٢٦١
تعديل
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
فالفلسطينيون لم يعذّبوا الصهاينة، ولم يغلّقوا أبواب الأطعمة والبضائع نحوهم. وقاتلوا وحدهم قتالاً غير متكافئ على الإطلاق من حيث الإمكانيات المالية والعسكرية، وكان سلاحهم الرئيسي في هذه المعركة التاريخية هو سلاح الإرادة والإيمان. لكن إسرائيل استخدمت كافة أنواع الأدوات والجرائم، ليس فقط ضد المسلّحين، بل أيضاً ضد الشعب الفلسطيني، وأدارت حرباً لا حدود لها أخلاقياً ولا إنسانياً. ومع ذلك، فإن الصهاينة أنفسهم لم يفهموا هذا الوضع الصعب للشعب الفلسطيني فحسب؛ بل احتلّوا أراضيهم بكل سهولة واستمروا في بناء المنازل على أراضي الآخرين. والفلسطينيون، لم يواجهوا لعدة عقود مدیدة سوی التهجير والفقر والحصار والجوع والقمع والعنف والقتل والتعذيب. خلافاً للصهاينة الذين جمّعوا الثروات خلال تلك العقود واستمرّوا بدعمهم لجرائم الجيش و[[الموساد]]. لكن الوضع الآن ليس کالسابق بالنسبة لهم. | فالفلسطينيون لم يعذّبوا الصهاينة، ولم يغلّقوا أبواب الأطعمة والبضائع نحوهم. وقاتلوا وحدهم قتالاً غير متكافئ على الإطلاق من حيث الإمكانيات المالية والعسكرية، وكان سلاحهم الرئيسي في هذه المعركة التاريخية هو سلاح الإرادة والإيمان. لكن إسرائيل استخدمت كافة أنواع الأدوات والجرائم، ليس فقط ضد المسلّحين، بل أيضاً ضد الشعب الفلسطيني، وأدارت حرباً لا حدود لها أخلاقياً ولا إنسانياً. ومع ذلك، فإن الصهاينة أنفسهم لم يفهموا هذا الوضع الصعب للشعب الفلسطيني فحسب؛ بل احتلّوا أراضيهم بكل سهولة واستمروا في بناء المنازل على أراضي الآخرين. والفلسطينيون، لم يواجهوا لعدة عقود مدیدة سوی التهجير والفقر والحصار والجوع والقمع والعنف والقتل والتعذيب. خلافاً للصهاينة الذين جمّعوا الثروات خلال تلك العقود واستمرّوا بدعمهم لجرائم الجيش و[[الموساد]]. لكن الوضع الآن ليس کالسابق بالنسبة لهم. | ||
والآن يستطيع الصهاينة أيضًا أن يفهموا ما معنی الهجوم، وما هي المأساة الكبرى التي قد تكون فقدان أفراد من العائلة. وأيضاً يمكنهم أن يفهموا أن الشعب الأعزل في ظل أصعب الظروف کیف سيعاني من المصاعب والمعاناة. | |||
وبالطبع، كل هذا يأتي في وضع لا يستطيع فيه الصهاينة، على عكس الفلسطينيين، أن يفهموا مدى صعوبة المحنة المتمثّلة في إحتلال الوطن من قبل «الآخرين». وما أدرکه الصهاينة خلال هذه الأيام القليلة، كان شعوراً عميقاً بـ «إنعدام الأمن». هو الشعور الذي طال أمده لدى الشعب الفلسطيني المظلوم، والذي طالما شعر به بسبب إستعراض القوّة وجرائم الجيش الصهيوني. | |||
وبالرغم من أن شعب إسرائيل أدرك في هذه الأيام، إنعدام الأمن والخوف حتى النخاع؛ لكن الکيان الصهيوني يستخدم الآن تكتيك العقوبات القديمة لترهيب وتخويف الفلسطينيين وهو تکتيك المقاطعة. تُعرف غزة منذ زمن طويل بأنـها أكبر سجن مفتوح في العالم، والإلحصار والحظر المفروض على المياه والكهرباء والغذاء ضد شعبها، ليس حدثاً غريباً وغير متوقع بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين المضطهدين. |