١٩٠
تعديل
(أنشأ الصفحة ب'```جنگ الجمل``` هي أول حرب أهلية بين المسلمين في زمن حكم علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقعت هذه الحرب في عام 36 هجريًا بين جيش الإمام علي (عليه السلام) ومجموعة من الناكثين الذين تمردوا، بقيادة عائشة زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و...') |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٠٥: | سطر ١٠٥: | ||
ثم انتقل من ربذة إلى ذي قار، حيث جاء عثمان بن حنيف إلى الإمام، وعندما رآه الإمام بهذه الحالة، أظهر له العطف وقال: "بارك الله فيك". | ثم انتقل من ربذة إلى ذي قار، حيث جاء عثمان بن حنيف إلى الإمام، وعندما رآه الإمام بهذه الحالة، أظهر له العطف وقال: "بارك الله فيك". | ||
في الكوفة، حث حسن بن علي وأصدقاء الإمام الآخرين الناس على مساعدة الإمام. وانضم إليهم جيش يتكون من حوالي تسعة آلاف من الكوفيين، والتحقوا بالإمام في ذي قار. كما انضم حوالي ألفين (أو كما قيل، ثلاثة آلاف) من شيعة الإمام من قبيلتي عبد القيس وربيعة الذين كانوا يعيشون في البصرة، ثم تحرك علي (عليه السلام) ووصل إلى البصرة مع حوالي اثني عشر ألف جندي. | في الكوفة، حث حسن بن علي وأصدقاء الإمام الآخرين الناس على مساعدة الإمام. وانضم إليهم جيش يتكون من حوالي تسعة آلاف من الكوفيين، والتحقوا بالإمام في ذي قار. كما انضم حوالي ألفين (أو كما قيل، ثلاثة آلاف) من شيعة الإمام من قبيلتي عبد القيس وربيعة الذين كانوا يعيشون في البصرة، ثم تحرك علي (عليه السلام) ووصل إلى البصرة مع حوالي اثني عشر ألف جندي. | ||
=== تعداد جيش الإمام === | |||
كان جيش الإمام مكونًا من سبع مجموعات، من قبائل متنوعة، وكان لكل مجموعة قائدها. انضمت بعض القبائل، مثل قيس وأزد وحنظلة وعمران وتميم وضبّة ورباب، إلى أصحاب الجمل. | |||
كما انسحب عدد من الأفراد من كلا الطرفين، من بينهم الأحنف بن قيس الذي قال للإمام: إذا أردت، سأكون معك، وإذا لم ترد، سأعتزل مع قبيلتي بني سعد، وسأمنع عشرة آلاف (أو أربعة آلاف) سيف عنك. فضل الإمام أن ينسحب. | |||
في روايات أخرى، كُتب أن جيش الإمام كان يتكون من تسعة عشر أو عشرين ألفًا، بينما كان عدد جيش الثوار ثلاثين ألفًا أو أكثر. | |||
=== رد الإمام على الشبهة === | |||
رد الإمام على أحد أصحابه الذي سأل كيف يمكن أن يكون طلحة وزبير وعائشة جميعهم على الباطل، فقال: لا يمكن معرفة الحق والباطل بمقدار ومنزلة الرجال، بل يجب معرفة الحق ليُعرف أهله، ومعرفة الباطل ليُعرف أهله. | |||
=== استقرار المجموعتين في البصرة === | |||
عندما دخل الإمام البصرة، دخل من جهة الطف، وأقام عدة أيام في مكان معروف بالزاوية، ثم واصل طريقه. | |||
كما انطلق طلحة وزبير وعائشة من فرضة (الميناء) بعد وصول الإمام إلى البصرة، والتقى الجيشان. انتقلت عائشة أيضًا من مقر إقامتها إلى مسجد حدان، في حي قبيلة أزد، الذي كان قريبًا من ساحة المعركة. | |||
=== رفع شبهة === | |||
تشير روايات سيف بن عمر إلى أنه نتيجة للمحادثات بين رسول الإمام علي (عليه السلام) وعائشة وطلحة وزبير، زادت احتمالية المصالحة، وأصبح الجيشان يأملان في التوافق. لكن المحرضين على قتل عثمان، الذين كانوا في جيش الإمام علي ويرون أنفسهم في خطر، اتفقوا في الليلة السابقة للمعركة على إشعال الفتنة، وفي صباح اليوم التالي، هاجم كوفيون من جيش الإمام المجموعة المقابلة، وهكذا بدأت الحرب. | |||
هذه الروايات، بالإضافة إلى شخصية سيف بن عمر وما تحتويه من تناقضات، تسعى لإظهار تأثير الأفراد والجماعات المحرضة (المتهمين بقتل عثمان ومجموعة سبئية الوهمية) على قرار الإمام علي (عليه السلام) وتصوير الثوار والمخالفين كأشخاص ساعين للسلام، بينما وفقًا لروايات أخرى، لم يكن لدى علي (عليه السلام) رغبة في الحرب، وظل يرسل الرسائل لمدة ثلاثة أيام بعد دخوله البصرة، محاولًا منع الثوار ودعوتهم للانضمام إليه. | |||
في يوم الحرب أيضًا، كان يدعو أصحاب الجمل للعودة من الصباح حتى الظهر. | |||
=== جهود الإمام من أجل السلام === | |||
كتب الإمام رسالة إلى طلحة وزبير، يتحدث فيها عن شرعية خلافتهم، وبيعة الناس الحرة، وبراءته من دم عثمان، وعدم حقهم في المطالبة بدم عثمان، وإجراء طلحة وزبير غير الصحيح في انتهاك أمر القرآن (إخراج زوجة النبي من بيتها ومقرها). | |||
كما حذر الإمام في رسالة إلى عائشة من أنها خرجت من بيتها خلافًا لأمر القرآن، وأنها، تحت ذريعة الإصلاح بين الناس والمطالبة بدم عثمان، شنت حملة عسكرية وأوقعت نفسها في إثم كبير. | |||
أصر طلحة وزبير في رسالة إلى الإمام على تمردهم، ولم ترد عائشة. | |||
بعد ذلك، حرض عبد الله بن زبير الناس ضد الإمام، ورد عليه حسن بن علي (عليه السلام) بكلمات بليغة ومفسرة. | |||
ثم أرسل الإمام صعصعة بن صوحان ثم عبد الله بن عباس للتحدث مع طلحة وزبير وعائشة، لكن المحادثات لم تسفر عن نتيجة، وكانت عائشة الأكثر تصلبًا بينهم. | |||
نتيجة لفشل المراسلات والمناقشات، وإصرار الثوار على نقض البيعة والمعارضة والحرب، ألقى الإمام خطبة وأتم الحجة، ونظم جيشه وعين القادة. كذلك، نظم أصحاب الجمل جيشهم. | |||
جلست عائشة على جمل مُدرع، وتقدمت الصفوف. | |||
=== بيان قوانين الحرب === | |||
حذر الإمام أصحابه من بدء الحرب، وقال إنه لا يجب قتل جريح، ولا تشويه أحد، ولا دخول بيت دون إذن، ولا سب أحد، ولا هجاء امرأة، ولا أخذ شيء سوى ما في معسكر أصحاب الجمل. | |||
=== نصيحة قادة الفتنة === | |||
تحدث الإمام علي (عليه السلام) مع طلحة وزبير عن قرب، وذكر لزبير حديثًا عن النبي، فأقر زبير وقال: لو كنت أتذكر هذا، لما جئت إلى هنا. والله لن أقاتلك أبدًا. ثم قال لعائشة إنه يريد ترك الحرب، لكن عبد الله بن زبير قال لأبيه: لقد جعلت هذين الجيشين يتواجهان، والآن وقد رفعوا السيوف على بعضهم، هل تريد أن تتركهم؟ لقد رأيت رايات ابن أبي طالب بيد الشباب الشجعان، وقد خفت. وزبير، بإصرار عبد الله، كفّر عن قسمه بإطلاق سراح عبد، واستعد للحرب. | |||
=== دعوة للاتحاد === | |||
قبل بدء الحرب، أعطى الإمام مصحفًا لأحد أصحابه ليحث الثوار على اتباع أوامره، ويمنعهم من التفرقة ويدعوهم إلى الوحدة، لكنهم قتلوه، وقتلوا عددًا من الآخرين من أصحاب الإمام، فقال الإمام: الآن الحرب جائزة، وقد حان وقت القتال. | |||
=== بدء الحرب === | |||
في يوم الخميس، منتصف جمادى الآخرة 36 أو 10 جمادى الآخرة 36، بدأت الحرب في خُرَيبَة، من نواحي البصرة. | |||
=== صدور فرمان الحرب === | |||
أعطى الإمام علي (عليه السلام) محمد بن حنفية (راية الجيش) ومالك الأشتر (قائد الجناح الأيمن للجيش) أمر الهجوم. استمرت الحرب من الظهر حتى الغروب بشدة. كانت قبائل ضبّة وأزد تحيط بعائشة. | |||
=== الدفاع عن عائشة خلال الحرب === | |||
قتل كعب بن سور، الذي كان يمسك بزمام جمل عائشة، وبعد ذلك، استولى أصحاب الجمل على زمام الجمل واحدًا تلو الآخر، وحافظوا بشدة على عائشة حتى قُتلوا. يُقال إن سبعين شخصًا كانوا يمسكون بزمام الجمل قُطعت أيديهم، وتعرضوا أيضًا للهلاك. | |||
=== بيّ الشتر عائشة === | |||
رواية غريبة من الطبري تتحدث عن تعصب الثوار في تقديس الجمل ودعم عائشة. عندما رأى الإمام مقاومة أهل البصرة حول الجمل، أمر بملاحقته، فهاجم عدد من أفضل أصحاب الإمام الجمل وقتلوه. | |||
=== انتهاء الحرب === | |||
انهزم أصحاب الجمل بعد عدة ساعات من القتال وتكبدوا خسائر كبيرة، في الليل. كتب البلاذري أن جيش الإمام انتصر على أصحاب الجمل بعد سبعة أيام من الحرب. | |||
=== عدد القتلى === | |||
اختلفت الروايات حول عدد القتلى في معركة الجمل. وفقًا لرواية أبو خيثمة عن وهب بن جرير، قُتل من جيش البصرة 2500 شخص في معركة الجمل. في روايات أخرى، يتراوح عدد قتلى أصحاب الجمل بين 6000 إلى 25000. وذكر اليعقوبي أن العدد كان أكثر من 30000، مما يبدو مبالغة. | |||
أما عدد شهداء جيش الإمام فقد تراوح بين 400 إلى 5000 شخص. |
تعديل