confirmed
١٬٦٣٠
تعديل
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أقسام الصلاة»
لا يوجد ملخص تحرير
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) ط (نقل Mohsenmadani صفحة جامع الخلاف والوفاق (أقسام الصلاة) إلى أقسام الصلاة) |
Abolhoseini (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
| سطر ١: | سطر ١: | ||
''' | '''أقسام الصلاة:''' الصلاة قسمان مفروض ومسنون، ونريد في هذا المقال أن نوضّح أحکامها الخلافيات والوفاقيات بين [[الإمامية]] والمذاهب الاخری خصوصاً [[الشافعية]] و [[الحنفية]]. | ||
= | =أقسام الصلاة= | ||
وهي على ضربين مفروض ومسنون : | وهي على ضربين مفروض ومسنون : | ||
<br>فالمفروض في اليوم والليلة خمس صلوات : الظهر أربع إلا في يوم | <br>فالمفروض في اليوم والليلة خمس صلوات : الظهر أربع إلا في يوم الجمعة، فإنها ينتقل إلى ركعتين، مع شرائطها ، والعصر أربع والمغرب ثلاث ، والعشاء الآخرة أربع ، والغداة ركعتان. | ||
<br>هذا في حق الحاضر بلا | <br>هذا في حق الحاضر بلا خلاف، وفي حق من كان حكمه حكم الحاضرين من المسافرين وهو من كان سفره أكثر من حضره وهو من لا يقيم في بلده عشرة أيام كالجمال والمكاري والراعي والبدوي أو في معصية الله تعالى أو اللعب أو كان سفره أقل من بريدين وهما ثمانية فراسخ. <ref>الغنية 73 .</ref> خلافا لهما ، فإن عند الشافعي مسيرة يومين ، ستة عشر فرسخا . | ||
<br>وعند أبي حنيفة مسيرة ثلاثة إيام ولياليها ، أربعة وعشرون فرسخا. <ref>الخلاف : 1 / 567 مسألة 320 .</ref> | <br>وعند أبي حنيفة مسيرة ثلاثة إيام ولياليها ، أربعة وعشرون فرسخا. <ref>الخلاف : 1 / 567 مسألة 320 .</ref> | ||
<br>قوله تعالى: «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر»<ref>البقرة : 184 .</ref> علق سقوط فرض الصيام بما يتناوله اسم السفر ، ولا خلاف أن كل سفر أسقط فرض الصيام فإنه يوجب قصر الصلاة ، وإذا كان اسم السفر يتناول المسافة التي ذكرناها وجب القصر على من قصدها ، ولا يلزم ما دونها لأنا عدلنا عن ظاهر الآية بدليل وهو الإجماع ، وليس على ما ذهبوا إليه [[الإجماع|إجماع]]. | <br>قوله تعالى: «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر»<ref>البقرة : 184 .</ref> علق سقوط فرض الصيام بما يتناوله اسم السفر ، ولا خلاف أن كل سفر أسقط فرض الصيام فإنه يوجب قصر الصلاة ، وإذا كان اسم السفر يتناول المسافة التي ذكرناها وجب القصر على من قصدها ، ولا يلزم ما دونها لأنا عدلنا عن ظاهر الآية بدليل وهو الإجماع ، وليس على ما ذهبوا إليه [[الإجماع|إجماع]]. | ||
<br>فأما من عدا من ذكرناه ففرضه في كل رباعية ركعتان ، فإن تمم عن علم وقصد لزمته الإعادة ، وإن كان إتمامه عن جهل أو سهو أعاد إن كان الوقت باقيا وإلا فلا<ref>الغنية 74 .</ref>، خلافا للشافعي، فإن القصر عنده رخصة وليس بفرض ووفاقا لأبي حنيفة فإنه عنده فرض. <ref>الخلاف : 1 / 569 مسألة 321 .</ref> | <br>فأما من عدا من ذكرناه ففرضه في كل رباعية ركعتان ، فإن تمم عن علم وقصد لزمته الإعادة ، وإن كان إتمامه عن جهل أو سهو أعاد إن كان الوقت باقيا وإلا فلا<ref>الغنية 74 .</ref>، خلافا للشافعي، فإن القصر عنده رخصة وليس بفرض ووفاقا لأبي حنيفة فإنه عنده فرض. <ref>الخلاف : 1 / 569 مسألة 321 .</ref> | ||
<br> | <br>واستدل الإمامية بما إذا كان فرض السفر ركعتين فمن صلى أربعا لم يمتثل المأمور به ، على الوجه الذي أمر به فلا يكون مجزيا فيجب عليه الإعادة. <ref>الغنية 74 .</ref> | ||
<br>وقال [[أبو حنيفة]]: إذا زاد على ركعتين فإن تشهد في الثانية صحت صلاته ، وما زاد على الثنتين نافلة وإن ائتم بمقيم وصلى أربعا فيكون الكل فريضة.<ref>الخلاف : 1 / 569 مسألة 321 .</ref> وهذا يناقض قوله بأن فرض السفر في كل رباعية ركعتان. | <br>وقال [[أبو حنيفة]]: إذا زاد على ركعتين فإن تشهد في الثانية صحت صلاته ، وما زاد على الثنتين نافلة وإن ائتم بمقيم وصلى أربعا فيكون الكل فريضة.<ref>الخلاف : 1 / 569 مسألة 321 .</ref> وهذا يناقض قوله بأن فرض السفر في كل رباعية ركعتان. | ||
<br>فإن قيل قوله : «وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة»<ref>النساء : 101 .</ref> ظاهره يقتضي رفع الجناح ورفع الجناح يقتضي الإباحة لا الوجوب ، قلنا هذه الآية لا تتناول قصر الصلاة في الركعات ، وإنما تفيد القصر في الأفعال من الإيماء وغيره ، لأنه تعالى علق القصر بالخوف وقال : إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ولا خلاف أنه ليس بشرط في القصر من عدد الركعات ، وإنما هو شرط في قصر الأفعال. | <br>فإن قيل قوله : «وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة»<ref>النساء : 101 .</ref> ظاهره يقتضي رفع الجناح ورفع الجناح يقتضي [[أصالة الإباحة|الإباحة]] لا [[الوجوب]]، قلنا هذه الآية لا تتناول قصر الصلاة في الركعات ، وإنما تفيد القصر في الأفعال من الإيماء وغيره ، لأنه تعالى علق القصر بالخوف وقال : إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ولا خلاف أنه ليس بشرط في القصر من عدد الركعات ، وإنما هو شرط في قصر الأفعال. | ||
<br>ويضاف إلى فرائض اليوم والليلة في الفرض ست صلوات : صلاة العيدين إذا تكاملت شرائطها ، وصلاة الكسوف والآيات العظيمة كالزلازل والرياح السود ، وركعتا [[الطواف]] الواجب على خلاف فيها وصلاة القضاء للفائتة وصلاة الجنائز بلا خلاف. <ref>الغنية 75 .</ref> | <br>ويضاف إلى فرائض اليوم والليلة في الفرض ست صلوات : صلاة العيدين إذا تكاملت شرائطها ، وصلاة الكسوف والآيات العظيمة كالزلازل والرياح السود ، وركعتا [[الطواف]] الواجب على خلاف فيها وصلاة القضاء للفائتة وصلاة الجنائز بلا خلاف. <ref>الغنية 75 .</ref> | ||
<br>أما صلاة العيدين ، فإنها واجبة | <br>أما [[صلاة العيدين]]، فإنها واجبة عند الإمامية خلافا للفقهاء فإنها سنة عندهم. <ref>الخلاف : 1 / 651 مسألة 423 .</ref> | ||
<br>وفي بداية المبتدئ قال : ويجب صلاة العيد على كل من تجب [[صلاة الجمعة]]. <ref>الهداية في شرح البداية : 1 / 84 .</ref> | <br>وفي بداية المبتدئ قال : ويجب صلاة العيد على كل من تجب [[صلاة الجمعة]]. <ref>الهداية في شرح البداية : 1 / 84 .</ref> | ||
<br> | <br>واستدل [[الإمامية]] على وجوبها مع الشرائط المعتبرة لها ، بـ [[الإجماع]]، وقوله تعالى في صلاة الفطر: «قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى»<ref>الأعلى : 14 - 15 .</ref> أي من زكى زكاة الفطر وكبر الله وصلى صلاته على ما جاء في التفسير<ref>مجمع البيان : 1 / 331 ، التفسير لفخر الرازي : 16 / 148</ref>، وما يدل بفعله الفلاح وبتركه الفساد يكون واجبا . | ||
<br>وفي صلاة الأضحى قوله تعالى: «فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر»<ref>الكوثر : 2 - 3 .</ref> والمراد به كما في التفسير<ref>الدر المنثور : 8 / 651 .</ref>، صلاة يوم الأضحى والنحر فيه لأمره بهما، والأمر يقتضي [[الوجوب]] إلا أن يدل على [[الاستحباب|الندب]] دليل، وأيضا فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلى الصلاتين وأمر بهما بلا خلاف وظاهر الأمر يقتضي الوجوب. | <br>وفي صلاة الأضحى قوله تعالى: «فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر»<ref>الكوثر : 2 - 3 .</ref> والمراد به كما في التفسير<ref>الدر المنثور : 8 / 651 .</ref>، صلاة يوم الأضحى والنحر فيه لأمره بهما، والأمر يقتضي [[الوجوب]] إلا أن يدل على [[الاستحباب|الندب]] دليل، وأيضا فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلى الصلاتين وأمر بهما بلا خلاف وظاهر الأمر يقتضي الوجوب. | ||
<br>" وأما صلاة الكسوف أيضا واجبة خلافا لجميعهم "<ref>الخلاف : 1 / 677 مسألة 450 .</ref>، و [ هكذا ] الخسوف والزلازل والرياح السود. | <br>" وأما [[صلاة الكسوف]] أيضا واجبة خلافا لجميعهم "<ref>الخلاف : 1 / 677 مسألة 450 .</ref>، و [ هكذا ] الخسوف والزلازل والرياح السود. | ||
<br> | <br>والدليل علی الوجوب ما رووه من قوله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الشمس والقمر لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد ، فإذا رأيتموها فافزعوا إلى الصلاة<ref>الإنتصار : 173 ، عوالي اللئالي : 1 / 206 حديث 36 .</ref>، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا رأيتم من هذه الأفزاع شيئا فارغبوا إلى الله بالدعاء<ref>نصب الراية : 2 / 279 .</ref>، وظاهر الأمر يقتضي الوجوب . " وركعتا [[الطواف]] واجبتان عند أكثر الإمامية وعند عامة [[أهل الرأي|أهل العلم]] أبي حنيفة وغيره ، وللشافعي فيه قولان : أحدهما مثل ما قال الإمامية والثاني أنها غير واجبتين " <ref>الخلاف : 2 / 327 مسألة 138 .</ref> | ||
<br> | <br>واستدل الإمامية بقوله تعالى: «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى»<ref>البقرة : 125 .</ref> وأمره تعالى [ يدل ] على [[الوجوب]] ولا أحد قال بوجوب صلاة في المقام سوى ما ذكرناه. | ||
<br>ودليل وجوب صلاة النذر قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود»<ref>المائدة : 1 .</ref> ونذر الصلاة عقد فيه طاعة لله تعالى ، فوجب الوفاء وقوله ( صلى الله عليه وآله ) من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه. | <br>ودليل وجوب صلاة النذر قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود»<ref>المائدة : 1 .</ref> ونذر الصلاة عقد فيه طاعة لله تعالى ، فوجب الوفاء وقوله ( صلى الله عليه وآله ) من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه. | ||
<br> | <br>واستدل الشافعي و [[أبو حنيفة]] في نفي هذه الصلوات بما روي من قوله ( صلى الله عليه وآله ) ( لا إلا أن تتطوع ). | ||
<br>والمسنون من الصلاة : نوافل اليوم والليلة ، ونوافل الجمعة، ونوافل [[شهر رمضان]]، وصلاة الغدير، وصلاة المبعث ، وصلاة النصف من شعبان ، وصلاة الأعرابي ، وصلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وصلاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وصلاة جعفر<ref>ابن أبي طالب ، وهو جعفر الطيار ، أسلم بعد أخيه علي ( عليه السلام ) بقليل وله هجرتان : هجرة إلى الحبشة ، وهجرة إلى المدينة قتل يوم مؤتة سنة ( 8 ه )، حين اقتحم عن فرسه فعقرها وهو أول من عقر في الإسلام، كان عمره ( 41 ) سنة. أسد الغابة: 1 / 341 رقم 759 .</ref>، وصلاة الزهراء ( عليها السلام )، وصلاة الإحرام وصلاة الزيارات ، وصلاة [[الاستخارة]] ، وصلاة الحاجة ، وصلاة الشكر ، وصلاة الاستسقاء ، وصلاة تحية المسجد. <ref> الغنية 76 .</ref> | <br>والمسنون من الصلاة : نوافل اليوم والليلة ، ونوافل الجمعة، ونوافل [[شهر رمضان]]، وصلاة الغدير، وصلاة المبعث ، وصلاة النصف من شعبان ، وصلاة الأعرابي ، وصلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وصلاة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وصلاة جعفر<ref>ابن أبي طالب ، وهو جعفر الطيار ، أسلم بعد أخيه علي ( عليه السلام ) بقليل وله هجرتان : هجرة إلى الحبشة ، وهجرة إلى المدينة قتل يوم مؤتة سنة ( 8 ه )، حين اقتحم عن فرسه فعقرها وهو أول من عقر في الإسلام، كان عمره ( 41 ) سنة. أسد الغابة: 1 / 341 رقم 759 .</ref>، وصلاة الزهراء ( عليها السلام )، وصلاة الإحرام وصلاة الزيارات ، وصلاة [[الاستخارة]] ، وصلاة الحاجة ، وصلاة الشكر ، وصلاة الاستسقاء ، وصلاة تحية المسجد. <ref> الغنية 76 .</ref> | ||
<br>وعدد ركعات الصلوات المسنونة وكيفية فعلها سيأتي | <br>وعدد ركعات الصلوات المسنونة وكيفية فعلها سيأتي بعدُ إن شاء الله تعالى. | ||
=المصادر= | =المصادر= | ||
[[تصنيف: الفقه المقارن]] | [[تصنيف: الفقه المقارن]] | ||