٨٧٣
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Wikivahdat (نقاش | مساهمات) ط (استبدال النص - '=====' ب'======') |
||
سطر ١٦: | سطر ١٦: | ||
[[الاجتهاد المطلق]] أم المتجزّئ ممكن أو هو محال؟ برزت إزاء هذا السؤال أقوال: | [[الاجتهاد المطلق]] أم المتجزّئ ممكن أو هو محال؟ برزت إزاء هذا السؤال أقوال: | ||
=====القول الأول: الاجتهاد المطلق محال والمتجزّئ ممكن===== | ======القول الأول: الاجتهاد المطلق محال والمتجزّئ ممكن====== | ||
وقد اختار هذا القول بعض أهل السنّة، منهم الفتوحي الحنبلي. <ref> شرح الكوكب المنير : 398.</ref> وقد استدلّ لهذا القول بأنّ الاجتهاد لو لم يكن متجزّيا يلزم منه كون شخص واحد عالما بتمام أبواب وجزئيات الفقه وهذا محال. | وقد اختار هذا القول بعض أهل السنّة، منهم الفتوحي الحنبلي. <ref> شرح الكوكب المنير : 398.</ref> وقد استدلّ لهذا القول بأنّ الاجتهاد لو لم يكن متجزّيا يلزم منه كون شخص واحد عالما بتمام أبواب وجزئيات الفقه وهذا محال. | ||
ومن هذا الاستدلال يعلم أنّ القائلين بهذا القول قد تبنّوا التعريف الأول من التعاريف التي ذكرت للمطلق، أي التعريف الذي لايرى حصول الاجتهاد بالاستفراغ الفعلي في جميع الأحكام والجزئيات. | ومن هذا الاستدلال يعلم أنّ القائلين بهذا القول قد تبنّوا التعريف الأول من التعاريف التي ذكرت للمطلق، أي التعريف الذي لايرى حصول الاجتهاد بالاستفراغ الفعلي في جميع الأحكام والجزئيات. | ||
=====القول الثاني: [[الاجتهاد المتجزّئ]] محال و [[الاجتهاد المطلق]] ممكن===== | ======القول الثاني: [[الاجتهاد المتجزّئ]] محال و [[الاجتهاد المطلق]] ممكن====== | ||
وقد اختار هذا القول بعض الحنفية<ref> انظر : مرآة الأصول 2 : 219.</ref>، وجمع من متأخري الإمامية<ref> انظر : الأصول العامة للفقه المقارن : 564.</ref>، وكذلك الشوكاني<ref> إرشاد الفحول 2 : 302.</ref>، وقد استدلّ أنصار هذا القول بوجوه متعدّدة: | وقد اختار هذا القول بعض الحنفية<ref> انظر : مرآة الأصول 2 : 219.</ref>، وجمع من متأخري الإمامية<ref> انظر : الأصول العامة للفقه المقارن : 564.</ref>، وكذلك الشوكاني<ref> إرشاد الفحول 2 : 302.</ref>، وقد استدلّ أنصار هذا القول بوجوه متعدّدة: | ||
'''الأول:''' إنّ ملكة الاجتهاد أمر بسيط، والبسيط لا يتجزّئ. | '''الأول:''' إنّ ملكة الاجتهاد أمر بسيط، والبسيط لا يتجزّئ. | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
ويستفاد من هذا الاستدلال أ نّه قد انطلق من المعنى الثالث من معاني الإطلاق. | ويستفاد من هذا الاستدلال أ نّه قد انطلق من المعنى الثالث من معاني الإطلاق. | ||
=====القول الثالث: الاجتهاد المطلق والمتجزّئ كلاهما ممكنان===== | ======القول الثالث: الاجتهاد المطلق والمتجزّئ كلاهما ممكنان====== | ||
وهذا يمثّل وجهة نظر أكثر العلماء.<ref> انظر : المستصفى 2 : 203، الإحكام الآمدي 3 ـ 4 : 398، مبادئ الوصول : 243، ذكرى الشيعة 1 : 43، الوافية : 244.</ref> والظاهر أنّ القائلين به قد تبنّوا من المعاني المذكورة إمّا المعنى الثاني (أي: كون الإطلاق ملكة الاقتدار على استنباط الجميع، والتجزّئ هو ملكة الاقتدار على استنباط بعض)، أو المعنى الثالث (أي: كون الإطلاق الإحاطة بأدلّة جميع الأحكام، والتجزّئ الإحاطة بأدلّة بعض) حيث إنّ كلاًّ من هذين المعنيين أمكن على أساسه القول بإمكانية كلّ من الاجتهاد المطلق والمتجزّئ. | وهذا يمثّل وجهة نظر أكثر العلماء.<ref> انظر : المستصفى 2 : 203، الإحكام الآمدي 3 ـ 4 : 398، مبادئ الوصول : 243، ذكرى الشيعة 1 : 43، الوافية : 244.</ref> والظاهر أنّ القائلين به قد تبنّوا من المعاني المذكورة إمّا المعنى الثاني (أي: كون الإطلاق ملكة الاقتدار على استنباط الجميع، والتجزّئ هو ملكة الاقتدار على استنباط بعض)، أو المعنى الثالث (أي: كون الإطلاق الإحاطة بأدلّة جميع الأحكام، والتجزّئ الإحاطة بأدلّة بعض) حيث إنّ كلاًّ من هذين المعنيين أمكن على أساسه القول بإمكانية كلّ من الاجتهاد المطلق والمتجزّئ. | ||
سطر ٤٤: | سطر ٤٤: | ||
وقد جرى البحث بين القائلين بوجود هذه المرتبة هل أنّ أخذ الأصول من إمام المذهب يعدّ تقليدا أم لا؟ برزت أقوال ثلاثة في الإجابة على هذا السؤال: | وقد جرى البحث بين القائلين بوجود هذه المرتبة هل أنّ أخذ الأصول من إمام المذهب يعدّ تقليدا أم لا؟ برزت أقوال ثلاثة في الإجابة على هذا السؤال: | ||
=====القول الأول:===== | ======القول الأول:====== | ||
أنّه في حقيقته عمل اجتهاديّ. وقد نسبه بعض الشافعية إلى أصحابهم. <ref> انظر : المصدر السابق.</ref> | أنّه في حقيقته عمل اجتهاديّ. وقد نسبه بعض الشافعية إلى أصحابهم. <ref> انظر : المصدر السابق.</ref> | ||
=====القول الثاني:===== | ======القول الثاني:====== | ||
أنّه مزيج من الاجتهاد والتقليد، وبعبارة أخرى إنّه اجتهادٌ شابه شيء من التقليد، وقد اختار ذلك الكثير من الأصوليين. | أنّه مزيج من الاجتهاد والتقليد، وبعبارة أخرى إنّه اجتهادٌ شابه شيء من التقليد، وقد اختار ذلك الكثير من الأصوليين. | ||
=====القول الثالث:===== | ======القول الثالث:====== | ||
أنّه تقليد محض. وقد قاله بعض من أصحاب مالك، وجملة من أصحاب أحمد، وأكثر أصحاب أبي حنيفة وكذلك داود. <ref> انظر : المصدر نفسه.</ref> | أنّه تقليد محض. وقد قاله بعض من أصحاب مالك، وجملة من أصحاب أحمد، وأكثر أصحاب أبي حنيفة وكذلك داود. <ref> انظر : المصدر نفسه.</ref> | ||
ولو وجّه هذا السؤال إلى الإماميّة لكان جوابها عنه: أنّ أخذ الأصول من إمام المذهب هو ليس إلاّ تقليدا محضا. وبما أ نّها ـ أي الإماميّة ـ تعتقد أنّ حصول الاجتهاد حقيقةً متوقف على وقوع الاجتهاد في كلّ من الأصول والفروع، فهي لا تعطي أيّ اعتبار إلى الاجتهاد المنتسب، ولاتعدّه من الاجتهاد أصلاً. | ولو وجّه هذا السؤال إلى الإماميّة لكان جوابها عنه: أنّ أخذ الأصول من إمام المذهب هو ليس إلاّ تقليدا محضا. وبما أ نّها ـ أي الإماميّة ـ تعتقد أنّ حصول الاجتهاد حقيقةً متوقف على وقوع الاجتهاد في كلّ من الأصول والفروع، فهي لا تعطي أيّ اعتبار إلى الاجتهاد المنتسب، ولاتعدّه من الاجتهاد أصلاً. |