Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
|} | |} | ||
</div> | </div> | ||
'''عبدالله بن شداد بن الهاد''' هو من كبار التابعين، ومن فقهاء الشيعة <ref>تقريب التهذيب 5: 222، تاريخ أسماء الثقات: 261، الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84.</ref>. أبوه [[شدّاد]] من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وقد حضر الخندق وما بعدها من الغزوات، وكان حليفاً لبني هاشم <ref>تقريب التهذيب 1: 348، أُسد الغابة 2: 389.</ref>. والهاد جدّ عبداللَّه، واسمه أُسامة، وقيل له: الهادي لأنّه كان يوقد النار ليلاً للأضياف، ولمن سلك الطريق <ref>أُسد الغابة 2: 389، الطبقات الكبرى: 61، المعارف: 282.</ref>. وأُمه [[سلمى]] أُخت [[أسماء بنت عميس]] - زوجة [[جعفر بن أبي طالب]] - حيث تزوّجها شدّاد بعد شهادة حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله، وأنجبت منه عبداللَّه <ref>الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 82.</ref>. ولُقّب بالعُتواري - فضلاً عن ليث وكنانة - نسبةً إلى أبيه السادس عُتوارة <ref>تنقيح المقال 2: 188.</ref>. | '''عبدالله بن شداد بن الهاد''' هو من كبار التابعين، ومن فقهاء [[الشيعة]] <ref>تقريب التهذيب 5: 222، تاريخ أسماء الثقات: 261، الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84.</ref>. أبوه [[شدّاد]] من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وقد حضر الخندق وما بعدها من الغزوات، وكان حليفاً لبني هاشم <ref>تقريب التهذيب 1: 348، أُسد الغابة 2: 389.</ref>. والهاد جدّ عبداللَّه، واسمه أُسامة، وقيل له: الهادي لأنّه كان يوقد النار ليلاً للأضياف، ولمن سلك الطريق <ref>أُسد الغابة 2: 389، الطبقات الكبرى: 61، المعارف: 282.</ref>. وأُمه [[سلمى]] أُخت [[أسماء بنت عميس]] - زوجة [[جعفر بن أبي طالب]] - حيث تزوّجها شدّاد بعد شهادة حمزة عم النبي صلى الله عليه وآله، وأنجبت منه عبداللَّه <ref>الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 82.</ref>. ولُقّب بالعُتواري - فضلاً عن ليث وكنانة - نسبةً إلى أبيه السادس عُتوارة <ref>تنقيح المقال 2: 188.</ref>. | ||
ولد عبداللَّه على عهد النبي صلى الله عليه وآله، إلّا أنّه لم يوفّق لرؤيته صلى الله عليه وآله، ولذا عدّ من المخضرمين، يقول النووي: «روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً» <ref>أُسدالغابة 3: 183، تهذيب الأسماء واللغات 1: 272.</ref>. وكان قد سكن المدينة، ثم تحوّل إلى الكوفة، وخرج إلى المدائن بصحبة الإمام علي عليه السلام، كما واشترك في حرب النهروان ضدّ الخوارج <ref>أُسد الغابة 2: 389، تاريخ بغداد 9: 437، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>. وبعد استشهاد علي عليه السلام عاد إلى المدينة والتقى عائشة، ودار بينهما حوار حول الخوارج وذي الثُديّة<ref>تاريخ بغداد 9: 473، مختصر تاريخ دمشق 12: 255 - 256.</ref>. وقال ابن عساكر: «وفد عبداللَّه على معاوية»<ref>مختصر تاريخ دمشق 12: 254.</ref>. | ولد عبداللَّه على عهد النبي صلى الله عليه وآله، إلّا أنّه لم يوفّق لرؤيته صلى الله عليه وآله، ولذا عدّ من المخضرمين، يقول النووي: «روى عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلاً» <ref>أُسدالغابة 3: 183، تهذيب الأسماء واللغات 1: 272.</ref>. وكان قد سكن المدينة، ثم تحوّل إلى الكوفة، وخرج إلى المدائن بصحبة الإمام علي عليه السلام، كما واشترك في حرب النهروان ضدّ الخوارج <ref>أُسد الغابة 2: 389، تاريخ بغداد 9: 437، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>. وبعد استشهاد علي عليه السلام عاد إلى المدينة والتقى عائشة، ودار بينهما حوار حول الخوارج وذي الثُديّة<ref>تاريخ بغداد 9: 473، مختصر تاريخ دمشق 12: 255 - 256.</ref>. وقال ابن عساكر: «وفد عبداللَّه على معاوية»<ref>مختصر تاريخ دمشق 12: 254.</ref>. | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
عدّه [[الشيخ الطوسي]] من أصحاب الإمام علي عليه السلام، والبرقي من خواصّ أصحابه عليه السلام<ref>رجال الطوسي: 47، رجال البرقي: 4.</ref>، وأورده [[العلّامة الحلّي]] وابن داود ضمن الرواة الموثَّقين <ref>خلاصة الأقوال: 192، رجال ابن داود: 120.</ref>. | عدّه [[الشيخ الطوسي]] من أصحاب الإمام علي عليه السلام، والبرقي من خواصّ أصحابه عليه السلام<ref>رجال الطوسي: 47، رجال البرقي: 4.</ref>، وأورده [[العلّامة الحلّي]] وابن داود ضمن الرواة الموثَّقين <ref>خلاصة الأقوال: 192، رجال ابن داود: 120.</ref>. | ||
وصرّح المامقاني بأنّ رواية لقائه | وصرّح المامقاني بأنّ رواية لقائه ب[[الإمام الحسين عليه السلام]] تدلّ على عدالته ومدحه <ref>تنقيح المقال 2: 188.</ref>. وقال المحقّق الخوئي: «يكفي في مدحه أنّه من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام» <ref>معجم رجال الحديث 11: 232.</ref>. | ||
كما وثّقه بالاتّفاق علماء ورجاليّي أهل السنّة مع إشارتهم بأنّه كان شيعياً، واعتبروه مكثراً في نقل الحديث <ref>تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، سير أعلام النبلاء 3: 489.</ref>. | كما وثّقه بالاتّفاق علماء ورجاليّي [[أهل السنّة]] مع إشارتهم بأنّه كان شيعياً، واعتبروه مكثراً في نقل الحديث <ref>تهذيب الأسماء واللغات 1: 272، سير أعلام النبلاء 3: 489.</ref>. | ||
=عبداللَّه وأهل البيت عليهم السلام= | =عبداللَّه وأهل البيت عليهم السلام= | ||
سطر ٣٩: | سطر ٣٩: | ||
وروى الصدوق والحاكم الحسكاني و [[ابن شهرآشوب]] نقلاً عن كتاب [[الفضائل للعكبري]]، عن عبداللَّه بن شدّاد، عن [[ابن عباس]] أنّه قال: «كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة، لو لم تكن له إلّا واحدة لنجا، ولقد كانت له ثماني عشرة منقبة لم تكن لأحدٍ من هذه الأُمة» <ref>كتاب الخصال 2: 509، شواهد التنزيل 1: 15، 16، مناقب آل أبي طالب 2: 6</ref>. | وروى الصدوق والحاكم الحسكاني و [[ابن شهرآشوب]] نقلاً عن كتاب [[الفضائل للعكبري]]، عن عبداللَّه بن شدّاد، عن [[ابن عباس]] أنّه قال: «كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة، لو لم تكن له إلّا واحدة لنجا، ولقد كانت له ثماني عشرة منقبة لم تكن لأحدٍ من هذه الأُمة» <ref>كتاب الخصال 2: 509، شواهد التنزيل 1: 15، 16، مناقب آل أبي طالب 2: 6</ref>. | ||
وروى الكشّي وابن شهرآشوب بطريقين عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام: «أنّ رجلاً من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام كان مريضاً شديد الحمّى، فعاده الحسين بن علي عليه السلام، فلمّا دخل باب الدار طارت الحمّى عن الرجل، فقال له: قد رضيت بما أُوتيتم به حقّاً حقّاً والحمّى تهرب منكم، فقال: واللَّه ما خلق اللَّه شيئاً إلّا وقد أمره بالطاعة لنا، ياكياسة، قال: فاذا نحن نسمع الصوت ولانرى الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألّا تقربي إلّا عدوّاً أو مذنباً لكي تكون كفّارةً لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض عبداللَّه بن شدّاد بن الهاد الليثي» <ref>رجال الكشّي: رقم (141)، مناقب آل أبي طالب 4: 58.</ref>. | وروى الكشّي وابن شهرآشوب بطريقين عن [[الإمام الصادق عليه السلام]] عن آبائه عليهم السلام: «أنّ رجلاً من شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام كان مريضاً شديد الحمّى، فعاده الحسين بن علي عليه السلام، فلمّا دخل باب الدار طارت الحمّى عن الرجل، فقال له: قد رضيت بما أُوتيتم به حقّاً حقّاً والحمّى تهرب منكم، فقال: واللَّه ما خلق اللَّه شيئاً إلّا وقد أمره بالطاعة لنا، ياكياسة، قال: فاذا نحن نسمع الصوت ولانرى الشخص يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك ألّا تقربي إلّا عدوّاً أو مذنباً لكي تكون كفّارةً لذنوبه، فما بال هذا؟ وكان الرجل المريض عبداللَّه بن شدّاد بن الهاد الليثي» <ref>رجال الكشّي: رقم (141)، مناقب آل أبي طالب 4: 58.</ref>. | ||
ويبدو من هذه الرواية أنّه كان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام أيضاً. وممّا مرّ، وطبقاً لما ذكر ابن حجر وآخرون يتّضح أنّ عبارة تهذيب الكمال التي تدلّ على تصريح ابن سعد بمخالفته إنّما هي اشتباه <ref>أنظر: الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>. | ويبدو من هذه الرواية أنّه كان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام أيضاً. وممّا مرّ، وطبقاً لما ذكر ابن حجر وآخرون يتّضح أنّ عبارة تهذيب الكمال التي تدلّ على تصريح ابن سعد بمخالفته إنّما هي اشتباه <ref>أنظر: الطبقات الكبرى 5: 61، تهذيب الكمال 15: 84، تهذيب التهذيب 5: 222.</ref>. |