وحدة الهدف

من ویکي‌وحدت

وحدة الهدف: إنّ من الأركان والأُسس الكفيلة بتحقيق الوحدة- والتي تبتني عليها أواصر الأخوّة- الهدف المشترك، مضافاً إلى وحدة: العقيدة، والعمل والاتّباع، والقيادة، والخصال الحميدة المشتركة، والوحدة الثقافية. وسنتناول في هذه المقالة وحدة الهدف.

إنّ وحدة الهدف مثل وحدة العقيدة ووحدة العمل ووحدة القيادة تشكّل أصلاً إسلامياً هامّاً، غير أنّها وردت في النصوص الإسلامية بلغة التوجيهات الأخلاقية ولغة الحثّ على اكتساب المكارم والفضائل، لكنّها لغة فيها تأكيد على أهمّية الهدف وعلى عدم افتراق الهدف عن المسؤولية المشتركة، يقول سبحانه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) (سورة آل عمران: 110)، فامتياز هذه الأمّة وأهمّ خصائصها مسؤولية الدعوة والإيمان بالله، ولأهمّية هذه المسؤولية قدّمها على الإيمان بالله سبحانه.

ويمكن تلخيص أهداف الإسلام والمسؤوليات المشتركة التي يحملها المسلمون لبلوغ هذه الأهداف فيما يلي:

1 ـ الفلاح والفوز في الدارين وكسب رضا الله سبحانه. وعبارة: (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تتكرّر في القرآن بعد كثير من الأوامر والتعاليم.

2 ـ استتباب حاكمية الدين في الأرض: (وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ) (سورة البقرة: 193)، (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) (سورة الفتح: 28).

3 ـ استتباب حاكمية عباد الله الصالحين في الأرض: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الأنبياء: 105)، (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (سورة القصص: 5).

4 ـ السعي لإشاعة الخير والمعروف وإزالة المنكر والشرّ والفساد. وآيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنحو هذا الاتّجاه.

5 ـ إنقاذ المستضعفين والمحرومين: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) (سورة النساء: 75).

6 ـ فتح مغاليق أسرار الخلقة؛ للتعمّق في فهم عظمة الخالق، وهذا الهدف يذكره القرآن لدى حديثه عن عظمة الكون وعجائب الطبيعة.

7 ـ إزالة الفتنة من الأرض: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ) (سورة البقرة: 193).

8 ـ تنمية الإحساس بالمسؤولية المشتركة الإسلامية، والاهتمام بأمر المسلمين، والمواساة بينهم، واتّحادهم مقابل الأعداء: «من أصبحّ ولم يهتمّ بأُمور المسلمين فليس بمسلم»، «المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه»، «... وهم يد واحدة على مَن سواهم»، وأمثالها من الروايات المشهورة تخلق هذه المشاعر الإنسانية.

9 ـ إحلال روح الأُخوّة الإسلامية بين المسلمين، حتّى أنّ الفرد المسلم يتمنّى لغيره ما يتمنّاه لنفسه، وأنّ المؤمنين بمثابة نفس واحدة: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (سورة الحجرات: 10).

المصدر

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1: 72.

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح\تأليف: محمّد جاسم الساعدي\نشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010 م.