٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٠: | سطر ١٠: | ||
بدأت المعتزلة بفكرة أو بعقيدة واحدة، ثمّ تطوّر خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكّل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدّمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعدّ معتزلياً من لم يقل بها، وسوف نعرض لتلك الأصول ولبعض العقائد غيرها، ونبتدئ بذكر الأصول الخمسة: | بدأت المعتزلة بفكرة أو بعقيدة واحدة، ثمّ تطوّر خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكّل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدّمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعدّ معتزلياً من لم يقل بها، وسوف نعرض لتلك الأصول ولبعض العقائد غيرها، ونبتدئ بذكر الأصول الخمسة: | ||
==الأصول المتّفق عليها بينهم== | |||
1- التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيته سبحانه ونفي المثل عنه، وأدرجوا تحته نفي صفات الله سبحانه، فهم لا يصفون الله إلا بالسلوب، فيقولون عن الله : لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة .. إلخ، أمّا الصفات الثبوتية كالعلم والقدرة فينفونها عن الله سبحانه تحت حجّة أنّ في إثباتها إثبات لقدمها، وإثبات قدمها إثبات لقديم غير الله، قالوا: ولو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخصّ الوصف لشاركته في الألوهية، فكان التوحيد عندهم مقتضياً نفي الصفات. | 1- التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيته سبحانه ونفي المثل عنه، وأدرجوا تحته نفي صفات الله سبحانه، فهم لا يصفون الله إلا بالسلوب، فيقولون عن الله : لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة .. إلخ، أمّا الصفات الثبوتية كالعلم والقدرة فينفونها عن الله سبحانه تحت حجّة أنّ في إثباتها إثبات لقدمها، وإثبات قدمها إثبات لقديم غير الله، قالوا: ولو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخصّ الوصف لشاركته في الألوهية، فكان التوحيد عندهم مقتضياً نفي الصفات. | ||
سطر ٢٢: | سطر ٢٤: | ||
هذه هي أصول المعتزلة الخمسة التي اتّفقوا عليها. | هذه هي أصول المعتزلة الخمسة التي اتّفقوا عليها. | ||
==الأصول والعقائد المختلف فيها بينهم== | |||
وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما هو محلّ اتّفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه.. فمن تلك العقائد: | وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما هو محلّ اتّفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه.. فمن تلك العقائد: | ||
1- نفيهم رؤية الله | 1- نفيهم رؤية الله عزّ وجلّ، حيث أجمعت المعتزلة على أنّ الله سبحانه لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، قالوا: لأنّ في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله سبحانه، وهو منزّه عن الجهة والمكان.. وتأوّلوا قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربّها ناظرة} أي منتظرة. | ||
2- قولهم | 2- قولهم: بأنّ القرآن مخلوق.. وقالوا: إنّ الله كلّم موسى بكلام أحدثه في الشجرة. | ||
3- نفيهم | 3- نفيهم علوّ الله سبحانه، وتأوّلوا الاستواء في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} بالاستيلاء. | ||
4- نفيهم شفاعة النبي | 4- نفيهم شفاعة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأهل الكبائر من أمّته.. قال الأشعري في المقالات: "واختلفوا في شفاعة رسول الله هل هي لأهل الكبائر؟ فأنكرت المعتزلة ذلك وقالت بإبطاله". | ||
5- نفيهم كرامات | 5- نفيهم كرامات الأولياء.. قالوا: لو ثبتت كرامات الأولياء لاشتبه الولي بالنبي. | ||
فرق المعتزلة | =فرق المعتزلة= | ||
عادةً ما تبدأ الفرق في عددها وأفكارها صغيرة ثم ما تلبث أن تتشعب وتتفرق، فتصبح الفرقة فرقاً والشيعة شيعاً، وهكذا كان الحال مع المعتزلة فقد بدأت فرقة واحدة ذات مسائل محدودة، ثم ما لبثت أن زادت فرقها، وتكاثرت أقوالها وتشعبت، حتى غدت فرقا وأحزابا متعددة، ونحاول في هذا المبحث أن نذكر بعضا من تلك الفرق، ونقدم موجزاً تعريفياً بها وبمؤسسها، مع ذكر بعض أقوالها التي شذت بها عن أصحابها المعتزلة، فمن فرق المعتزلة: | |||
1- الواصلية: وهم أصحاب أبى حذيفة واصل بن عطاء الغزال، كان تلميذا للحسن البصري يقرأ عليه العلوم والأخبار، ثم فارقه بسبب خلافه معه في مسألة مرتكب الكبيرة، وقول واصل فيه بأنه في الدنيا في منزلة بين منزلتين . | 1- الواصلية: وهم أصحاب أبى حذيفة واصل بن عطاء الغزال، كان تلميذا للحسن البصري يقرأ عليه العلوم والأخبار، ثم فارقه بسبب خلافه معه في مسألة مرتكب الكبيرة، وقول واصل فيه بأنه في الدنيا في منزلة بين منزلتين . |
تعديل