٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
|- | |- | ||
|المؤلّفات | |المؤلّفات | ||
| data-type="AuthorOccupation" |نهاية المطلب في دراية المذهب، الشامل في أصول الدين، الإرشاد إلى قواطع الأدلّة في أصول الاعتقاد، | | data-type="AuthorOccupation" |نهاية المطلب في دراية المذهب، الشامل في أصول الدين، الإرشاد إلى قواطع الأدلّة في أصول الاعتقاد، التلخيص، البرهان، الأساليب، غنية المسترشدين، وغيرها | ||
|- | |- | ||
|الدين | |الدين | ||
سطر ٥٣: | سطر ٥٣: | ||
بدأ الجويني حياته العلمية من بيته، فقرأ على والده التفسير، والحديث والفقه، والأصول، والأدب، وقرأ عليه جميع مصنّفاته، وكان يسجّل ما له عليها من ملاحظات. قال ابن خلكان: "أتى على جميع مصنّفات والده، وتصرّف فيها حتّى زاد عليه في التحقيق والتدقيق". توفّي والده وهو دون العشرين، فأقعد مكانه للتدريس، كما سمع الحديث في صباه من مشايخ آخرين، في أنواع العلوم حتّى ظهرت براعته، ولم يمنعه منصب التدريس في تحصيل العلم، بل كان يصل الليل بالنهار في سبيل ذلك، فقد كان يذهب مبكّراً إلى مسجد الأستاذ أبي عبد الله الخبّازي يقرأ عليه القرآن ويقتبس منه كلّ نوع من العلوم، ما يمكنه، ثمّ يرجع ويشتغل بالتدريس، وبعد فراغه كان يخرج إلى مدرسة البَيْهقي حتّى حصّل علم الكلام وأصول الفقه على الأستاذ أبي القاسم الإسفراييني، وكان يواضب على مجلسه، واستمرّ في تحصيل العلـم من صباه إلى شيخوخته، وكــان يتحيّن الفرصة للاستفادة من علماء عصره. | بدأ الجويني حياته العلمية من بيته، فقرأ على والده التفسير، والحديث والفقه، والأصول، والأدب، وقرأ عليه جميع مصنّفاته، وكان يسجّل ما له عليها من ملاحظات. قال ابن خلكان: "أتى على جميع مصنّفات والده، وتصرّف فيها حتّى زاد عليه في التحقيق والتدقيق". توفّي والده وهو دون العشرين، فأقعد مكانه للتدريس، كما سمع الحديث في صباه من مشايخ آخرين، في أنواع العلوم حتّى ظهرت براعته، ولم يمنعه منصب التدريس في تحصيل العلم، بل كان يصل الليل بالنهار في سبيل ذلك، فقد كان يذهب مبكّراً إلى مسجد الأستاذ أبي عبد الله الخبّازي يقرأ عليه القرآن ويقتبس منه كلّ نوع من العلوم، ما يمكنه، ثمّ يرجع ويشتغل بالتدريس، وبعد فراغه كان يخرج إلى مدرسة البَيْهقي حتّى حصّل علم الكلام وأصول الفقه على الأستاذ أبي القاسم الإسفراييني، وكان يواضب على مجلسه، واستمرّ في تحصيل العلـم من صباه إلى شيخوخته، وكــان يتحيّن الفرصة للاستفادة من علماء عصره. | ||
=تلاميذه= | |||
ذكرت الكتب إنّ تلاميذ الجويني كانوا عند وفاته نحو أربع مائة تلميذ، ومنهم: حجَّة الإسلام الغزالي، والكيا الهراسي، والخَوافي، والباخرزي، وعبد الغافر الفارسي، وأبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري، وهاشم بن علي بن إسحاق بن القاسم الأبيوردي، وغانم الموشيلي، وعبد الكريم بن محمّد الدامغاني، وعبد الجبّار بن محمّد بن أبي صالح المؤذّن، وأبو عبد الله الفُراوي، وأبو المظفّر الأبيوردي، وأبو الفضل الماهياني، وسعد بن عبد الرحمان الأستراباذي. | |||
=عقيدته ومذهبه= | =عقيدته ومذهبه= | ||
كان الجويني قد تابع منهج أسلافه من الأشاعرة، وقد | كان الجويني قد تابع منهج أسلافه من الأشاعرة، وقد توثّقت في شخصه الصلة بين الأشاعرة كمذهب كلامي وبين الشافعية كمذهب فقهي، فقد انخرط في مدرسة الأشاعرة، وصار في كتبه وتدريسه على طريقة الأشعرية في علم الكلام، وصار من أنصار المذهب الأشعري، الذي عمل على دراسته وتدريسه ونصرته والدعوة إليه، حتّى صار إمام الحرمين شيخ الأشعرية، وإمام المتكلمين في عصره. وقال السبكي فيه: "فالفقه فقه الشافعي، والأدب أدبُ الأصمعي، وحسن بصره بالوعظ للحسن البصري.. وكيف ما كان، فهو إمام كلِّ إمام، والمستعلي بهمَّته على كلِّ هُمام.. إذا تصدَّر للفقه فالمزني من مُزْنته قطرة، وإذا تكلّم (من علم الكلام) فالأشعري من وَفْرته شعرة، وإذا خطب ألجم الفصحاء!". | ||
كتبه وآثاره | =كتبه وآثاره= | ||
بلغت مؤلَّفات الجويني من التنوُّع والكثرة | بلغت مؤلَّفات الجويني من التنوُّع والكثرة حداً جعل السبكي يستدلُّ بها على وجود الكرامات، حُسبت أعداد الأوراق التي احتوت عليها كتبه ومؤلَّفاته، وقُسِّمت على أيَّام عمره وساعاته، مع ما كان يلقيه من الدروس، ويحضره من مجالس التذكير، فوُجد أنَّ عمره لا يفي بذلك!! وقد خلَّف مصنَّفاتٍ كثيرةً في معارف متنوعة، شملت: الكلام، وأصول الفقه، والخلاف، والجدل، والفقه، والتفسير، والخطب والمواعظ. | ||
فمنها: | |||
– في أصول الفقه: التلخيص، والبرهان، والغنية، التحفة، والورقات. | – في أصول الفقه: التلخيص، والبرهان، والغنية، التحفة، والورقات. | ||
– في علم الفقه: نهاية المطلب في دراية المذهب، ومختصر التقريب، ومختصر النهاية، والرسالة | – في علم الفقه: نهاية المطلب في دراية المذهب، ومختصر التقريب، ومختصر النهاية، والرسالة النظامية في الأركان الإسلامية. | ||
– في علم الخلاف والجدل: الأساليب، غنية المسترشدين، والعُمد، | – في علم الخلاف والجدل: الأساليب، غنية المسترشدين، والعُمد، والدرّة المضية فيما وقع فيه الخلاف بين الشافعية والحنفية، والكافية في الجدل. | ||
– في السياسة الشرعية: كتاب الغياثي (غياث الأمم في التياث الظلم). | – في السياسة الشرعية: كتاب الغياثي (غياث الأمم في التياث الظلم). | ||
– في علم الكلام: الشامل في أصول الدين، والإرشاد إلى قواطع | – في علم الكلام: الشامل في أصول الدين، والإرشاد إلى قواطع الأدلّة في أصول الاعتقاد، ولمع الأدلّة في قواعد عقائد أهل السنّة والجماعة، والعقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، وشفاء العليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل، وقصيدة على غرار قصيدة ابن سينا في النفس. | ||
– كتاب في النفس: قال عنه في العقيدة النظامية: "إنَّه يقع في نحو ألف ورقة" | – كتاب في النفس: قال عنه في العقيدة النظامية: "إنَّه يقع في نحو ألف ورقة". | ||
– تفسير القرآن الكريم: ذكره السيوطي في | – تفسير القرآن الكريم: ذكره السيوطي في مقدّمة الإتقان. | ||
=وفاته= | |||
أُصيب إمام الحرمين الجويني | أُصيب إمام الحرمين الجويني بعلَّةٍ شديدةٍ كانت سبب وفاته، قال السبكي: "أدركه قضاء الله الذي لا بُدَّ منه بعد ما مَرِضَ قبل ذلك مرض اليرقان، وبقي به أيَّامًا ثمّ برأ منه وعاد إلى الدرس والمجلس، وأظهر الناسُ من الخواصِّ والعوامِّ السرورَ بصحَّته وإقباله من علَّته، فبعد ذلك بعهدٍ قريبٍ مرض المرضة التي تُوفِّي فيها وبقي فيها أيَّاماً، وغلبت عليه الحرارة التي كانت تدور في طبعه إلى أن ضعف وحُمل إلى "بشتنقان" لاعتدال الهواء وخفَّة الماء، فزاد الضعف وبدت عليه مخايل الموت، وتُوفِّي ليلة الأربعاء (25 ربيع الآخر 478هـ/ 20 أغسطس 1185م). وتُوفِّي وهو ابن (59) تسع وخمسين سنة". |
تعديل