مظاهر التغريب الثقافي

من ویکي‌وحدت

مظاهر التغريب الثقافي علائم تغريب الثقافة ونشر قيم الثقافة الغربية في الأوساط الإسلامية حتّى يتمّ صهر الثقافة الإسلامية في بوتقة الفكر الغربي. ومن تلك القضايا التي طرحها الفكر الغربي ليحكم السيطرة على الثقافة الإسلامية:
1 - مهاجمة الدين بصفة عامّة، ومحاولة وضع العلم في مواجهته كبديل. وقد فصل الغرب بين العلم والدين وبنى حضارته على ذلك. يقول محمّد أركون: «إنّ تاريخ الاحتكاك بين الإسلام والغرب ما انفكّ يفرض علينا فكرة المتمثّل بأنّ دين محمّد صلى الله عليه و آله يقع خارج دائرته الثقافية».
2 - القضاء على اللغة بنشر اللهجات العامّية.
3 - إثارة الشبهات حول التاريخ الإسلامي، والدعوة إلى إقليمية التاريخ؛ للتنقيص من قيمة التاريخ الإسلامي عالمياً.
4 - طرح قضايا الفلسفات اليونانية الغربية بما تحمله من وثنيات وتعدّد، فمرّة يصدّرون إلينا القومية البعيدة عن الدين، ومرّة دعوى التحرّر، ومرّة الوجودية والماركسية
والفرويدية والعصرنة والحداثة والعقلانية، ليتمّ تشويش الفكر الإسلامي وإشغاله بقضايا جانبية بعيداً عن الدين.
5 - ينشر القيم الغربية التي لم تنشر إلّاالقلق والفوضىٰ والإنسان المشرّد الضائع في الغرب، وذلك ليتمّ نشرها بين المسلمين؛ ليتهيّأ لهم إخراجهم من قيمهم الخالدة.
6 - طرح قضايا تؤدّي إلى إحباط همّة المسلمين، فمرّة تراهم يقولون: إنّ الإسلام هو مصدر ضعف المسلمين! ومرّة يصوّبون سهامهم نحو الشريعة، فيرونها شريعة محدودة قاصرة على شبه جزيرة العرب مستمدّة من القانون الروماني! وقد نفى ذلك علماؤنا وأثبتوا أنّ القانون الروماني الذي وجد في القرن 11 م و 12 م قد سبقته القوانين الإسلامية بقرون، وأنّه هو الذي استمدّ بعض ما جاء فيها! واعترف مؤتمر القانون الدولي المقارن بلاهاي والمنعقد في سنة 1932 م بالشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع والقانون المقارن مع استقلالها الكامل عن التشريع الروماني.
وعندما أحكم الغرب سيطرته على العالم العربي والإسلامي قام بالسيطرة على الثقافة والتعليم والتربية، ولجأ إلى إقصاء القيم الإسلامية وعزلها أو عرضها عرضاً مشوّهاً مع إبعاد كلّ ما يتّصل بها من جوانب القوّة أو البطولة التاريخية بغية تذويب الأجيال الجديدة في الفكر الغربي. كما جرى تغييب التراث الإسلامي والتاريخ الإسلامي بعرض جوانب الضعف والتشكيك والاضطراب فيهما.
وقد استطاعت قوى الثقافة العربية والإسلامية أن تكشف زيف الاستعمار وزيف الشبهات التي طرحها الفكر الأُوربّي، كما كشفوا أهداف النظام التربوي الغربي الذي فرض على مدارسنا وجامعاتنا والذي استهدف إنشاء أجيال تتنكّر لشخصيتها الإسلامية وتبغض دينها وتنظر إلى تاريخها باحتقار وتعتبر حضارته قد أكل الدهر عليها!
لقد أراد الغرب أن يوحّد العالم ولكن تحت سلطانه ولمصلحته، والعالم لا يُساس إلّا بالعدل والحبّ والإخاء، ولكن الغرب لجأ إلى القوّة الغاشمة محاولاً تفريغ هذه الأُمّة من قيمها ودينها وثقافتها، بحيث لم يسمح لها أن تنتج تاريخها الخاصّ بحرّيتها، فهو من جهة
يمارس هيمنته الاقتصادية والسياسية والثقافية على تلك الدول، ومن جهة أُخرى يستهزئ بنظامها وقيمها؛ لأنّها لا تعرف كيف تحرّر من دينها ولغتها وعاداتها لتصبح حديثة على الطريقة الغربية!