وحدة التولّي والتبرّي

من ویکي‌وحدت

وحدة التولّي والتبرّي: تُعَدُّ من الأركان والأُسس الكفيلة بتحقيق الوحدة- والتي تبتني عليها أواصر الأخوّة- هي التولّي والتبرّي (الولاء والبراء)، مضافاً إلى وحدة: العقيدة، والقيادة، والهدف المشترك، والخصال الحميدة المشتركة، والوحدة الثقافية، والبعد الحضاري، والبعد المصيري، وغيرها. وسنتناول في هذه المقالة وحدة التولّي والتبرّي.

وحدة الولاء (التولّي) في القرآن الكريم

حول وحدة الولاء (التولّي) يقول تعالى: (إِنّما وَليِّكُم الله وَرَسُولِهِ وَالَّذينَ آمَنُوا الّذينَ يُقِيمونَ الصّلاةُ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ رَاكِعُون) (سورة المائدة: 55)، فإنّ الولاء الحقّ لله وحده ولمن يأمر الله تعالى بولائه، وهذا الولاء الثاني يأتي في امتداد الولاء الأوّل، والولاء من مقولة التوحيد، وتوحيد الولاء من مقوّمات وحدة الأمّة.

إلزامات هذ الوحدة

وهذه الوحدة تستلزم وحدة النسيج الاجتماعي للولاء، فهذا الولاء يربط المؤمنين بعضهم ببعض في شبكة ولائية واحدة، لا تنفصم ولا تتجزّأ، وقد يصطلح عليه بالبعد الأُفقي للولاء، وهو أيضاً من مقولة التوحيد.. قال تعالى: (إنّ الّذينَ آمَنُوا وَهَاجَروا وَجَاهَدوا بِأَمْوالَهُم وَأَنْفُسِهِم فِي سَبِيلِ الله وَالَّذينَ آووا وَنَصَروا أُولئِكَ بَعْضَهُم أَوْلياء بَعض) (سورة الأنفال: 72)، فالمؤمنون نسيج واحد على اختلاف لغاتهم وأوطانهم.

حول وحدة البراءة (التبرّي)

أمّا وحدة البراءة (التبرّي)- وهي الوجه الآخر لوحدة الولاء- فهذه الوحدة واجبة، كما يجدها مَن يطالع سورة «الكافرون»، ويمكن تجسيد هذه الوحدة اليوم في توحيد موقف البراءة السياسي والاقتصادي والعسكري والإعلامي والثقافي ضدّ الكيانات الاستكبارية الظالمة التي تعلن العداء للإسلام والمسلمين.

المصدر

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1: 66.

موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح\تأليف : محمّد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010 م.