انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حسن المدرّس»

أُضيف ٣٬٨٠٤ بايت ،  ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠
لا يوجد ملخص تحرير
(حسن_المدرّس ایجاد شد)
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:حسن المدرّس.jpeg|تصغير|مركز]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |حسن المدرّس‏
!الاسم!! data-type="AuthorName" |حسن المدرّس‏
سطر ٢٩: سطر ٣٠:
</div>
</div>
حسن بن إسماعيل بن مير عبد الباقي المدرّس الحسني: رجل دين وسياسة إيراني، وأحد المصلحين.
حسن بن إسماعيل بن مير عبد الباقي المدرّس الحسني: رجل دين وسياسة إيراني، وأحد المصلحين.
<br>ولد السيّد المدرس حوالي عام 1287 ه بمدينة أصفهان الإيرانية، وكان والده السيّد إسماعيل من الخطباء المعروفين، وبعد أن بلغ عمره ستّ سنوات أخذه جدّه متكفّلًا له، ولمّا بلغ عمره أربع عشرة سنة توفّي كافله، وبعد وفاة جدّه بسنتين قرّر دراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، وعندما بلغ عمره إحدى‏ وعشرين سنة توفّي والده، واستمرّ على مواصلة الدراسة لمدّة ثلاث عشرة سنة، حضرها متتلمذاً على يد بعض الفضلاء، كجهان كير خان القشقائي والآخوند محمّد علي.
<br>ولد السيّد المدرس حوالي عام 1287 ه بمدينة [[أصفهان]] الإيرانية، وكان والده السيّد إسماعيل من الخطباء المعروفين، وبعد أن بلغ عمره ستّ سنوات أخذه جدّه متكفّلًا له، ولمّا بلغ عمره أربع عشرة سنة توفّي كافله، وبعد وفاة جدّه بسنتين قرّر دراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، وعندما بلغ عمره إحدى‏ وعشرين سنة توفّي والده، واستمرّ على مواصلة الدراسة لمدّة ثلاث عشرة سنة، حضرها متتلمذاً على يد بعض الفضلاء، ك[[جهان كير خان القشقائي]] وال[[آخوند محمّد علي]].
<br>وبعد حركة التنباك (التبغ) سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته، وكان في النجف لا يستلم أيّ راتب من الحوزة، بل كان مصدر رزقه الطبابة، حيث كان ملمّاً بالطبّ‏<br>القديم ويداوي به. وبعد سبع سنوات عاد إلى أصفهان، وأخذ يدرّس الفقه والأُصول، ثمّ ذهب إلى العاصمة طهران، واستمرّ يلقي دروسه في مدرسة سبهسالار.
<br>وبعد [[حركة التنباك]] (التبغ) سافر إلى مدينة [[النجف الأشرف]] لإكمال دراسته، وكان في النجف لا يستلم أيّ راتب من الحوزة، بل كان مصدر رزقه الطبابة، حيث كان ملمّاً بالطبّ‏<br>القديم ويداوي به. وبعد سبع سنوات عاد إلى أصفهان، وأخذ يدرّس الفقه والأُصول، ثمّ ذهب إلى العاصمة [[طهران]]، واستمرّ يلقي دروسه في [[مدرسة سبهسالار]].
<br>من أساتذته: الشيخ عبد العلي النحوي، والسيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي، والشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند.
<br>من أساتذته: الشيخ [[عبد العلي النحوي]]، و[[السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي]]، والشيخ [[محمّد كاظم الخراساني]] المعروف بالآخوند.
<br>وقد أولى السيّد المدرّس العمل السياسي جلّ وقته، فبرع فيه إلى الحدّ الذي يعتبره أكثر المؤرّخين الإيرانيّين من نوادر وأفذاذ تاريخ إيران السياسي، وشخصيته جمعت بين العلم والتقوى والبساطة من جهة وبين القدرة على قراءة المستقبل والوضع السياسي من جهة ثانية.
<br>وقد أولى السيّد المدرّس العمل السياسي جلّ وقته، فبرع فيه إلى الحدّ الذي يعتبره أكثر المؤرّخين الإيرانيّين من نوادر وأفذاذ تاريخ إيران السياسي، وشخصيته جمعت بين العلم والتقوى والبساطة من جهة وبين القدرة على قراءة المستقبل والوضع السياسي من جهة ثانية.
<br>لمّا أُعلنت حركة المشروطة (الدستورية) في إيران سنة 1906 م اشترط علماء الدين على حكومة رضا خان تأييد المذهب الجعفري وحمايته، وكان وجود جملة من علماء الدين أعضاء في المجلس النيابي الإيراني بقصد حماية الشريعة الإسلامية، ومراقبة باقي الأعضاء لئلّا يحيدوا عنها. وكان من بينهم السيّد المدرس، والذي دخل المجلس النيابي بتوصيات من علماء النجف الأشرف، واشترك في دورته الثانية سنة 1909 م، وكذلك في دورته الثالثة منتخباً من قبل أهالي طهران، وظلّ يدافع عن أفكاره الإسلامية إلى آخر عمره الشريف، ووقف بوجه مخطّطات رضا خان ووصفها بالخيانة والعمالة للاستعمار، وفي إحدى المرّات قال لرضا خان: «أنت إنسان همجي، ما شأنك وشأن السياسة، اذهب وفتّش عن عمل يناسبك!».
<br>لمّا أُعلنت [[حركة المشروطة]] (الدستورية) في [[إيران]] سنة 1906 م اشترط علماء الدين على حكومة [[رضا خان]] تأييد [[المذهب الجعفري]] وحمايته، وكان وجود جملة من علماء الدين أعضاء في المجلس النيابي الإيراني بقصد حماية [[الشريعة الإسلامية]]، ومراقبة باقي الأعضاء لئلّا يحيدوا عنها. وكان من بينهم السيّد المدرس، والذي دخل المجلس النيابي بتوصيات من علماء النجف الأشرف، واشترك في دورته الثانية سنة 1909 م، وكذلك في دورته الثالثة منتخباً من قبل أهالي طهران، وظلّ يدافع عن أفكاره الإسلامية إلى آخر عمره الشريف، ووقف بوجه مخطّطات رضا خان ووصفها بالخيانة والعمالة للاستعمار، وفي إحدى المرّات قال لرضا خان: «أنت إنسان همجي، ما شأنك وشأن السياسة، اذهب وفتّش عن عمل يناسبك!».
<br>وقد حاول نظام رضا خان اغتياله عندما كان في أصفهان، لكن المحاولة باءت بالفشل، وفي المرّة الأُخرى التي حاول النظام اغتياله، وهي عندما جاء لغرض التدريس في مدرسة سبهسالار في العاصمة طهران، حيث هاجمته مجموعة مكوّنة من عشرة أشخاص، وأخذوا يطلقون النار عليه من كلّ جانب، فلم تصبه إلّاأربع رصاصات، ثلاث في اليد اليسرى والرابعة في اليد اليمنى، لكنّ الإرادة الإلهية شاءت بقاءه؛ إذ لم تكن الإصابات قاتلة.
<br>وقد حاول نظام رضا خان اغتياله عندما كان في أصفهان، لكن المحاولة باءت بالفشل، وفي المرّة الأُخرى التي حاول النظام اغتياله، وهي عندما جاء لغرض التدريس في مدرسة سبهسالار في العاصمة طهران، حيث هاجمته مجموعة مكوّنة من عشرة أشخاص، وأخذوا يطلقون النار عليه من كلّ جانب، فلم تصبه إلّاأربع رصاصات، ثلاث في اليد اليسرى والرابعة في اليد اليمنى، لكنّ الإرادة الإلهية شاءت بقاءه؛ إذ لم تكن الإصابات قاتلة.
<br>كان يقول: «نحن أصحاب الدار، وصاحب الدار أعلم بما فيه، اتركونا نشخّص صلاحنا وفسادنا»، ويقول: «ليس من اللائق أن نترك ونُعرض عن حرّيتنا واستقلالنا الذي أقررناه ووقّعناه بأيدينا»، ويقول: «إنّ أصل سياستنا هو ديننا، نحن أصدقاء مع الدول الأُخرى المجاورة وغير المجاورة، وكلّ من يتعرّض لنا نتعرّض له، كما تُدين تُدان»، ويقول: «اختلافي مع رضا خان ليس اختلاف التاج مع العمامة، أنا في خلاف مع الأساس الذي قام عليه النظام».
<br>كان يقول: «نحن أصحاب الدار، وصاحب الدار أعلم بما فيه، اتركونا نشخّص صلاحنا وفسادنا»، ويقول: «ليس من اللائق أن نترك ونُعرض عن حرّيتنا واستقلالنا الذي أقررناه ووقّعناه بأيدينا»، ويقول: «إنّ أصل سياستنا هو ديننا، نحن أصدقاء مع الدول الأُخرى المجاورة وغير المجاورة، وكلّ من يتعرّض لنا نتعرّض له، كما تُدين تُدان»، ويقول: «اختلافي مع رضا خان ليس اختلاف التاج مع العمامة، أنا في خلاف مع الأساس الذي قام عليه النظام».
<br>قال الإمام الخميني: «كان المرحوم آية اللَّه المدرّس من الأشخاص الذين وقفوا بوجه الظلم والاستبداد- ظلم واستبداد رضا خان- أيّام كان نائباً في مجلس النوّاب»، وقال:<br>السيّد محسن الأمين في «أعيان الشيعة»: «كان عالماً، فاضلًا، جريئاً، شجاعاً، مقداماً، حتّى أنّه لشدّة شجاعته نسب إلى التهوّر».
<br>قال [[الإمام الخميني]]: «كان المرحوم آية اللَّه المدرّس من الأشخاص الذين وقفوا بوجه الظلم والاستبداد- ظلم واستبداد رضا خان- أيّام كان نائباً في مجلس النوّاب»، وقال:<br>[[السيّد محسن الأمين]] في «أعيان الشيعة»: «كان عالماً، فاضلًا، جريئاً، شجاعاً، مقداماً، حتّى أنّه لشدّة شجاعته نسب إلى التهوّر».
<br>في عام 1347 ه أبعده نظام رضا خان إلى خراسان لمدّة مديدة، ثمّ اعتقله، وبقي هناك إلى عام 1356 ه، ثمّ نقلوه إلى سجن في مدينة كاشمر في جنوب خراسان، ومنعت عنه الزيارة والمراسلة، وأصدر رضا خان في نفس السنة التي نقلوا فيها السيّد المدرّس إلى سجن كاشمر أمراً بقتله، فدُسّ له السُمّ، فقضى شهيداً في الثامن والعشرين من شهر رمضان 1356 ه، وقيل: بل خُنق خنقاً وأُشيع بأنّه توفّي بالسكتة القلبية، ودفن بمدينة كاشمر في إيران، وقبره معروف يزار.
<br>في عام 1347 ه أبعده نظام رضا خان إلى [[خراسان]] لمدّة مديدة، ثمّ اعتقله، وبقي هناك إلى عام 1356 ه، ثمّ نقلوه إلى سجن في مدينة [[كاشمر]] في جنوب خراسان، ومنعت عنه الزيارة والمراسلة، وأصدر رضا خان في نفس السنة التي نقلوا فيها السيّد المدرّس إلى سجن كاشمر أمراً بقتله، فدُسّ له السُمّ، فقضى شهيداً في الثامن والعشرين من شهر رمضان 1356 ه، وقيل: بل خُنق خنقاً وأُشيع بأنّه توفّي بالسكتة القلبية، ودفن بمدينة كاشمر في إيران، وقبره معروف يزار.
<br>من مؤلّفات السيّد المدرّس: حاشية على الكفاية في الأُصول، رسالة في العقود، رسالة في الشرط المتأخّر، بحث في لزوم القبض في الموقوفات، رسالة في حجّية الظنّ، رسالة في الاستصحاب، رسالة في شرائط الإمام والمأموم، كتاب زرد (الكتاب الأصفر).
<br>من مؤلّفات السيّد المدرّس: حاشية على الكفاية في الأُصول، رسالة في العقود، رسالة في الشرط المتأخّر، بحث في لزوم القبض في الموقوفات، رسالة في حجّية الظنّ، رسالة في الاستصحاب، رسالة في شرائط الإمام والمأموم، كتاب زرد (الكتاب الأصفر).


سطر ٤٣: سطر ٤٤:
(انظر ترجمته في: أعيان الشيعة 5: 21- 22 و 311، الذريعة 17: 276، كلشن أبرار (روضة الأبرار) 2: 562- 570).
(انظر ترجمته في: أعيان الشيعة 5: 21- 22 و 311، الذريعة 17: 276، كلشن أبرار (روضة الأبرار) 2: 562- 570).
<br>
<br>
 
[[تصنيف:رجال الإسلام]]
[[تصنيف:علماء إيران]]
Write
٤٤٩

تعديل