مفردة التلاوة قرينة علي أميتة (صلى الله عليه وآله)

من ویکي‌وحدت
عنوان مقاله مُفْردةِ التَّلاوةِ قَرينةً عَلي أمِّيتِةِ (صلى الله عليه وآله)
زبان مقاله عربی
اطلاعات نشر ایران
نویسنده احمد شفیعی نیا

مُفْردةِ التَّلاوةِ قَرينةً عَلي أمِّيتِةِ (صلى الله عليه وآله)

الشُبْهةُ

قد يستشکل علي بعض الآيات المستدل بها کقوله تعالى: «وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ». لكن بعض أصحاب المجامع اللغوية كالراغب الأصفهاني يُصرُّون على أنّ التلاوة تخصُّ الكتبَ المنزلةَ ولا تشمل الكتب الأخرى فيكون معنى الآية الشريفة أنّك لا تقرأ ولاتكتب خصوص الكتب المنزلة فقط لا أنّك لا تقرأ ولا تكتب كلَّ كتاب: «والتلاوة تختصُّ بأتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة، وتارة بالإرتسام لما فيها من أمر ونهى وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك وهو أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة وليس كل قراءة تلاوة، لا يقال تلوت رقعتك». ويفترض أن الراغب ومن ذهب إلى هذا الرأي من أهل الاختصاص فبماذا يمكن مناقشتهم؟

الإجابــةُ

اولاً: فقد نعت الله عز وجل رسوله (صلى الله عليه وآله) بالأمِّيَّةِ في أكثر من موضع من كتابه العزيز لاتکن فيه مفردة (التلاوة)، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ». وثانياً: ما نسب الي الراغب الإصفهاني من كون آية سورة العنكبوت المشار إليها في السؤال إنما تدلُّ على نفي تلاوة الرسول (صلى الله عليه وآله) للكتب المنزلة فقط، ولا تدلُّ على أميته، فإنه تتعارض مع التعليل في ذيل الآية الکريمة؛ حيث تقول: «إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ»، الذي تتحقق معناه اذا کان النبي (صلى الله عليه وآله) غيرَ قادرٍ علي أي قرائةٍ وکتابةٍ؛ فإنَّ أمِّيتَةُ (صلى الله عليه وآله) كمالٌ في حقِّه ومعجزة من أعظم معجزاته؛ فلو كان يكتب ويقرأ لشكك المغرضون والجاحدون في أمره، ولادَّعى المشركون أنّ ما جاء به من اختراعه ونتائج أفكاره؛ ولذلك فهو (صلى الله عليه وآله) لايكتب ولايقرأ قبل الرسالة وبعدها، وتوفي وهو كذلك على الراجح، وهو قول جمهور أهل العلم. ولايخفي علي المحققين انّ القواعد العلمية ايضا تقتضي ان تکون العلة مخصصة لما في الصدر الآية، لکون کلّ علةٍ مخصِّصةٌ ومعمِّمةٌ.