يوسف الدجوي

من ویکي‌وحدت
يوسف الدجوي
الاسم يوسف الدجوي‏
الاسم الکامل يوسف الدجوي‏
تاريخ الولادة 1870م / 1287هـ
محل الولادة قلیوب / مصر
تاريخ الوفاة 1946م / 1365هـ
المهنة مفكّر ومصلح مصري معروف
الأساتید سليم البشري، ورزق بن صقر البرقامي، وعطية العدوي، ومحمّد البحيري، وهارون البنجاوي، وأحمد الرفاعي الفيّومي، ومحمّد طمّوم، وأحمد فايد الزرقاني
الآثار خلاصة علم الوضع، تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين، سبيل السعادة، رسائل السلام ورسل الإسلام، رسالة في تفسير قول اللَّه تعالى: «لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ» (سورة الأنبياء: 23)، صواعق من نار في الردّ على صاحب المنار، الجواب المنيف في الردّ على مدّعي التحريف في القرآن الشريف، الردّ على كتاب «الإسلام وأُصول الحكم»، مفاهيم إسلامية: مقالات وفتاوى
المذهب سنّی (مالکی)

يوسف الدجوي: مفكّر ومصلح مصري معروف.

الولادة

وُلد بقرية (دجوة) من أعمال قليوب بمصر سنة 1287 ه (1870 م) من أب ينتمي إلى بني حبيب، وأُمّ يرجع نسبها إلى الإمام الحسن السبط عليه السلام، وقد أُصيب بفقد بصره في صغره بمرض الجدري فَعَزّاه والده بأنّه سيلتحق بالأزهر ليكون عالماً جليلًا، وبدأ بذلك حين أتمّ حفظ القرآن سنة 1301 ه، فتلقّى العلم على كبار أساتذة الأزهر إذ ذاك، كسليم البشري، ورزق بن صقر البرقامي، وعطية العدوي، ومحمّد البحيري، وهارون البنجاوي، وأحمد
الرفاعي الفيّومي، ومحمّد طمّوم، وأحمد فايد الزرقاني... ثمّ حاز درجة العالمية سنة 1313 ه ونالها بتفوّق عظيم، حتّى قصد منزله كبار العلماء ممّن امتحنوه ليشهدوا بنبوغه الملحوظ، وكان منهم الشيخ راضي الحنفي.

التحرير في مجلة الأزهر

ولمّا أسّست المشيخة الأزهرية مجلّة «الأزهر» كان أوّل من وقع اختيارها عليه للتحرير بها الأُستاذ الدجوي، فكتب فيها البحوث الممتعة في الدين والتفسير والحكمة، وبقي على موافاتها حتّى وفاته، وقد تَرجم له قلم الترجمة بالمجلّة كتابه القيّم «رسائل السلام» إلى اللغة الإنجليزية، وطبعت منه عشرة آلاف نسخة بعثت بها لمن لا يقرأون العربية من الأجانب الراغبين.

التدريس

وقد اشتهر الشيخ في صدر شبابه؛ لأنّه تصدّر لإلقاء دروس في التفسير بالرواق العبّاسي بالأزهر اقتداء بالإمام محمّد عبده بعد رحيله بأمد واسع، فأُخِذ الطلاب بروعة ما ألقى، وكتبوا من تفسيره الشي الكثير، وقد ذكر ابن أخيه الشيخ عبد الرافع الدجوي أنّه جمع من تفسيره في عام واحد فقط أربعين كرّاسة، وهو يحاول طبعها فلا يجد المستجيب!
أخذ عنه جمع غفير، منهم: محمّد أحمد عليوة، وعبد اللَّه عفيفي، وعبد الوهاب عبد اللطيف، وصالح موسى شرف، وغيرهم.
وهو عالم شغل معاصريه بكثرة ما ألقى من الدروس الدينية والمحاضرات العلمية، وما أصدر من الفتاوى الفقهية؛ إذ كان مرجعاً أميناً للفتوى، تصدر إليه عشرات الأسئلة شهرياً، فيجيب عليها بوثوق، ولو جمع ما كتب في هذا المجال لكان كنزاً ثميناً على حدّ تعبير الدكتور محمّد رجب البيّومي.

آرائه واتجاهاته

أمّا ما يتعلّق بآرائه واتّجاهاته الفكرية: ففي أثناء تدريسه بالأزهر ألّف جمعية دينية سمّاها «جمعية النهضة الإسلامية»، واختار لها ذوي الغيرة من رجال مصر، فكانت أُختاً لسابقتها «جمعية مكارم الأخلاق»، فأدّيتا رسالة جليلة في مقاومة التبشير الذي شجّع‏
الاحتلال الإنجليزي ذيوعه على نحو أقلق الغيورين، فكان الأساتذة: يوسف الدجوي، وعبد الوهاب النجّار، وزكي سند، ممّن صمدوا لدفع افتراءات التبشير. ومن الشباب الأزهري الذين تربّوا في «جمعية النهضة» الأساتذة: محمود أبو العيون، وعلي سرور الزنكلوني، وعبد الباقي سرور نعيم، وعبد اللَّه عفيفي... وكلّهم قد احتلّ مكاناً مرموقاً بجهاده النبيل، وبتوجيه الشيخ يوسف في اجتماعاته الليلية بدار النهضة!
أمّا ثقة الأزهر به فقد كانت في أعلى درجاتها؛ إذ انتدبه شيخ الأزهر الأُستاذ سليم البشري لوضع كتاب يبيّن حقائق الإسلام استجابةً لرسالة باحث أمريكي هو «إيفان. م.
دي» اعتنق الدين ويريد التعمّق في مسائله؛ لأنّه يعيش في وسط يناقشه بما لا يملك أن يدفع به، فرحّب الدجوي باختياره، وكتب في أيّام معدودة كتابه الشهير «رسائل السلام» متحدّثاً عن عالمية الدين، وكيف جاء لهداية البشرية جميعاً في كلّ زمان ومكان، ثمّ أفاض في ذكر آداب الإسلام وأوامره ونواهيه، وخصّ الجانب الأخلاقي بتفصيلٍ شافٍ. وكان كتاب الدجوي بعد ما كتبه الأُستاذ الإمام من قبل من أحسن الكتب الهادية إلى دين اللَّه.
ثمّ قامت «جمعية الشبّان المسلمين» بالقاهرة واعتمدت على المحاضرات العلمية التي يلقيها كبار العلماء توجيهاً للشباب المفتون بشبهات الغرب، وكان الشيخ الدجوي من فرسان هذه الحلبة، وقد اختار الأُستاذ محبّ الدين الخطيب طائفة من هذه المحاضرات صدرت في جزءين تحت عنوان «المنتقى»، ومن بين مختاراتها محاضرات الأُستاذ الدجوي!
ثمّ راجت في مصر أُسطورة «داروين» عن نشأة الإنسان، ولاقت إعجاب من يكتفون بالقشور عن اللباب، فانبرى الأُستاذ لتفنيدها في عدّة محاضرات، انتفع فيها بما قاله معارضوه من الغرب، مستشهداً بآراء العلّامة «كاميل فلامريون» وغيره... ولعلّ هذا وأمثاله ما دعا الأُستاذ محمّد فريد وجدي أن يقول في تأبينه: «ومن مميّزات الفقيد أنّه يأنس إلى البحوث النفسية الحديثة في أوروبّا، ويراها خير أداة لكسر شوكة الماديّين، وقد اعتمد في كتاباته على ما حقّقوه منها، ولا يخشى في ذلك لومة لائم».
ولم يتقيّد الشيخ بالمذهب المالكي في فتاويه الفقهية، بل امتدّ نظره إلى المذاهب المختلفة ليختار منها ما ترجّح لديه بالدليل.
على أنّ الشيخ لم يكن من ذوي التعصّب لرأيه، بل كان يقدّم فتاويه بأنّها محض اجتهاد، وأنّ رأيه ليس الأوحد الذي لا تحيّد عنه، وأنّه حين يسأل عن حكم فقهي يذكر ما يرجّحه من آراء العلماء في هذا الحكم، وليس معنى ذلك أن لا خلاف فيه، بل معناه أنّ المختار هو ما يتّجه إليه، ثمّ ينصح قارئه بأن يعلم «أنّ المجتهد الذي يأخذ من الكتاب والسنّة لا بدّ أن يكون عالماً بمواقع العموم والخصوص والإطلاق والتقييد، عارفاً كلّ حديث، باحثاً عمّا عسى أن يكون فيه من علّة خفية لا يعرفها إلّادُقّاق الحفّاظ، عالماً بطرق الترجيح ليقدّم بعضها على بعض عند التعارض». وهو بذلك يردّ على من يقول عن خطأ واضح: إنّه يكتفى بالحديث والقرآن عن كتب المذاهب! وهو عن القرآن والحديث بمكان بعيد.

تأليفاته

خلاصة علم الوضع، تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين، سبيل السعادة، رسائل السلام ورسل الإسلام، رسالة في تفسير قول اللَّه تعالى: «لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ» (سورة الأنبياء: 23)، صواعق من نار في الردّ على صاحب المنار، الجواب المنيف في الردّ على مدّعي التحريف في القرآن الشريف، الردّ على كتاب «الإسلام وأُصول الحكم»، مفاهيم إسلامية: مقالات وفتاوى.
ومؤلّفاته كثيرة، ولكن فضله أكبر منها؛ لأنّ دروسه كانت ذات استفاضة لم تتح له عند التأليف وهو منفرد يملي، وقد لاحظ ذلك الدكتور زكي مبارك فيما كتبه في تفسير قوله تعالى: «لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ»، وهي تتحدّث عن مسألة دقيقة من مسائل علم الكلام.
وإذ كانت هذه الكتب محدودة الانتشار بعد انقضاء أكثر من سبعين عاماً على طبعها، فقد أحسن الأُستاذ الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود حين أمر بجمع كثير من مقالات الشيخ في مجلّدين كبيرين تحت عنوان «مفاهيم إسلامية: مقالات وفتاوى»، وقد جاء المجلّد
الأوّل في سبع مائة واثنتين وثلاثين صفحة، وجاء المجلّد الثاني في ثمان مائة وأربع وأربعين من الصفحات.
وبمراجعة الجزء الأوّل نجد أنّه بدأ بما كتبه الأُستاذ عن الإلهيات، حيث خاض في مسائل دقيقة تتحدّث عن ضرورة الإيمان والردّ على الطبيعيّين في نكران الحقائق اليقينية، وعن البعث، وحرّية الإنسان، والقضاء والقدر، والتوسّل، والاستغاثة، وتوحيد الأُلوهية، وتوحيد الربوبية، ومقرّ الأرواح بعد الموت، وتنزيه اللَّه تعالى عن المكان والجهة، والتنويم المغناطيسي واستحضار الأرواح، وأفعال العباد، والشرك وعقوبته الأُخروية، وحاجة الإنسان إلى الشريعة.
ثمّ جاء بعد هذا الباب جزء ممتع عن النبوّات بعد الإلهيات، إذ أفاض الشيخ في مقالات عن نبوّة خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله وعن المعراج، وقصص الأنبياء، وحياتهم في القبر، والإسراء والمعراج، وعن مواقف رائعة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله تؤكّد صدق نبوّته، وغيرها.
أمّا الجزء الثالث فخاصّ بالتفسير، حيث صدرت عن الشيخ شروح شافية لسور كثيرة من جزء عمّ، وفيها استطرادات مليئة بالعبر النافعة، وختم الجزء الرابع بما جمع من فتاوى الشيخ الفقهية، وقد امتدّت من ص 389 إلى ص 840، فشملت من القضايا ما يعالج شؤون العصر.
وأخيراً قال عنه د. محمّد عبد المنعم الخفّاجي: «كان مفسّر الأزهر ومحدّثه، بل فيلسوفه وكاتبه وخطيبه، كما كان موضع ثقة الجماهير الإسلامية في شتّى الأقطار».

الوفاة

وعندما توفّى الشيخ بعزبة النخل (من ضواحي القاهرة) شيّع باحتفال مهيب، وكان ذلك في عام 1365 ه الموافق 1946 م، ودفن في عين شمس.

المراجع

(انظر ترجمته في: معجم المطبوعات العربية والمعرّبة 1: 867، المراجعات الريحانية 2: 295- 310، الأعلام الشرقية 1: 422- 423، الأزهر في ألف عام 2: 51- 56، الأعلام للزركلي 8: 216- 217، معجم المؤلّفين 13: 272- 273، معجم المفسّرين 2: 742، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 898- 899، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 2: 143- 160، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي:
1179- 1182، نثر الجواهر والدرر 2: 1675- 1678).