انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أفعال الرسول (ص)»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١١: سطر ١١:


==الفعل نوع بيان==
==الفعل نوع بيان==
نفى البعض جواز البيان بالفعل، وحُكي هذا عن أبي إسحاق الإسفراييني وأبي الحسن الكرخي<ref> التبصرة: 247.</ref>، إلاَّ أنَّ جلَّ الأصوليين يرون صحَّة بيان [[الرسول]] بالفعل<ref> الذريعة 2: 585 ـ 587، العدّة في أصول الفقه الطوسي 2: 582 ـ 583، الإحكام (الآمدي) 1 ـ 2: 148، معارج الأصول: 120، البحر المحيط 4: 189.</ref>.
نفى البعض جواز البيان بالفعل، وحُكي هذا عن أبي إسحاق الإسفراييني وأبي الحسن الكرخي<ref> التبصرة: 247.</ref>، إلاَّ أنَّ جلَّ الأصوليين يرون صحَّة بيان [[الرسول]] بالفعل<ref> الذريعة 2: 585 ـ 587، العدّة في أصول الفقه [[الطوسي]] 2: 582 ـ 583، الإحكام (الآمدي) 1 ـ 2: 148، معارج الأصول: 120، البحر المحيط 4: 189.</ref>.
<br>إنَّ البيان من وظائف الرسول الأساسية، كما ورد في الآية الكريمة: '''«وَأنْزَلْنَا إليْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نَزَلَ إلَيْهِمْ»'''<ref> النحل: 44.</ref> وقد كان يبيِّن ويبلّغ الأحكام بأفعاله كما يبلّغ بأقواله، وقد صرَّح [[القرآن الكريم]] بذلك في مواطن، من قبيل: '''«زَوَّجْنَاكَها لِكَيْلا يَكون عَلى المُؤْمِنينَ حَرَجٌ»'''<ref> الأحزاب: 37.</ref> كما أنَّ الرسول صرَّح أو أشار إلى هذا في عدّة موارد، من قبيل قوله: «صلّوا كما رأيتموني اُصلّي»<ref> السنن الكبرى البيهقي 2: 345، كتاب الصلاة، باب من سها فترك ركنا عاد إلى ما ترك حديث مالك بن الحويرث، صحيح مسلم بشرح النووي 4: 197، كتاب الصلاة باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، الذريعة 1: 342، العدّة في أصول الفقه (الطوسي) 2: 419، بحار الأنوار 82: 279.</ref> وقوله «ألا أخبرتِه أنّي أفعل ذلك؟»<ref> المسند الشافعي: 240، فتح الباري 4: 121 كتاب الصوم باب المباشرة للصائم.</ref> في جواب [[اُمّ سلمة]] عندما سألها رجل عمَّن قبَّل امرأته وهو صائم.
<br>إنَّ البيان من وظائف الرسول الأساسية، كما ورد في الآية الكريمة: '''«وَأنْزَلْنَا إليْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نَزَلَ إلَيْهِمْ»'''<ref> النحل: 44.</ref> وقد كان يبيِّن ويبلّغ الأحكام بأفعاله كما يبلّغ بأقواله، وقد صرَّح [[القرآن الكريم]] بذلك في مواطن، من قبيل: '''«زَوَّجْنَاكَها لِكَيْلا يَكون عَلى المُؤْمِنينَ حَرَجٌ»'''<ref> الأحزاب: 37.</ref> كما أنَّ الرسول صرَّح أو أشار إلى هذا في عدّة موارد، من قبيل قوله: «صلّوا كما رأيتموني اُصلّي»<ref> السنن الكبرى البيهقي 2: 345، كتاب الصلاة، باب من سها فترك ركنا عاد إلى ما ترك حديث مالك بن الحويرث، صحيح مسلم بشرح النووي 4: 197، كتاب الصلاة باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، الذريعة 1: 342، العدّة في أصول الفقه (الطوسي) 2: 419، بحار الأنوار 82: 279.</ref> وقوله «ألا أخبرتِه أنّي أفعل ذلك؟»<ref> المسند الشافعي: 240، فتح الباري 4: 121 كتاب الصوم باب المباشرة للصائم.</ref> في جواب [[اُمّ سلمة]] عندما سألها رجل عمَّن قبَّل امرأته وهو صائم.
<br>وأحيانا يكون بيانه بالإقرار أو الإنكار، فقد أقرَّ موارد كثيرة من قبيل أنَّ [[رسول اللّه]]‏ رأى قيسا يصلّي ركعتي الفجر بعد صلاة الصبح فلم ينكر عليه<ref> سنن الترمذي 2: 285 أبواب الصلاة، باب 313 ما جاء في من  تفوته الركعتان قبل الفجر يصلّيهما بعد الفجر ح 422 ، وأنظر : اللمع: 147.</ref>. أو أنَّه روي إنَّ معاذا كان يصلّي العشاء مع النبي (ص) ثُمَّ يأتي قومه في بني سلمة فيصلّي بهم، وهي له تطوّع ولهم فريضة العشاء ولم ينكر عليه<ref> صحيح مسلم بشرح النووي 4: 134 كتاب الصلاة باب ائتمام المأموم بالإمام، وأنظر: اللمع: 148.</ref>.
<br>وأحيانا يكون بيانه بالإقرار أو الإنكار، فقد أقرَّ موارد كثيرة من قبيل أنَّ [[رسول اللّه]]‏ رأى قيسا يصلّي ركعتي الفجر بعد صلاة الصبح فلم ينكر عليه<ref> سنن الترمذي 2: 285 أبواب الصلاة، باب 313 ما جاء في من  تفوته الركعتان قبل الفجر يصلّيهما بعد الفجر ح 422 ، وأنظر : اللمع: 147.</ref>. أو أنَّه روي إنَّ معاذا كان يصلّي العشاء مع النبي (ص) ثُمَّ يأتي قومه في بني سلمة فيصلّي بهم، وهي له تطوّع ولهم فريضة العشاء ولم ينكر عليه<ref> صحيح مسلم بشرح النووي 4: 134 كتاب الصلاة باب ائتمام المأموم بالإمام، وأنظر: اللمع: 148.</ref>.
سطر ٤٢: سطر ٤٢:
<br>وقد ناقش بعض الأصوليين في الطابع الشرعي للفعل الذي همَّ به الرسول، وفي المجال رأيان:
<br>وقد ناقش بعض الأصوليين في الطابع الشرعي للفعل الذي همَّ به الرسول، وفي المجال رأيان:
<br>'''الرأي الأوّل:''' كونه حجَّة، ذهب إليه الزركشي وذكر له مصداقا، وهو ذهاب [[الشافعي]]<ref> الأم 1: 251.</ref> إلى استحباب تنكيس الرداء مع تحويله بالنسبة إلى الخطيب عند [[الاستسقاء]]، محتجّا بما ورد من: «أنَّ النبي(ص) استسقى وعليه خميصة له سوداء، فأراد أن يأخذ أسفلها فيجعله أعلاها، فلمَّا ثقلت قلبها على عاتقه»<ref> سنن أبي داود 1: 302 كتاب الصلاة، باب جماع أبواب الصلاة الاستسقاء وتفريعها ح1164.</ref>.
<br>'''الرأي الأوّل:''' كونه حجَّة، ذهب إليه الزركشي وذكر له مصداقا، وهو ذهاب [[الشافعي]]<ref> الأم 1: 251.</ref> إلى استحباب تنكيس الرداء مع تحويله بالنسبة إلى الخطيب عند [[الاستسقاء]]، محتجّا بما ورد من: «أنَّ النبي(ص) استسقى وعليه خميصة له سوداء، فأراد أن يأخذ أسفلها فيجعله أعلاها، فلمَّا ثقلت قلبها على عاتقه»<ref> سنن أبي داود 1: 302 كتاب الصلاة، باب جماع أبواب الصلاة الاستسقاء وتفريعها ح1164.</ref>.
<br>وبذلك جعل الزركشي الهمّ من [[السنَّة]] واعتبره حجّة وذات دلالة. وفي مقام التعارض نقل عن الشافعية ومنهم الرافعي قولهم بتقديم القول على الفعل ثُمَّ الهمّ<ref> البحر المحيط 4: 211.</ref>.
<br>وبذلك جعل الزركشي الهمّ من [[السنَّة]] واعتبره حجّة وذات دلالة. وفي مقام التعارض نقل عن [[الشافعية]] ومنهم الرافعي قولهم بتقديم القول على الفعل ثُمَّ الهمّ<ref> البحر المحيط 4: 211.</ref>.
<br>'''الرأي الثاني:''' كونه غير حجّة، ذهب إلى ذلك الشوكاني، ولم يعتبره من [[أقسام السنَّة]]، معلِّلاً ذلك بأنَّه  مجرّد خطور شيء على البال من دون تنجيز له، ولايكون مصداقا لما آتانا الرسول ولا ممَّا أمر اللّه‏ سبحانه وتعالى بالتأسي به. مضافا إلى أنَّ الرسول(ص) أحيانا يخبر  بما همَّ به للزجر عنه<ref> إرشاد الفحول 1: 183.</ref>، كما ورد أنَّه قال: «لقد هممت  أن اُخالف إلى قوم لايشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم»<ref> صحيح البخاري 1: 231 كتاب الجماعة والإمامة، باب وجوب صلاة الجماعة، ح618، السنن الكبرى البيهقي 3: 55 كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة من غير عذر.</ref>.
<br>'''الرأي الثاني:''' كونه غير حجّة، ذهب إلى ذلك الشوكاني، ولم يعتبره من [[أقسام السنَّة]]، معلِّلاً ذلك بأنَّه  مجرّد خطور شيء على البال من دون تنجيز له، ولايكون مصداقا لما آتانا الرسول ولا ممَّا أمر اللّه‏ سبحانه وتعالى بالتأسي به. مضافا إلى أنَّ الرسول(ص) أحيانا يخبر  بما همَّ به للزجر عنه<ref> إرشاد الفحول 1: 183.</ref>، كما ورد أنَّه قال: «لقد هممت  أن اُخالف إلى قوم لايشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم»<ref> صحيح البخاري 1: 231 كتاب الجماعة والإمامة، باب وجوب صلاة الجماعة، ح618، السنن الكبرى البيهقي 3: 55 كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة من غير عذر.</ref>.


Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل