انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد تقي القمّي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ٦٤: سطر ٦٤:
<br>ويوضّح العلّامة القمّي بعض الجوانب التي ترتبط ب «مشروعه الثقافي التقريبي»:<br>فمنها: أنّ توحيد الثقافة ليس معناه توحيد اللغة، يقول: «ليس هذا أمراً ممكناً... ولكنّ المهمّ أن يفهم بعضنا بعضاً، وهذا ممكن جدّاً إذا وجد في البلاد العربية مثلًا رجال يعرفون لغات الآخرين وعند الآخرين من يعرف العربية ويتحدّث بها».
<br>ويوضّح العلّامة القمّي بعض الجوانب التي ترتبط ب «مشروعه الثقافي التقريبي»:<br>فمنها: أنّ توحيد الثقافة ليس معناه توحيد اللغة، يقول: «ليس هذا أمراً ممكناً... ولكنّ المهمّ أن يفهم بعضنا بعضاً، وهذا ممكن جدّاً إذا وجد في البلاد العربية مثلًا رجال يعرفون لغات الآخرين وعند الآخرين من يعرف العربية ويتحدّث بها».
<br>ومنها: الترجمة، يقول: «ففي البلدان الإسلامية معادن وكنوز وإنّ للمسلمين رجالًا نابغين، وعلماء أكفّاء عاملين، وأُدباء قديرين، فهل يعرفهم العالم الإسلامي؟ وهل يعرف عنهم عشر ما يعرف عن بعض علماء المادّة وكتّاب السوء؟ وهل سمع عن آثارهم؟ وهل‏<br>عرف أنّ منهم مؤلّفين خلّفوا مجلّدات من الكتب، يعدّ كلّ واحد منها مرجعاً من المراجع ودليلًا قائماً بذاته لفكرة ناضجة عند المسلمين؟!».
<br>ومنها: الترجمة، يقول: «ففي البلدان الإسلامية معادن وكنوز وإنّ للمسلمين رجالًا نابغين، وعلماء أكفّاء عاملين، وأُدباء قديرين، فهل يعرفهم العالم الإسلامي؟ وهل يعرف عنهم عشر ما يعرف عن بعض علماء المادّة وكتّاب السوء؟ وهل سمع عن آثارهم؟ وهل‏<br>عرف أنّ منهم مؤلّفين خلّفوا مجلّدات من الكتب، يعدّ كلّ واحد منها مرجعاً من المراجع ودليلًا قائماً بذاته لفكرة ناضجة عند المسلمين؟!».
<br>إنّ تأكيد القمّي على المشروع الثقافي وإعطاءه الأولوية كمحور رئيسي للتقريب يؤكّد لنا استشفاف حركة المستقبل الإسلامي واحتياجاته عنده، ويتجلّى ذلك في موقفين:<br>أوّلًا: عدم توجيه الجهود إلى مجال التقريب بين المذاهب الفقهية، يقول: «لأنّه جهاد في غير الميدان الحقيقي الأولى بالجهاد، أو على أحسن الفروض هو جهاد في الميدان الأسهل الذي لا يمثّل المشكلة الحقيقية في الخلافات بين المذاهب الإسلامية وبين السنّة والشيعة على وجه التحديد». أمّا الميدان الصعب الذي أعطاه الشيخ أولوياته فهو «الميدان الثقافي».
==استشفاف حركة المستقبل الإسلامي واحتياجاته عنده في موقفين==
أوّلًا: عدم توجيه الجهود إلى مجال التقريب بين المذاهب الفقهية، يقول: «لأنّه جهاد في غير الميدان الحقيقي الأولى بالجهاد، أو على أحسن الفروض هو جهاد في الميدان الأسهل الذي لا يمثّل المشكلة الحقيقية في الخلافات بين المذاهب الإسلامية وبين السنّة والشيعة على وجه التحديد». أمّا الميدان الصعب الذي أعطاه الشيخ أولوياته فهو «الميدان الثقافي».
<br>ثانياً: ظهور الحاجة لتعلّم لغات الأُمم الإسلامية وبدء عودة نشاط حركة الترجمة.
<br>ثانياً: ظهور الحاجة لتعلّم لغات الأُمم الإسلامية وبدء عودة نشاط حركة الترجمة.
<br>وقد بدأ إشباع هذه الحاجة بإنشاء أقسام لدراسة لغات الأُمم الإسلامية بالجامعات الكبرى المصرية وبعض الجامعات الإقليمية، وتغطّي هذه الأقسام مراحل الليسانس والدراسات العليا والماجستير والدكتوراه، وفي ظلّ نشاط هذه الأقسام بدأت العودة لحركة الترجمة وإن كان مقتصراً على الجوانب الأدبية فقط، كما ازدهرت المؤتمرات والندوات التي تناقش أبحاثها قضايا الدراسات اللغوية والأدبية بين الأُمم الإسلامية. وعلى الرغم من وجود تقدّم في قنوات الاتّصال بين العالم الإسلامي، إلّاأنّه يوصف بأنّه بطي‏ء، فالعالم الإسلامي لا يزال يعاني [من‏] «تغييب قنوات الاتّصال بين العالم العربي الإسلامي والعالم الإسلامي الفارسي والهندي والتركي والآسيوي بوجه عامّ»، كما يقول القمّي. ولم يكن اهتمام القمّي ب «المشروع الثقافي الإسلامي» من أجل التقريب فقط، بل كان أيضاً لمواجهة «المشروع الثقافي الغربي» الذي ظهر في حركتين رئيسيتين: الاستشراق، والتغريب... وعلى الرغم من اختلاف طريقة عمل هاتين الحركتين، إلّاأنّهما اتّفقتا في اختراق الثقافة الإسلامية وإضعاف المسلمين عقائدياً.
<br>وقد بدأ إشباع هذه الحاجة بإنشاء أقسام لدراسة لغات الأُمم الإسلامية بالجامعات الكبرى المصرية وبعض الجامعات الإقليمية، وتغطّي هذه الأقسام مراحل الليسانس والدراسات العليا والماجستير والدكتوراه، وفي ظلّ نشاط هذه الأقسام بدأت العودة لحركة الترجمة وإن كان مقتصراً على الجوانب الأدبية فقط، كما ازدهرت المؤتمرات والندوات التي تناقش أبحاثها قضايا الدراسات اللغوية والأدبية بين الأُمم الإسلامية. وعلى الرغم من وجود تقدّم في قنوات الاتّصال بين العالم الإسلامي، إلّاأنّه يوصف بأنّه بطي‏ء، فالعالم الإسلامي لا يزال يعاني [من‏] «تغييب قنوات الاتّصال بين العالم العربي الإسلامي والعالم الإسلامي الفارسي والهندي والتركي والآسيوي بوجه عامّ»، كما يقول القمّي. ولم يكن اهتمام القمّي ب «المشروع الثقافي الإسلامي» من أجل التقريب فقط، بل كان أيضاً لمواجهة «المشروع الثقافي الغربي» الذي ظهر في حركتين رئيسيتين: الاستشراق، والتغريب... وعلى الرغم من اختلاف طريقة عمل هاتين الحركتين، إلّاأنّهما اتّفقتا في اختراق الثقافة الإسلامية وإضعاف المسلمين عقائدياً.
 
= المراجع =
== المراجع ==
(انظر ترجمته في: رجالات التقريب: 197- 217، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 94- 97 و 194).
(انظر ترجمته في: رجالات التقريب: 197- 217، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 94- 97 و 194).
<br>
<br>
٤٬٩٤١

تعديل