Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
=الولادة= | =الولادة= | ||
ولدت سنة 1912 م في محافظة | ولدت سنة 1912 م في محافظة دمياط، ودرست أوّل أمرها في بيتها الذي تربّت فيه تربية أصيلة، ثمّ انتسبت إلى معهد المعلّمات، ونالت إجازة اللغة العربية من [[جامعة فؤاد الأوّل]] ([[القاهرة]]) سنة 1939 م، ومنها حصلت على الدكتوراه في الآداب عام 1950 م بعد أن حصلت على درجة الماجستير سنة 1941 م. وعيّنت معيدة في الجامعة، ومفتشة لغة عربية بوزارة المعارف المصرية عام 1943 م- 1944 م، ثمّ انتقلت إلى [[جامعة عين شمس]]، وأصبحت رئيسة لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلّية الآداب بتلك الجامعة من سنة 1962 م إلى سنة 1972 م، وانتدبت للتدريس في الأزهر وفي معهد الدراسات العربية العالية، كما كانت أُستاذة بمركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، وأضحت عضوة في نقابة الصحفيّين، وأمست أُستاذة دراسات عليا في كلّية الشريعة بفاس في [[جامعة أُمّ القرويّين]] ب[[المغرب]] حوالي عشرين عامّاً، كما درّست في عدد آخر من جامعات الأقطار العربية. | ||
<br>كانت عضوة في | <br>كانت عضوة في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وفي مركز تحقيق التراث بدار الكتب، وفي [[المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية]]، وفي [[المجلس الأعلى للثقافة]]. | ||
<br>كتبت ب[[جريدة الأهرام|جريدة «الأهرام]]» المصرية عام 1936 م، وقد تميّزت بجمعها بين الدراسة العميقة للعلوم الإسلامية وعلوم العربية وتحقيق النصوص التراثية والمعاصرة. | <br>كتبت ب[[جريدة الأهرام|جريدة «الأهرام]]» المصرية عام 1936 م، وقد تميّزت بجمعها بين الدراسة العميقة للعلوم الإسلامية وعلوم العربية وتحقيق النصوص التراثية والمعاصرة. | ||
<br>حصلت بنت الشاطئ على عدد من الجوائز الثقافية، من أهمّها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ووسام الكفاية الفكرية من | <br>حصلت بنت الشاطئ على عدد من الجوائز الثقافية، من أهمّها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ووسام الكفاية الفكرية من ملك المغرب الحسن الثاني، ووسام تقدير من منظّمة [[اليونسكو]]، وجائزة [[الملك فيصل]]. | ||
<br>كان من أهمّ الذين أثّروا في شخصيتها أُستاذها ثمّ زوجها المفكّر المصري [[ | <br>كان من أهمّ الذين أثّروا في شخصيتها أُستاذها ثمّ زوجها المفكّر المصري الشيخ [[أمين الخولي]]، وعندما توفّي عام 1966 م جزعت عليه، كما جزعت على ابنها الذي أمضّها موته. | ||
<br>فاعتزلت الناس وتوقّفت عن العطاء أكثر من ثلاثين عاماً. | <br>فاعتزلت الناس وتوقّفت عن العطاء أكثر من ثلاثين عاماً. | ||
<br>وكانت قد خاضت بعض المعارك الأدبية والفكرية التي شغلت الصحافة والمثقّفين، كمعركتها ضدّ الدكتور [[مصطفى محمود]] عندما كان يساري النزعة وصحّحت له كثيراً من انحرافاته كما سمّيت آنذاك، واحتدم السجال بينهما أمداً طويلًا، تدخّل فيه عدد من الكتّاب والمفكّرين. | <br>وكانت قد خاضت بعض المعارك الأدبية والفكرية التي شغلت الصحافة والمثقّفين، كمعركتها ضدّ الدكتور [[مصطفى محمود]] عندما كان يساري النزعة وصحّحت له كثيراً من انحرافاته كما سمّيت آنذاك، واحتدم السجال بينهما أمداً طويلًا، تدخّل فيه عدد من الكتّاب والمفكّرين. | ||
سطر ٤٣: | سطر ٤٣: | ||
<br>وعُرفت بدفاعها عن الريف المظلوم والفتيات البائسات، وهجومها على الحضارة<br>الزائفة، واختارت لها اسم (بنت الشاطئ)، فكان له بريق لدى القرّاء، وقد توهّموها كاتبة كبيرة تجاوزت عصر الشباب؛ لما أبدت من نضج مكتمل، وهكذا كانت في نظر المنصفين من كتّاب الصفّ الأوّل في [[مصر]]. | <br>وعُرفت بدفاعها عن الريف المظلوم والفتيات البائسات، وهجومها على الحضارة<br>الزائفة، واختارت لها اسم (بنت الشاطئ)، فكان له بريق لدى القرّاء، وقد توهّموها كاتبة كبيرة تجاوزت عصر الشباب؛ لما أبدت من نضج مكتمل، وهكذا كانت في نظر المنصفين من كتّاب الصفّ الأوّل في [[مصر]]. | ||
<br>وحين التحقت بالجامعة كانت نمطاً جديداً لفتيات الكلّية... فمنهنّ من آثرن السفور ودعون إلى حفلات السمر اللاهية، ولكنّها عارضت ذلك كلّه، وعكفت على دراستها الواعية حتّى لفتت إليها كبار الأساتذة في الكلّية. ومنهم: [[منصور فهمي]]، و[[أحمد أمين]]، و[[مصطفى عبدالرزّاق]]، و[[عبد الوهاب عزّام]]، بل منهم أُستاذها الذي صار زوجها فيما بعد (أمين الخولي)، فجنت من كلّ ما قدّم لها من صادق المعرفة، وكانت فتاة طلقة متيقّظة، فامتلأت علماً وزكت خلقاً، وثابرت حتّى نالت الليسانس بامتياز، فالماجستير، فالدكتوراه، وأصبحت عضواً في هيئة التدريس، فمشاركة لزوجها الكبير في أعماله الأدبية؛ إذ كانت على قرب عهدها بالبحث العلمي موضع استشارته ومجال ثقته، وقد ترك لها أُسلوبها المتفرّد، فكانت ذات شخصية مستقلّة في البحث، تخالف في بعض مناحيها منهجه الأدبي، وإن لم تعترف بذلك، بل نصّت على أنّها تحتذيه. وقد كتبت سيرتها في كتاب قيّم عنوانه «على الجسر» ضمّ كلّ شائق طريف. | <br>وحين التحقت بالجامعة كانت نمطاً جديداً لفتيات الكلّية... فمنهنّ من آثرن السفور ودعون إلى حفلات السمر اللاهية، ولكنّها عارضت ذلك كلّه، وعكفت على دراستها الواعية حتّى لفتت إليها كبار الأساتذة في الكلّية. ومنهم: [[منصور فهمي]]، و[[أحمد أمين]]، و[[مصطفى عبدالرزّاق]]، و[[عبد الوهاب عزّام]]، بل منهم أُستاذها الذي صار زوجها فيما بعد (أمين الخولي)، فجنت من كلّ ما قدّم لها من صادق المعرفة، وكانت فتاة طلقة متيقّظة، فامتلأت علماً وزكت خلقاً، وثابرت حتّى نالت الليسانس بامتياز، فالماجستير، فالدكتوراه، وأصبحت عضواً في هيئة التدريس، فمشاركة لزوجها الكبير في أعماله الأدبية؛ إذ كانت على قرب عهدها بالبحث العلمي موضع استشارته ومجال ثقته، وقد ترك لها أُسلوبها المتفرّد، فكانت ذات شخصية مستقلّة في البحث، تخالف في بعض مناحيها منهجه الأدبي، وإن لم تعترف بذلك، بل نصّت على أنّها تحتذيه. وقد كتبت سيرتها في كتاب قيّم عنوانه «على الجسر» ضمّ كلّ شائق طريف. | ||
<br>ومن حسن توفيق اللَّه لبنت الشاطئ أنّها اهتدت بفطرتها الإسلامية النبيلة إلى طريق الحقّ في سنّ المراهقة قبل أن تلتحق بالجامعة؛ إذ كانت في هذا العمر الغضّ كاتبة في | <br>ومن حسن توفيق اللَّه لبنت الشاطئ أنّها اهتدت بفطرتها الإسلامية النبيلة إلى طريق الحقّ في سنّ المراهقة قبل أن تلتحق بالجامعة؛ إذ كانت في هذا العمر الغضّ كاتبة في مجلّة النهضة النسائية|مجلّة «النهضة النسائية»، فكتبت بالعدد (72) الصادر في مارس سنة 1931 م وهي في سنّ الثامنة عشرة من عمرها مقالًا، قالت فيه حين زارت القاهرة لأوّل مرّة: «لقد خيّل إليّ وأنا أسير في شوارع القاهرة أنّي في مخادع النساء، وكأنهنّ معرض عامّ لاستعراض الأجسام! أين الغيرة التي تحسّ بها المسلمات تمشي في أجسادهنّ؟! أين النخوة التي تشعر بها المؤمنات؟! إنّ الحرّية الزائفة والإباحية المنكرة هي كلّ ما يعرفن من شؤون الحياة! لقد تركت الفتيات مخادعهنّ، استبدلنها بالأسواق، حيث يمشين مشية يشمئز منها الرجل الحرّ، فالفتاة لا تستحي أن تمشي نصف عارية ولا تخجل من السير معطّرة كأنّها بين<br>محارمها! أين وقار الإسلام وجمال الحياة؟! إنّي لأشعر بالهدوء يغمرني حين أذكر أنّ هناك رجلًا ولو في المائة تسمو شجاعته فيهزأ بأمثال هؤلاء الخليعات، ويكون سلوى لأمثالنا في هذا الجو الموبوء». هذا بعض ما كتبته بنت الشاطئ قبل أن تلتحق بالجامعة، وهو نفسه ما دأبت على تكراره في مقالاتها السيّارة بجرائد «[[جريدة البلاغ|البلاغ]]» و «[[جريدة كوكب الشرق|كوكب الشرق]]» و «الأهرام» من بعد، ممّا يدلّ على أنّ الروح الإسلامية كانت أصيلة في كيانها، وأنّها نشأت ملتزمة مصونة تدعو إلى الحسنى، حتّى أتت أُكلها الطيّب بعد حين. | ||
<br>وقد تعدّدت اتّجاهاتها الفكرية، ولا يستطاع مواكبتها في كلّ ما جاءت به من مؤلّفات ممتازة، ولكن يمكن أن يكتفى بالمنحى الإسلامي والنشر المتواني لذخائر الأدب العربي. | <br>وقد تعدّدت اتّجاهاتها الفكرية، ولا يستطاع مواكبتها في كلّ ما جاءت به من مؤلّفات ممتازة، ولكن يمكن أن يكتفى بالمنحى الإسلامي والنشر المتواني لذخائر الأدب العربي. | ||
<br>وأوضح ما ظهر من ذلك ما كتبته عن إعجاز القرآن والتفسير البياني، وما سمّته بالتفسير العصري. وقد ذكرت في مقدّمة الجزء الأوّل من التفسير البياني: أنّها التزمت بمنهج أُستاذها أمين الخولي فيما كتبته من مواد الإعجاز والتفسير، وحدّدت هذا المنهج في نقاط، أهمّها:<br>1- التناول الموضوعي للآيات التي تتحدّث عن غرض واحد. | <br>وأوضح ما ظهر من ذلك ما كتبته عن إعجاز القرآن والتفسير البياني، وما سمّته بالتفسير العصري. وقد ذكرت في مقدّمة الجزء الأوّل من التفسير البياني: أنّها التزمت بمنهج أُستاذها أمين الخولي فيما كتبته من مواد الإعجاز والتفسير، وحدّدت هذا المنهج في نقاط، أهمّها:<br>1- التناول الموضوعي للآيات التي تتحدّث عن غرض واحد. | ||
سطر ٥٠: | سطر ٥٠: | ||
<br>4- الاحتكام إلى سياق النصّ في كلّ ما يعطيه من دلالات على الائتناس بأساليب البيان العربي في عصره الزاهر. | <br>4- الاحتكام إلى سياق النصّ في كلّ ما يعطيه من دلالات على الائتناس بأساليب البيان العربي في عصره الزاهر. | ||
<br>وقد حاولت أن تطبّق هذا المنهج جاهدة فيما كتبته عن التفسير في جزءين جيّدين، ولكنّها اختارت قصار السور فحسب. وهذا الاختيار لا يظهر ما تعنيه بالتفسير الموضوعي على حقيقته، كما يظهر في طوال السور. ولعلّها كانت تمهّد بذلك إلى تفسير للسور الطوال، فضاق العمر عن التنفيذ. كما أنّها وقفت عند الدراسة اللغوية مقارنة وموازنة بين آراء المفسّرين من لدن الطبري إلى [[محمّد عبده]]، ولم تفسح المجال لما بعد الدراسة اللغوية من<br>أفكار قرآنية، وهي ذات هدف أوّل، ولعلّ عنوان التفسير البياني قد غلب على اتّجاهها في هذا المنحى، ولكلّ وجهته الخاصّة. | <br>وقد حاولت أن تطبّق هذا المنهج جاهدة فيما كتبته عن التفسير في جزءين جيّدين، ولكنّها اختارت قصار السور فحسب. وهذا الاختيار لا يظهر ما تعنيه بالتفسير الموضوعي على حقيقته، كما يظهر في طوال السور. ولعلّها كانت تمهّد بذلك إلى تفسير للسور الطوال، فضاق العمر عن التنفيذ. كما أنّها وقفت عند الدراسة اللغوية مقارنة وموازنة بين آراء المفسّرين من لدن الطبري إلى [[محمّد عبده]]، ولم تفسح المجال لما بعد الدراسة اللغوية من<br>أفكار قرآنية، وهي ذات هدف أوّل، ولعلّ عنوان التفسير البياني قد غلب على اتّجاهها في هذا المنحى، ولكلّ وجهته الخاصّة. | ||
<br>أمّا الاتّجاه الثاني في المجال الإسلامي فيتجلّى في كلّ ما أصدرته عن الأُسرة النبوية الكريمة في موسوعتها الحافلة عن سيّدات البيت النبوي التي شملت [[السيّدة آمنة]] (رضي اللَّه عنها)، وأُمّهات المؤمنين جميعهنّ، ومن يتّصل بالبيت النبوي، | <br>أمّا الاتّجاه الثاني في المجال الإسلامي فيتجلّى في كلّ ما أصدرته عن الأُسرة النبوية الكريمة في موسوعتها الحافلة عن سيّدات البيت النبوي التي شملت [[السيّدة آمنة]] (رضي اللَّه عنها)، وأُمّهات المؤمنين جميعهنّ، ومن يتّصل بالبيت النبوي، كفاطمة الزهراء، وزينب الأُولى، وزينب الثانية بطلة كربلاء، و[[سكينة]]، وغيرهنّ. | ||
<br>والحقّ أنّ الأُسلوب الأدبي الرائع قد جلّى ما تهدف إليه من الحقائق الإيمانية أحسن تجلية، لذلك تعدّدت طبعات هذه الموسوعة الرائعة، ونُقلت إلى لغات شتّى، وقد نشرت أوّلًا في أجزاء صغيرة مسلسلة «كتاب الهلال»، ثمّ جُمعت في مجلّد تجاوز الألف من الصفحات التي ترجمت إلى التركية والفارسية والأُردية والأندونيسية، فذكّرتنا بما كان يُترجم تلقائياً لهذه اللغات من مؤلّفات محمّد عبده و[[طنطاوي]] [[جوهري]] و[[فريد]] و[[جدي]] و[[محمّد رشيد رضا]] في مطلع القرن العشرين. | <br>والحقّ أنّ الأُسلوب الأدبي الرائع قد جلّى ما تهدف إليه من الحقائق الإيمانية أحسن تجلية، لذلك تعدّدت طبعات هذه الموسوعة الرائعة، ونُقلت إلى لغات شتّى، وقد نشرت أوّلًا في أجزاء صغيرة مسلسلة «كتاب الهلال»، ثمّ جُمعت في مجلّد تجاوز الألف من الصفحات التي ترجمت إلى التركية والفارسية والأُردية والأندونيسية، فذكّرتنا بما كان يُترجم تلقائياً لهذه اللغات من مؤلّفات محمّد عبده و[[طنطاوي]] [[جوهري]] و[[فريد]] و[[جدي]] و[[محمّد رشيد رضا]] في مطلع القرن العشرين. | ||
<br>(انظر ترجمتها في: مع رجال الفكر 1: 207- 208، موسوعة ألف شخصية مصرية: 348- 349، أعلام الأدب العربي المعاصر 1: 360- 363، أعلام التراث: 220- 222، إتمام الأعلام: 217، أُدباء وشعراء العرب 2: 56، المتحوّلون 6: 91- 94، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 585- 589، موسوعة الأعلام 2: 426- 427). | <br>(انظر ترجمتها في: مع رجال الفكر 1: 207- 208، موسوعة ألف شخصية مصرية: 348- 349، أعلام الأدب العربي المعاصر 1: 360- 363، أعلام التراث: 220- 222، إتمام الأعلام: 217، أُدباء وشعراء العرب 2: 56، المتحوّلون 6: 91- 94، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 585- 589، موسوعة الأعلام 2: 426- 427). |