٢٬٧٩٦
تعديل
(←تمهيد) وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦١: | سطر ٦١: | ||
أمّا بالنسبة إلى ظهور الإلحاد في ديار المسلمين فإنّه يعود كذلك إلى أسباب كثيرة، من أهمّها: حالة الانبهار بظهور هذه المادّيات التي ظهرت على أيدي غير المؤمنين بالله تعالى، وما أصاب قلوب ضعفاء الإيمان من انبهار تامّ برونق تلك الحضارة الزائفة الزائلة التي أخبر الله عنها بقوله: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [سورة الروم:7]، وانساق المنهزمون المغرمون بتلك الحضارة إلى التصديق بأن لا وجود لأيّ مدبر للعالم غير العالم نفسه، خصوصاً وأنّ المغلوب دائماً يقلّد الغالب ويجب أن يتظاهر بصفاته ليجبر النقص الذي يحسّ به أمامه. وكان الأحرى بهؤلاء المنهزمين أن يعتزّوا بدينهم ويضاعفوا الجهد والعمل ليستغنوا عن منّة الملاحدة عليهم، وحينما رأوا ما هم عليه من الضعف والاستخذاء أمام ما تنتجه المصانع الكافرة ألقوا باللوم على الإسلام، فعل العاجز المنقطع أو الغريق الذي يمسك بكلّ حبل، وجهلوا أو تجاهلوا أنّ [[الإسلام]] يأمر بالقوّة والعمل بما لا يدانيه أيّ فكر أو مذهب، والآيات في كتاب الله تعالى والأحاديث في سنّة المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على هذا أشهر من أن تذكر. | أمّا بالنسبة إلى ظهور الإلحاد في ديار المسلمين فإنّه يعود كذلك إلى أسباب كثيرة، من أهمّها: حالة الانبهار بظهور هذه المادّيات التي ظهرت على أيدي غير المؤمنين بالله تعالى، وما أصاب قلوب ضعفاء الإيمان من انبهار تامّ برونق تلك الحضارة الزائفة الزائلة التي أخبر الله عنها بقوله: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [سورة الروم:7]، وانساق المنهزمون المغرمون بتلك الحضارة إلى التصديق بأن لا وجود لأيّ مدبر للعالم غير العالم نفسه، خصوصاً وأنّ المغلوب دائماً يقلّد الغالب ويجب أن يتظاهر بصفاته ليجبر النقص الذي يحسّ به أمامه. وكان الأحرى بهؤلاء المنهزمين أن يعتزّوا بدينهم ويضاعفوا الجهد والعمل ليستغنوا عن منّة الملاحدة عليهم، وحينما رأوا ما هم عليه من الضعف والاستخذاء أمام ما تنتجه المصانع الكافرة ألقوا باللوم على الإسلام، فعل العاجز المنقطع أو الغريق الذي يمسك بكلّ حبل، وجهلوا أو تجاهلوا أنّ [[الإسلام]] يأمر بالقوّة والعمل بما لا يدانيه أيّ فكر أو مذهب، والآيات في كتاب الله تعالى والأحاديث في سنّة المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على هذا أشهر من أن تذكر. | ||
وعلى كلّ | وعلى كلّ حال، فقد ظهر الإلحاد بشكله الجديد المدروس المنظّم كبديل لكلّ [[الأديان السماوية]]، وزعماؤه هم البديل الجديد عن الأنبياء والرسل، والمتمسّكون بالإلحاد هم المتطوّرون المتقدّمون، وإنّ التاركين له هم الرجعيّون المتخلّفون، وللباطل صولة ثمّ يضمحل. | ||
وإذا كانت المظالم والأنانيّات وحبّ الشهوات وغيرها تحصل بين المؤمنين بالله تعالى، فما هو الظنّ بالمجتمعات التي لا تؤمن بالله ربّاً ولا بالإسلام ديناً ولا بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رسولاً، ولا ضمير حيّ يذكّرها بما للآخرين من حقوق؟ ما هو الظنّ بتلك المجتمعات الذين هم كالأنعام أو أضلّ، الذين لا يعيشون في بيئات أسرية متحابّة يعرف بعضهم للبعض الآخر ما له من حقوق صلة الرحم وحفظ الأنساب وتقوية المودّة فيما بينهم؟ | وإذا كانت المظالم والأنانيّات وحبّ الشهوات وغيرها تحصل بين المؤمنين بالله تعالى، فما هو الظنّ بالمجتمعات التي لا تؤمن بالله ربّاً ولا بالإسلام ديناً ولا بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رسولاً، ولا ضمير حيّ يذكّرها بما للآخرين من حقوق؟ ما هو الظنّ بتلك المجتمعات الذين هم كالأنعام أو أضلّ، الذين لا يعيشون في بيئات أسرية متحابّة يعرف بعضهم للبعض الآخر ما له من حقوق صلة الرحم وحفظ الأنساب وتقوية المودّة فيما بينهم؟ |
تعديل