخارج. | ||
سطر ٦٢: | سطر ٧٨: | ||
4ـ مذكراته اليومية. | 4ـ مذكراته اليومية. | ||
=وفاته= | |||
في 15 فبراير سنة 1947م حضر الشيخ مصطفى إلى مكتبه بالأزهر، فرأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر، ثمّ عاد إلى بيته، فتناول طعامه، ونام قليلاً، ثمّ استيقظ فتوضَّأ وصلّى، ثمّ شعر بإعياءٍ شديدٍ، فتمّ استدعاء الطبيب، ولكنّه توفّي بتاريخ 24 ربيع الأوّل 1366هـ- 15 فبراير 1947م. | |||
وُلِدَ «الشيخ مصطفى عبد الرازق» سنة ١٨٨٥م في قرية «أبو جرج» التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا بصعيد مصر، ونشأ في كَنَف أبيه «حسن عبد الرازق» الذي كان عضوًا بالمجالس شبه النيابية التي عرفتها مصر منذ عصر الخديوي إسماعيل. وكذلك من مؤسسي جريدة «الجريدة» و«حزب الأمة». | وُلِدَ «الشيخ مصطفى عبد الرازق» سنة ١٨٨٥م في قرية «أبو جرج» التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا بصعيد مصر، ونشأ في كَنَف أبيه «حسن عبد الرازق» الذي كان عضوًا بالمجالس شبه النيابية التي عرفتها مصر منذ عصر الخديوي إسماعيل. وكذلك من مؤسسي جريدة «الجريدة» و«حزب الأمة». |
تعديل