٣٨٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٢: | سطر ٢٢: | ||
'''محمد بن جرير بن يزيد''' أصله ومولده في «[[آمل]]» [[طبرستان]] <ref> معجم البلدان 1: 75، 4: 14. وقال الحموي: «والذي يظهر لي وهو الحقّ، ويعضده ما شاهدناه فيهم: أنّ أهل تلك الجبال كثيرو الحروب... وأكثر أسلحتهم بل كلّها الأطبار، حتّى إنّك قلّ أن ترى صعلوكاً أو غنياً إلّا وبيده الطبر، صغيرهم وكبيرهم».</ref>، وامتاز بالنبوغ وعلوّ الهمّة وعزّة النفس، واستطاع أن يلج في أبواب العلوم المختلفة، يقول الحموي: «وجدنا في ميراثه من كتبه ثمانين جزءاً بخطّه الدقيق» <ref> معجم الأدباء 18: 41، 43، 78، سير أعلام النبلاء 14: 267.</ref>. | '''محمد بن جرير بن يزيد''' أصله ومولده في «[[آمل]]» [[طبرستان]] <ref> معجم البلدان 1: 75، 4: 14. وقال الحموي: «والذي يظهر لي وهو الحقّ، ويعضده ما شاهدناه فيهم: أنّ أهل تلك الجبال كثيرو الحروب... وأكثر أسلحتهم بل كلّها الأطبار، حتّى إنّك قلّ أن ترى صعلوكاً أو غنياً إلّا وبيده الطبر، صغيرهم وكبيرهم».</ref>، وامتاز بالنبوغ وعلوّ الهمّة وعزّة النفس، واستطاع أن يلج في أبواب العلوم المختلفة، يقول الحموي: «وجدنا في ميراثه من كتبه ثمانين جزءاً بخطّه الدقيق» <ref> معجم الأدباء 18: 41، 43، 78، سير أعلام النبلاء 14: 267.</ref>. | ||
وقد شهد عصره ظهور مذاهب كلامية مختلفة، وتبلور المذاهب الفقهية والأُصولية، وكانت قد ظهرت المجموعات الحديثية والروائية في مدرسة الشيعة وأهل السنّة. وكان من رواة الحديث المعتبرين في هذه الفترة: نصر بن علي، فقد نقل الخطيب البغدادي والمزي بسندٍ متّصلٍ عنه عن علي بن جعفر عن موسى بن جعفر...: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أخذ بيد حسن وحسين، وقال: «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة». قال أبو | =ترجمته= | ||
وقد شهد عصره ظهور مذاهب كلامية مختلفة، وتبلور المذاهب الفقهية والأُصولية، وكانت قد ظهرت المجموعات الحديثية والروائية في مدرسة الشيعة وأهل السنّة. وكان من رواة الحديث المعتبرين في هذه الفترة: نصر بن علي، فقد نقل الخطيب البغدادي والمزي بسندٍ متّصلٍ عنه عن علي بن جعفر عن موسى بن جعفر...: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أخذ بيد حسن وحسين، وقال: «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة». قال أبو عبدالرحمان عبداللَّه: «لمّا حدّث بهذا الحديث نصر بن علي أمر المتوكّل (العباسي) بضربه ألف سوط، وكلّمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنّة، ولم يزل به حتّى تركه، وقال الخطيب: إنّما أمر المتوكّل بضربه لأنّه ظنّه رافضياً، فلمّا علم أنّه من أهل السنّة تركه!» <ref> تاريخ بغداد 13: 287 - 288، تهذيب الكمال 29: 359 - 360.</ref>. كما وتعرّض الطَبري إلى مثل ذلك كما سنشير لاحقاً. | |||
وروي عن الطبري أنّه قال: «حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وصلّيت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا ابن تسع سنين» <ref> معجم الأدباء 18: 49.</ref>. | وروي عن الطبري أنّه قال: «حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وصلّيت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا ابن تسع سنين» <ref> معجم الأدباء 18: 49.</ref>. | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣١: | ||
وقرأ القرآن ببيروت على العباس بن الوليد <ref> سير أعلام النبلاء 14: 270، غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 107.</ref>، ثم صار إلى الفسطاط في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكان بها بقية من الشيوخ وأهل العلم، فأكثر عنهم الكتبة من علوم مالك والشافعي وابن وَهْب <ref> معجم الأدباء 18: 52.</ref>، حتّى ورد مصر سنة 256 ه <ref> المصدر السابق: 55.</ref>. | وقرأ القرآن ببيروت على العباس بن الوليد <ref> سير أعلام النبلاء 14: 270، غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 107.</ref>، ثم صار إلى الفسطاط في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكان بها بقية من الشيوخ وأهل العلم، فأكثر عنهم الكتبة من علوم مالك والشافعي وابن وَهْب <ref> معجم الأدباء 18: 52.</ref>، حتّى ورد مصر سنة 256 ه <ref> المصدر السابق: 55.</ref>. | ||
وقد التقى بمصر اثنين من علماء الفقه والحديث، وهما: | وقد التقى بمصر اثنين من علماء الفقه والحديث، وهما: [[أبوالحسن علي بن سراج]] وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم المُزني، وكان أبو جعفر يفضّل المزني فيطريه ويذكر دينه، وقال: «جفاني بعض أصحابه في مجلسه، فانقطعت عنه زماناً، ثم إنّه لقيني فاعتذر إليَّ كأ نّه قد جنى جنايةً، ولم يزل في ترفّقه وكلامه حتّى عدت إليه» <ref> المصدر نفسه: 52 - 55.</ref>. | ||
ويبدو أنّ آخر أسفاره العلمية التي واجه فيها المصاعب كانت إلى مصر، وبعد عشرين سنة من ابتعاده عن وطنه عاد إلى بغداد، ثم إلى آمل حيث بقي فيها قليلاً، ثم عاد إلى بغداد، ومن ثم عاد إلى مسقط رأسه طبرستان سنة 290 ه <ref> أنظر: معجم الأدباء 18: 56.</ref>. | ويبدو أنّ آخر أسفاره العلمية التي واجه فيها المصاعب كانت إلى مصر، وبعد عشرين سنة من ابتعاده عن وطنه عاد إلى بغداد، ثم إلى آمل حيث بقي فيها قليلاً، ثم عاد إلى بغداد، ومن ثم عاد إلى مسقط رأسه طبرستان سنة 290 ه <ref> أنظر: معجم الأدباء 18: 56.</ref>. | ||
سطر ٦٩: | سطر ٧٠: | ||
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref> سير أعلام النبلاء 14: 268، تاريخ بغداد 2: 162.</ref>= | =من روى عنهم ومن رووا عنه <ref> سير أعلام النبلاء 14: 268، تاريخ بغداد 2: 162.</ref>= | ||
روى عن جماعة، منهم: محمد بن عبدالملك بن أبي | روى عن جماعة، منهم: [[محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب]]، [[إسحاق بن أبي إسرائيل]]، [[أحمد بن منيع البغوي]]، [[أحمد بن حميد الرازي]]، [[هارون بن إسحاق الهمداني]]، [[يعقوب بن إبراهيم الدورقي]]، [[محمد بن المثنّى]]. | ||
وروى عنه جماعة، منهم: أحمد بن كامل | وروى عنه جماعة، منهم: [[أحمد بن كامل القاضي]]، [[محمد بن عبد اللَّه الشافعي]]، [[مخلد ابن جعفر]]، [[محمد بن أحمد بن حمدان]]، [[المعلّى بن سعيد]]، [[أبوالقاسم الطبراني]]. | ||
ومن شيوخه في القراءة: سليمان بن عبدالرحمان، العباس بن وليد بن مزيد، يونس ابن عبد الأعلى، أبو كُريب محمد بن العلاء، أحمد بن يوسف التغلبي <ref> غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 106.</ref>. | ومن شيوخه في القراءة: سليمان بن عبدالرحمان، العباس بن وليد بن مزيد، يونس ابن عبد الأعلى، أبو كُريب محمد بن العلاء، أحمد بن يوسف التغلبي <ref> غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 106.</ref>. |
تعديل