انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد محمد حسين البهشتي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:محمد حسین بهشتی.jpg|تصغير|مركز]]
[[ملف:محمد حسین بهشتی.jpg|250px|تصغير|مركز|محمد حسين البهشتي]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد حسين البهشتي‏
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد حسين البهشتي‏
سطر ٤٣: سطر ٤٣:
يعدّ الشهيد المظلوم '''آية اللَّه السيّد محمّد حسين الحسيني البهشتي''' الفقيه والعارف والفيلسوف والمتكلّم المبرّز في عصرنا الحاضر من خيرة المفكّرين الذين تبنّوا مشروع التقريب والوحدة الإسلامية باعتباره ضرورة ملحّة لا يمكن تجنّبها، فكان الشهيد فقيهاً لامعاً متفتّحاً بكلّ ما في الكلمة من معنى، وله مواقف خالدة في مواجهة التخلّف الفكري السائد ومعالجته.
يعدّ الشهيد المظلوم '''آية اللَّه السيّد محمّد حسين الحسيني البهشتي''' الفقيه والعارف والفيلسوف والمتكلّم المبرّز في عصرنا الحاضر من خيرة المفكّرين الذين تبنّوا مشروع التقريب والوحدة الإسلامية باعتباره ضرورة ملحّة لا يمكن تجنّبها، فكان الشهيد فقيهاً لامعاً متفتّحاً بكلّ ما في الكلمة من معنى، وله مواقف خالدة في مواجهة التخلّف الفكري السائد ومعالجته.
<br>لم يكن الشهيد البهشتي ينظر إلى الوحدة الإسلامية باعتبارها منفعةً للمسلمين، بل كان يؤمن بها باعتبارها ضرورةً ملحّة لا بدّ من تحقيقها. واستناداً لهذا الإيمان الراسخ بهذه الضرورة نجده يقيم شبكةً من العلاقات الودّية الأخويّة الواسعة مع أهل السنّة، وكان يرى‏ أنّ سرّ ديمومة الأُمّة الإسلامية مرهون بإدامة هذه العلاقات، ولم يكن يعتبر ذلك تكتيكاً مرحلياً.
<br>لم يكن الشهيد البهشتي ينظر إلى الوحدة الإسلامية باعتبارها منفعةً للمسلمين، بل كان يؤمن بها باعتبارها ضرورةً ملحّة لا بدّ من تحقيقها. واستناداً لهذا الإيمان الراسخ بهذه الضرورة نجده يقيم شبكةً من العلاقات الودّية الأخويّة الواسعة مع أهل السنّة، وكان يرى‏ أنّ سرّ ديمومة الأُمّة الإسلامية مرهون بإدامة هذه العلاقات، ولم يكن يعتبر ذلك تكتيكاً مرحلياً.
<br>كان الشهيد كثير الاهتمام بالمبادئ الفكرية وآراء فقهاء [[الفريقين]]، ويعتبر هذا الاهتمام عاملًا أساسياً في تحقيق [[التقريب]]، كما كان ذا اعتقادٍ راسخٍ بأنّ الكثير من الخلافات السائدة بين أتباع المذاهب الإسلامية منشؤها جهلهم بوجهات نظر الآخرين على الأصعدة كافّةً، لهذا فإنّ حثّ طلبة العلوم الدينية والباحثين على التعرّف على تعاليم ومعتقدات الفرق‏<br>الأُخرى يعتبر من أهمّ أساليب ومتبنّيات الشهيد البهشتي في محاضراته العلمية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الشهيد بالرغم من تمسّكه الشديد بالقيم والمعتقدات الدينية والمعنوية كان مجرّداً من التعصّب الطائفي الأجوف؛ إذ كان رحمه الله كثير الالتزام بالأُسلوب المنطقي لتلاقح الأفكار وإنارة الأذهان، حتّى لدى احتكاكه ومناقشاته مع الأعداء الحاقدين على الإسلام والمسلمين؛ لأنّه كان يؤمن إيماناً راسخاً بأنّ الأُسلوب المنطقي المعقول هو الطريق الوحيد لإيصال الأفكار والمعتقدات، وفي هذا الإطار كانت لقاءاته بعلماء السنّة وفقهائهم مفعمةً بأجواء ودّية وأخوية خالصة، وكان يولي هذا الأمر اهتماماً بالغاً.
<br>كان الشهيد كثير الاهتمام بالمبادئ الفكرية وآراء فقهاء [[الفريقين]]، ويعتبر هذا الاهتمام عاملًا أساسياً في تحقيق [[التقريب]]، كما كان ذا اعتقادٍ راسخٍ بأنّ الكثير من الخلافات السائدة بين أتباع المذاهب الإسلامية منشؤها جهلهم بوجهات نظر الآخرين على الأصعدة كافّةً، <br>
<br>إنّ اختيار الساحة الأُوربيّة كميدان عملٍ مناسبٍ من قبل الشهيد البهشتي كان اختياراً موفّقاً ومدروساً ويدخل ضمن إطار انفتاحه الفكري، فقد بذل جهوداً حثيثةً في تحقيق الوحدة بين المسلمين خلال الأعوام الخمسة التي أمضاها إماماً للمركز الإسلامي في مدينة «هامبورغ» الألمانية (1961 م- 1966 م). فإنّ أهم إنجازٍ حقّقه الشهيد البهشتي في تلك الفترة هو ترسيخ فكرة كون الوحدة الإسلامية هي العامل الوحيد الذي سيكفل المحافظة على بيضة الإسلام، وأنّ تحقيق هذه الوحدة أمر ممكن.
لهذا فإنّ حثّ طلبة العلوم الدينية والباحثين على التعرّف على تعاليم ومعتقدات الفرق‏<br>الأُخرى يعتبر من أهمّ أساليب ومتبنّيات الشهيد البهشتي في محاضراته العلمية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الشهيد بالرغم من تمسّكه الشديد بالقيم والمعتقدات الدينية والمعنوية كان مجرّداً من التعصّب الطائفي الأجوف؛ إذ كان رحمه الله كثير الالتزام بالأُسلوب المنطقي لتلاقح الأفكار وإنارة الأذهان، حتّى لدى احتكاكه ومناقشاته مع الأعداء الحاقدين على الإسلام والمسلمين؛ لأنّه كان يؤمن إيماناً راسخاً بأنّ الأُسلوب المنطقي المعقول هو الطريق الوحيد لإيصال الأفكار والمعتقدات، وفي هذا الإطار كانت لقاءاته بعلماء السنّة وفقهائهم مفعمةً بأجواء ودّية وأخوية خالصة، وكان يولي هذا الأمر اهتماماً بالغاً.
<br>إنّ اختيار الساحة الأُوربيّة كميدان عملٍ مناسبٍ من قبل الشهيد البهشتي كان اختياراً موفّقاً ومدروساً ويدخل ضمن إطار انفتاحه الفكري، فقد بذل جهوداً حثيثةً في تحقيق الوحدة بين المسلمين خلال الأعوام الخمسة التي أمضاها إماماً للمركز الإسلامي في مدينة «هامبورغ» الألمانية (1961 م- 1966 م). فإنّ أهم إنجازٍ حقّقه الشهيد البهشتي في تلك الفترة هو ترسيخ فكرة كون [[الوحدة الإسلامية]] هي العامل الوحيد الذي سيكفل المحافظة على بيضة الإسلام، وأنّ تحقيق هذه الوحدة أمر ممكن.
<br>وكان ذات مرّة يقول: «عندما توجّهت إلى أُوروبّا بلغني أنّ هناك مؤامرة فكرية محبوكة حاكها المستشرقون الأُوربيّون تستهدف تفسيق الفريقين، ومن ثمّ تفسيق رجالات صدر الإسلام والصحابة الأجلّاء؛ ليتوصّلوا بعد ذلك إلى أنّ الشخص الذي يحيط به صحابة فاسقون غير جديرٍ بأن يكون نبيّاً مرسلًا! فكانوا ينكرون رسالة الرسول الكريم صلى الله عليه و آله ويروّجون لهذه الأفكار». وأضاف الشهيد البهشتي قائلًا: «لقد عاهدت اللَّه منذ ذلك التاريخ بأنّي سوف لا آلو جهداً في التقريب بين المذاهب الإسلامية حتّى إحباط هذه المؤامرة الدنيئة».
<br>وكان ذات مرّة يقول: «عندما توجّهت إلى أُوروبّا بلغني أنّ هناك مؤامرة فكرية محبوكة حاكها المستشرقون الأُوربيّون تستهدف تفسيق الفريقين، ومن ثمّ تفسيق رجالات صدر الإسلام والصحابة الأجلّاء؛ ليتوصّلوا بعد ذلك إلى أنّ الشخص الذي يحيط به صحابة فاسقون غير جديرٍ بأن يكون نبيّاً مرسلًا! فكانوا ينكرون رسالة الرسول الكريم صلى الله عليه و آله ويروّجون لهذه الأفكار». وأضاف الشهيد البهشتي قائلًا: «لقد عاهدت اللَّه منذ ذلك التاريخ بأنّي سوف لا آلو جهداً في التقريب بين المذاهب الإسلامية حتّى إحباط هذه المؤامرة الدنيئة».
<br>وقد أوفى‏ الشهيد بعهده الذي قطعه للَّه‏ونذر عمره الكريم في هذا الطريق المقدّس.
<br>وقد أوفى‏ الشهيد بعهده الذي قطعه للَّه‏ونذر عمره الكريم في هذا الطريق المقدّس.
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل