انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إسماعيلية»

أُضيف ٥٣ بايت ،  يوم السبت الساعة ١٥:٢٧
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
 
سطر ١: سطر ١:
«الإسماعيلية» فرقة من الشيعة يعتقدون أن مقام الإمامة بعد الإمام الصادق (عليه السلام) انتقل إلى ابنه الأكبر إسماعيل الذي توفي في زمنه. يُطلق على هذه المجموعة أيضًا لقب القرامطة والستة إمامية<ref>سبحانی، جعفر؛ بحوث فی الملل و النحل؛ ج ۷، ص ۵۴.</ref>.
«الإسماعيلية» فرقة من [[الشيعة]] يعتقدون أن مقام الإمامة بعد [[الإمام الصادق]] (عليه السلام) انتقل إلى ابنه الأكبر إسماعيل الذي توفي في زمنه. يُطلق على هذه المجموعة أيضًا لقب [[القرامطة]] والستة إمامية<ref>سبحانی، جعفر؛ بحوث فی الملل و النحل؛ ج ۷، ص ۵۴.</ref>.


==الإسماعيلية==   
==الإسماعيلية==   
كانت الإسماعيلية من المؤمنين بالموعود غير المعتقدين في حضرت المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذين كانوا يؤمنون بإمامة الستة الأئمة الأوائل من الشيعة الاثني عشرية، لكنهم بعد الإمام الصادق (عليه السلام) قبلوا إمامة ابنه الأكبر إسماعيل أو ابنه محمد<ref>شهرستانی، محمد‌بن‌عبدالکریم؛ الملل و النحل؛ ج 1،  ص ۲۲۶.</ref>، وامتنعوا عن قبول إمامة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، على الرغم من أن إسماعيل توفي في زمن والده. ومع ذلك، لم يتفق الإسماعيلية حول مصير الإمامة بعد إسماعيل، فبعضهم الذين يُطلق عليهم الإسماعيلية الخالصة، قالوا إن إسماعيل لم يمت، بل غاب، وهو القائم الموعود، ولن يموت حتى يصبح حاكم الأرض. بينما قال مجموعة أخرى كانوا يؤمنون بوفاة إسماعيل إن الإمامة كانت حق إسماعيل، وانتقلت بعد وفاته إلى ابنه محمد. كانوا أتباع مبارك غلام إسماعيل بن جعفر وسموا بالمباركية. المباركية انقسمت إلى مجموعتين: مجموعة سميت القرامطة، واعتقدت أن محمد بن إسماعيل لم يمت، وأنه القائم والمهدي الذي سيظهر يومًا ما، ومع ظهورهم سيبدأ الدور السابع من العالم. لم يؤمنوا بوجود أئمة مستورين بعد محمد بن إسماعيل<ref>نوبختی، حسن بن موسی؛ فرق الشیعه؛ انتشارات مکتبه الفقیه قم؛  ص ۸۳-۸۴.</ref>، بينما كانت مجموعة أخرى تقول إن الدور السابع من العالم قد بدأ مع محمد بن إسماعيل، وأن بعده أئمة مستورون يتجولون في البلاد والمدن ولهم دعاة ومبلغون يدعون الناس لاتباع الإمام المستور، وبعد الأئمة المستورين سيظهر المهدي<ref>شهرستانی، محمد بن عبدالکریم؛ الملل و النحل؛ ‌تحقیق محمد سید گیلانی؛ دارالمعرفه بیروت؛ ج ۱، ص ۱۹۲.</ref>.
كانت الإسماعيلية من المؤمنين بالموعود غير المعتقدين في حضرت [[المهدي]] (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذين كانوا يؤمنون بإمامة الستة الأئمة الأوائل من الشيعة [[الشيعة|الاثني عشرية]]، لكنهم بعد [[الإمام الصادق]] (عليه السلام) قبلوا إمامة ابنه الأكبر إسماعيل أو ابنه محمد<ref>شهرستانی، محمد‌بن‌عبدالکریم؛ الملل و النحل؛ ج 1،  ص ۲۲۶.</ref>، وامتنعوا عن قبول إمامة [[الإمام موسى الكاظم]] (عليه السلام)، على الرغم من أن إسماعيل توفي في زمن والده. ومع ذلك، لم يتفق الإسماعيلية حول مصير الإمامة بعد إسماعيل، فبعضهم الذين يُطلق عليهم الإسماعيلية الخالصة، قالوا إن إسماعيل لم يمت، بل غاب، وهو القائم الموعود، ولن يموت حتى يصبح حاكم الأرض. بينما قال مجموعة أخرى كانوا يؤمنون بوفاة إسماعيل إن الإمامة كانت حق إسماعيل، وانتقلت بعد وفاته إلى ابنه محمد. كانوا أتباع مبارك غلام إسماعيل بن جعفر وسموا بالمباركية. [[المباركية]] انقسمت إلى مجموعتين: مجموعة سميت القرامطة، واعتقدت أن محمد بن إسماعيل لم يمت، وأنه القائم والمهدي الذي سيظهر يومًا ما، ومع ظهورهم سيبدأ الدور السابع من العالم. لم يؤمنوا بوجود أئمة مستورين بعد محمد بن إسماعيل<ref>نوبختی، حسن بن موسی؛ فرق الشیعه؛ انتشارات مکتبه الفقیه قم؛  ص ۸۳-۸۴.</ref>، بينما كانت مجموعة أخرى تقول إن الدور السابع من العالم قد بدأ مع محمد بن إسماعيل، وأن بعده أئمة مستورون يتجولون في البلاد والمدن ولهم دعاة ومبلغون يدعون الناس لاتباع الإمام المستور، وبعد الأئمة المستورين سيظهر المهدي<ref>شهرستانی، محمد بن عبدالکریم؛ الملل و النحل؛ ‌تحقیق محمد سید گیلانی؛ دارالمعرفه بیروت؛ ج ۱، ص ۱۹۲.</ref>.


==رأي الشيخ المفيد==  
==رأي الشيخ المفيد==  
يقول الشيخ المفيد عن إسماعيل: كان إسماعيل أكبر أبناء الإمام الصادق (عليه السلام). كان الإمام يحبه كثيرًا ويعامله بلطف أكثر من الآخرين، لكن إسماعيل توفي في حياة والده في "عريش" (وادي قريب من المدينة). أحضر الناس جنازته إلى المدينة عند الإمام الصادق (عليه السلام) ودُفن في مقبرة البقيع. وقد رُوي أن الإمام كان يشعر بحزن شديد لوفاته، لدرجة أنه كان يسير خلف نعشه حافي القدمين وبدون رداء. كما كان يأمر بوضع نعشه على الأرض عدة مرات قبل دفنه، وفي كل مرة كان يأتي ويزيل القماش عن وجهه وينظر إليه. كان هدف الإمام من هذا العمل هو إثبات وفاته أمام الذين كانوا يظنون أنه الإمام والوصي، ليزيل الشكوك حول حياته.
يقول [[الشيخ المفيد]] عن إسماعيل: كان إسماعيل أكبر أبناء الإمام الصادق (عليه السلام). كان الإمام يحبه كثيرًا ويعامله بلطف أكثر من الآخرين، لكن إسماعيل توفي في حياة والده في "عريش" (وادي قريب من المدينة). أحضر الناس جنازته إلى المدينة عند الإمام الصادق (عليه السلام) ودُفن في مقبرة [[البقيع]]. وقد رُوي أن الإمام كان يشعر بحزن شديد لوفاته، لدرجة أنه كان يسير خلف نعشه حافي القدمين وبدون رداء. كما كان يأمر بوضع نعشه على الأرض عدة مرات قبل دفنه، وفي كل مرة كان يأتي ويزيل القماش عن وجهه وينظر إليه. كان هدف الإمام من هذا العمل هو إثبات وفاته أمام الذين كانوا يظنون أنه الإمام والوصي، ليزيل الشكوك حول حياته.


بعد ذلك، تراجع بعض من أصحاب الإمام الذين كانوا يعتقدون أنه الإمام بعد الإمام الصادق (عليه السلام)، لكن مجموعة قليلة من الناس الذين لم يكونوا من المقربين للإمام ولا من رواة حديثه، بقوا على اعتقادهم وقالوا إن إسماعيل حي وسيتولى الإمامة بعد والده<ref>مفید، محمد بن محمد؛ الارشاد؛ ج ۲، ص ۲۰۹-۲۱۰.</ref>.
بعد ذلك، تراجع بعض من أصحاب الإمام الذين كانوا يعتقدون أنه الإمام بعد الإمام الصادق (عليه السلام)، لكن مجموعة قليلة من الناس الذين لم يكونوا من المقربين للإمام ولا من رواة حديثه، بقوا على اعتقادهم وقالوا إن إسماعيل حي وسيتولى الإمامة بعد والده<ref>مفید، محمد بن محمد؛ الارشاد؛ ج ۲، ص ۲۰۹-۲۱۰.</ref>.